mohabbas
عضو نشط
- التسجيل
- 1 مارس 2006
- المشاركات
- 848
توقعت أن يكون الأطول منذ الكساد العظيم في 1929
cnn تستبعد انتهاء الركود الاقتصادي العالمي في النصف الثاني 2009
إعداد نبيل زلف:
في مقال نشره في موقع شبكة cnn »سي. ان. ان« المالي تحت عنوان: »إلى متى سيبقى الركود؟«، تناول المحلل الاقتصادي انثوني كاريداكس الازمة المالية والاقتصادية الراهنة التي تجتاح معظم دول العالم بالقول:
اخيرا تم الاعلان رسميا ان امريكا في حالة ركود اقتصادي، واصبحنا نعرف الآن ان هذا الركود بدأ منذ ديسمبر عام 2007، وفقا لما اعلنه المراقب الرسمي لدورات العمل والفترات الاقتصادية في المكتب الوطني لشؤون الابحاث الاقتصادية.
والسؤال الآن إذاً: متى سينتهي هذا الركود وما مدى عمقه؟
لاشك في ان ثمة اسباباً وجيهة تدعو للقلق حول هاتين المسألتين، لاسيما اذا تذكرنا الرياح العاتية غير المواتية التي تهب على سفينة الاقتصاد اليوم.
لكن من الافضل بالطبع رفض التسليم او قبول التنبؤات الكئيبة بما سيتمخض عن هذا الركود، وكيف تمكن مقارنته حتى الآن بالعديد من فترات التراجع السابقة التي تجاوزتها الولايات المتحدة في الماضي؟
فاذا كان يحلو للبعض وصف عمق الركود الراهن بأنه الاكبر منذ عقود عدة، الا ان هذا القول ليس دقيقا تماما على الرغم من انه صحيح الى حد ما.
اذ لعل من المفيد ان نتذكر هنا ان فترتي الركود السابقتين اللتين شهدهما عاما 1991-1990 و2001 كانتا اقصر واقل حدة بالمعايير التاريخية.
وربما يقارن البعض الآخر الركود الراهن بذلك الذي حدث في عام 1982-1981 ودام لاكثر من 16 شهرا وادى لارتفاع معدل البطالة بنسبة %10.8 ورأى الكثيرون في ذلك مؤشرا خطيرا فعلا.
غير ان الامر سيتطلب انزال المزيد من الضرر غير العادي وعلى فترة طويلة نسبيا باقتصاد امريكا اليوم لكي يرتفع معدل البطالة الراهن الذي يقف عند نسبة %6.5 الى مستوى اعلى.
ومن المهم ان نتذكر ايضا ان ركود عام 1982-1981 كان متعمدا سببه معدلات الفائدة التي حلقت لارتفاعات شاهقة خلال تلك المعركة الكبرى التي قادها رئيس الاحتياطي الفيديرالي بول فولكر للتخلص من الركود.
لكن بالامكان مقارنة الازمة الراهنة بالركود الذي ساد بين عامي 1973 - 1975 والتي عزاها الكثيرون آنذاك لارتفاع اسعار النفط. وكانت تلك الفترة قد استمرت لـ 16 شهراً وادت لارتفاع معدل البطالة الى %9.
ويبدو ان انهيار اسواق الاسهم وتراجع قدرة المستهلك على الانفاق دفع البعض لاجراء مقارنة بين ما يجري الآن وبين الكساد العظيم الشهير الذي شهدته امريكا في ثلاثينيات القرن الماضي.
غير ان مثل هذه المقارنة تهمل بعض الحقائق المهمة، فقد ارتفع معدل البطالة خلال فترة ذلك الكساد الى %25، وانكمش الانتاج الداخلي الاجمالي بنسبة %28 بين عامي 1930 و 1932، وهذا امر غير وارد اليوم بفضل الاختلافات العديدة بين ماكان سائداً في ذلك الوقت وماهو قائم اليوم.
النظام المصرفي
فعلى سبيل المثال، ادى انهيار النظام المصرفي بالكامل خلال الكساد العظيم بالاضافة لغياب الضمانات المصرفية على الودائع الى حدوث كارثة كبرى بمدخرات الاسر الامريكية وقدرتها على الشراء.
بالطبع مثل هذا الامر غير وارد الآن بفضل توافر الضمانات المصرفية، ورد خبراء الاقتصاد والمسؤولون بسرعة على الازمة، وهذا عدا عن عمليات التنسيق لمعالجة جذور الازمة الراهنة على نحو غير مسبوق من قبل.
لكن السؤال الآن: الى متى ستستمر؟ الرأي السائد يشير الى ان الازمة يمكن ان تبقى حتى منتصف عام 2009 رغم ان مثل هذه التوقعات لاتستند في الحقيقة الى رؤية عميقة للأزمة بل ومعروف ايضا انه حتى اكثر التوقعات الاقتصادية دقة يمكن الا تكون صحيحة في اغلب الاوقات. غير ان الحقيقة التي تبين ان الركود الراهن كان قد بدأ بالفعل قبل نحو 12 شهراً ولم يصل بعد الى مستوى اقسى، هي دليل على احتمال ان يكون اطول زمنيا من فترات الركود التي حدثت في 1973 - 1975 و 1981 - 1982 مما يمكن ان يجعله الركود الاطول منذ الكساد العظيم الذي استمر 43 شهراً (من اغسطس 1929 الى مارس 1933).
بيد ان التوقع الذي يشير الى ان الركود الراهن يمكن ان ينتهي في اواسط عام 2009 هو توقع ليس غير معقول لكنه يثير حتى ولو كان صحيحا السؤال المهم التالي: ماهو نوع الانتعاش المحتمل الذي سيأتي بعد ذلك؟
والرد هو »تدريجي« على الارجح، اذ حتى لو تمكن الاقتصاد من الخروج من الركود فنيا في النصف الثاني من 2009، سوف يكون الانتعاش مظهرياً اكثر منه نقطة انعطاف قوية في النشاط الاقتصادي. فمما لا شك فيه ان الركود الراهن كبير لاسيما انه يأتي وسط اجواء غير مواتية في اسواق المال يتعين عدم التقليل من اهميتها وتأثيرها.
لكن على الرغم من هذا ثمة اسباب تدعو للاعتقاد بامكان احتواء شدة وطول فترة الازمة الراهنة بفضل مجموعة الاجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها بالفعل بالاضافة لاخرى قادمة على الطريق.
تاريخ النشر 13/12/2008
cnn تستبعد انتهاء الركود الاقتصادي العالمي في النصف الثاني 2009
إعداد نبيل زلف:
في مقال نشره في موقع شبكة cnn »سي. ان. ان« المالي تحت عنوان: »إلى متى سيبقى الركود؟«، تناول المحلل الاقتصادي انثوني كاريداكس الازمة المالية والاقتصادية الراهنة التي تجتاح معظم دول العالم بالقول:
اخيرا تم الاعلان رسميا ان امريكا في حالة ركود اقتصادي، واصبحنا نعرف الآن ان هذا الركود بدأ منذ ديسمبر عام 2007، وفقا لما اعلنه المراقب الرسمي لدورات العمل والفترات الاقتصادية في المكتب الوطني لشؤون الابحاث الاقتصادية.
والسؤال الآن إذاً: متى سينتهي هذا الركود وما مدى عمقه؟
لاشك في ان ثمة اسباباً وجيهة تدعو للقلق حول هاتين المسألتين، لاسيما اذا تذكرنا الرياح العاتية غير المواتية التي تهب على سفينة الاقتصاد اليوم.
لكن من الافضل بالطبع رفض التسليم او قبول التنبؤات الكئيبة بما سيتمخض عن هذا الركود، وكيف تمكن مقارنته حتى الآن بالعديد من فترات التراجع السابقة التي تجاوزتها الولايات المتحدة في الماضي؟
فاذا كان يحلو للبعض وصف عمق الركود الراهن بأنه الاكبر منذ عقود عدة، الا ان هذا القول ليس دقيقا تماما على الرغم من انه صحيح الى حد ما.
اذ لعل من المفيد ان نتذكر هنا ان فترتي الركود السابقتين اللتين شهدهما عاما 1991-1990 و2001 كانتا اقصر واقل حدة بالمعايير التاريخية.
وربما يقارن البعض الآخر الركود الراهن بذلك الذي حدث في عام 1982-1981 ودام لاكثر من 16 شهرا وادى لارتفاع معدل البطالة بنسبة %10.8 ورأى الكثيرون في ذلك مؤشرا خطيرا فعلا.
غير ان الامر سيتطلب انزال المزيد من الضرر غير العادي وعلى فترة طويلة نسبيا باقتصاد امريكا اليوم لكي يرتفع معدل البطالة الراهن الذي يقف عند نسبة %6.5 الى مستوى اعلى.
ومن المهم ان نتذكر ايضا ان ركود عام 1982-1981 كان متعمدا سببه معدلات الفائدة التي حلقت لارتفاعات شاهقة خلال تلك المعركة الكبرى التي قادها رئيس الاحتياطي الفيديرالي بول فولكر للتخلص من الركود.
لكن بالامكان مقارنة الازمة الراهنة بالركود الذي ساد بين عامي 1973 - 1975 والتي عزاها الكثيرون آنذاك لارتفاع اسعار النفط. وكانت تلك الفترة قد استمرت لـ 16 شهراً وادت لارتفاع معدل البطالة الى %9.
ويبدو ان انهيار اسواق الاسهم وتراجع قدرة المستهلك على الانفاق دفع البعض لاجراء مقارنة بين ما يجري الآن وبين الكساد العظيم الشهير الذي شهدته امريكا في ثلاثينيات القرن الماضي.
غير ان مثل هذه المقارنة تهمل بعض الحقائق المهمة، فقد ارتفع معدل البطالة خلال فترة ذلك الكساد الى %25، وانكمش الانتاج الداخلي الاجمالي بنسبة %28 بين عامي 1930 و 1932، وهذا امر غير وارد اليوم بفضل الاختلافات العديدة بين ماكان سائداً في ذلك الوقت وماهو قائم اليوم.
النظام المصرفي
فعلى سبيل المثال، ادى انهيار النظام المصرفي بالكامل خلال الكساد العظيم بالاضافة لغياب الضمانات المصرفية على الودائع الى حدوث كارثة كبرى بمدخرات الاسر الامريكية وقدرتها على الشراء.
بالطبع مثل هذا الامر غير وارد الآن بفضل توافر الضمانات المصرفية، ورد خبراء الاقتصاد والمسؤولون بسرعة على الازمة، وهذا عدا عن عمليات التنسيق لمعالجة جذور الازمة الراهنة على نحو غير مسبوق من قبل.
لكن السؤال الآن: الى متى ستستمر؟ الرأي السائد يشير الى ان الازمة يمكن ان تبقى حتى منتصف عام 2009 رغم ان مثل هذه التوقعات لاتستند في الحقيقة الى رؤية عميقة للأزمة بل ومعروف ايضا انه حتى اكثر التوقعات الاقتصادية دقة يمكن الا تكون صحيحة في اغلب الاوقات. غير ان الحقيقة التي تبين ان الركود الراهن كان قد بدأ بالفعل قبل نحو 12 شهراً ولم يصل بعد الى مستوى اقسى، هي دليل على احتمال ان يكون اطول زمنيا من فترات الركود التي حدثت في 1973 - 1975 و 1981 - 1982 مما يمكن ان يجعله الركود الاطول منذ الكساد العظيم الذي استمر 43 شهراً (من اغسطس 1929 الى مارس 1933).
بيد ان التوقع الذي يشير الى ان الركود الراهن يمكن ان ينتهي في اواسط عام 2009 هو توقع ليس غير معقول لكنه يثير حتى ولو كان صحيحا السؤال المهم التالي: ماهو نوع الانتعاش المحتمل الذي سيأتي بعد ذلك؟
والرد هو »تدريجي« على الارجح، اذ حتى لو تمكن الاقتصاد من الخروج من الركود فنيا في النصف الثاني من 2009، سوف يكون الانتعاش مظهرياً اكثر منه نقطة انعطاف قوية في النشاط الاقتصادي. فمما لا شك فيه ان الركود الراهن كبير لاسيما انه يأتي وسط اجواء غير مواتية في اسواق المال يتعين عدم التقليل من اهميتها وتأثيرها.
لكن على الرغم من هذا ثمة اسباب تدعو للاعتقاد بامكان احتواء شدة وطول فترة الازمة الراهنة بفضل مجموعة الاجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها بالفعل بالاضافة لاخرى قادمة على الطريق.
تاريخ النشر 13/12/2008