العوضي: ندرس طرح «الأهلية الخليجية» للاكتتاب تمهيدا للإدراج وعرض خليجي لشراء مشروع «البوابة» بنحو 65 مليون دينار
كتب عبادة أحمد: تشبه الأيام العشرة المقبلة الدقائق العشر الأخيرة قبل موعد إفطار الصائمين، بالنسبة لعبد الله العوضي، الذي يفترض أن يصبح بعدها رئيس مجلس إدارة الأهلية للاستثمار، ليكون بذلك أصغر رئيس لشركة استثمارية مدرجة.
لم يفطر العوضي الابن بعد لكنه يحضّر المائدة، ويضع على الطاولة أنباء دسمة: عرض لبيع مشروع شركة بوابة الأهلية مقابل 65 مليون دينار، ودراسة جدية لطرح 40 في المئة من الشركة الأهلية الخليجية لاكتتاب خاص قبل نهاية العام تمهيداً لإدراجها في سوق الكويت للأوراق المالية في غضون سنة, وهذه الخطة ستدخل للشركة سيولة نقدية وأرباحاً بعشرات ملايين الدنانير.
وبين هذا وذاك مساعٍ لدخول السوق السعودية لتأسيس بنك استثماري هناك مع شركاء استراتيجيين.
لكن الأهم الآن إعادة ترتيب الأوراق، بعد كل الغبار الذي ثار خلال الأشهر الماضية, من حسن حظ الابن أنه لن يبدأ من الصفر، وهنا فرصة للدفاع عن سجل الأب الذي «تسلم رئاسة الشركة في إبريل 2003 حين كان رأسمالها 15 مليون دينار، وحقوق مساهميها 26 مليوناً، وأصولها 52 مليوناً, وحين غادرها قبل أشهر كان رأس المال قد تضاعف أربع مرات إلى 60 مليوناً،وتضاعفت أصول المساهمين ست مرات لتبلغ 162 مليون دينار، وارتفع حجم الأصول إلى 270 مليوناً».
ليس هذا مدخلاً للخوض في تفاصيل الخلافات, فالحديث هنا عود على بدء كان قبل أن تفجر الخلافات مجلس الإدارة,,, هذه المرة لا يريد عبد الله العوضي أن يتحدث عن عبد الله القبندي وعبد الحميد الصراف و«شعاع»، وما بينهم جميعاً من قصة تطول, ليكن الحديث عن الشركة نفسها, أليست هي صلب الموضوع؟
يبدو العوضي كما لو أنه يستأنف حديثاً انقطع فجأة قبل أشهر، حين انقطع حبل الود بين فريق والده، وعبد الله القبندي, يومها كان العوضي الابن في جدة آتياً من الرياض، ومن هناك كان يعتزم الذهاب إلى دبي وأبوظبي وعمان والبحرين وقطر، وفي حقائبه أوراق شركة بوابة الأهلية، صاحبة مشروع الـ11 برجاً في الخيران التي ستضم أكثر من 1150 شقة، وبجوارها أكبر مجمع تجاري في الكويت على شاطئ البحر, يومها جاءه خبر ما يحصل في الكويت، فأقفل عائداً، ومنذ ذلك الوقت لم يسأله أحد لا من الصحافة ولا من رواد الدواوين عن مشاريع الشركة، بل عن خلافاتها.
يكتفي بالقول «هذه القضية أصبحت وراءنا وأضعنا فيها ما يكفي من الوقت, ومن لم يصدق أنها فلينتظر الجمعية العمومية».
يعود إلى حيث انقطع الحديث في جدة, يقول إن الشركة كان لديها خطة استراتيجية، كان من المفترض أن تبدأ في بداية العام، لكن «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً».
وهنا يشرع العوضي بالشرح النظري لطبيعة عمل الشركة وتوزع أصولها، ويولي صدارة الاهتمام لما يصفه بـ«البقرات»، وفقاً للتوصيفات التي يعطيها جدول (BCG) الذي لا بد أن يكون معروفاً جيداً لمن درس الأعمال في الولايات المتحدة، وهو يريد أن يستغل ما «تدره» بالعقل البراغماتي الأميركي.
في هذا المكان بالذات، يرى العوضي نقاط تميز كبيرة للشركة الأهلية، فهي لديها مشاريع كثيرة توفر قنوات مدرة للدخل المستدام، في القطاعات الثلاثة التي تنشط فيها الشركة:
- الاستثمار والتمويل
- العقار
- الصناعة
في القطاع الأول يشير العوضي الى أن الشركة تمتلك حصة 17 في المئة من بنك الاعتماد في لبنان، الذي أعلن قبل أيام عن مفاوضات للاندماج في بنك البحر المتوسط المملوك لآل الحريري.
وفي القطاع نفسه، تستحوذ الشركة على شركة المدينة للتمويل والاستثمار في الكويت، كما تمتلك شركة «الأهلية سكيوريتي»، أكبر شركة للوساطة المالية في البحرين، التي من مهامها استكشاف الفرص للشركة الأم على امتداد الخليج, كما تمتلك الشركة هناك «الأهلية البحرين» الناشطة في مجال الاستثمار والفرص المالية.
وفي السعودية، يشير العوضي إلى أن «الأهلية» ستستفيد من فتح باب الترخيص، للمرة الأولى، للبنوك الاستثمارية بالمعنى الواسع, ويضيف ان لدى «الأهلية» شراكات ستنتقي منها للدخول في هذا القطاع على الوجه الأمثل.
عرض خليجي
أما القطاع العقاري ففيه الزبدة, يكشف العوضي عن عرض تلقته الشركة لبيع مشروع «بوابة الأهلية» مقابل مبلغ يصل إلى 65 مليون دينار, ويوضح أن المشروع الذي يتوقف فيه العمل ليوم واحد خلال فترة الخلافات لاستقلال إدارته، يعد استثماراً عقارياً ممتازاً بكل المقاييس، وقد وجدت فيه الجهات التي عرضت شراءه باباً ممتازاً للدخول على خط الاستثمار العقاري في الكويت، خصوصاً وأنه واحد من أضخم المشاريع, فهو يضم 11 برجاً تشتمل على أكثر من ألف شقة سكنية، تم حجز نحو 550 شقة منها خلال أربعة أيام فقط، خلال معرض الأهلية العقاري.
ويلفت العوضي إلى أن «بوابة الأهلية» ستختصر الطريق إلى الإدراج، ليصبح ذلك متاحاً بعد عام فقط، وذلك إثر إعادة هيكلة شركة قديمة تابعة ورسملتها بالأصول الموجودة لدى «البوابة».
لكن الخطط المتعلقة بقطاع العقار تتجاوز بيع مشروع أو شراء آخر, فما تخطط له الشركة، بحسب العوضي، هو إعادة هيكلة نشاطها في هذا القطاع عبر تهيئة الشركة الأهلية الخليجية القابضة لتكون الذراع العقارية للمجموعة، التي ستنضوي تحتها المشروعات العقارية كافة.
اكتتاب «الأهلية الخليجية»
ويكشف العوضي عن خطة لطرح 40 في المئة في «الأهلية الخليجية» للاكتتاب العام، تمهيداً لإدراجها في البورصة, وسيدخل ذلك سيولة للشركة تقدر بنحو 64 مليون دينار، منها نحو 20 مليون دينار أرباحاً.
ويوضح أن السعر الذي سيتم فيه الاكتتاب الخاص هو 160 فلساً للسهم، مقارنة بـ 130 فلساً هي القيمة الدفترية، وهذا السعر يعتبر مغرياً للغاية، كما يرى العوضي، خصوصاً وأن الشركة سيكون لديها مصادر كبيرة للدخل المستقر,
ويشير العوضي إلى أن مشروعات الشركة في القطاع العقاري متوزعة بشكل كبير جغرافياً, إذ إن لدى الشركة مشروعاً تطويرياً في لندن، ولديها مشروعان في لبنان- «بيروت تاور 1» و«بيروت تاور 2»- كما لديها استثمارات عقارية في كندا بقيمة 12 مليون دينار.
وفضلاً عن ذلك، بات مشروع فلل الخيران في مرحلة متقدمة من الإنجاز، وسيكون جاهزاً للسكن في مثل هذا الوقت من العام المقبل.
الأهلية الصناعية
وفي القطاع الصناعي يتحدث العوضي عن إعادة هيكلة لأنشطة الشركة، بحيث تجمع شركات القطاع تحت مظلة شركة سيتم تأسيسها تحت اسم «المجموعة الأهلية الصناعية»، التي ستتولى التنسيق بين الشركات الصناعية في المجموعة لتشكل شبكة ترفد بعضها بالأعمال والفرص.
ويخلص العوضي من هذا السرد إلى التعبير عن ثقته بأن المجموعة ستكون مثالية في تنظيمها لنشاطها، وتوزع مصادر دخلها قطاعياً وجغرافياً، ومن حيث نوع الاستثمار, ويشير إلى أن النجاح في ذلك يكفله الاستناد إلى كادر وظيفي كفء ومؤهل.
أزمة علاقات عامة؟
لكن النقاط الإيجابية التي ستعتمدها الإدارة الجديدة يقابلها حقول ألغام ليس من السهل تجاوزها, فالأشهر الماضية خلفت وراءها مهمات لم تكن في حسبان عبد الله العوضي حين كان في جدة، ليس أقلها استعادة الثقة بعد «أزمة العلاقات العامة»، على حد تعبيره، أو كما هو متعارف عليه بالإنكليزية (PR crisis).
يبدو العوضي واقعياً في تقدير عمق الجرح الذي تركته الأشهر الماضية، لكنه يريد أن يداويه على مقدار عمقه، بالأسلوب المهني الأميركي مع نكهة كويتية, لا تفاصيل هنا، لكن الكلام المباح إلى الآن أن هناك خطة لردم «هوة التواصل مع المساهمين التي كانت سائدة في الفترات الماضية»، ستكشف الأيام التي تلي الجمعية العمومية عنها.
يستعجل العوضي الساعات الأخيرة بين مشوار جدة والجمعية العمومية الحاسمة المقبلة في وزارة التجارة، من دون أن يعبأ باحتمال مفاجأة من هنا أو هناك، طالما أنه واثق من أن الصفحة طويت