أخر تحديث 19/12/2008
بسبب تأثيرات الأزمة المالية العالمية
حالة غير مسبوقة من الجمود في سوق العقار الكويتي
قال عمران عبد الكريم رئيس مجلس ادارة شركة بي او انترناشيونال العقارية ان الشركة عقدة اتفاقا خليجيا مع العديد من المؤسسات والشركات العقارية لبناء برج استثماري في مصر تكلفتة 400 مليون جنية مصري بعد ان حصلوا على مجموعة اراضي في المناطق الصحراوية وبنايات قديمة لاعادة بنائها ابراج تجارية في القاهرة مؤكدا على استمرار الشركة في منهجها وفلسفتها الحالية وسوف توقع الشركة عقدا لبناء مجمع استثمارى في احدى الدول المجاورة من خلال شركاتها الزميلة فضلا على انها لديها استثمارات في جميع الدول العربية والخليجية رغم ما تشهد سوق العقارات الكويتية هذه الأيام حالة غير مسبوقة من الجمود مسجلة تداولات وأرقاما متواضعة، حيث توقفت مشاريع التنمية ومشاريع البناء والتشغيل والتحويل مما أدى إلى انحسار واضح في فرص الأعمال إلى درجة كبيرة. وقال عبد الكريم إن الشركة بدأت في الأول من ديسمبر الحالي استقبال طلبات للمواطنين لحجز شقق في مصر وأضاف: نحن نريد أن نرى ردة فعل المستثمرين على المنتجات الاستثمارية التي طرحناها من خلال حملة الحجز في مصر وعجمان.
فرصة استثمارية
ويرى عبد الكريم أن الفرصة الآن مواتية أكثر من أي وقت آخر للدخول المدروس سواء في سوق الأسهم أو العقار، في ظل الأسعار المنخفضة الخيالية التي وصلت إليها قيمة الأصول، فالكثير من الأصول وصلت إلى أسعار هي أقل بكثير من قيمتها الحقيقية. وبالتالي فإن هناك فرصاً للاستثمار في القطاع العقاري وتعويض التأثير السلبي الناتج عن الأزمة على أداء الصناديق.
الأزمة العالمية
وقد شهد سوق العقارات الكويتية هذه الأيام حالة غير مسبوقة من الجمود مسجلة تداولات وأرقاما متواضعة، حيث توقفت مشاريع التنمية ومشاريع البناء والتشغيل والتحويل مما أدى إلى انحسار واضح في فرص الأعمال إلى درجة كبيرة.
ويرجع عبد الكريم أسباب هبوط السوق لأمرين أولهما تفعيل الحكومة لقانون منع منح القروض والمراهنة بالعقارات بصورة مفاجئة، مما أدى لتراكم ديون ثقيلة على المقترضين تزامنت مع أزمة سداد وسيولة، والثاني امتناع بنوك عالمية وإقليمية عن منح القروض بسبب الأزمة المالية العالمية.
وبين في أن غالبية شركات العقارات الكويتية مدرجة بالبورصة التي شهدت ولا تزال نزيفا حادا، إلى جانب معاناة تلك الشركات من أزمة سيولة وتمويل كانت تغطيها بنوك داخل وخارج الكويت.
إذ لجأت سوق العقارات الكويتية لطلب السيولة المالية من بنوك إقليمية وعالمية بعد تطبيق الحكومة لقانوني 8 و9 لسنة 2008 وقانون 2/9 التي جرى بموجبها تحجيم ووقف عمليات الرهن والمضاربة على ما يعرف بالقسائم السكنية.
وتوقع عبد الكريم حدوث نشاط في قطاع العقار «الاستثماري والتجاري» على حساب «السكني» الذي تلقى الصدمة الكبرى، مشيرا إلى وجود مؤشرات تدل على إمكانية حدوث توازن وخفض نسبي لأسعار العقار التجاري خلال الفترة المقبلة.
وقال إن القطاع العقاري في الدول الخليجية تأثر بالأزمة المالية العالمية التي انعكست على قطاعات الاقتصاد الكويتي، خاصة أن مشكلاته بدأت في الظهور قبل أزمة سوق البلاد للأوراق المالية.
واعتبر أن القطاعين المالي والعقاري وجهان لعملة واحدة، واستبعد إمكانية إحصاء الأضرار التي تعرضت لها استثمارات الكويت في الخارج، غير أنه اعترف بأن الشركات العقارية تواجه واقعا سيئا.
ورفض في الوقت نفسه التعميم فيما يتعلق بانخفاض أسعار الشقق والفلل السكنية قائلا إن أسعار العقارات نفسها تعتمد على مواصفات منها الموقع والمساحة ومواصفات البناء والتشطيب.
وبالتالي فإنه لا يمكن الحكم على الانخفاض بأسعار بعض الشقق أو الفلل بشكل عام.
انفراج مقبل
وتوقع حدوث انفراج في مجال العقار الاستثماري خلال الربع الأخير من العام الجاري، وهي الحركة التي يتوقع أن تتسبب في هبوط قيمته بنسبة ستتراوح بين 30 و50 %، كما توقعوا أن يلحق الهبوط بعد ذلك قطاع العقارات السكنية.
ونصح عبد الكريم جمهور المواطنين بالتحلي بالصبر والروية وعدم اتخاذ قرارات متسرعة وخاصة في مجال القطاع العقاري، مشيرين إلى أنه رغم أن أسعار مواد البناء قد شهدت انخفاضا فإن الإحجام عن البناء ما زال هو السمة الغالبة إذ لا يزال العديد من المواطنين والشركات يعتقدون أن الأسعار يمكن أن تنخفض أكثر فأكثر.
يذكر أن العقارات المحلية الكويتية شهدت خلال الفترة من 2005 وحتى 2008 نموا واضحا في جميع مؤشراتها على مستوى الأسعار والتداول، نتيجة لوفرة السيولة في ضوء ارتفاع أسعار النفط وعودة الرساميل إلى السوق في ظل التذبذبات الكبيرة التي تشهدها أسواق الأسهم.
ارتفاعا تداولات ديسمبر
وقال عبد الكريم إن القطاع العقاري في الكويت شهد ارتفاعا ملحوظا في تداولات شهر ديسمبر من العام الحالي مقارنة بمثيلتها في شهر نوفمبر الماضي، وقد قاربت نسبة هذا الارتفاع 79 %، فقد بلغت بيوع شهر نوفمبر من العام الحالي 8،108 ملايين دينار، مقارنة بنحو 97مليون دينار، في شهر اكتوبر الماضي. وأشار عبد الكريم إلى انخفاض في نشاط السوق العقاري، تمثل في انخفاض في مستوى سيولته، في الربع الاخير من العام الجاري، حيث انخفضت قيمة تداولاته عن مستوى مثيلتها في الربع الثالث. إذ بلغت قيمة تداولات العقود والوكالات، للربع الثالث، نحو 8.545 ملايين دينار، وهي قيمة أدنى بما نسبته 1.28 % عما كانت عليه مثيلتها في الربع الثاني، منها نحو 3.380 مليون دينار، عقوداً، ونحو 5،165 ملايين دينار، وكالات. وضمنها بلغت بيوع السكن الخاص، عقوداً ووكالات، نحو 7.184 ملايين دينار، أي ما نسبته 8.33 % من جملة قيمة البيوع، فيما بلغت قيمة بيوع السكن الاستثماري نحو 8.184 ملايين دينار، أي ما نسبته 9.33 % من جملة قيمة البيوع، وبهذا يكون السكن الخاص والسكن الاستثماري قد استحوذا على نحو 7.67 % من سيولة السوق العقاري، تاركين ما نسبته 3.32 % من السيولة لتداولات العقار التجاري وقطاع المخازن، وارتفاعه قد لا يستمر لأن مساهمته في سيولة السوق دائماً أقل. وكانت جملة قيمة تداولات العقود والوكالات، للربع الثاني من العام الحالي، قد بلغت نحو 2.759 مليون دينار، لتنخفض إلى نحو 8.545 ملايين دينار، للربع الثالث، مما يعني أن التداولات في اتجاه تنازلي، وتحديداً في شهر أغسطس الذي بلغت قيمة تداولاته نحو 6.116 ملايين دينار، وكانت الأدنى على الإطلاق. وعليه، فقد بلغت جملة قيمة بيوع السوق العقاري، للأشهر التسعة الماضية من العام الجاري، نحو 2.2262 مليون دينار، وهي قيمة تمثل ما نسبته 9.50 % من قيمة بيوع السوق العقاري، لكامل عام 2007، في حين أنها تمثل ما نسبته 9.82 % من تلك القيمة لعام .2006 ولو افترضنا استمرار سيولة السوق العقاري، خلال ما تبقى من السنة - الربع الرابع-، عند هذا المستوى، فسوف تبلغ قيمة تداولات السوق العقاري -عقوداً ووكالات- نحو 2.3016 مليون دينار، وهي قيمة أدنى بنحو 4.1430 ملايين دينار، أي ما نسبته 2،32 % عن قيمة تداولات عام 2007، التي كانت قد بلغت نحو 6.4446 ملايين دينار، وبذلك تكون ثاني أعلى قيمة تداول بعد تلك المسجلة في عام .2007 وتجدر الإشارة إلى أن ثمة تغيراً في خصائص هذه التداولات، فقد انخفضت تداولات السكن الخاص، للأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، لتبلغ نحو 5.40 % من قيمة البيوع، مقابل نحو 4.53 %، للأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، وزاد التركيز على الاستثماري والتجاري، ليبلغا نحو 4.40 % و5.18 % من قيمة البيوع، على التوالي، مقابل نحو 5.38 % و8%، للتسعة الأشهر الأولى من العام الماضي، والرسم البياني التالي يعرض للتوزيع المقارن. وبقسمة قيمة بيوع السكن الخاص والتجاري على عدد صفقاتهما، نلاحظ ارتفاعاً في معدل قيمة الوحدة المباعة، مقارنة بمثيله المسجل، في التسعة الأشهر الأولى من العام الماضي، بنسبة 2،9 % للسكن الخاص، و5.31 % للتجاري، بينما انخفض معدل قيمة الوحدة المباعة للسكن الاستثماري، بنسبة 8.9 %، مقارنة بمثيله المسجل في التسعة الأشهر الأولى من العام الماضي. وخلال ما مضى من عام 2008، كان شهر مارس الأكثر نشاطاً، إذ بلغت قيمة تداولاته نحو 6،16 % من جملة تداولات السوق العقاري، فيما كان شهر أغسطس الأدنى نشاطاً بنحو 2.5 %، وبذلك نعتقد أن السوق يعكس نجاح تقييد الائتمان العقاري على سيولة السوق، من جانب، وعلى أسعار نشاط الاستثماري منه، من جانب آخر.
وعن تأثير الأزمة على سوق العقار قال عبد الكريم سوق العقارات تأثر بشكل كبير في الأزمة، لكن درجة هذا التأثير تحتاج إلى وقت حتى يتضح حجمها. كل الصناديق والشركات مقبلة على إعادة تقييم العقارات مع نهاية العام، ونحن بدأنا فعلياً في ذلك لكن إلى الآن لا توجد نتائج دقيقة. وأضاف العبيد: نحن مرتاحون لأن التقييمات متحفظة في صناديقنا، وبالتالي لا نتوقع أي تأثير كبير على قيمة الصندوق. سيكون هناك تأثير ولكن بالتأكيد لن يكون مشابهاً لما هو موجود في سوق الأسهم. نحن نتواجد في أكثر من دولة، واستثماراتنا في المدينة لن تتأثر لأن سوقي مكة والمدينة لم يتأثرا بالأزمة، أما في بقية الدول والمناطق فلا يزال التأثير غير واضح في ظل غياب التداول وعمليات البيع والشراء للعقارات.
وطالب بتخفيض الإيجارات بشكل لا يضار به المالك ولا المستأجر ، وأن تراعي البلدية في تراخيص البناء الشروط اللازمة للبناء الحديث من حيث الفراغات بين العمارات ومساحة الشقق وإيجاد مواقف للسيارات . واقترح ألا يزيد عدد أدوار المباني عن سبعة أدوار.
وللحق لا يتحمل عامل ندرة الأراضي وحده وزر الارتفاع الكبير في أسعار العقار ، فتوفر السيولة النقدية بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية وضيق السوق الاستثماري المحلي ، دفع الجزء الأكبر من هذه السيولة للتوجه إلى الاستثمار السريع المردود في مجالين فقط هما العقار والبورصة ، وذلك في ظل تدني الفائدة على الدينار الكويتي الذي تم رفعه أكثر من مرة على مدى عام مضى . ولكن هذا الرفع للفائدة لم يقلل من اندفاع المستثمرين إلى العقار والبورصة. وقد جرى العرف في الكويت على تقسيم السوق العقاري إلى ثلاثة قطاعات رئيسية هي القطاع السكني (الفلل السكنية التي يقطنها الكويتيون) ، والقطاع الاستثماري (مباني الشقق للتأجير) ، والقطاع التجاري (مكاتب وأسواق تجارية) ، إلى جانب قطاعات ثانوية كالأراضي الصناعية والزراعية . وقد طال ارتفاع الأسعار في السنوات الأخيرة جميع تلك القطاعات دونما استثناء.
المصدر
http://www.alamalyawm.com/ArticleDetail.aspx?artid=74236