المؤشر السعودي يهوي 7.6% وأسواق المنطقة تتبعه في مساره الانحداري
الهاجس النووي الإيراني والجدال حول هيئة السوق يجران بورصة الكويت إلى خسارة جديدة
تراجعت الاسهم الكويتية امس حيث أثار القلق بشأن المواجهة بين الغرب وايران، واستمرار التراجعات الحادة للاسهم في السعودية مخاوف المستثمرين في ثاني اكبر بورصة في العالم العربي، حسب محللين قالوا ايضا ان الجدال بشأن انشاء هيئة مستقلة للاشراف على سوق الاسهم في الكويت القى بظلاله كذلك على البورصة.
ومع ذلك جاء تراجع بورصة الكويت التي انخفض مؤشرها السعري امس بنسبة 0.94% دون التراجعات الحادة في اسواق الاسهم الخليجية التي جرها انحدار البورصة السعودية الى ادنى مستوياتها منذ 8 اشهر، وخسارتها نحو 10% امس، قبل ان تعوض بعضا من خسائرها عند الاقفال الى حدود 7.65%.
وتراجع المؤشر العام لسوق الكويت للاوراق المالية 99.50 نقطة بنسبة 0.94% الى 10449.20 نقطة. وفاقت الاسهم الخاسرة تلك الرابحة بواقع 65 الى 24 في حين بلغت قيمة التعاملات امس 67.47 مليون دينار (231.1 مليون دينار) نزولا من 97.88 مليون دينار يوم الاثنين.
وقال ناصر النفيسي من مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية ان التراجع يقف وراءه الكثير من الاسباب، لكن القضية التي في الصدارة الآن هي المخاوف بشأن التطورات في ايران.
ورأى احمد القريشي من شركة بيان للاستثمارات لرويترز ان العوامل المعنوية لا تزال مستمرة موضحا ان المخاوف السياسية وعدم استقرار الاسواق في المنطقة لا يزالان قائمين.
واضاف انه من زواية الاستثمار لا يمكن بناء مركز استثماري في سوق كهذه نظرا لاستمرار الغموض وعدم الاستقرار.
ويقول محللون ايضا ان الاشارات المتضاربة بشأن توقيت انشاء الحكومة لهيئة مستقلة للاشراف على السوق اثرت سلبا ايضا على ثقة المستثمرين.
وكلفت الحكومة أخيرا وزير التجارة يوسف الزلزلة، بصوغ تفاصيل انشاء اللجنة لكنها لم تحدد جدولا زمنيا لانشاء الهيئة التي ترمي الى زيادة الشفافية في سوق الكويت للاوراق المالية.
وقال القريشي: ان الحديث بشأن انشاء الهيئة المستقلة اثر سلبا في السوق لبعض الوقت، فيما لفت النفيسي الى ان هذه المسألة لم تتضح بعد، مضيفا ان المتعاملين يريدون معرفة كل شيء بوضوح بالغ.
الأسهم السعودية
وهوت الاسهم السعودية اكثر من تسعة في المائة مع نزول المؤشر الرئيسي دون مستوى 12 الف نقطة للمرة الاولى منذ يوليو 2005.
وتراجع المؤشر العام لسوق الاسهم السعودية 9.22% وهو ادنى مستوى له في نحو تسعة اشهر، قبل ان يعوض بعضا من خسائره في ختام التعاملات مساء ليقفل على 13116.9 نقطة، متراجعا 1086.84 نقطة او بنسبة 7.65% عند اقفال امس الاول.
وقد هوت الاسهم السعودية في ظل غياب اي مؤشرات على انتهاء الصراع بين مضاربين اغنياء والهيئة الرقابية المشرفة على اكبر سوق للاسهم في العالم العربي.
وكان المؤشر العام لسوق الاسهم السعودية انخفض في نهاية التداول الصباحي الى 13259.09 نقطة بعد انخفاضه صباحا حتى 12041.90 نقطة وهو ادنى مستوى له منذ مطلع اغسطس وتراجعت السوق الان بنحو 27% عن ذروتها القياسية التي بلغتها في فبراير.
وقال محللون ان الكثيرين من بين ثلاثة ملايين من المستثمرين الافراد الذين رأوا في البورصة السعودية طريقا للثروة السريعة هجروا السوق الان بعدما الحق بهم التراجع الحاد للسوق خسائر وخوفا من ان تكون المزيد منها في الطريق.
وقال مدير صندوق خاص 'المستثمرون الافراد يحصون خسائرهم خارج قاعات التداول التي هجروها.. المستثمرون النشطون القليلون هم بالاساس مضاربون وصناديق مصرفية، ينفذ 'المضاربون' صفقات شراء وبيع سريعة اما لجني اقل ربح وإما لتقليص خسائرهم، في حين اغرقت البنوك باوامر استرداد'.
وبدأت السوق السعودية ترنحها في فبراير عندما حاولت الهيئة الرقابية تقليص نطاق الحركة اليومية للاسهم مما اغضب المضاربين، ويرجع الاداء الضعيف هذا الشهر ايضا الى صراع محتدم بين المضاربين والهيئة الرقابية بعدما تم ايقاف اثنين من المتعاملين لمزاعم بالتلاعب في السوق.
انخفاض شامل
والقى ضعف الاسهم السعودية بظلاله على الاسواق الاخرى في المنطقة مع اغلاق كل الاسواق الخليجية على انخفاض امس.
وانخفضت الاسهم في دبي 2.1% وتراجعت سوق ابوظبي للاوراق المالية 0.31% وهبطتت بورصة الدوحة 2.11%.
وقال هاني حسين وهو مدير صندوق في بنك المشرق - دبي ان اسواق الامارات سقطت ضحية لما حدث في السعودية هذا الصباح (أمس).
وقال بضعة متعاملين في السعودية ان هناك شكوكا في ان كلا من السلطات والمضاربين يحاول التأثير في السوق عبر صفقات كبيرة في الدقائق الاخيرة من المعاملات في الايام الاخيرة، وفي العديد من المرات هذا الشهر غيرت السوق السعودية اتجاهها بحدة في الدقائق بل والثواني الاخيرة من التعاملات.
وقال متعامل بارز 'الناس متعبون... يشعرون بان قاعة التداول لم تعد ملكا لهم، التراجع مستمر وتداولات اللحظة الاخيرة التي شهدناها يوم الاثنين تعطيهم المزيد من الاسباب لفقد الامل'.
لكن شاكيل سروار بات رئىس ادارة الاصول في شركة الاوراق المالية والاستثمار في البحرين قال ان التراجع الحاد في الاسواق لا يمكن ان يعزى بالكامل الى المضاربين، مشيرا الى ان الكثير منهم تلقى ضربات قوية.
وقال سروار 'اذا نظرت الى التراجع من 21 الف نقطة فقد حدث عند احجام تداول متدنية جدا'.
وتابع 'حتى لو لم تتدخل الهيئة الرقابية كانت حركة التصحيح ستقع لكن ربما متأخرة شهرا او شهرين'.
ورأى ان السوق ستتراجع بشكل اكبر قبل ان تبدأ في استعادة توازنها.
وقال 'نعتقد ان المؤشر السعودي سيصل الى القيمة العادلة عند 12 الف نقطة، قد تقع تقلبات بعد ذلك ايضا لكن المرحلة الاسوأ ستكون قد ولت'.
وجاءت المعاملات في السعودية محدودة اذ بلغت قيمتها 2.8 مليار ريال (746.6 مليون دولار) فقط في الجلسة الصباحية ومعظمها على اسهم اكبر اربع شركات مدرجة وهي الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) واتصالات السعودية ومصرف الراجحي وكهرباء السعودية.
والأسهم المصرية ضحية انحدار المؤشر السعودي
القاهرة ـ رويترز ـ قال متعاملون ان الاسهم المصرية تراجعت امس في اعقاب هبوط البورصة السعودية.
واغلق مؤشر هيرميس القياسي منخفضا 2% عند 54617.99 نقطة بعد ان سجل اثناء الجلسة مستوى اكثر انخفاضا بلغ 53908.79 نقاط.
وهبط مؤشر التجاري الدولي الاوسع نطاقا 2.4% ليغلق على 225.83 نقطة.
وقال احد المتعاملين 'اسواق المنطقة بأكملها انخفضت' مفسرا تراجع سوق الاسهم المصرية.
جريدة القبس 19ابريل 2006م