اعلامي
عضو مميز
بورصات الخليج تتراجع مع تقليص البنوك مراكزها
تراجعت أسعار الاسهم في دول الخليج العربية يوم الاربعاء مع تقليص البنوك عملياتها في أسواق الاسهم التي تعاني من تراجع حاد محا مئات مليارات الدولارات من الثروات الدفترية للمستثمرين.
وقال مصرفيون في دولة الامارات العربية المتحدة ان البنك المركزي طالبهم بالابلاغ عن حجم عملياتهم في بورصتي أبوظبي ودبي اللتين تراجعتا 35 في المئة و53 في المئة على الترتيب هذا العام مع تدافع مستثمرين اقترضوا مبالغ ضخمة لشراء الاسهم للخروج من السوق.
وطمأن محافظ البنك المركزي السعودي المستثمرين أن البنوك في المملكة لم تتأثر بالتراجع الذي قلص القيمة السوقية لكبرى بورصات العالم العربي بنحو 400 مليار دولار منذ أواخر فبراير شباط.
وقال هاني حسين من بنك المشرق في دبي "معظم البنوك لها استثمارات في السوق. ولها ايضا عمليات في السوق عن طريق الاقراض وبشكل غير مباشر من خلال ادارة الاصول والسمسرة."
وقال عن معاملات يوم الاربعاء في الامارات "نشهد تسييل محافظ من البنوك ومبيعات مذعورة من (المستثمرين) الافراد."
ونزل مؤشر سوق الاسهم السعودية عن مستوى عشرة الاف نقطة لاول مرة منذ مارس اذار 2005 قبل أن تساعده موجة صعود في أواخر المعاملات على أن يغلق منخفضا 4.94 في المئة عند 10074.61 نقطة.
وأخذت البنوك السعودية التي تدير المحافظ في بيع أسهم الشركات الكبرى للوفاء بأوامر استرداد من عملاء يتدافعون للخروج من السوق التي انخفضت بنسبة 50 في المئة في أقل من ثلاثة أشهر.
وقال عبد المنعم عداس من مؤسسة زاد للاستثمار "تسييل المحافظ من قبل بعض البنوك يدفع السوق للتراجع... قد يستمر هذا لاسبوع على الاقل."
وأغلق سهم الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) كبرى الشركات المسجلة في الخليج منخفضا 4.8 في المئة الى 137 ريالا سعوديا (36.53 دولار) بعد انخفاضه في وقت سابق الى أدنى مستوياته في عام 130.25 ريال. وسهم عملاق البتروكيماويات استثمار رئيسي لمعظم الصناديق.
وأنهى تراجع البورصة السعودية صعودا مطردا استمر لشهور بفضل أسعار نفط قياسية مرتفعة قفزت ببورصات الخليج الى مرتبة الاسواق الافضل أداء في العالم العام الماضي لكن جعلتها أيضا بين أكثر الاسواق غلاء.
وأشعلت فتيل التراجع الحاد لسوق الاسهم السعودية سلسلة من المواجهات بين الهيئة الرقابية المشرفة على السوق ومضاربين أثرياء رغم اتفاق معظم المحللين على أن السوق كانت مؤهلة للتراجع نظرا لارتفاع قيم الاسهم واقتراض المستثمرين الافراد بكثافة من أجل دخول السوق.
وقدمت البنوك السعودية قروضا كبيرة للاستثمار في سوق الاسهم وهي تحقق جزءا كبيرا من عائداتها من السمسرة وأعمال أخرى مرتبطة بالسوق. والبعض منها استثمر مباشرة أيضا في السوق.
لكن حمد سعود السياري محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي قال انه لا داعي للقلق.
وأخبر السياري مؤتمرا في الرياض أن "التراجع الاخير في سوق الاسهم ليست له تأثيرات عكسية سواء على البنوك أو النظام المالي."
وقال ان البنك المركزي قيد حدود الإقراض بالهامش قبل التراجع الحاد للسوق وفرض قيودا على قروض المستهلكين واتخذ اجراءات أخرى لكبح نمو الائتمان الذي كان سيزيد من المخاطر التي قد تتعرض لها البنوك بسوق الاسهم.
وفي الامارات قال مصرفيون انهم تلقوا خطابا من البنك المركزي يطالبهم بمعلومات عن كل العمليات المباشرة وغير المباشرة عن طريق الاستثمارات أو القروض أو ضمانات المستثمرين.
وقال حسين "الخطاب (كان يتناول) الاستثمارات المباشرة ومحافظ الاقراض."
وسارت أسواق الاسهم في الامارات مثل غيرها في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم على خطى جلسة المعاملات الصباحية في البورصة السعودية.
وأنهى سوق دبي المالي معاملات يوم الاربعاء منخفضا 4.8 في المئة ليصل الى أدنى اغلاق له منذ 24 من فبراير 2005. وتراجعت سوق أبوظبي للاوراق المالية 3.3 في المئة. وهبط المؤشر العام لسوق الكويت للاوراق المالية 1.2 في المئة مع تأثر ثقة المستثمرين أيضا بفعل التوترات الاقليمية بسبب برنامج ايران النووي ونزاع سياسي محلي أدى الى استقالة وزير الاعلام.