التداعيات السياسية الخارجية تسيطر على مجريات الأداء العام للسوق
الاوضاع الحالية ستظل الى ما بعد انقضاء موسم الصيف وكذلك شهر رمضان الذي يطغى عليه الهدوء وكذلك غياب اصحاب القرار.
قد يكون هناك صعود يكسر الهبوط وهو ما سيحدث في اسواق المنطقة بشكل عام وليس سوق الكويت المالي فحسب
التدخل في ضخ سيولة لن يجدي بفائدة على السوق والتأثير وقتي اكثر منه نشاط فعلي
معدل الارباح بشكل عام لسوق الاسهم هذا العام متدني في ظل الاداء المتذبذب وفقدان المؤشر السعري للكثير من النقاط وذلك بسبب سحب الكثير من السيولة من قبل عدد من الشركات لاستغلالها في تنفيذ مشاريع ضخمة
واصل سوق الكويت للاوراق المالية اداءه المتذبذب وسط استمرار اجواء الترقب والعزوف عن الشراء الامر الذي ادى الى انخفاض قيمة التداول لمستويات متدنية قياساً بما كانت عليه لنفس الفترة من العام الماضي حيث تراجعت القيمة الى مستوى لا يشكل قيمة فاعلة في تصحيح مسار السوق عندما بلغت 18.2 مليون دينار وهي قيمة اقل بأكثر من 3 ملايين دينار عن تداولات امس الاول فيما يؤكد ان التأثير النفسي بدا واضحاً في انعكاسات سلبية على معدل مؤشرات السوق نحو بلوغها مستويات متدنية او يكاد لا يذكر في حسابات التداول العامة لاسواق المال والتي تعتبر قيمة ضئيلة او بمعدل قيمة اتمام صفقة واحدة لما كانت تسجله بعض الاسهم في تداولاتها القياسية عند تجاوز القيمة مستوى 150 مليون دينار في تداول اليوم الواحد خلال حركة السوق العام الماضي.
واشارت الاوساط المالية الى ان عدم وضوح الرؤية لما ستؤول اليه الاحداث السياسية الخارجية القت بظلالها بتزايد وتيرة الخوف وتفضيل الكثير من المستثمرين والصناديق والمحافظ الاستثمارية الترقب والانتظار والاحتفاظ بالسيولة والتدفقات النقدية تفادياً لخسائر كبيرة قد تلحق باستثماراتهم خلال الفترة الحالية في ظل تدني مستوى قيمة التداول وعدم وجود توجه استثماري واضح يساهم في تدعيم حركة نشاط السوق والمحافظة على الاتزان النسبي لمعدلات المؤشرات التي باتت بالاتجاه نحو الانخفاض والتراجع وفقدان مكاسبها السابقة المحققة حيث اقترب المؤشر السعري من مستوى 9427 نقطة عندما تراجع بواقع 12.9 نقطة يوم امس, وهو مستوى لا يفصله عن مستوى الهبوط لمستويات اكثر واكبر سوى 127 نقطة في حال استمر بالتراجع ليبلغ 9300 نقطة وهو المستوى الذي حذر منه الكثير من رؤساء الشركات في تصريحات سابقة بأنه مستوى مقاومة للحفاظ على اتزان السوق.
وأكدت الاوساط المالية بأن ارتباط انتهاء تذبذب الاداء ووقف نزيف انخفاضات السوق والاتجاه نحو التصحيح اصبحت مرتبطة بالعامل النفسي اكثر منها الاقتصادي, وذلك سيتحدد في حال وضوح الرؤية لوجود بوادر حلول للازمة السياسية الخارجية والتي باتت تشكل عاملا رئيسيا في توجهات المستثمرين نحو الاستثمار.
انخفاض مستمر
في البداية قال الرئيس التنفيذي لشركة الزمردة الاستثمارية جاسم زنيل بأن ما تشهده البورصة حاليا من انخفاض مستمر وتذبذب في الاداء امر طبيعي في ظل تفاعل الاوضاع السياسية الخارجية وعملية التصحيح لن تتضح الا بوجود بوادر ايجابية لحلول ازمة لبنان التي اصبحت تلعب دورا رئيسيا في الانعكاسات السلبية النفسية في مجريات حركة اسواق المال والتوجهات الاستثمارية.
القيمة والفروق
وعزا زينل تدني مستوى قيمة التداول الى ما آلت اليه بمعدل 18 مليون دينار لحالة الترقب والخوف التي تسود جميع المتداولين والمستثمرين رغم قناعتهم بأداء سوق الكويت للاوراق المالية والملاءة المالية التي يتمتع بها من قنوات استثمارية كثيرة ومراكز قوة للكثير من الشركات الا انها حالة نفسية وليست مرتبطة بعوامل اقتصادية وذلك يتضح من قلة عمليات البيع والعزوف عن الشراء لتوقعاتهم بعمليات تصحيح قريبة ستشهدها البورصة كما ان السوق يعمل بناء على مجريات العروض والطلبات وهي التي تحدد معدل المؤشرات في حال النمو والتوقف.
تدخل الحكومة
اما فيما يخص مطالبة الكثير من المستثمرين بتدخل الحكومة عبر صناديق الهيئة العامة للاستثمار لتخفيف حدة الانخفاضات فأكد زينل بأن التدخل في ضخ سيولة لن يجدي بفائدة على السوق والتأثير وقتي اكثر منه نشاط فعلي الا انه اكد بأن التدخل يجب ان يكون من قبل الحكومة.
من خلال تصريحات تطمئن المستثمرين بعدم وجود مبررات اقتصادية وراء الانخفاض
الفائدة المرتقبة
وحول التوقعات بزيادة نسبة الفائدة التي يتوقع ان يعلنها البنك المركزي الفيدرالي الاميركي وانعكاساتها قال زنيل بان اقتصار تأثير اقرارها سيكون على السوق الاميركي ومن المتوقع عدم اقرار البنك المركزي الكويتي لدفع الفائدة على غرار ماسيقوم به المركزي الاميركي وذلك لاختلاف الرؤية الاستثمارية وعدم حاجة السوق المحلي لتلك الزيادة في الوقت الحالي خصوصا مع تداعيات ما آل اليه سوق الاسهم من انخفاضات وتذبذب في الاداء.
ارتباط الاسواق
من جانبه قال المدير العام لشركة الكويت وآسيا القابضة احمد الخضري بان العوامل النفسية غلبت على العوامل الاقتصادية الايجابية خصوصا ارتفاع اسعار النفط التي تلغي بظلالها ايجابا على تفاعل اسواق المال جميعها وليس فقط السوق الكويتي وبين الخضري ان تأثير ارتباط اسواق المال اصبح واضحا من خلال انعكاساته السلبية والايجابية سواء في الارتفاع او الانخفاض.
معدل الارباح
واضاف الخضري الى ان معدل الارباح بشكل عام لسوق الاسهم العام الماضي في ظل الارتفاعات القياسية تجاوز 75 في المئة مقارنة بتدني تلك النسبة في ظل الاداء المتذبذب وفقدان المؤشر السعري للكثير من النقاط ليصبح مجمل معدل الارباح العام الحالي ما نسبته 25 في المئة وذلك لاسباب عدة اهمها سحب الكثير من السيولة من قبل عدد من الشركات لاستغلالها في تنفيذ مشاريع ضخمة الى جانب خروج الكثير من استثمارات المحافظ الاستثمارية نحو الاستثمار في الاسواق الدولية وشرق آسيا لاقتناص الفرص الاستثمارية التي يتوقع تحقيق ارباح مجزية من خلالها فضلا عن الاداء العام لعدد من الاسهم المحلية اصبح واضحا لدى المستثمرين بمحافظتها على الاسعار جراء ادائها التشغيلي بعكس التي تعتمد على الاستثمارات بالاسهم.
عوامل فنية
من جانب قال عضو غرفة التجارة والصناعة عبد السلام العوضي ان العامل النفسي الذي خلفته احداث قانا في لبنان قبل يومين ادى الى احجام عن الشراء وهذا امر طبيعي لان اسواق المال عادة ماتتفاعل مع العوامل النفسية سواء الايجابية او السلبية لافتا الى ان ما يشهده سوق الكويت للاوراق المالية حاليا لايوجد له اسباب بخلاف العامل النفسي السلبي الذي ادى الى عزوف عن التداول والشراء والبيع واضاف العوضي ان هناك حالة من الترقب سائدة الان بين المتداولين لانتظار ما ستسفر عنه الاحداث والى متى ستظل الاوضاع على شاكلتها الحالية.
ونوه العوضي الى ان سوق المال في اي بلد يحكمه امرين الاول حجم السيولة والثاني هو اداء الشركات, مؤكدا ان هذين العاملين على افضل ما يكون بالنسبة لسوق الكويت للاوراق المالية, حيث ان نتائج الشركات جيدة وتشجع على الاستثمار في البورصة, فضلا عن توافر السيولة الامر الذي يعني ان عناصر استقرار السوق متوفرة ولكن العامل النفسي هو الظرف الاستثنائي الذي يحول دون اقبال المتداولين على البيع والشراء.
واعرب العوضي عن امله في انتهاء الاحداث المأساوية التي تدور على ارض لبنان الشقيق في اسرع وقت ممكن.
سحب سيولة
من جهة اخرى قال رئيس مجلس ادارة شركة العراق القابضة محمد علي النقي ان الظروف المحيطة بالسوق منذ فترة لم يطرأ عليها اي تغيير يمكن ان يصب في صالح سوق المال.
واوضح ان العوامل الخارجية السياسية اتحدت مع الهدوء الناجم عن موسم الصيف الذي عادة ما تؤجل فيه المشروعات والانشطة الاقتصادية بشكل عام لتضاف الى عوامل تراكمية سلبية مثل زيادات رؤوس الاموال وتأسيس شركات جديدة بشكل مبالغ فيه بالاضافة الى تنفيذ مشاريع متشابهة شفطت جزء كبير من السيولة لا شك انها امور تحتاج الى بعض الوقت كي يتخلص السوق من اثارها السلبية وذكر النقي ان الاوضاع الحالية ستظل الى ما بعد انقضاء موسم الصيف وكذلك شهر رمضان الذي يطغى عليه الهدوء وكذلك غياب اصحاب القرار.
ومن توقعاته للمرحلة المقبلة قال النقي قد يكون هناك صعود يكسر الهبوط وهو ما سيحدث في اسواق المنطقة بشكل عام وليس سوق الكويت المالي فحسب, مشيرا الى ان سوق الكويت يتمتع بمميزات نسبية تجعله اكثر تماسكا وقدرة على امتصاص الازمات فضلا عن الظروف الاقتصادية الجيدة التي تشهدها الكويت في هذه الفترة.
ترقب واحجام
على جانب آخر قال محلل مالي فضل عدم ذكر اسمه ان تراجع السوق وفقدانه 12.6 نقطة في تداولات امس وتراجع قيمة التداول 3 ملايين دينار عن قيمة التداول اول من امس يعكس حالة الترقب والاحجام عن الشراء التي تسود السوق حاليا على الرغم من اعلان الشركات عن نتائج مالية اكثر من جيدة.
واضاف المحلل المالي ان هذا يعني ان السوق لا يتفاعل مع العوامل الايجابية وينحاز للعوامل السلبية.