استراحة محارب
حلقة اليوم هي خواطر.....أحببت أن أسميها استراحة محارب...... والذي دفعني إلى هذه الاستراحة هو أنني بالأمس أخذت أقلب في صوري التي التقطتها خلال مسيرتي الدراسية في الولايات المتحدة الأمريكية......ففاضت المشاعر ....هذه المشاعر الجياشة التي قد تتعب صاحبها أكثر مما تفرحه ......لأن صاحبها يصبح دقيق الشعور....شديد التأثر بالحسن والقبيح .....يفرح للأول ويتألم للثاني .....فسبحان الله الذي أودع في الإنسان هذه الأحاسيس والمشاعر وجعل له وسائل يعبر بها .....فهذا يعبر بلوحة فنية ترسمها أنامله فتحكي قصة كاملة تضاهي كتاب كامل....والآخر يبدع في التقاط صورة وجدانية ناطقة تجلس أمامها لتقرأ تعابيرها ....وثالث يقض مضجعه موقف أو حدث مر به فلا يستطيع النوم حتى يقوم بكتابة أبيات شعرية ينفس بها عن ما يعتلج في صدره ليستريح.... فتخرج لنا قصيدة رائعة تصل معانيها الى قلوبنا قبل أن تصل كلماتها الى مسامعنا ......والآخر يمسك بقلمه الذي امتلأ بماء الذهب لقيمة ماتخطه يده من كلمات وخواطر يحرك بها أفواجا من البشر لقوة بيانه ......إن من البيان لسحرا ....وآخر يصور لك مشاهد حالمة من الطبيعة ....من سفوح تكسوها الثلوج ..... الى غابات شديدة الخضرة ....اصطفت أشجارها في طابور مهيب وقد تشابكت أغصانها كتشابك الأصابع ببعضها تعلوها سماء زرقاء مطعمة بقطع من الغيوم كأنها قطن..... ثم ينتقل بكاميرته الى جداول لتسمع صوت خريرها مصحوبة بزقزقة عصافير ...وفراشات ترقص باجنحتها ....لتطرب معها ! هذه هي الحياة الحقيقية .....وهذا هو الأنسان الحقيقي ...الذي يخوض معترك الحياة بحلوها ومرها ...بخيرها وشرها ....يتأثر بها مرة ...ويؤثر بها مرات .... يتقلب مابين ...كر ... وفر ....وما سوى ذلك فهو ... عدم ...وجمود ....وسكون ...وشقاء ....رغم ما يقد يصل اليه الأنسان ...من ثروة ... وجاه ... ومنصب .....لأنه حينما يموت ....سيكتب على قبره .......هنا يرقد السيد العادي .....اذا لم تزد شيئا على الحياة ...أصبحت أنت زائدا على الحياة .....
هذه المشاعر تملكتني حينما أخذت اقلب في صوري .... وكيف أن الأحلا م يمكن أن تتحقق اذا صاحبها نية صادقة ...وعزيمة قوية... وطموح بلا حدود.....وحب للمغامرة......هذه متعة الحياة ..لا يعرف معناها الا من ذاق حلاوتها ... رغم العراقيل ...التي تعترض الطريق ..... ولا أفشي سرا حين أقول...أن الأشخاص الناجحون في الحياة ليسوا عظماء ...صدقوني ليسوا عظماء ... انما هم .........قناصوا فرص .....واقتناص الفرص لا يعني جمع الثروة ....فهذا فهم خاطيء لمعنى الحياة ....فتعس عبد الدينار ...تعس عبد الدرهم ....تعس وانتكس .
قلبت الصور وعادت بي الذاكرة الى الوراء الى تلك الأيام الخوالي ابتداءا من تلسا أوكلاهوما .......تلك المدينة البسيطة ..... حقولها الخضراء.......... طبيعتها الخلابة .... خيولها ......مسجد السلام ...... مزاد السيارات الذي يجب أن يمر به أي طالب كويتي أو خليجي ليشتري له سيارة ...بصحبة الديلر أبو أحمد ... الذي وصفه لي الدكتور عيسى الصفران قبل أن أراه قائلا ... ستعرفه حين تسلم عليه من ضخامة يده ...وفعلا صدق أبو عبدالله .....وجدته رجلا ليس ضخم اليد فقط ...بل اليد مصحوبة بالجسم كله ..... شباب الكويت ......شباب أرامكو السعودية ......شباب قطر .....شباب الأمارات ..... بعض الوجوه لازلت أعرفها .....والبعض الآخر نسيته ....!!!