النفيسي: »الصالحية« انطلقت عالميا بسبب التقدير العالمي.. والاهمال المحلي!
السياسة 22/06/2008
اكد عبدالعزيز النفيسي ان شركة الصالحية العقارية تسير بخطى متزايدة لتضخيم استثماراتها عالميا بعد نجاحها محليا, وذلك بسبب التقدير الذي حظيت به الشركة من الدول العالمية مقارنة مع الاهمال المحلي!
واشار النفيسي مدير الاستثمار في شركة الصالحية العقارية, الى ان الشركة انشأت عدة شركات عالمية متفرعة من الشركة الام, وقامت بإنجاز مشاريع تجارية في قلب العاصمة التجاري وفي خارج دولة الكويت, ولكن الحال في البلد تغير وذلك بسبب التضييق على المستثمرين والبيروقراطية القاتلة وعدم خلق فرص ادى الى هروب رؤوس الاموال للخارج.
وبين النفيسي الى ان الصالحية دائما تهدف الى دعم الشباب الكويتي وحثه على الانخراط في العمل لدى الشركة, مطالبا الحكومة بفتح الباب للشركات ورؤوس الاموال المحلية والاجنبية وذلك لتشجيع الاستثمار, حتى يتم تحويل الكويت الى مركز مالي بالافعال وليس بالاقوال, وفيما يلي تفاصيل حواره مع »السياسة«:
الدعامة الأساسية
* ما اسس الاستثمارات المحلية لشركة الصالحية العقارية?
- تركز نشاط شركة الصالحية العقارية منذ تأسيسها في 1974 على مدينة الكويت, والتي احتضنت محفظة الاستثمار العقاري وأعمال التطوير للشركة جميعا, لان استثمارات الشركة في مدينة الكويت هي الدعامة الاساسية التي تعتمد عليها في تنمية ارباحها بشكل سنوي, وبالتالي بناء قدرة الشركة على الخروج بخطوات ثابتة نحو الاستثمار خارج حدود موطنها, لذا فان ذلك يمثل الاساس الذي تسعى الشركة الى تدعيمه بشكل مستمر من خلال المشاريع الجديدة بين الفينة والاخرى.
أبرز المشاريع
* وماذا عن ابرز المشاريع العقارية المحلية التي انجزتها الشركة خلال العقود الماضية?
- انشأت الشركة مجمع الصالحية التجاري الذي يحتوي على محلات لاشهر الماركات العالمية بالاضافة الى مكاتب راقية, وبجانبه مجمع الصالحية بلازا الذي اصبح مكملا لمجمع الصالحية التجاري, وانجزت الشركة مركز الراية التجاري الذي يحتوي على مركز تجاري ومكاتب لشركات عالمية وفندق أربعة نجوم بالاضافة الى قاعة مؤتمرات عالمية, وهناك ايضا فندق جي دبليو ماريوت وفندق كورت يارد ماريوت ومشروع برج الراية الذي يرتفع بثلاثمئة متر عن سطح الارض والذي يتكون من ستين دورا.
* لماذا توقف مشروع العاصمة التجاري? وهل لديكم الحلول لاعادة العمل فيه?
- تمتلك الصالحية العقارية حصة نسبتها 50 في المئة من شركة العاصمة العقارية المالكة لمشروع العاصمة الذي يتم تشييده حاليا في منطقة شرق, وتبلغ مساحة المشروع 40152م2 تعود ملكية 21400م2 لشركة العاصمة, بينما تملك الدولة المساحة المتبقية من ارض المشروع, ويضم المشروع مركزا تجاريا وفندقا وبرجا يبلغ ارتفاعه 75 دورا, ولكن توقف المشروع بعد ورود اشعار من وزارة المالية يجبر الشركة على ايقاف العمل بالمشروع, وتم اجراء اتصالات مكثفة مع المختصين في وزارة المالية للحصول على موافقتها على استئناف العمل ولكن لم توفق الشركة في الحصول على رد ايجابي, وحيث ان لإيقاف العمل في هذا المشروع الضخم اثرا سلبيا بالغا من شأنه الاضرار بمصالح المستثمرين ولكن لا حياة لمن تنادي.
* شركة الصالحية هي الشركة الام لشركات في الداخل والخارج فما اسماء هذه الشركات? وأين تتركز نشاطاتها?
- تمتلك شركة الصالحية ما نسبته 50 في المئة من شركة العاصمة والحصة الباقية لبنك الكويت الوطني وعملائه, وايضا في الداخل شركة بنيان الصالحية, واما في الاستثمارات الخارجية فتمتلك شركة الصالحية ما نسبته 50 في المئة من ممتلكات شركة »كي بي آي« التي تمخضت عن الشراكة القائمة فيما بين شركة الصالحية وشركة سينت مودوين بروبرتيز الواقعة في المملكة المتحدة, وفي الوقت الراهن يتم التأسيس لثلاث شركات جيدة في المملكة المتحدة, وايضا تمتلك الصالحية نسبة قدرها 89.72 في المئة من شركة هدية القابضة الواقعة في مدينة هانوفر الألمانية والتي تندرج تحتها شركة العقارات ساريك وشركة العمليات دانة.
تحجيم الاستثمارات
* هل هناك اسباب ادت الى تحجيم استثمارات الشركة داخليا وانتشارها بالمقابل دوليا?
- نعم, فالشركة تضررت من البيروقراطية الحكومية القاتلة التي تمثلت في ايقاف مشروع العاصمة وخسرنا بسبب توقف المشروع نحو 250 مليون دينار, فهناك قوانين بالية على الدولة ممثلة بالحكومة والمجلس الجديدين ان يصلحوها, لان هناك نظرة شك وريبة باتجاه القطاع الخاص »وكأن الذي يريد الربح قد كفر« وبالمقابل حصلت الشركة على كل الدعم من بلدية برمنغهام, والآن اتى لمقر الشركة في الكويت نائب من اقدم النواب في البرلمان البريطاني يهنئ شركة الصالحية على مشاريعها ويعدها بتقديم المزيد من الدعم, وعليك ان تنظر للفارق في التعامل محليا وعالميا!
* اين دور شركة الصالحية من دعم العمالة الوطنية?
- لشركة الصالحية دور كبير ومهم في دعم العمالة الوطنية, فالسواد الاعظم من موظفي الشركة هم من المواطنين, فكل موظفي الطبقة المتوسطة ومديري الادارات وما فوق في الشركة هم كويتيون, والشركة تشجع الشباب الكويتي لانها تتمنى ان يمسك بزمام الامور في الشركات العالمية شباب الكويت.
»تطوير العاصمة«
* لماذا توقف مشروعكم في تطوير العاصمة?
- قدمنا مشروعا لبلدية الكويت لتطوير وتجميل وتشجير شارع فهد السالم في منطقة الصالحية الواقعة في قلب العاصمة والذي يعتبر المدخل التجاري للكويت والذي انتقد كثيرا من زوار البلد, فهل يعقل ان قلب العاصمة التجاري مبانيه قديمة وآيلة للسقوط وبه محلات دون المستوى وفيها زحمة غير شرائية?
ولكن بصراحة قوبل مشروعنا بالاهمال الشديد ولم نحظ بالتقدير لذلك انسحبنا من هذه المعمعة, فالكل الان يتحدث وينظر عن ان البلد يعشش فيها سوء الادارة ولكن انا اؤكد انه لا توجد ادارة من الاساس!.
»مركز مالي«
* ما السبل العقلية لتحويل الكويت لمركز مالي وتجاري عالمي?
- هذا قرار ولكن متى التطبيق?! وهذا كلام ولكن اين الفعل?! فالحكومة قررت في السبعينيات من القرن الماضي لتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري عالمي ولكن لا يوجد تطبيق فعلي لهذا القرار, فبالمقارنة مع مملكة البحرين نجد ان المملكة بها عشرات من البنوك العالمية وهناك اخر احصائية يوجد بها اكثر من 800 رخصة بنك في المنامة, فالكويت الان في اخر الركب الخليجي ولن نصبح في يوم من الايام مركزا ماليا لان الكويت ليست فقط لا تشجع استثمار الشركات الاجنبية.
ولكنها دفعت شركاتها المحلية للهروب خارجيا مثل شركة زين, وايضا شركة شعاع الاماراتية وشركة سوليدير اللبنانية باشروا فعليا الانسحاب والشطب من سوق الكويت للاوراق المالية.
»رؤوس الأموال«
* اذن ما هي الآلية بوجهة نظرك لتشجيع رؤوس الاموال للاستثمار في الكويت?
- بكل بساطة هي انفتاح البلد لهذه الشركات الاجنبية وتسهيل جميع الاجراءات لتشجيعها حتى يتم ضخ رؤوس الاموال في الاسواق الكويتية, وايضا منح اراض لاقامة المشاريع عليها لاسميا ان البلد لم يستغل الا ما نسبته اقل من 9 في المئة من اجمالي اراضي الدولة, فالكويت بفضل الله ومنته ومن ثم حكمة القيادة السياسية يتنعم بأمن وامان وموقع ستراتيجي مهم واموال طائلة وهذه هي اهم الركائز لكي تصبح البلد مركزا للمال والاعمال.
»السكن الخاص«
* ما رأيك بالقرار الذي صدر بمنع الشركات والبنوك من التداول والتجارة بالسكن الخاص?
- هذا افضل قرار اتخذ وأتى في محله لاننا الان وصلنا الى قضية انسانية بالمقام الاول وهي عدم قدرة المواطن على امتلاك سكن يؤديه وابناءه, لان الذي يريد ان يملك بيتا في الوقت الحالي لابد ان يصبح مليونيرا, لان اسعار الاراضي في اغلب المناطق بحدود (300 الف دينار) وفوقها (300 الف دينار) اخرى حتى تستطيع ان تبني البيت الحلم!