رئيسة المديرين التنفيذيين كشفت خطط الشركة لتصبح الأكبر للنفط والغاز في المنطقة
رئيسة المديرين التنفيذيين كشفت خطط الشركة لتصبح الأكبر للنفط والغاز في المنطقة
سارة أكبر لـ «الأنباء»: «كويت إنرجي» رفعت إنتاجها من النفط بنسبة 38% خلال الربع الثالث
الأحد 13 ديسمبر 2009 - الأنباء
الشركة بدأت التشاور مع المستشارين الماليين لدراسة الأوضاع المناسبة تمهيداً لإدراجها في سوقي الكويت ولندن
نقوم بأعمال التنقيب في منطقتين استكشافيتين في مصر وقد خططنا لبدء عمليات تنقيب جديدة في 4 مناطق خلال الربع الأخير
لا يمكن للشركات الخاصة أن تقوم بأعمال الاستكشاف والإنتاج في حقول النفط الكويتية فهي خاضعة لرقابة وأعمال الحكومة
الكويت لا تجذب الكثير من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بسبب الحواجز البيروقراطية التي لا تشجع الشركات الأجنبية
من رحم الشدائد خرجت، وبدأت تأخذ شهرة واسعة ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الخليجي والعالمي، فمازلنا نتذكر ذلك اليوم وبالتحديد أواخر عام 1991 عندما خرجت المهندسة سارة أكبر على رأس فريق وطني لتعلن عن إطفاء آخر الآبار النفطية المشتعلة جراء غزو العراق للكويت، وامتدت المسيرة كذلك إلى عام 2003 لتعلن أكبر السيطرة على حرائق آبار في العراق أشعلها النظام البائد قبل سقوطه. بمسيرة امتدت حوالي ربع قرن من العمل في المجال النفطي الحكومي تأتي سارة أكبر على رأس شركة كويت انرجي لتشغل منصب رئيسة المديرين التنفيذيين في الشركة لتعلن عن حقبة جديدة من العمل الدؤوب في القطاع الخاص ولتثبت للعالم كله أن المرأة الكويتية قادرة على العمل في مختلف المجالات والظروف. وتقول رئيسة المديرين التنفيذيين في شركة كويت انرجي م.سارة اكبر في حوار شامل مع «الأنباء» ان الشركة بدأت التشاور والمحادثات مع المستشارين الماليين العالميين لدراسة الأوضاع المناسبة تمهيدا لإدراج الشركة في سوقي الكويت ولندن.
وأوضحت أن الشركة ضاعفت إنتاجها من النفط خلال العام الماضي وشهدت زيادة بنسبة 38% للأنتاج اليومي خلال الربع الثالث من العام 2009 مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنصرم، مشيرة الى أن الشركة تهدف لتصبح أكبر شركة مستقلة في قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط حيث انها تعمل لتحقيق إنتاج 500 ألف برميل من النفط يوميا واحتياطي 300 مليون برميل من النفط في نهاية العام 2010.
وذكرت أن كويت انرجي تُقيم على الدوام فرص الاستحواذ وقد استحوذت فـي الآونة الأخيرة على حصة 25% إضافية في منطقة برج العرب وحصة 12% إضافية في منطقـة أبو سنـان في مصر، وسيتم النظر في فرص الاستحواذ المستقبلية لما تقدمه من فائدة في تعزيز الأداء التشغيلي لكويت إنرجي وبالطبع على مساهميها. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية أعلنتم مؤخرا عن خطط الشركة للإدراج في البورصة خلال 2010، فإلى أين وصلت خطوات الإدراج وهل تعتقدون أن الإدراج في هذا الوقت بالتحديد وخلال الأزمة سيحقق منافع للشركة؟ وهل يوجد نوايا للإدراج في بورصات أجنبية أخرى؟
لم نبدأ بعد بالعمل على مرحلة إدراجنا، ولكننا نتطلع إلى إدراج أسهمنا في سوقي لندن والكويت وقد بدأنا بالمشاورات والمحادثات مع المستشارين الماليين، وصلت تأثيرات الأزمة المالية جميع الأسواق وبدأت تعاني الشركات من توفر السيولة، ولكن الأزمة جددت أيضا ثقة المستثمر بشركات مثل كويت إنرجي والتي تعتمد على تشغيلها وأصولها، حيث إننا نعتمد على هيكلتنا التشغيلية ونؤمن بأنها ستجذب المستثمرين الذين يتطلعون للاستثمار في شركات تشغيلية حاليا ومستقبليا.
يوجد نوايا لكويت إنرجي «لزيادة إنتاجها من النفط إلى 50 ألف برميل بوميا»، فكيف سيتم التوصل إلى هذه النسبة مع العلم أن زيادة الإنتاج سترفع إلى خمسة أمثال الإنتاج الحالي؟
السؤال ليس كيف سنصل إلى هدفنا بل متى سنحققه. العام الماضي، تضاعف إنتاجنا مقارنة بالعام الذي سبقه وقد شهدنا زيادة بنسبة 38% للانتاج اليومي خلال الربع الثالث من العام 2009 مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنصرم، ونعمل حاليا على توسعنا من خلال تطوير أصولنا بالإضافة إلى أن التمويل الذي حصلنا عليه مؤخرا من مؤسسة التمويل الدولية، ذراع البنك الدولي المتخصص بالتمويل للتمويل، سيساعدنا على تطوير أصولنا في مصر واليمن، كما أننا نتطلع إلى عمليات استحواذ جديدة.
خطط الاستحواذ
هل يوجد خطط استحواذ تجريها الشركة حاليا؟ وما أهم الاستكشافات النفطية التي ستعلن عنها «كويت إنرجي» قريبا؟
كويت إنرجي تُقيم على الدوام فرص الاستحواذ وقد استحوذت في الآونة الأخيرة على حصة 25% إضافية في منطقة برج العرب وحصة 12% إضافية في منطقة أبو سنان في مصر، وسيتم النظر في فرص الاستحواذ المستقبلية لما تقدمه من فائدة في تعزيز الأداء التشغيلي لكويت إنرجي وبالطبع ينعكس ذلك على مساهمينا.
وحاليا، تقوم شركة كويت إنرجي بأعمال التنقيب في منطقتين استكشافيتين في مصر وقد خططنا لبدء عمليات تنقيب جديدة في 4 مناطق خلال الربع الأخير من العام، ثلاثة من هذه المناطق واقعة في مصر وأخرى في اليمن، الاكتشافات المستقبلية ستعتمد على نجاح عمليات التنقيب واختبارات الإنتاجية لها، وقامت الشركة مؤخرا بتقديم خطة تطوير أولية لوزارة النفط العراقية لتطوير حقل تم اكتشافه مؤخرا في العراق، وإننا نتوقع الحصول على الرد من الوزارة خلال بداية العام القادم.
ما المعوقات التي تقف أمام الشركة في الاستثمار بالسوق الكويتي؟ وهل مع طرح مشروع حقول الشمال سيكون لكم دور فيه؟
قدمت كويت إنرجي عرضا مشتركا مع شركة «ديليم الصناعية» من كوريا الجنوبية لمشروع شركة نفط الكويت gc-16 يوم 21 يونيو 2009. وطبعا، إننا نسعى لانتهاز فرص جديدة في المستقبل، وإلى يومنا هذا، لا يمكن للشركات الخاصة أن تقوم بأعمال الاستكشاف والإنتاج في حقول النفط الكويتية فهي خاضعة لرقابة وأعمال الحكومة. ولم نقدم عرضا لمشروع حقول الشمال حيث ان العروض تم تقديمها قبل تأسيس شركة كويت إنرجي.
كيف واجهت كويت إنرجي الأزمة المالية العالمية وما تبعها من انخفاض أسعار النفط بشكل كبير بعد أن وصلت إلى ذروتها خلال العام الماضي؟
حرصنا في كويت إنرجي على أن تكون قرارت الإدارة مبنية على إنفاق مسؤول لاستدامة الشركة خلال الأوقات الصعبة، وكان أيضا من المهم أن يكون الموظفون على علم دائم بأن كل عضو منهم أساسي في الشركة في الأوقات المثمرة والأوقات الصعبة.
وتأثرت ايراداتنا بسبب هبوط أسعار النفط من 140 دولارا للبرميل إلى حوالي 60 دولارا، ولكن المشكلة التي تواجهنا كما تواجه سائر الشركات هي توقف البنوك عن التمويل وتقديم القروض للشركات حتى لو كانت لديها مشاريع ذات عوائد عالية. ولكن بالنسبة لنا فإن ميزانية الشركة مبنية على أساس ان سعر برميل النفط 50 دولارا ولذلك فان تأثير هبوط الأسعار محدود وتقدم لنا التسهيلات المالية.
حصلت الشركة مؤخرا على تمويل بالمرابحة بقيمة 50 مليون دولار من مؤسسة التمويل الدولية فما هو هدف التمويل؟
شركة كويت إنرجي هي أول شركة كويتية تحصل على تمويل من مؤسسة التمويل الدولية، وينقسم هذا التمويل على 35 مليون دولار كتسهيلات على أساس احتياطي الشركة من النفط في مصر و15 مليون دولار كتسهيلات على أساس المشاركة في الدخل، وتم القرض على طريقة المرابحة. ومنحت المؤسسة خطة مفصلة لتناسب هيكلة كويت إنرجي كما إنها توفر لنا الاستشارات من الناحية البيئية والاجتماعية لنمونا في إطار وجهة المؤسسة في دعم فئة جديدة من شركات النفط والغاز المحلية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تتوسع إقليميا وتوفر فرص عمل وإيرادات قيمة للحكومات. وسيساعد التمويل من مؤسسة التمويل الدولية على تطوير الاكتشافات النفطية الحديثة في مصر وتنفيذ عمليات التنقيب في اليمن، وتعمل كويت إنرجي على زيادة إنتاج النفط والغاز لتساهم في خلق الوظائف والتداول الخارجي لاحتياطي النفط وزيادة إيرادات الحكومات في كلتا الدولتين.
انتشرت أخبار خلال الفترة الماضية أن شركة عارف للطاقة ستبيع حصتها في كويت إنرجي، فما صحة هذه الأخبار؟ وهل توجد نوايا لشركة عارف للتخارج فعلا من الحصة؟
شركة عارف للطاقة تملك حصة 17.4% في كويت إنرجي، وهي مساهمة استراتيجية، ولكنني أعتقد أن السؤال أفضل ان يوجه لهم بالنسبة لاستراتيجيتهم.
طموحات
ما طموحاتكم في «كويت إنرجي»؟ وهل ستتجاوز «كويت إنرجي» كوفبيك قريبا من حيث القدرة الإنتاجية؟
كويت إنرجي تهدف لتصبح أكبر شركة مستقلة في قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط وإننا نعمل لتحقيق إنتاج 50.000 برميل من النفط يوميا واحتياطي 300 مليون برميل من النفط في نهاية العام 2010. استراتيجيتنا تركز على تطوير الحقول الصغيرة خصيصا في الشرق الأوسط حيث يمكننا تعزيز خبرتنا الإقليمية وتعزيز أساليب إعادة تطوير حقول النفط التي لم تحصل على اهتمام الشركات الحكومية، وتأسست كوفبيك عام 1981 وتنتج 90 ألف برميل من النفط يوميا فيما تأسست شركة كويت إنرجي عام 2005 وتنتج حاليا 13 ألف برميل من النفط يوميا.
ما المعوقات التي تواجه «كويت إنرجي» حاليا؟ وهل تحظى الشركة بدعم خارجي في مناطق عمل الشركة مثل مصر واليمن؟
القطاع الذي نعمل فيه هو تحد بذاته، فهو يتطلب استثمارات ضخمة في عمليات استكشاف الأصول وإننا نلتزم بمساعدة الحكومات في تطوير مواردها الطبيعية لمصلحة دولهم.
عمليات الاستكشاف
ما أهم الأسواق التي تخطط الشركة للدخول فيها؟
إننا نركز عمليات الاستكشاف والإنتاج في الشرق الأوسط وإننا ننتهز فرص النمو والتوسع التي تقدمها الحكومات لمساعدتهم على الاستفادة من مواردهم الطبيعية. كل الأسواق في الشرق الأوسط مهمة لنا.
ما السبب وراء انتقالك من نفط الكويت ثم إلى كوفبيك وثم الانتقال إلى كويت إنرجي؟
انتقلت من شركة نفط الكويت إلى كوفبيك لانتهاز فرصة توسيع معرفتي وكفاءتي في هذا المجال على مستوى عالمي والعمل في بيئة عمل أكثر مرونة.
الخبرة التي اقتنصتها خلال سنين عملي في قطاع النفط والغاز شجعتني على إكمال طرقي المهني والانتقال لتأسيس شركة كويت إنرجي كأول شركة أسستها خبرات محلية كويتية في الشرق الأوسط، فقد لاحظنا أن شركات النفط المستقلة قليلة في منطقتنا وسبب ذلك احتكار الشركات الحكومية التي تركز أعمالها في حدود دولتها. مؤسسة البترول الكويتية هي الشركة الوحيدة التي أسست شركة عالمية لاستكشاف وإنتاج النفط (كوفبيك). وإضافة إلى ذلك، منحت أسعار النفط فائضا نقديا في المنطقة حيث يبحث المستثمر عن الفرص في هذا القطاع. كويت إنرجي قدمت هذه الفرص القليلة للمستثمرين في القطاع الخاص.
مم يعاني القطاع النفطي المحلي؟ وماذا عن تدخل مجلس الأمة في المشروعات الهامة التي كان ينوي الشروع فيها في المستقبل؟
الكويت لا تجذب الكثير من الاستثمارات الأجنبية المباشرة (fdi) وذلك سببه الحواجز البيروقراطية إلى حد كبير التي لا تشجع الشركات الأجنبية.
النقص في النفتا والزيت الوقود المنخفض الكبريت والغاز الطبيعي أصبح عائقا لمشاريع النمو المستقبلية في الكويت. فالأعمال المتعلقة بالبتروكيماويات تعتمد على التطور الوارد من توسع وتحسين عمليات التكرير لخلق القدرة الإضافية التي ستعزز إنتاجية هذا القطاع وستوفر الكهرباء الكافية.
ما ذكرياتك في القطاع النفطي وأهم المواقف التي تم التعرض لها؟ وماذا عن تجربة إطفاء الآبار؟ وهل تلقيت تكريما عنه؟
أكبر تحد عشته هو أن أثبت قدرتي وكفاءتي كمهندسة والذي حققته بتكريس وقتي بالعمل المستمر والتعلم من موارد المعرفة والتجارب. أما التحدي الثاني الذي تغلبت عليه فكان الخوف خلال الاحتلال الغاشم للكويت حيث تعلمت أن الخط الذي يفرق الجبان عن الشجاع رفيع جدا. فالأول يسمح للخوف أن ينتابه فيما يسيطر الشجاع عليه ويحد منه. تعلم كيفية التغلب على الخوف ساعدني على تخطي التحديات اليومية والنجاح في مهنتي.
التفريق بين الرجال والنساء في هذا المجال كان أيضا عائقا حيث انني كنت أعمل في مجتمع محافظ جدا، فقد كنت محاطة بالرجال على الدوام الذين رأوني كدخيل في منطقتهم. فتعلمت أن الاحترام يكسب بالعمل الدؤوب وأخذ القرارات السريعة والفعالة، فلم أجد نفسي بذلك في مجال احتجت فيه المساعدة ولم أحصل عليها، فقد كنت قد فهمت قواعد اللعبة ولعبت بها.
خلال تجربتي في إطفاء حرائق الآبار، كنت عضو الفريق الذي سيطر على 42 حقلا من أصل 735 حقلا تم إشعاله. وقد تم تكريمي كإحدى أفضل المهندسين في شركة نفط الكويت وقد تم تعييني لرئاسة قسم البترول كما حصلت على جائزة «جلوبل 500» من الأمم المتحدة عام 1993. من هذه النقطة، صعدت الدرج إلى مناصب إدارية وكل معلومة تعلمتها كانت ذات منفعة.
هل تعتقدين أن المرأة الكويتية نجحت في العمل بالقطاع النفطي رغم صعوبته؟
طبعا وأنا مثال حي على ذلك حيث انني طورت حياتي المهنية في قطاع النفط والغاز. هذا القطاع من أهم القطاعات في الكويت وأتمنى أن نرى المزيد من النساء المحترفات يكسرن الحاجز الزجاجي ويصلن إلى مناصب عالية ومهمة حيث يمكنهن أن يلعبن دورا مهما وفعالا في تطوير هذا القطاع.
أسعار النفط
إلى أين تتجه أسعار النفط خلال الفترة المقبلة؟ وهل مع زيادة الأسعار ستتجه «أوپيك» إلى زيادة الإنتاج خلال الاجتماع المقبل؟
التقارير الأخيرة تظهر أن الصين شهدت نموا بنسبة 8.9% خلال الربع الثالث من العام، وذلك مشجع جدا، فمادامت دول الشرق الأقصى والصين تستمر في النمو، فستظهر الأساسيات استقرارا لأسعار النفط بين 60 و80 دولارا للبرميل، وإن استمر الاقتصاد العالمي بالتعافي، فيمكننا توقع قرار زيادة الإنتاج خلال الاجتماع المقبل لـ «أوپيك» خلال الشهر الجاري.