كيف تقدمت هذه الشركة الصينية في سباق تطوير لقاحات مضادة لـ"كورونا"؟
2020/07/08 أرقام
قبل عشر سنوات، اجتمع عدد من العلماء الصينيين في "تورونتو" وتحدثوا عن ضرورة تحويل صناعة اللقاحات إلى بلادهم، ولم يمر الحديث مرور الكرام، بل قرر أربعة منهم التحرك حيث تركوا وظائفهم في شركات أدوية بكندا لتأسيس شركة في مدينة "تيانجين" الصينية.
وعند تأسيس شركتهم "كانسينو بيولوجيز"، أعرب العلماء الأربعة عن أملهم في تطوير لقاحات ضد الأمراض بنفس الجودة والكفاءة التي تطور بها في دول الغرب، وسطع نجم الشركة في الآونة الأخيرة التي تشهد سباقاً محموماً حول العالم لتطوير لقاح مضاد لفيروس "كورونا"، بل إنها أصبحت في المراكز الأولى من السباق.
وجود قوي
- حافظ المدير التنفيذي لشركة "كانسينو" "يو شيفينج" على الترابط مع الشركات والمراكز البحثية والعلمية في كندا على الرغم من التوترات الجيوسياسية بين البلدين، كما عزز "شيفينج" من القدرات العلمية عن طريق العمل مع مؤسسات بحثية غربية فضلا عن تعاونه مع الجيش الصيني.
- في مايو، أصبحت "كانسينو" أول شركة في العالم تنشر دراسة علمية كاملة عن التجارب الأولية التي أجريت على البشر بلقاح واعد مضاد لفيروس "كورونا"، وهي خطوة هامة تزيد الثقة في الشركة من جانب باحثي العالم.
- وافقت الحكومة الصينية مؤخراً على الاستخدام التجريبي للقاح واعد طورته "كانسينو" ضد فيروس "كورونا"، لكن للاستخدام على الجيش الصيني، وهي ما تعد خطوة حديثة وجوهرية للسيطرة على المرض.
- تم تطوير اللقاح - الذي يسمى "إيه دي5 - إن سي أوف في" على يد علماء بشركة "كانسينو" ومعهد التكنولوجيا الحيوية في بكين والأكاديمية العسكرية للعلوم الطبية، وتم الإعلان في بيان رسمي الموافقة على تجربة اللقاح على العسكريين فقط لمدة عام.
- لطالما أكدت الحكومة الصينية أن قواتها المسلحة لا تزال غير متأثرة بوباء "كورونا" حيث أكد مسؤرولو الجيش أنهم لم يسجلوا أي إصابة واحدة بالفيروس التاجي.
- أعرب علماء أمريكيون عن شكوكهم بشأن المزاعم الصينية حول تطوير اللقاح، كما أنهم شككوا في عدم إصابة أي من العسكريين الصينيين بالمرض، ولم توضح بكين كيفية توزيع اللقاح بعد إقراره أو أي الوحدات العسكرية التي ستشهد التجارب وما إذا كان الأمر إجباريا أو طوعاً.
- أكدت "كانسينو" أن التجارب السريرية للقاحها الجديد أثبتت نتائجها فاعلية وأمانا للوقاية من "كورونا"، وتعد الصين واحدة فقط من عدة دول تعمل على لقاحات مضادة للفيروس الذي تسبب في وفاة أكثر من نصف مليون شخص وإصابة الملايين عالمياً.
- في الوقت الحالي، يجري تطوير ما يقرب من 17 لقاحاً قيد التجارب السريرية حول العالم، ومن بينها ثمانية لقاحات تطورها الصين، لكن "كانسينو" ربما تعد في المراكز الأولى بعد إعلان نجاح تجاربها الأولية.
- رغم الإعلان عن النتائج، إلا أنه لم يتم التأكد بعد مما إذا كان اللقاح الأكثر فاعلية وأمانا لاحتواء "كورونا" سيأتي من "كانسينو" أو من غيرها، لكن الشركة الصينية أحرزت تقدما كبيرا.
مستقبل التكنولوجيا الحيوية للصين
- تجسد "كانسينو" مستقبل صناعة التكنولوجيا الحيوية الصينية والتي ربما تصبح أداة قوية في يد الرئيس "شي جين بينج"، وأشاد الكثيرون في المراكز العلمية والبحثية بمدى التقدم والسرعة المذهلة التي تحرزها "كانسينو".
أكد مسؤول بـ"كانسينو" أن الحكومة الكندية دعمت التجارب الأولية للقاح الشركة المضاد لـ"كورونا"، وتتعاون على قدم وساق مع الصينيين.
- ربما تمحو "كانسينو" سلسلة من المشكلات والأزمات التي تعرضت لها صناعة الأدوية الصينية في السنوات الماضية حيث يرى مراقبون أن بكين تلافت أي أخطاء عن طريق تدريب وتوظيف علماء تابعين لها في الغرب.
- ربما تتجسد الشخصية التكنولوجية والدوائية الصينية في "كانسينو" التي تمثل ما يشبه الحلم لإحراز بكين تقدما كبيرا في صناعة التكنولوجيا الحيوية مع الأخذ في الاعتبار امتلاك "كانسينو" العديد من الأدوات والتقنيات التي لا تمتلكها شركات أخرى محلية في الصناعة.
- لا يعد ظهور "كانسينو" في أزمة "كورونا" هو الأول من نوعه، بل سبقه ظهور عام 2017 عندما تعاونت مع مسؤولين بالجيش الصيني لتطوير لقاح مضاد لفيروس "إيبولا" واستخدامه في أوقات الطوارئ وتخزينه عند الحاجة.
على ما يبدو، تتسلح "كانسينو" بمختلف الأدوات والوسائل التي تثبت أقدامها في صناعة التكنولوجيا الحيوية والدوائية على مستوى العالم، ومن بين تلك الأدوات تعاونها مع شركات ومراكز بحثية في دول الغرب لا سيما كندا وأيضاً على الصعيد المحلي، تعاونها مع الجيش الصيني الذي يتيح لها المزيد من القدرات.