خسارتها ثلاثة ملايين و200 ألف بعدما كانت أرباحها العام الماضي تفوق الـ 6 ملايين
الصقر... هل «ينشًّف» المال قبل أن يسلمها إلى الخرافي؟
أعلنت شركة المال للاستثمار التي يرأس مجلس ادارتها النائب محمد الصقر ورئيسها التنفيذي ايضا عن تحقيقها لخسارة مالية قدرها ثلاثة ملايين ومائتا ألف دينار وذلك في الربع الاول من هذا العام، وكانت الشركة قد حققت ارباحا صافية قدرها ستة ملايين دينار في الربع الاول من العام الماضي... هذه النتائج قادت بعض المحللين الاقتصاديين الى التساؤل إن كانت هذه الخسارة متعمدة وخاصة بعد التطور الذي حدث على ملكية الشركة اثر استحواذ مجموعة محمد عبدالمحسن الخرافي على حصة الاغلبية في هذه الشركة.
وكانت مجموعة الخرافي قد حذرت الادارة الحالية من التلاعب في اصول الشركة وأموالها، وارسلت لرئيس الشركة خطابا رسميا تحذره واعضاء ملجس الادارة من اضعاف ائتمان الشركة او التلاعب في اصولها، وزودت وزارة التجارة بنسخة من هذا التحذير في اكتوبر الماضي، غير أنه وبعد اعلان الشركة هذه الخسارة الفادحة في الربع الأول باتت تخوفات المجموعة في محلها، وخاصة أن لديها تجربة مريرة وعانت من ذات الادارة التي كانت تتولى شركة الساحل للاستثمار عندما استحوذت عليها مجموعة الخرافي قبل عدة أعوام، واكتشفت عمليات احتيال وتلاعب واختلاس قامت على إثرها بتقديم بلاغ إلى النيابة العامة التي حفظت البلاغ فتظلمت شركة الساحل لدى محكمة الجنايات من قرار الحفظ فنظرت المحكمة هذا المتظلم برئاسة المستشار علي الضبيبي الذي طالب بمثول المتظلم ضده النائب محمد الصقر أمام محكمة الجنايات لمواجهة التهم الموجهة ضده بالاختلاس، فعمد على الفور على إجراء تسوية مع الشركة اعاد بموجبها المبالغ المختلسة في مقابل أن تتنازل الشركة عن الشكوى وهو ما تم وانتهت الدعوى صلحا، والتاريخ اليوم يبدو أنه يعيد نفسه ويتكرر السيناريو وتزداد تخوفات المجموعة بعد هذه الخسارة المفاجئة وغير المبررة على ضوء إعلان رئيس الشركة في الجمعية العمومية العام الماضي عندما أقسم بالله العظيم وأمام جموع المساهمين بأن شركة المال هي أفضل شركة مساهمة مسجلة بالبورصة، وتدور الأيام ليعلن الرئيس هذه الخسارة في الأرباح.
وتقول مصادر متابعة إن هذا التخوف هو الذي دفع برئيس مجموعة الخرافي السيد ناصر الخرافي إلى الإعلان بأنه سيعزل الصقر من إدارة الشركة عاجلاً أم آجلاً، وذلك في المقابلة التي أجرتها معه محطة C.M.B.C العربية ونشرتها الصحف المحلية.
تاريخ النشر: السبت 12/5/2007
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=500139&pageId=26
---------------
انتقال «المال» من الربح إلى الخسارة في الربع الأول يؤكد صدق التوقعات بتحولها إلى.. «منجم للنفايات»
تكبدت شركة المال للاستثمار خسائر بلغت 3.2 ملايين دينار ما يعادل 6 فلوس للسهم في الربع الاول من 2007 مقارنة بربحية بلغت 5.6 ملايين دينار ما يعادل11 فلسا للسهم في الفترة نفسها من عام 2006، يستحق هذا الخبر أكثر من مجرد «التمرير»، ربما يستدعي وقفة أكبر وتأملاً أكثر دقة في المشهد العام المصاحب لشركة المال للاستثمار... الخبر ببساطة هو أحد الاعلانات التي نشرتها سوق الكويت للأوراق المالية على موقعها الالكتروني، ولأن شرح الواضحات ليس من الفاضحات في جميع الأحيان يبدو واجباً التأكيد على تدهور أداء «المال للاستثمار» التي تحولت من الربح الى الخسارة، رغم أن أداء البورصة في 2007 يبدو أفضل كما أن المناخ العام للاقتصاد يتحسن مقارنة بالعام الماضي الذي كان عاماً قاسيا على البورصة والمشهد الاقتصادي العام
ربما تحيلنا هذه النتائج المالية «الضعيفة» لشركة المال للاستثمار بالضرورة الى مشهد آخر في الجمعية العمومية للشركة والتي انعقدت يوم الأحد 15 ابريل الماضي، فالجمعية العمومية شهدت تصرفاً من قبل الرئيس والعضو المنتدب في الشركة يستحق أكثر من الرصد خصوصا حين لجأ الى قفل باب النقاش في عمومية الشركة لاسكات صوت الاغلبية «مجموعة الخرافي» من كشف ما تعتبره مستورا بعد ان انساقت وزارة التجارة والصناعة الى اداء دور الشاهد بلا تدخل او رقابة او لضمان حق المساهمين من الاستفسار عن الشركة.
ولذا كان طبيعياً ومنطقياً في آن واحد أن تعتبر مجموعة الخرافي التي تمثل صوت الأغلبية في الشركة على لسان نائب رئيس مجموعة الخرافي لؤي جاسم الخرافي ان اقفال باب النقاش وعدم السماح لمناقشة الامور المالية تعسف من قبل رئيس مجلس الادارة موضحا انه تم تسجيل تحفظ المجموعة على هذا الاجراء في سجل وزارة التجارة والصناعة، مشيراً الى أن ما يحدث في «المال» ليس نزاعا شخصيا انما هو خلاف يتعلق بادارة الشركة وأموال المساهمين، فيما أكد احد ممثليها يوسف الماجد مدير عام شركة الاستثمارات الوطنية أن ادارة الشركة لجأت الى قفل باب النقاش لانها لا تستطيع الاجابة عن أسئلة مؤلمة متسائلاً عن نهاية الخدمة للادارة العليا المسجلة في الميزانية بـ 28 الف دينار مشككا في صحة ما ورد لاعتقاد ان الرقم الحقيقي أكثر من ذلك بكثير متسائلا ماذا يقصد ببند منافع قصيرة الأجل.
ذهب أم نفايات
وأضاف قالوا عن الشركة منجم ذهب ونحن نقول انه منجم نفايات لأن منجم الذهب يحقق ارباحا مضيفا بقوله هل يعقل ان تكون أغلب ان لم يكن كل معاملات الشركة مع أطراف ذات صلة.فيما تركزت تحفظات مجموعة الخرافي على: الميزانية العمومية والحسابات الختامية للشركة عن عام 2006، التعامل مع اطراف ذات صلة، اخلاء طرف اعضاء مجلس الادارة وابراء ذمتهم فيما يتعلق بتصرفاتهم عن السنة المالية 2006 كما قامت العمومية بقفل باب النقاش حول مشروع الفحم المكلسن ودراسة الجدوى الخاصة به وتوزيع الحصص،الفرات القابضة، المال في جنيف وصفوان للتجارة العامة والمقاولات.
وسرعان ما أعلنت البورصة عن نتائج "المال" في الربع الأول من العام الجاري لتكشف الأرقام والحقائق ما نشرته «الوطن» من تراجع أداء الشركة بسبب ادارتها غير المسؤولة وتؤكد صدق توقعات يوسف الماجد بشأن تحولها الى منجم للنفايات!
وربما يعيدنا هذا الى التأكيد أن عدداً كبيرا من الشركات المدرجة المدارة من قبل كبار الملاك فقط تدار بطريقة تخدم تطلعاتهم ورؤاهم الاستثمارية. فاذا قرروا التوسع فانهم يتوسعون واذا قرروا بيع او شراء حصص لا أحد يمنعهم واذا أرادوا تدمير الشركة فلهم ذلك واذا أرادوا استخدام الشركات التابعة والزميلة في لعبة ما..أي لعبة فانهم يستخدمون دون حسيب أو رقيب ودون مراعاة لحقوق المساهمين أو لكونهم شركة مدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية وليست شركة عائلية يتحكم بها أفراد.
حقوق المساهمين
وهناك واجب على جهات عديدة لحماية حقوق المساهمين سواء المادية أو المعلوماتية وفي مقدمتها مجلس الادارة والذي يتم انتخابه من قبل المساهمين لكي يتولى ادارة الشركة ورسم سياساتها وبهذا التفويض فهو وقبل كل شيء مؤتمن على مصالح وحقوق كل المساهمين على قدم المساواة وواجب حماية حقوق المساهمين تقع أيضاً على مراقب الحسابات الخارجي حيث هو من سيسطر تقريرا يفيد فيه بان المركز المالي وبيان الارباح والخسائر يعكس واقع الشركة وبان الشركة لم ترتكب اية مخالفات للقوانين ولا للانظمة الداخلية للشركة وهو من قام وراجع حساباتها وشهد بان ماسطرته ادارة الشركة في ميزانيتها السنوية وكذلك حساب ارباحها وخسائرها يمثل وبشكل موضوعي واقع الشركة واحوالها، والسؤال المهم الذي ينفجر بغتة: هل تعبر خسائر "المال للاستثمار" في الربع الأول عن أداء الشركة؟ أم أن خسائرها جاءت نتيجة سوء الادارة؟ وكيف يمكن ضمان حقوق المساهمين في الشركات التي ينفرد بها مجلس ادارتها باتخاذ القرار؟..هل نحتاج الى تشريعات تجمع ما بين الترغيب والترهيب؟ أم نحتاج الى رقابة أكثر فعالية؟ وتبقى هذه الأسئلة في انتظار اجابات شافية ستكشف مفارقة مفادها أن هناك فرقاً بين من يقيم بناء ويراهن على تحصينه وارتفاع طوابقه، ومن يزال عاكفا على تحسس التربة ومحاولة رأب صدوعها!
تاريخ النشر: السبت 12/5/2007
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=500043&pageId=39