المشهد الرابع عشر - قصص من كليفلاند - أوهايو
......اثنا جلوسنا في كافتيريا كلية كياهوغا في كليفلاند – التي عادة نلتقي فيها للأفطار او للتعارف على الشباب القادمين للولاية ... قال لي أحد الشباب – لا يحضرني اسمه الآن وليعذرني ان نسيت اسمه ولكن أذكر أنه حصل لي معه موقف طريف وهو أنه في جلستنا هذه قال هو فجأة : أشتم رائحة روس ؟؟؟؟ فاستغربت وظننت أنه يقصد فروة رأس !! ولم أعر الأمر أي اهتمام , ولكن بعد قليل كان أمامنا باب زجاجي فجاء مجموعة من الطلاب والطالبات وفتحوا الباب ودخلوا الكافتيريا .. فنظر الي !! وقال : ألم أقل لك انني أشتم رائحة روس ... وكان يقصد هؤلاء الطلبة الذين أتوا من روسيا لأنهم على حد علمه لهم رائحة مميزة بسبب نوع من الدهان يستخدم للبرد ! ...... المهم كل ما في الموضوع أن هذا الشاب قال لي ذات يوم : لماذا لا تأتي للعب معنا كرة قدم ؟...فقلت له وأين تلعبون . قال في ملعب بجانب كليفلاند كلينك Cleveland clinic – وكليفلاند كلينك لمن لا يعرفه مستشفى عالمي معروف – ويبعد عن سكننا ربع ساعة - وأثناء الحديث ذكر لي أنه يلعب معهم شباب ومن ضمن من ذكر لي ...عصام العجمي ....فقلت قد يكون عصام نايف وقد كنت أعرفه منذ أيام الدراسة في كلية الدراسات التكنولوجية فقلت له وأين يسكن هؤلاء الشباب فقال لي في الGuest house وهو الفندق الملحق بالمستشفى فسألته باستغراب : الGuest house ؟؟ لأن هذا يعني أنهم فيهم شيء لا سمح الله .فقال لي : لا.. لا....... أظن أن أحد أقاربهم هو الذي يرقد بالمستشفى ...... ومن الذي يرقد بالمستشفى ؟ بادرته بالسؤال , فقال لي : الذي فهمته أنهم شيبان اثنين.... وفعلا بعد أن عدت للمنزل تغديت واسترحت قليلا.... وبعد العصر ذهبت للمستشفى لزيارة الجماعة ....وبالفعل حدث ماكنت أتوقعه فقد وجدت عصام نايف العجمي وقد جاء من مدينة بلوفيلد بويست فرجينيا ومعه محمد بداح الجعيدي حيث أن والد محمد –رحمه الله- كان قد أتى للعلاج ولم أكن وقتها أعرف محمد ........... ولو أردت الحديث عن هذا الثنائي فشهادتي مجروحة .... فعصام –بتسكين العين وليس كسرها- اسم على مسمى ..... شاب يتوقد حماسا ...... مفتول العضلات ...اذا رأيته استبشرت خيرا ,أما محمد .... فالطيبة في أجلى صورها ... ونقاء السريرة .... والسماحة .
أثناء جلوسنا في قاعةالأستراحة في الدور العلوي من الفندق حيث نجلس ونشرب القهوة العربية والشاي حصل لنا موقف طريف ففي مرة من المرات كنا على موعد مع عشاء ... قوزي .....- وهو لمن لايعرفه خروف كامل يتم طبخه مع الرز ..... وطبعا عادة أهل الجزيرة لا يأكلون الا على الأرض ......خاصة كبار السن .....فلما حضر السيد قوزي قمنا بفرش السفرة ووضعنا العشاء وافترشنا الأرض وضربنا بالخمس .... ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ....فما ان بدأنا عشاءنا حتى سمعنا صوتا فوقنا ...Please …Please ... بليس ...بليس ... يو آر ان امريكا نات ان جليب الشيوخ ..... وهذه العبارة ليست من مسرحية باي باي لندن – طبعا مع التعديلات- ولكن هذه العبارة اطلقتها مسئولة العلاقات العامة بالمستشفى بعد أن صعدت الدور العلوي لترى بأم عينيها هؤلاء الوحوش البشرية وهم يفترسون الخروف دون رحمة ... قلنا لها ....حسنا ... حسنا .. سننتهي بعد قليل ... من أجل أن تذهب فقط ... وفعلا بعد مفاوضات شاقة اقتنعت وذهبت فعدنا الى عشاءنا مرة أخرى ..... ولكن أنت في أميريكا .... بعد لحظات رفعنا رؤوسنا الى أعلى ..... ماذا تتوقعون ..... اثنان من رجال الشرطة المدججين بالسلاح يقفان فوق رؤوسنا والشرر يتطاير من عيونهما ....finish now ... كلمتان لا ثالثة لهما وتعني ... انتهوا الآن ... وطبعا على ما أظن ومن نبرة صوتهما لم تكن بصيغة الطلب أنما والله العالم كانت بصيغة الأمر !! والأطرف من ذلك أنه بعد أن استسلمنا للأمر الواقع وأردنا أن نلملم عشاءنا حدثت حركة بريئة نرفزت رجال الشرطة وكادت أن تتسبب في كارثة لا سمح الله ... والحادثة ببساطة أن ضيفنا – الذي أقيم العشاء من أجله- في تلك الليلة والذي كان من المملكة العربية السعودية قد جاء مرافقا لعلاج أحد أقاربه ...ومن باب اكرامه لم يدعه عصام أن يحمل شيئا من الأغراض التي في السفرة وهو يريد أن يساعد في المهمة ..... وعصام يمسك يده ويحلف أن لا يحمل شيئا ..... الشرطيان لا يعرفان لغتنا .... ولم يعرفا ما الذي يحصل.... خافا فوضع أحدهما يده على المسدس واليد الأخرى وضعها على عصام ليستتر به !!!! .... ولكنه حين علم بالأمر.... وشرحنا له وبعد أن اطمأن نزل يده .... وبعد أن انتهينا انصرف الشرطيان بعد أن أفسدا علينا عشاءنا تلك الليلة .