1.9 بليون دينار خسارة السوق خلال يومين
اليوم سيكون فاصلاً ما بين حركة تصحيح أو رسالة احتجاج على التشكيلة الوزارية
1.9 بليون دينار خسارة السوق خلال يومين منذ التشكيل الوزاري
كتب - فيصل الشمري:
أكلت تداولات ما بعد التشكيل الوزاري مايقرب من (1.9) بليون دينار من القيمة الرأسمالية لسوق الكويت للأوراق المالية على مدى اليومين الماضيين مزيحة المؤشر السعري للأسفل بنسبة (1.24) في المئة لأول من أمس و(1.99) في المئة ليوم أمس ليصبح مجموع ماخسره منذ مطلع الأسبوع الجاري يقارب (3.23) في المئة وهي نسبة اعتبرها البعض ضئيلة مقارنة بمكاسب المؤشر بنسبة 30 في المئة منذ مطلع العام الحالي فيما وصفها البعض الآخر بلطمة بورصوية على وجه التشكيل الجديد للحكومة.
وتزداد الخشية من الأيام الثلاثة الماضية لئلا تكون بداية انطلاق لتراجع يطول أمده وتأثيره على المؤشر الذي حقق أعلى قمة تاريخية له على الإطلاق منتصف الشهر الجاري عندما أغلق قريباً من (13.200) ألف نقطة بينما أوقفته تداولات أمس على عتبة (12.594) نقطة حتى الآن.
ثلاثة أيام عجاف
وخسر المؤشر خلال الأيام الثلاثة الماضية 0.6 في المئة و(1.24) في المئة و(1.99) في المئة من قيمته على التوالي تقريباً في حالة من التراجع العام لجميع القطاعات شملت الشركات القيادية وغير القيادية وقادتها عنوة إلى اللون الأحمر بنسب متفاوتة دون مبرر فني يذكر حسب رأي المحللين.
وهبطت القيمة الرأسمالية للسوق من نحو (57.832) بليون أول من أمس إلى ( 56.573) يوم أمس لتبين فداحة الهبوط الذي جاء ليومين متتاليين وتزامن مع التعديل الوزاري حيث وصف أحد المراقبين هذا الهبوط »بلطمة على وجه الحكومة الجديدة« حسب تعبيره.
115 شركة متراجعة
وبالامس تراجعت اسهم (115) شركة من اصل (146) جرى تداول اسهمها فيما اقتصر الارتفاع على (15) شركةوبقيت (16) أخرى دون تغير وسط دعوات بعدم اعتبار ما يحصل هزة او هلع بالسوق خصوصا مع تفاؤل الجميع بنتائج الربع الثالث للشركات.
لكن الحالة العامة للهبوط تؤكد ان مخاطر محيطة بالسوق قد تدخلت بقوة او أن تصحيحا وراكمه تردد صغار المستثمرين جاء في هذه اللحظة مع استبعاد المخاطر الجيوسياسية التي فندها البعض بقوله»ان الاسواق المحيطة صاعدة فلماذا الكويت فقط?« تتأثر بالمخاطر الجيوسياسية لوحدها.
مخاطر جيوسياسية
ويرفض المحللون الربط بين البعد الاقليمي للاقتصاد الكويتي والمخاطر الجيوسياسية وهذا الهبوط, مؤكدين ان تداعيات التعديل الوزاري الذي جاء بتشكيل يطيل امد الصراعات المزمنة بين السلطتين على قضايا اقتصادية كان للبورصة الحظ الاوفر منها خلال الشهرين الماضيين تحديدا معتبرين ذلك سببا كافيا لاحباط المستثمرين.
ولا يستبعد اخرون ان يكون الهبوط رسالة من كبار المتضررين بقوانين ادارة البورصة الى الحكومة مفادها »ان كنتم قادرين على ايذائنا بحجة الحفاظ على السوق فنحن قادرين على ايذاء السوق وتحريكه 500 نقطة للاسفل خلال يومين«.
يوم الحسم
وسيكون اليوم حاسما لهذه المخاوف والتكهنات اذ يقول الكثير من رؤساء مجالس ادارة الشركات الاستثمارية انه سيشهد استفادة من هبوط الاسعار وبالتالي دفعها للاعلى بالاستناد الى النتائج التشغيلية التي كشف عنها الربع الثالث بقوة لمعظم الشركات القيادية والتي من المقرر اعلانها بحد اقصى 15 نوفمبر الجاري.
ولم يشر احد الى امكانية تشبع الاسهم بتسريبات نتائج الربع الثالث والتي ما لبثت ان تم اعلانها حتى اتخذ السوق منحنى نزولي لطيف واسع من الشركات ذات الربح التشغيلي وغيرها ممن تعتمد الارباح الرأسمالية من الاستثمار بالاسهم, لكن بعض المحللين فسر ذلك بأن صغار المستثمرين اعتادوا على الشراء عند اللون الاخضر وهذه صفة السوق الكويتية مستغربا بقوله »من المؤكد سيحققون الخسائر« لانهم قلبوا وقت الشراء فاللون الاحمر في كل الاسواق هو الانسب للشراء الا في الكويت!