«المخازن» تفتح «خزائن الأسرار» لكبار السوق: 10 مليارات دولار حجم الأعمال السنوي المستهدف
كتب علاء السمان: ثلاثون الى 35 شخصا فقط هم الذين اختارتهم شركة المخازن العمومية لتفتح امامهم خزانة اسرارها.
«ملوك» لعبة السوق اجتمعوا ومعهم شخصيات استثمارية خليجية من الوزن الثقيل، ليلطعوا على ما في داخل «المخازن» التي طالما اتهمت بشفافيتها.
هل سيظل التعامل مع سهم «المخازن» بعد «وجبة الأسرار» أمس كما كان قبلها؟
الاجابة عن هذا السؤال تتوقف على سؤال آخر: ماذا قالت «المخازن» في اجتماع الأمس؟ وهو الاجتماع الذي يصح اعتباره حدثا، أقله لأن الداعي اليه هي شركة بحجم شركة «المخازن» التي ملأت الدنيا وشغلت الناس.
لعل المفاجأة الأولى التي انكشفت امام الحضور، هي حول حجم أعمال شركة «جيولوجيستك» الأميركية التي اشترتها حديثا, والذي يبلغ 1,6 مليار دولار سنويا، فيما يبلغ صافي الايراد بحدود 350 مليون دولار سنويا.
وقد يكون ذلك جزءا من المرتكزات التي تستند اليها الشركة في طموح «المخازن» الذي كشفت عنه للحاضرين، الى الوصول الى حجم أعمال سنوي يقدر بعشرة مليارات دولار أميركي.
واختارت «المخازن» ان تبدأ الاجتماع، الذي أعلن انه مخصص «لايضاح الاستراتيجية المستقبلية، للشركة وتطوراتها»، بعرض لعمل الشركة على مدى السنوات الماضية منذ تأسيسها عام 1979، مرورا بالعام 1998، حين تمت خصخصة الشركة واستلام الادارة الحالية دفة القيادة، والتي غيرت مفهوم الشركة من شركة منحازة الى الاهتمام بالشؤون العقارية، الى شركة متكاملة تختص بتقديم أنشطة لوجستية فريدة من نوعها مثل النقل والتخزين والحلول التكنولوجية تحت مظلة واحدة.
استراتيجية التوسع
وفي المحور الثاني الذي تناول الأوضاع الحالية للشركة، أكد العضو المنتدب لتطوير الأعمال في شركة المخازن عيسى الصالح ان الشركة باتت تعتبر أهم وأكبر شركة تقدم خدمات لوجستية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، مشيرا الى ان ذلك لم يتأت الوصول اليه الا بتطبيق الاستراتيجية الموضوعة من قبل الادارة العليا للشركة، والتي جعلت نشاطها يتعدى النطاق المحلي الى الاقليمي فالعالمي أميركيا وأوروبيا.
وأوضح ان هذا النجاح جاء من خلال تملك عدد من الشركات المهمة والمعروفة والمختصة بأنشطة معينة، مثل شركة «ترانسلينك» وشركة «ترانس أوسيانك» الأميركية العملاقة، والتي اشترتها «المخازن» أخيرا في صفقة تجاوزت 450 مليون دولار، وتسمى «جيولوجيستك».
وأشار الى ان «هذه الشركة تمتلك ما يزيد على 400 مكتب في جميع أنحاء العالم، وهي تعتبر من الشركات التي ليس لديها أي ديون على الاطلاق».
وقال ان الشركة لديها 451 مكتبا تمثيليا على المستوى العالمي منها 172 مكتبا في أوروبا و52 مكتبا في أميركا والباقي موزعة ما بين المنطقة العربية وآسيا وأفريقيا.
وتم التركيز من خلال اللقاء الموسع مع مدراء المحافظ والصناديق الاستثمارية على أنشطة وخدمات شركة «جيولوجستيك»والتي تضاهي خدماتها قريناتها الكبرى في هذا المجال، اذ يبلغ حجم الاعمال السنوية لهذه الشركة 1,6 مليار دولار وصافي الايراد بحدود 350 مليون دولار سنويا.
وكشف اللقاء عن المزيد من التوسعات التي تعكف الشركة على تنفيذها محليا واقليميا وماليا, خصوصا ان شركة المخازن واحدة من الشركات القليلة التي تمتلك مكاتب تمثيلية في دول عديدة وبشكل مباشر.
وتطرق المدير المالي ايهاب فكري الى الأوضاع المالية المطمئنة للشركة، اذ أوضحت البيانات المالية التي القى الضوء عليها من ان الشركة تمتلك أصولا بقيمة 1,919 مليار و919 مليون دولار وقروضا بقيمة 288 مليون دولار وحقوق مساهمين بقيمة 1,304 مليار دولار.
وتعتبر الميزانية المجمعة للشركة على حد قوله من أكبر الميزانيات من حيث نسبة الاقتراض والتي لا تزيد في أي حال من الأحوال على 23 في المئة، ما بين الديون الى حقوق المساهمين.
وتطرق الى توزيع الأعمال بالنسبة للشركة خلال الفترة الحالية حيث تملك نسبة خدمات لوجستية حاليا تصل الى 86 في المئة من حجم الأعمال المقدمة للعملاء.
ومثلت نسبة تأجير «المخازن» نسبة 11 في المئة اما الخدمات الأخرى المكملة فتبلغ نسبتها 3 في المئة,
وأوضح فكري ان الشركة تمتلك أراضي بمساحة تقدر بـ 10 ملايين متر مربع لم يتم تقييمها بالقيمة العادلة حسب المبدأ المحاسبي رقم 40، انما تم تقييمها بشكل متحفظ للغاية في الميزانية.
وأوضح ان الشركة تؤمن ايمانا كاملا بالتركيز على النشاط التشغيلي لها والاستثمار المكثف في هذا النشاط دون الدخول في أنشطة أخرى قد تكون عوائد استثماراتها مغرية سواء كانت عوائد عقارية أو من الاستثمار في البورصة.وأشار إلى ان الشركة لديها ما يزيد عن 10 آلاف موظف موزعين على فروعها، وتمتلك قاعدة كبيرة من العملاء.
وبين أنها تعتمد على القروض قصيرة الأجل من أجل تغطية توسعاتها النشاطية.
وأوضح ان الايرادات التشغيلية الثابتة النمو لشركة المخازن العمومية لم تأت من فراغ إنما جاءت كنتيجة حتمية للخطط الاستراتيجية التي وضعتها الادارة العليا للتوسع من أعمال الشركة، وذلك بعد دراسة متأنية للأوضاع السياسية التي عاصرتها المنطقة مما ساعد كثيرا على فوز الشركة بالعديد من العقود المليارية عبر جهات عديدة.
ولعل بعد النظر الذي يمتاز به إداريو الشركة ووضع بعض التطورات وكبقية الاستفادة منها في الحسبان ساعد كثيرا في دعم مسيرتها.
عقد الـ 5,1 مليار
وتطرق الحضور إلى أسئلة من العيار الثقيل جاء من خلالها ماهية تأثير الايقاف الموقت لمناقصة الـ «هيفي لفت» التي تقدر قيمتها بـ 1,5 مليار دولار حيث أوضح عيسى الصالح ان هذا الجانب ليس له أي تأثير سلبي على حجم أعمال الشركة والأرباح المتوقعة في ظل وجود بدائل أخرى وأبدى الصالح تفاؤله بانهاء مشكلة هذا العقد لصالح الشركة.
وفي سؤال حول مدى الانعكاس المتوقع من عقد السوبر جامبو الذي تصل قيمته إلى 14 مليار دولار على أداء الشركة قال إن هذا العقد سينفذ بداية من شهر ديسمبر المقبل حيث نجري بعض الترتيبات الخاصة بانجازه في وقته المحدد.
وتطرق الحضور إلى هامش الربح المتوقع من هذه العقود إذ أكد المحافظة على مستوى الربحية الجيد خلال السنة الحالية.
ولفت إلى ان نسب الأرباح من هذه العقود ستسجل نتائج مجزية حتى نهاية العام الحالي.
وعن الخطة المستقبلية للمخازن العمومية أفاد الصالح ان الشركة تطمح من بلوغ حجم الأعمال السنوية لديها الـ 10 مليارات دولار أميركي خلال خطة مقبلة تتراوح مدتها ما بين 5: 10 سنوات.
وفي اجابة حول ايرادات شركة «جيولوجستيك» أوضح انها تبلغ في العام الواحد ما يقدر بـ 350 مليون دولار على أن تدرج من ميزانية النصف الثاني من العام الحالي.وعلى صعيد متصل ألقى ايهاب فكري الضوء من خلال اللقاء على الاستثمارات العقارية لدى الشركة حيث أفاد أنه تم تقييم بعض العقارات بما يقدر بـ 64 مليون دينار حسب المعيار المحاسبي رقم 40، والذي يسمح بتسجيل الاستثمارات العقارية والمنشأ عليها المباني بالقيمة العادلة لها دون تحفظ على أن يعاد تقسيمها كل ثلاثة أشهر.
وعن حجم أعمال الشركة وما لديها من عقود، كشف العيسى أن هذه العقود بلغت 37 في المئة العام 2003، و65 في المئة عام 2004، متوقعاً أن تنخفض هذه النسبة العام 2005 بسبب شراء الشركات سالفة الذكر ودخول إيرادات ضمن نتائج الشركة وذلك ما يقلل نسب الاعتماد على العقود.
عقد في مصر
وأعلن الصالح عن فوز شركة «ترانز أوسانيك» التابعة للمخازن العمومية بعقد نقل معدات ثقيلة وأنابيب لبناء مصفاة جديدة في مصر.
وعن كيفية المحافظة على هامش ربح ثابت لهذه العقود في ظل وجود منافسة شرسة من قبل شركات أخرى في السوق نوه الصالح إلى أن تميز الخدمة وقدرات الشركة فإن المخازن العمومية تستطيع المحافظة على هامش ربح ثابت لشريحة العقود المختلفة.
وأشار إلى أن العقود التي تبرم على سبيل المثال في روسيا أو أقصى اقليم في اندونيسيا فإنه يتمتع بهامش ربحية كبير عن العقود القريبة.
وعن زيادة رأس المال وتوقيتها توقع أن تتم خلال شهر ولا شك أن هذه الزيادة ستساهم في نمو أعمال الشركة عبر توسعاتها المختلفة دون اللجوء لعمليات الاقتراض والمحافظة على نسب متدنية.
ممثلو الشركات الاستثمارية
حضر اللقاء المطول الذي عقد في مقر شركة المخازن العمومية عدد من ملوك السوق ومحركيه وبعض من ممثلي كبرى شركات الاستثمار في السوق الكويتي وضمنهم وليد الحوطي من شركة بيت الأوراق المالية، سامي الحساوي من المركز المالي، فهد المخيزيم من الاستثمارات الوطنية، فهد الحبشي من بيان للاستثمار، عبدالرحمن الرومي من الكويتية للاستثمار، وائل الفضالة من شركة الكويت والشرق الأوسط للاستثمار المالي، مانع الصانع من وفرة للاستثمار المالي، وليد شهابي من شعاع كابيتال، بالاضافة لمجموعة من المستثمرين المختلفين وممثلين من شركات أخرى.
ردة فعل
ظهرت عقب اللقاء ملامح ايجابية على وجوه الحضور من مديري المحافظ والصناديق الاستثمارية وممثلي الشركات المحلية.
حيث أشار البعض منهم إلى أن اللقاء أزاح الكثير من اللغط واللبس الذي دار كثيرا حول الشركة بفعل الاشاعات التي تروج من وقت لآخر.واستطاع أن يرسم ملامح مستقبلية جيدة جداً للشركة في ضوء الظروف والمعطيات الحالية.