عصر التمييز والعنصرية راح.. وأبواب النهب أغلقتها الدولة الحديثة
زمان الدماء الزرقاء.. ولى!
انتهى عهد الدماء الزرقاء!..
لم يعد هناك سيد وعبد، ولا مواطن درجة أولى ومواطن درجة خامسة..
كل الناس سواء.. وهاهو أوباما الأسود ابن المهاجر يتربع على عرش البيت الأبيض ليحكم أعظم بلدان العالم..
هاهم البشر من كل الألوان كتفا إلى كتف، وكفا بكف، يتشاركون بمسيرة الإنسانية، فيصنعون المعجزات، دون أن يقول أحد لأحد بأنه من (عيال بطنها)، أو أن (عروقه بالماي)!..
لا مسوغ إذن لهذا العهر التافه بالتمييز بين الكويتيين، فهذا لأنه من (عيال الديرة) تسدد عنه المليارات، وهذا لا يستأهل فهو مجرد (مواطن متجنس) فلا تسدد ديونه، ولا يعفى من فوائد قروضه التي حصدتها البنوك، فما تركت فيه أو له غير عظم بلا لحم.
في العالم الرأسمالي الحر والمتقدم تنفق مئات المليارات لإنقاذ الشركات والبنوك والمؤسسات، لأن هذه القطاعات من الأعمال هي التي يقوم على أساسها وبها الاقتصاد، وهي التي تمول الخزينة بالضرائب وشتى الإسهامات، فهي تستحق والحال هذا، أن تنقذ وتضخ في شرايينها المليارات بل التريليونات، فهي التي تشغل الأيدي العاملة، وهي التي تدير عجلة الاقتصاد، وهي القائدة للتنمية وللازدهار، بل المثبتة مع دولة القانون لدعائم الامن والاستقرار.
أما عندنا، فإن الشركات وخصوصا «الحيتانية» منها، فإنها الأقل تشغيلا للأيدي العاملة الوطنية، وهي لا تدفع الرسوم ولا الضرائب، وهي تربح في زمن النمو والازدهار، فلا تمد يدها من أجل الوطن إلا بتبرع يسير، كمستشفى أو دار للعجزة، أو مبنى صغير بمليون أو أقل أو أكثر قليلا، وكل ذلك ضمن أوجه المكابرة، والرياء والنفاق.. حتى إذا أصاب هؤلاء ما أصابهم من السوق العالمي، وليس من اقتصادهم الوطني فهو ما زال سخيا على مؤسساتهم، رأيناهم يولولون، ويلطمون ويشقون الجيوب، ويناشدون (الخدم) من نوابهم وتابعيهم من رجال النفاق الإعلامي، أن يصمموا على مقاسهم القوانين والتشريعات، وعنوانها الأساسي نهب المال العام، بل سرقته جهارا نهارا، عيانا بيانا.. وباسم خطة الإنقاذ الاقتصادي.
أين كان هؤلاء لما صعدت الآهات من أبناء الكويت من غير الهوامير وهم يناشدون تخفيف القروض عنهم!؟
أين كان هؤلاء لما جاء وقت إسقاط القروض عن العراق فرفضوا إسقاط القروض عن مواطنيهم.. إنها المؤامرة الكبرى على أموال أجيالنا المقبلة، على رصيد هذا الشعب المسكين.. ولمن؟!.. من أجل حفنة من الحيتان المتضررة من وول ستريت، فيريدون نهب الكويت لتعويض موجوداتهم بالخارج.. ولعل الكلمة الأخيرة في هذا المقام نوجهها للشعب الكويتي الأصيل من كل الأصول والمنابت دون تمييز.. انتبهوا لثروة أجيالكم ومستقبلكم.. وكل نائب يقبل تمرير هذا النهب عليكم به، وليكن حلمه بالعودة إلى المجلس كحلم إبليس في الجنة.
ألا هل بلغنا.. اللهم فاشهد..