ترقب نتائج الأحداث اللبنانية يبطئ القرارات الاستثمارية ويدفع باستمرار تذبذب البورصة في تداولات اليوم
اجمع عدد من رؤساء مجالس ادارات الشركات المدرجة في البورصة على استمرار تأرجح اداء سوق الكويت للاوراق المالية ما بين التماسك والتصحيح النسبي جراء انخفاض قيمة التداول خلال فترات تداول اليوم الواحد وذلك لا ستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في الاوضاع الخارجية للمنطقة وعدم اتضاح الرؤية في شأن موعد انتهاء الازمة اللبنانية مما يشير الى استمرار حالة الترقب وتفضيل الكثير من المستثمرين ارجاء اتخاذ القرار الاستثماري في الوقت الحالي خصوصا مع تزامن الكثير من التداعيات وليس ازمة لبنان فقط, منها الاجازة الصيفية التي تعتبر فترة لعزوف الكثيرين عن السوق نظرا للسفر خارج البلاد اضافة الى توقف الكثير من الصناديق الاستثمارية عن الشراء المعهود في حالة تفاعل السوق وتسجيله ارتفاعات قياسية واقتصارها على بعض عمليات الدعم من قبل عدد من المحافظ الاستثمارية التابعة لشركات الاستثمار او الشركة ذات الطابع الاستثماري التي تعتمد في نشاطها على سوق الاسهم واقتناصها فرصة الشراء في الوقت الراهن اكثر من غيره لوجود اسعار مناسبة نسبيا تدفع الى اقتناعها وشرائها حاليا مقارنة باسعارها سابقا.
ويتوقع ان تشهد الاسهم نموا من حيث ارتفاعاتها قد تصل الى 15 في المئة في ظل المعطيات الايجابية لاعلانات الارباح للنصف الاول والتي بدت واضحة في قطاع البنوك وشركات الاتصالات.
كان هذا ملخص الحوارات التي اجرتها »السياسة« مع رؤساء مجالس ادارة الشركات وفيما يلي التفاصيل.
في البداية قال رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة الاستثمارات الصناعية والمالية د. طالب احمد علي بان تفاعل السوق سيكون مع الاوضاع السياسية المحلية اكبر من التأثر السلبي والنفسي نتيجة للاوضاع السياسية الخارجية السائدة في المنطقة فيما يؤكد د. طالب استمرار التذبذب في الاداء ما بين انخفاض وارتفاع لحين زوال الازمة الخارجية وانتهاء التأثير النفسي وتداعياته على تعاملات المستثمرين.
مؤشرات ايجابية للسياسة المحلية
واشار د. طالب الى ان المؤشرات الايجابية على السياسة المحلية ظهرت من خلال التنسيق والاتفاق والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وما سيسفر عنه من قرارات ايجابية تنعكس بالنفع والايجاب على سوق الاسهم .
قرارات استثمارية
وجدد د. طالب مطالبته لصغار المستثمرين باتخاذ الحذر والحيطة في اتجاهاتهم الاستثمارية وعدم الاندفاع وراء الشركات المضاربية التي تعتمد على ارباح تشغيلية في نشاطها التي تعمد على ارباح تشغيلية في نشاطها الفعلي لتأثيرها في عملية الانخفاض المباشر التي يشهدها السوق بعكس الشركات ذات الاداء الحقيقي التي يقتصر تأثيرها على انخفاضات ضعيفة ووقتية لوجود ارباح وعوائد تحفز من تماسكها من اي هزة يشهدها السوق الى جانب ذلك فان مستوياتها السعرية تعتمد على استثمارات طويلة الاجل وليست قصيرة.
مجريات تداول مشابهة
من جانبه اكد نائب رئيس مجلس ادارة شركة غولف انفست عبد السلام العوضي بان مجريات التداول للاسبوع الجاري لن تكون بمنحنى مغاير عما شهدته تداولات الاسبوع الماضي من حيث التذبذب ما بين انخفاض وارتفاع نسبي متزن وذلك لاستمرار حالة الترقب لاحداث لبنان وان وجدت تغيرات فستكون نسبية وطفيفة في حركة تداولات الاسهم الاسبوع الجاري واقتصارها في اعلانات ارباح الشركات للنصف الاول والتي ستلقي بظلالها ايجابا على بلوغ بعض الاسعار نحو الارتفاع واستفادة المستثمرين من عمليات جني الارباح لبعض الاسهم.
حركة السوق تحدد التصحيح
واشار العوضي الى ان انخفاض قيمة التداول تعتبر طبيعية في فترة الصيف لعزوف الكثيرين من السوق وانشغالهم في السفر مما يقلل من عملية التدفقات النقدية والقوة الشرائية ولذلك فان من الصعب مطالبة الهيئة في التدخل لتفادي الانخفاض لعدم وجود مبررات واسباب فنية اقتصادية للتراجع الحالي بقدر ما هو انعكاس نفسي للاحداث الخارجية منوها بان حركة السوق تحدد عملية التصحيح دون المطالبة بتدخل الهيئة.
40 بليون دينار القيمة الرأسمالية
واشار كذلك ان القيمة الرأسمالية للبورصة حاليا تتراوح ما بين 35 و 40 بليون دينار كويتي الى جانب ذلك فان الشركات المدرجة تعتبر من الشركات ذات العائد الافضل في تحقيق الربحية مقارنة باسواق المال العربية مما يؤكد بانه سوق جاذب ومغر للاستثمار والشراء واستقطاب رؤوس اموال جديدة.
ونوه بانه يجب على المستثمرين الابتعاد عن الخوف والهلع وعدم الاندفاع وراء الشائعات في معلومات الارباح والبيانات المالية للشركات واتخاذ القرار الاستثماري المناسب في توصياتهم الاستثمارية للشركات ذات الملاءة المالية الكبيرة والتي تعتبر ضمانا لاستقرار السوق دون اي تدخل.
الربع الثالث والاخير
واستدرك العوضي قائلا ان التوقعات تشير الى نشاط قياسي مرتقب خلال نهاية الربع الثالث وبداية الربع الاخير للتداعيات الايجابية المحيطة اهمها حجم الفوائض المالية للدولة والنمو الكبير الذي سينصب لصالح السوق في طرح المشاريع الى جانب ارباح الشركات والعقود التي يتم ابرامها.
استثمارات مستقرة
من جانبه اكد الرئيس التنفيذي لشركة الزمردة جاسم زينل بان السوق يتفاعل مع الاحداث سواء كانت محلية او اقليمية وعالمية ذلك ان المستثمرين يبحثون عن استثمارات مستقرة وانتقائية ضمان الاستثمار لرؤوس اموالهم وذلك ما يفسر تذبذب اداء سوق المال حاليا لعدم استقرار الاوضاع الخارجية في المنطقة مما يؤكد بان الانخفاض الحالي يعتبر طبيعياً في ظل وجود تلك التداعيات لحين إسدال ستارها.
وأشار زينل إلى أن عملية التصحيح النسبي التي شهدتها البورصة خلال يومي تداول نهاية الأسبوع كان نتيجة لردة فعل إيجابية للمستثمرين في اتفاق السلطتين التنفيذية والتشريعية في بعض القضايا والقرارات الذي انعكس بدوره إيجاباً على معطيات التداول منوهاً بأن السوق من الناحية التكتيكية يعتبر من الأسواق الجيدة, وذات أداء تشغيلي ممتاز مقارنة بالأسواق الأخرى وما تشهده حالياً نتيجة لعوامل نفسية وليست اقتصادية.
انتقائية الاستثمار
وطالب زينل المستثمرين بانتقائية استثماراتهم والابتعاد عن القلق والخوف والاندفاع وراء عمليات المضاربة على بعض السلع دون النظر للربحية والعوائد التشغيلية المحققة والابتعاد عن عمليات التسييل لاستثماراتهم باندفاعهم وراء الشائعات.
مضاربون وليس مستثمرين
من جهته قال نائب الرئيس التنفيذي في شركة الصفاة للاستثمار باسم العتيبي بأن الفترة الحالية للتداولات يغلب عليها الطابع المضاربي أكثر منه الاستثماري وذلك لما تشهده هذه الفترة من عزوف استثماري نسبي نظراً لسفر الكثيرين وتأجيل البعض الآخر منهم اتخاذ القرار الاستثماري لحين وضوح الرؤية لما ستؤول إليه الأحداث الخارجية وتأثيراتها النفسية التي تعتبر للمستثمرين قصيرة الأجل وليست على المدى الطويل.
أما على الصعيد المحلي فكان الاتفاق والتنسيق بين السلطتين على بعض القرارات عاملا رئيسياً على إعطاء السوق دفعة نحو النشاط والابتعاد تدريجياً عن الانخفاض والتوجه نحو التذبذب الذي يعتبر طبيعياً خلال المرحلة الحالية.
وعن دور صناديق هيئة الاستثمار والمحافظ الاستثمارية أكد العتيبي بأنها تبحث عن الربحية وتحقيق العائد, ومن الصعب سيطرتها على السوق في حالة الانخفاض والتذبذب كما يطالب به البعض مشيراً بأن دورها استثماري كسائر المستثمرين والمتداولين ولا يوجد صناع سوق حقيقيون في السوق المحلي باعتبار أنهاعملية ميكانيكية يفتقد لها السوق المحلي.
توقعات غير واضحة
بينما قال مدير عام مركز الجمان للاستشارات ناصر النفيسي بأن التوقعات حول مجريات تداول الأسبوع الجاري غير واضحة إلا أنه أكد أن استمرار التذبذب ما بين ارتفاع وهبوط نتيجة لأحداث لبنان ستكون السمة السائدة في حركة التداول وذلك يتضح من غياب التأثير الإيجابي وتفاعل السوق لعملية إعلانات أرباح الشركات للنصف الأول.
وأضاف النفيسي بأن الأسباب والمبررات وراء ذلك التذبذب تقتصر على العامل النفسي وليس الاقتصادي.
الحذر وانتقائية الشراء
وطالب النفيسي صغار المستثمرين اتخاذ الحذر وانتقائية الشراء لمحدودية المعلومات المتاحة لهم في إعلانات الأرباح المتوقعة للشركة وعدم الاندفاع وراء الأسهم المضاربية, مشيراً بأن أسعار الكثير من الأسهم مازالت مغرية للشراء وبمتناول جميع المستثمرين في اقتناصها استثمارياً إلا إن البعض منهم يفضل الترقب والانتظار لحين وضوح الرؤية, مؤكداً أن المطالبة بتدخل هيئة الاستثمار مرفوض باعتبار أن عملها مؤسسي وليس مبنياً على ردود أفعال والوضع الحالي في التذبذب يطول جميع أسواق المال وليس السوق الكويتي فقط وذلك لتأثيرات نفسية سلبية للأوضاع الخارجية.
التراجع بنسبة 15 في المئة
وأكد النفيسي أن الشركات المدرجة استطاعت تحقيق أرباح وعوائد جيدة رغم تذبذب الأداء نتيجة للأداء التشغيلي لأنشطتها الاستثمارية إلا أن ذلك لن يساهم في نمو أداء السوق بشكل عام عن العام الماضي وتسجيله ارتفاعات كبيرة بل سيشهد تراجعاً وهبوطاً قد يصل إلى 15 في المئة في معدل الأرباح مقارنة بأرباح العام الماضي لاقتصار الربحية على عدد من الشركات وليس جميعها.