«البنوك» قد تتحرك باتجاه «المركزي» لنقل الواقع المصرفي «الصعب» إلى الحكومة
القطاع المصرفي عنوان حقيقي للاقتصاد الكويتي.. وتعرضه لأية هزة «لاقدر الله» سيؤثر في سمعتنا الاقتصادية
تراجع أرباح البنوك ناقوس خطر يستوجب البحث عن حلول شاملة دون ابطاء أو تأخير
المصارف في أقرب نقطة من الأزمة.. المخصصات باقية والانكشافات مستمرة والضمانات تتآكل
هل تستطيع حكومة مؤقتة ان تقدم مالم تقدمه حكومات مستقرة لمعالجة الوضع الاقتصادي؟!
كتب الأمير يسري وجمال رمضان:
رأت مصادر مصرفية ان تتجه البنوك المحلية صوب بنك الكويت المركزي عقب الانتهاء من البيانات المالية للنصف الأول من العام الجاري لمطالبته بنقل الواقع المصرفي «الصعب» الى الحكومة بما يشبه دق ناقوس الخطر حتى تتحرك فعليا لايجاد حلول عملية لأزمة القطاع الخاص الكويتي.
وأشارت المصادر الى ان المركزي هو الجهة المؤهلة بتحديد ملامح الوضع الاقتصادي وما تعانيه البنوك من صعوبات قد تتحول الى أزمات بما يملك من أرقام وبيانات مالية واقتصادية تكفي لرسم الصورة الحقيقية.
واعتبرت المصادر ان البنوك وصلت أقرب نقطة من حدود الأزمة التي تضرب القطاع الخاص منذ نحو ثلاث سنوات وأن هذا الاقتراب قد يزداد لتصبح البنوك في قلب الأزمة في حال بقي الحال على ما هو عليه فبيئة العمل مختنقة والمخصصات مستمرة والانكشاف على تعثرات أمر محتمل في أي وقت كما ان قيم الضمانات تتآكل بفعل تراجع القيمة السوقية للبورصة.
اختناق بيئة العمل
وتواجه النبوك في الوقت الراهن ما يمكن اعتباره «اختناق بيئة العمل» لأن المصارف لا تجد ما تموله من المشاريع في الوقت الذي يعاني فيه عملاء البنوك من اضطراب على مستوى التدفقات النقدية وهو ما يعني ان البنوك تواجه مشكلة مركبة تتمثل في غياب التمويل الجديد من ناحية واحتمالية الانكشاف على تعثر محتمل للقروض القائمة من ناحية أخرى.
لو أفترضنا ان البنوك أتجهت صوب المركزي وافترضنا ان المركزي نقل للحكومة الصعوبات والتحديات فكيف لنا ان نتوقع فعل الحكومة في ظل أوضاعها الاستثنائية فهي في حكم المؤقتة كما أنها جاءت في ظروف سياسية معقدة واستثنائية.
ووفقاً لقناعات الكثير من المراقبين فان الفعل الحكومي لن يأتي لأن التجارب السابقة تدعم هذه القناعة فالحكومات المستقرة لم تقدم ما يكفي لدعم الاقتصاد بما يجعل التعويل على الحكومة المؤقتة في هذا الاطار محل «احتمال ضعيف».
الأزمة مشخصة والحلول موجودة وتتمثل في ايجاد بيئة تشغيلية مشجعة ومحفزة للأعمال والمشاريع لايجاد دورة اقتصادية فاعلة ومستقرة لكن الأمر يتطلب ان تتحرك الحكومة مهنياً بعيدا عن الحسابات السياسية.
تراجع الأرباح
ولفتت المصادر الى ان القطاع المصرفي يمثل العنوان الأكثر وضوحاً للاقتصاد الكويتي وهو ما يعني ان أية هزة في هذا الجانب تعني خصماً كبيراً من سمعة الاقتصاد الكويتي على المستوى الاقليمي والعالمي.
وتوقعت المصادر ان تتضمن المحصلة النهائية لنتائج البنوك في النصف الأول تراجعاً بصفة عامة عن بيانات النصف الأول وهو ما يمثل تحدياً غير مسبوق للبنوك خلال الفترات المقبلة ولفتت المصادر الى ان سياسة المخصصات تعني عملياً بأن البنوك مطالبة بمواجهة أية أزمة قد تظهر منفردة دون دعم أو مساعدة حكومية لأن الاستمرار في سياسة بناء المخصصات تستهدف بناء سياج من الأموال المجنبة لمواجهة أي طارئ قد يأتي من هنا أو هناك.
بتاريخ: 2012/7/22