حصاد "مباشر".. أداء متباين للدينار الكويتي خلال 2018
من: إيمان غالي
الكويت – مباشر: شهد سعر صرف الدينار الكويتي خلال 2018 أداءً متبايناً أمام سلة من العملات العربية والأجنبية، حيث تراجع مقابل الدولار الأمريكي، و5 عملات عربية بنسبة 0.51%.
وكان الدينار الكويتي قد انخفض مقابل
الدولار في 13 نوفمبر الماضي، لأدنى مستوى منذ منتصف مايو 2017.
وإلى جانب ذلك، هبط الدينار أمام الين الياباني بنسبة 2.92% في العام الجاري، وانخفض بنسبة 0.46% مقابل الفرنك السويسري.
وعلى الجانب الآخر، ارتفع الدينار في 2018 مقابل الجنيه الإسترليني واليورو بنسبة 4.99% و3.57% على التوالي.
وخلال الشهر الجاري، وصل الجنيه الإسترليني لأدنى مستوياته منذ أبريل 2017 مقابل الدينار الكويتي، والبالغة 380.32 فلس.
وسجل اليورو أدنى مستوى له منذ يونيو من العام السابق أمام الدينار عند 342.11 فلساً، وذلك في نوفمبر 2018.
الدولار والعملات العربية
تراجع سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار الأمريكي و5 عملات عربية خلال 2018 بنسبة 0.51% لكل منهما.
ويعود سبب تراجع الدينار مقابل الدولار بالإضافة إلى قوة الاقتصاد الأمريكي، إلى اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع الفائدة 4 مرات خلال العام الجاري، وافق المركزي الكويتي فيها الفيدرالي مرة واحدة خلال مارس السابق، فيما خالف الاتجاه 3 مرات وأبقى على سعر الخصم.
ويلجأ المركزي الكويتي إلى تثبيت سعر الخصم، لتعزيز تنافسية العملة الوطنية، وجاذبيتها، وكذلك استقرار الهامش بين أسعار الفائدة على القروض بالدينار، وأسعار الفائدة على الودائع بالدينار لدى البنوك المحلية عند معدلات مناسبة.
وعوضاً عن سياسية الإبقاء فإن المركزي الكويتي يعمد إلى رفع الفائدة على إصدارات سندات وتورق مقابل لتعويض البنوك، فقد ارتفعت في أخر إصدار، الثلاثاء الماضي إلى 3%؛ وهو أعلى مستوى منذ يناير 2008 (نحو 11 عاماً).
ونظراً لربط الدول الخليجية عملاتها بالدولار الأمريكي، فقد تراجع سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الريال السعودي، والدرهم الإماراتي، والدينار البحريني، والريال العماني، والريال القطري بنفس نسبة تراجعه مقابل الدولار الأمريكي.
الين الياباني
وأشار المسح إلى تراجع سعر صرف الدينار مقابل الين الياباني بنسبة 2.92% في 2018؛ ويأتي ذلك التراجع رغم ما شهدته اليابان من انكماش في الاقتصاد
خلال الثلاثة الأشهر المنتهية في سبتمبر الماضي بأكبر وتيرة في 4 سنوات بسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات الشديدة إلى جانب المخاوف بشأن الاحتكاكات التجارية العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك تحولت اليابان إلى النطاق السالب للمرة الأولى في نحو عامين خلال الربع الثالث من العام الجاري، الذي يمثل الفارق بين الناتج المحلي الإجمالي الفعلي لدولة ما وبين الناتج المحلي الإجمالي المحتمل.
الفرنك السويسري
انخفض سعر صرف الدينار أمام الفرنك السويسري بنسبة 0.46% على مستوى العام الجاري؛ وفقاً للمسح.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار البنك المركزي في سويسرا اتباع سياسة سياسته النقدية التيسيرية كما هي منذ يناير 2015 دون تغيير، حيث أبقى في ديسمبر الجاري على معدل الفائدة على الودائع عند مستوى - 0.75%.
ويتبع المركزي السويسري منذ 2015 معدل فائدة عند - 0.75%، عندما خفضه في محاولة للحد من ارتفاع قيمة الفرنك والمساعدة في دعم المصدرين بالبلاد، وشهد اقتصاد سويسرا تحسناً خلال العام الجاري مع ارتفاع معدل التضخم أعلى 1%.
اليورو
وأظهر مسح "مباشر" ارتفاع الدينار الكويتي مقابل العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" خلال 2018 بنسبة 3.57%، وذلك نظراً لما واجهته المنطقة من توترات سياسية يتعلق بعضها بالميزانية الإيطالية، حيث اشتكت المفوضية الأوروبية من أن الميزانية الإيطالية تنتهك قواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي.
وكانت موازنة إيطاليا تتضمن تزايد الإنفاق الحكومي والديون السيادية مما سيؤدي إلى عدم قدرة الحكومة على تخفيض الدين العام بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، وبعد أشهر من الخلافات أقر مجلس الشيوخ الإيطالي مقترح الموازنة بعد التوصل لاتفاق مع المفوضية الأوروبية؛ ما يعني تجنب اتخاذ إجراءات تأديبية ضد روما.
ومن أبرز الأحداث المؤثرة على العملة الأوروبية مظاهرات السترات الصفراء التي بدأت منذ منتصف نوفمبر السابق، وعصفت بفرنسا، حيث استمرت لأكثر من شهر، نظم فيها المحتجون مسيرات انتهت باشتباكات مع الشرطة وأسفرت عن وقوع ضحايا، وحدوث أعمال شغب واسعة.
وتوقع معهد الإحصاء الوطني في فرنسا "إنسي" أن تقلص الاحتجاجات المتصاعدة وتيرة نمو الاقتصاد الفرنسي إلى النصف خلال الربع الرابع من العام الجاري، ليصل النمو إلى 0.2% في الربع الرابع مقابل نمو قدره 0.4% في الربع السابق له.
الجنيه الإسترليني
وكجزء من الاتحاد الأوروبي رغم خطط الخروج، فقد صعد سعر صرف الدينار أيضاً مقابل الجنيه الإسترليني بنسبة 4.99% في العام الجاري، وذلك تأثراً بما مرت بيها المملكة المتحدة خلال العام الجاري من تصاعد للضغوط ضد رئيسة الوزراء بشأن صفقة "البريكست".
فشهدت بريطانيا، عدة أحداث هامة أبرزها إجراء تصويت لسحب الثقة من رئيسة الوزراء تريزا ماي من رئاسة حزبها، وترقب التصويت على مقترح رئيسة الوزراء قبل يوم 21 يناير المقبل.
وكان تقرير صادر عن الحكومة البريطانية قد كشف عن أن صفقة تنفيذ البريكست ستجعل اقتصاد المملكة المتحدة أسوأ من البقاء مع الاتحاد الأوروبي لكن احتمال عدم وجود اتفاق
سيكون السيناريو الأسوأ بخسائر 10.7%.