حصاد 2019.. النفط الكويتي يرتفع 30% خلال العام
مباشر - محمد فاروق: تأرجحت أسعار النفط الكويتي خلال تعاملات عام 2019، بعدما شهدت عدة تغييرات صعوداً وهبوطاً على وقع مجموعة من العوامل تنوعت بين اقتصادية تارة وسياسية تارة أخرى.
وخلال 188 جلسة حتى الآن، سجل برميل النفط الكويتي ارتفاعاً سنوياً بنحو 30.3 بالمائة ليصل مستواه إلى 68 دولاراً في نهاية تداولات 24 ديسمبر/ كانون أول 2019.
وبلغت مكاسب برميل النفط الكويتي في العام الجاري نحو 15.83 دولار، وذلك مقارنة بنهاية عام 2018 والتي سجل البرميل في آخر جلساتها سعر 52.17 دولار.
وحقق برميل النفط الكويتي أعلى مستوى له خلال 2019، بجلسة 23 أبريل/ نيسان الماضي، عند سعر 74.01 دولار، فيما شهدت جلسة مطلع العام أدنى مستوى لسعر البرميل عند 51.44 دولار.
الجدير بالذكر أن أعلى مستوى حققه سعر برميل النفط الكويتي على الإطلاق، كان في مطلع يوليو/ تموز من عام 2008، وبلغ آنذاك سعر البرميل 136.17 دولار.
وبالنسبة للأداء الشهري للنفط الكويتي، فقد سجل البرميل أدنى إقفال شهري في يناير/ كانون ثاني الماضي، عند سعر 60.49 دولار، بينما يبقى إقفال أبريل/ نيسان الأفضل خلال عام 2019، وذلك عند سعر 72.09 دولار للبرميل.
تصور غير إيجابي لميزانية الكويت في ظل الاعتماد على اقتصاد النفط
قال محلل أسواق النفط، كامل الحرمي لـ"مباشر"، إن تصوره غير إيجابي لميزانية الكويت في المستقبل، لأن الوضع ما هو إلا سحب وزيادة في المصاريف الاستهلاكية ولا استثمارات حقيقية بمعنى إيجاد البديل عن النفط كمورد مالي قومي للدولة.
وأوضح الحرمي أن السياسة الاقتصادية القائمة حالياً في الكويت تقوم على محاولة سد العجز المالي مع محاولة "ترقيع" للعمالة الوطنية بتوظيفهم من دون أداء أي عمل ومن دون إنتاجية، حيث تحتاج الكويت إلى خلق فرص عمل لنحو 24 ألف وظيفة سنوية وهي آخذة في التزايد عاماً بعد عام.
وتوقع الحرمي أن يكون معدل مؤشر برنت للعام القادم ما بين 60 - 65 دولاراً للبرميل، وهذا المعدل سيسبب عجزاً في الدول النفطية خاصة في الكويت والسعودية والعراق وإيران، وتلك الدول بحاجة إلى نطاق سعري في حدود 70 و85 و100 و150 دولاراً على الترتيب.
أسعار النفط الحالية تُدخل الكويت في عجز مالي.. وسعر التعادل 75 دولاراً للبرميل
من جانبه، قال محلل أسواق النفط، أحمد حسن كرم لـ"مباشر"، إن أسعار النفط تراوحت لهذا العام عند 65 دولاراً للبرميل؛ نتيحة لتثبيت إنتاج أعضاء منظمة أوبك وروسيا، حيث يرى بعض الأعضاء أن هذه الأسعار هي المرجوة في الفترة الحاليه لتوازن العرض والطلب العالمي عليها.
وتابع كرم: "لم تلعب بعض التوترات السياسية في المنطقة دوراً كبيراً في ارتفاع أسعار النفط؛ نتيجة لتوفر العرض الكافي لتوازن الأسعار كما حصل للتوترات الإيرانية السعودية، والعمليات التخريبية للمنشآت السعودية، أو حتى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا".
وأوضح أنه بأي حال فإن استمرار هذه الأسعار على المستويات نفسها يعني أن الكويت سيدخل في عجز مالي آخر كون سعر التعادل الموازنة العامة للدولة يتراوح حول الـ 75 دولاراً للبرميل.
وحول توقعاته لأسعار النفط في العام المقبل، قال كرم إنها ستكون على نفس هذه المستويات تتراوح عند 65 دولاراً إلا إذا حدثت عوامل من شأنها التأثير القوي في أسعار النفط.
استطلاع لـ"مباشر".. 30 بالمائة يرون أن السعر العادل لبرميل النفط بميزانية الكويت يتراوح بين 50 إلى 60 دولاراً
وفي استطلاع أعده "مباشر"، حول السعر العادل للبترول والذي يجب أن تبني عليه الكويت ميزانياتها للعام المالي المقبل، رأى نحو 29.9 بالمائة من المشاركين أن سعر البرميل في الميزانية يجب أن يتراوح بين 50 إلى 60 دولاراً.
في المقابل، رأى 27 بالمائة من المشاركين أن سعر البرميل لأقل من 50 دولاراً يُعد سعراً مناسباً لاعتماده في الميزانية الكويتية، بينما رأى 20.3 بالمائة أن أكثر من 60 دولاراً وحتى 70 دولاراً يُعد سعراً عادلاً للبرميل ويمكن العمل به في إعداد ميزانية الكويت للعام المُقبل.
أما نسبة الـ 22.8 بالمائة المتبقية من شريحة الاستطلاع، فترى أن سعر برميل النفط في الميزانية الكويتية للعام المالي المقبل يجب أن يزيد على 70 دولاراً للبرميل.
وبالنظر إلى النفقات الجارية وخطة التنمية التي وضعتها الكويت والمشاريع التنموية التي سيتم تنفيذها، يرى بعض المحللين أن سعر برميل النفط في الميزانية يجب ألا يقل عن 60 إلى 70 دولاراً كأقل تقدير.
وترى شريحة أخرى من المحللين أن سعر البرميل في الميزانية يجب أن يكون "صفري"، في إشارة منهم إلى ضرورة تحول الكويت إلى الاقتصاد الذي لا يعتمد على النفط حتى لا يكون مصيرها كمصير الدول التي كانت تنتج الفحم قديماً.
