الحكومة تستقيل مرغمة رغم «تقديرها لدعم الغالبية النيابية» وترقّب لقرار «نوخذة الكويت وحكيمها» حول طبيعة المرحلة المقبلة
الثلاثاء 17 مارس 2009 - الأنباء
مـريـم بـنـدق
حسين الرمضان
موسى أبوطفرة
سـامح عبدالحفيظ
بعد تقلص خيارات حل الأزمة السياسية وجدت الحكومة نفسها مرغمة على الاستقالة التي رفعها سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد إلى صاحب السمو الأمير، وقد قبل سموه - بحسب ما أعلن وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد - استقالة رئيس الوزراء والحكومة على أن تستمر بتصريف العاجل من الأمور لحين تشكيل الحكومة الجديدة.
نقاشات مطولة خاضها مجلس الوزراء لاختيار السيناريو الأمثل لمعالجة أزمة الاستجوابات الـ 3 المقدمة لسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد خلصت ـ بعد قراءتها للأجواء السياسية ـ إلى تقديم استقالة بلغة مخفضة مغايرة تماما لكتاب الاستقالة السابق، اذ تضمنت ـ كما أكدت مصادر «الأنباء» ـ إشادة بموقف الأغلبية النيابية التي وقفت حتى النهاية مع الحكومة للخروج من الأزمة وتقديرا من الحكومة لهذا الموقف.
إضافة إلى ذلك كان لافتا ان كتاب الاستقالة السابق وقعه كل أعضاء الحكومة ثم رفعه رئيسها إلى صاحب السمو الأمير، أما استقالة أمس فوقعها فقط رئيس الوزراء، ما يعني استقالة تلقائية للوزراء بحسب المادة 129 من الدستور.
وفي ظل هذه الاستقالة لا يختلف اثنان على ان الكويتيين يترقبون القرار الفصل وهم على قناعة بأن نوخذة الكويت وحكيمها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سيتخذ القرار الذي يتوافق مع مستقبل الكويت ومصلحتها، فالتجربة الرائدة ديبلوماسيا وسياسيا لصاحب السمو في ادارة الحكم تضمن ان الحل سيكون بأيد أمينة.
وطرحت أمس قراءة أولية لآفاق المرحلة المقبلة تؤكده أن كل الاحتمالات مفتوحة أبرزها 3 سيناريوهات إذ تردد الحديث عن تكهنات بـ «دمج ولاية العهد مع رئاسة مجلس الوزراء»، تفاديا لحدوث التصعيد السياسي بين السلطتين والذي أدى إلى ما أدى إليه من تأزيم في المرحلة الماضية، كما تردد الحديث عن سيناريو تعليق الحياة النيابية لمدة محددة يتم خلالها «إعادة قراءة التجربة الديموقراطية وإصدار مراسيم ضرورة بما يتوافق مع المتغيرات الكبيرة التي طرأت على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
وذهب مراقبون آخرون إلى الحديث عن احتمال استمرار المجلس وتغيير الحكومة لفتح صفحة جديدة بين السلطتين وانقسموا بين من يتوقع إعادة تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد ومن يتوقع تكليف شخصية جديدة من الأسرة لرئاسة الحكومة.
وعلى صعيد جلسة مجلس الأمة أصبح مؤكدا ان جلسة اليوم لن تعقد باعتبار ان الحكومة مستقيلة، وسيعقد مجلس الوزراء اليوم اجتماعين الأول السـاعة الـ 12 ظهرا والثاني في الـ 5 مساء.