تقسيم السوق رسمياً في 11 مارس المقبل
القبس04/02/2018 0
كشفت مصادر رقابية أن قواعد تداول البورصة بما فيها قواعد الإدراج الجديدة وتقسيم السوق ستنطلق في الأسبوع الثاني من مارس المقبل، مشيرة إلى أن 11 مارس هو التاريخ المجدول لدخول السوق حقبة جديدة أكثر تطوراً .
وأشارت المصادر إلى أن هناك اختباراً رابعاً وأخيراً على مشروعات المرحلة الثانية من تطوير السوق بمشاركة غالبية الأطراف المعنية، علماً أن الاختبار الثالث الذي بدأ في 28 يناير ولمدة أسبوع لم ينته بعد، ولكن كل المؤشرات تؤكد أن الأمور تسير في طريقها الصحيح.
وستتضمن المرحلة الثانية تفعيل قواعد التداول الجديدة في البورصة، ومن أبرزها قواعد الإدراج المحدَّثة، وتقسيم البورصة إلى 3 أسواق هي الأول والرئيسي والمزادات، فضلاً عن إلغاء المؤشرات الحالية وإطلاق مؤشرات جديدة مع تطبيق جدول الرسوم الجديد، وإطلاق خدمة BUY-IN BOARD بما يسمح بشراء الأسهم لتغطية البيع من دون توافر الأسهم، وكذلك تطبيق القواطع السعرية على السوقين الأول والرئيسي وعلى الأسهم منفردة، والتحويلات الالكترونية للتوزيعات، وآلية ربط جديدة بين السوق وشركات الوساطة.
على صعيد ذي صلة، رغم أن حدة مخاوف بعض شركات الاستثمار والشركات الأخرى المهددة بالهبوط إلى سوق المزادات قد هدأت قليلاً فإنها لم تنته، إذ ما زالت العديد من شركات الاستثمار تعتبر هذا السوق عقاباً لها لا ذنب لها فيه، مشيرة إلى أن ضعف السيولة المتداولة على أسهمها ناتج أساساً عن أزمة سيولة يعاني منها السوق بشكل عام منذ سنوات، بغض النظر عن أداء ونتائج الشركات المدرجة بما فيها شركات الاستثمار، حيث عادت العديد من شركات القطاع الى تحقيق نمو في الإيرادات التشغيلية وتوزيع الأرباح النقدية، ونفضت الكثير منها غبار الأزمة المالية، وبات بعضها من أكثر الشركات المدرجة في السوق التزاماً بمعايير الحوكمة، ومع هذا ظلت القيمة السوقية لأسهمها أقل من الدفترية، كما هو حال غالبية الأسهم المدرجة كبيرها وصغيرها.
وقالت مصادر استثماريه أنها نقلت مخاوفها إلى شركة البورصة خلال الاجتماع الموسع مع الشركات المدرجة نهاية الأسبوع الماضي، لا سيما مخاوفها من أن السهم الذي سيهبط إلى سوق المزادات قد لا تقوم له قائمة مرة أخرى، وقد لا يتمكن من الصعود للسوق الرئيسي مجدداً، لأن الثقة فيه ستتراجع ولن يشهد التداولات المعتادة عليه قبل التقسيم، التي هي بالأساس ضعيفة، لاسيما أن سيولة تلك الأسهم الحالية تم قياسها في ظل تداولات تصل مدتها إلى 3.40 ساعة يومياً، وبالتالي ستتناقص كميات وقيمة التداولات عليه أكثر فأكثر عندما تهبط لسوق المزادات الذي سيشهد مزادين فقط في اليوم، وبالتالي ستصبح ترقيتها مجدداً أمراً بالغ الصعوبة.
ورجحت المصادر أن تقوم الصناديق والمحافظ، التي تديرها شركات الاستثمار وتمثل نحو %30 من سيولة السوق حالياً، بالتخلص من أسهم المزادات بما فيها أسهمها حفاظاً على أموال ملاك الوحدات والمساهمين، وبالتالي سيخلق هذا الوضع معاناة لتلك الأسهم وللشركات نفسها، فضلاً عن احتمالات تأثر سيولة السوق الكلية إذا ما حدث هذا التسييل.
وأكدت المصادر قناعتها بما تقوم به هيئة الأسواق وشركة البورصة من خطوات جادة لتطوير للسوق بما فيها تقسيم السوق، وفقاً لأرقى النماذج العالمية مقترحة تحويل سوق المزادات إلى سوق موازي أو ثانوي يضم الشركات قليلة التداول، بحيث يكون له مؤشر خاص بما يحافظ لتلك الشركات على زخمها وسهولة التداول عليها.
وقالت: إذا كان التقسيم للتوافق مع الأسواق العالمية، فيجب أن يترافق ذلك مع خدمات ومنتجات ومشتقات وإقراض أسهم ومارجن وغيرها.
وأضافت المصادر أن الإدارات التنفيذية في الشركات المهددة بالهبوط لسوق المزادات وقعت بين مطرقة مخاطر الهبوط للمزادات التي تراها ماثلة أمامها لا محالة، وسندان الملاك الرئيسين للشركات، خصوصاً المتمسكين بحصصهم في تلك الشركات لقناعتهم بجدواها.
في المقابل، تؤكد الجهات الرقابية أن سوق المزادات سوق لتداول الأسهم مثل الأول والرئيسي، كما الشركات المهددة بالهبوط اليه لديها الإمكانية للحفاظ على مكانها في السوق الرئيسية ومهلة سنة لتوفيق أوضاعها لعدم الهبوط، وكذلك لديها فرص للترقي للسوق الرئيسية مرة أخرى في حال الهبوط، وبهذا فإن القرار في يد كل شركة وليس البورصة أو الجهات الرقابية التي تطبق أفضل المعايير العالمية بشهادة مؤسسات دولية مرموقة.
يذكر أن تقسيم السوق جزء أساسي من خطة تطوير البورصة، ويحصل وفقاً لدراسات متعمقة، أخذت بعين الاعتبار ظروف السوق الكويتية، وسألت مصادر: لماذا لا ترغب شركات المزادات في التحرك نحو زيادة التداولات على أسهمها لتتجاوز المتوسط اليومي البالغ 22.5 ألف دينار يومياً، وهو مبلغ ضئيل للغاية؟ ولماذا تقبل على المتداولين في السوق ما لا تقبله على نفسها من تملك أسهم جامدة؟
وتشير البورصة إلى ان العديد من الأسواق العالمية تبنت تقسيم الأسواق، وبالنموذج الذي تبنته الكويت منها سوق لندن للأوراق المالية وبورصة دويتش «الألمانية»، وناسداك الأميركية وجميعها أسواق عريقة، مؤكدة ان هذا النموذج يساعد في عملية تقسيم الالتزامات، بما يتناسب مع حجم الشركات، ويحث الشركات المدرجة على زيادة الأسهم الحرة للترقي إلى الأسواق الأعلى، كما ان كل الأسواق ستخضع لمراجعة سنوية لمكافأة النشطة بالترقي ومعاقبة الخاملة بالهبوط.
وتذكر البورصة أن طرح العديد من الأدوات والمنتجات الاستثمارية الجديدة التي تسأل عنها الشركات سيكون في النصف الثاني من العام الجاري وعقب دخول التقسيم حيز التنفيذ، ومنها البيع على المكشوف وإقراض واقتراض الأسهم واتفاقيات إعادة الشراء، وبالتالي سيصبح أمام الشركات سنة كاملة لاستغلال تلك الأدوات وغيرها في تحريك التداولات على أسهمها، وتجاوز الحد الأدنى للسيولة المطلوب منها، للبقاء في السوق الرئيسية أو الترقي للسوق الأولى.
وأكدت استعدادها لزيادة عدد المزادات إلى 3 أو أربعة يومياً لزيادة حجم التداولات إذا اقتضت الحاجة، علماً أن البداية ستكون خلال عقد مزادين يومياً، على ان تكون مدة المزاد الواحد 15 دقيقة بهدف تركيز العروض والطلبات يفصل بينهما 45 دقيقة.
وبيّنت المصادر أن معادلة تقسيم السوق عالمية، ولكنها بنيت على معطيات محلية من خلال تحديد الحد الأدنى للسيولة والقيمة السوقية خلال العامين الماضيين، والدليل على ذلك تساهل تلك المعادلات ومراعاتها لظروف السوق، ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن السوق الأولى تضم 16 شركة مقابل 8 فقط في مؤشر «فوتسي» للأسهم الكويتية.
من جانب آخر، قال خبراء إن أزمة السيولة في السوق أكبر من كل الأطراف المختلفة في وجهات النظر، ومعلّقة في المقام الأول في رقبة الاقتصاد الكلي والحكومة، إذ لم يشهد هذا الملف تحركات فاعلة لمعالجته منذ نحو 10 سنوات، مشيدين بجهود هيئة الأسواق وشركة البورصة لقيامهما بالدور المنوط بهما من تطوير السوق، والسعي نحو طرح منتجات جديدة.. ولكن على الجهات الحكومية الأخرى القيام بما عليها.
وأضافوا أن زيادة السيولة في السوق كان من شأنها فك هذا التشابك بسهولة، إذ إن البورصة وكما هو معروف مرآة لصحة أو مرض الاقتصاد الكلي للدولة، علماً بأنه بزيادة السيولة كان سيتم رفع الحد الأدنى لشرط السيولة اليومية المتداولة والقيمة السوقية، مشيرين إلى ما يلي:
المحفظة الوطنية.. أين هي؟
عقب اندلاع الأزمة العالمية وتدهور أوضاع البورصة، أعلنت الحكومة عن إطلاق المحفظة الوطنية برأسمال 1.5 مليار دينار، فيما لم تضخ منها فعلياً سوى نحو 500 مليون دينار، عبر عدد من شركات الاستثمار المحلية. وبالتالي، بدلاً من أن تكون المحفظة جزءاً من الحل كانت في أوقات عديدة جزءاً من تفاقم الأوضاع بالسوق، لا سيما عندما كانت تبيع في وقت التراجع ويتبعها الصغار.. ماذا كان سيحدث لمستويات السيولة في البورصة لو أن الحكومة أوفت بوعدها وضخت 1.5 مليار دينار في السوق تدريجياً طوال السنوات العشر وبأهداف استثمارية؟ علماً بأن المحفظة الوطنية حققت عوائد جيدة طوال تلك السنوات.
بانتظار تسويق البورصة
خطت شركة البورصة خطوات جيدة في سبيل ترقية وتطوير السوق، وتسعى حالياً لتسويق البورصة عالمياً، على غرار ما نجحت في تحقيقه ولو جزئياً هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي، عندما عقدت مؤتمرات في عواصم عالمية، وتمكنت من جذب استثمارات أجنبية معتبرة، مع الآخذ بالاعتبار أن صفقات الاستحواذ الكبرى التي شهدتها السوق مؤخراً على «أمريكانا» و«زين» نجاح فردي لشركة أو لمجموعة بعينها. ولكن مصادر متابعة توقعت أن يترك تسويق البورصة إلى الشركة بعد الخصخصة.
على الشركات تسويق نفسها
قليلة هي الشركات الكويتية التي نظمت اجتماعات مع مستثمرين في عواصم الاستثمار العالمية للتسويق والتعريف بأدائها، ونشاطها التشغيلي، وإمكانية الاستثمار بأسهمها، على غرار ما فعلت شركة «هيومن سوفت» التي نجحت في استقطاب استثمارات عالمية وبأسعار سوقية متميزة تعتبر الأعلى في السوق الكويتية.. فلماذا لم تحذ بقية الشركات حذوها، وتحاول الاستفادة من تجربتها؟
صانع السوق غائب
أقرت البورصة وهيئة الأسواق القواعد الخاصة بصانع السوق، ولكنها لم تقنع الشركات للقيام بهذه الدور، ربما لنفس السبب وهو شح السيولة في السوق، ألم يكن الأمر يحتاج إلى المراجعة والاجتماعات بين المشرعين والمعنيين لتعديل أو تخفيف الاشتراطات لتحريك هذا الملف، خصوصاً بعد مرور وقت طويل من دون ظهور صانع السوق؟ ألم يكن جديراً بالحكومة التدخل من خلال المبلغ المتبقي للمحفظة الوطنية بأخذ زمام المبادرة للعب دور صانع السوق لتشجيع بقية الشركات على القيام بهذا الدور أو من خلال الشراكة معهم أو تكليف شركات معينة آن تقوم بهذا الدور نيابة عنها؟!
لو تم تفعيل صانع السوق منذ إطلاق القواعد المنظمة له، لما كنا أمام هذا المشهد بين الشركات المهددة بالهبوط لسوق المزادات والبورصة، فضلاً عن المشاكل الأخرى المرتبطة كلياً أو جزئياً بالسيولة. وإن كان البعض يعتقد أن تقسيم السوق سيكون دافعاً قوياً لتحريك ملف صانع السوق بعد أن أصبحت الحاجة إليه ماسة من الجميع في الأسواق الثلاث.
تحرير الأسهم
لماذا تبدي شركات الاستثمار وغيرها هذا القدر من المخاوف والعجز أمام مشكلة يمكنها تجاوزها بسهولة، من خلال استخدام الأسهم الخزينة بيعاً وشراءً وفقاً للقواعد المنظمة، أو بإقناع كبار الملاك بالتخلي عن جزء بسيط من حيازتهم للأسهم لزيادة الأسهم الحرة، فضلاً عن استغلال المنتجات الاستثمارية التي ستطرحها البورصة خلال الأشهر المقبلة لتوفيق أوضاعها؟
إعادة هيكلة نموذج الأعمال
لماذا لا تلجأ شركات الاستثمار وغيرها إلى تغيير نموذج أعمالها، والتوسع المحسوب بالأنشطة. وبالتالي، تكون قادرة على إقناع المزيد من المستثمرين بالمساهمة في زيادة رأس المال، وبهذا تكون الاستفادة مزدوجة لها، حيث تزيد الأسهم الحرة المتاحة للتداول، ولعب دور أكبر في تنشيط السوق؟
البعض قد يقول إن ظروف الأسواق عالمياً وإقليمياً ومحلياً لا تسمح، خصوصاً أن شركات الاستثمار التي خرج بعضها للتو من أزمة كبيرة لا ترغب بالمخاطرة والتوسع مرة أخرى، ولكن الأزمات أيضاً تخلق فرصاً ربما تكون أفضل من وقت الرواج، وهنا تظهر قدرات مديري الصناديق والمحافظ.
الأسهم الخاملة
ألم تكن بعض شركات الاستثمار جزءاً من مشكلة الأسهم الخاملة في السوق التي وصلت في بعض الأحيان إلى نصف الأسهم المدرجة تقريباً، وكان بمقدور البعض التلاعب من خلالها بمؤشرات السوق، والإضرار به والمتداولين فيه.. بالفعل هناك شركات في قطاع الاستثمار وغيره تستحق ليس فقط الهبوط لسوق المزادات بل الشطب من السوق، ولكن بالمقابل هناك شركات جيدة يجب مساندتها للبقاء في الواجهة.
أسهم المضاربات
في الوقت الذي أصبحت فيه شركات تشغيلية في قطاع الاستثمار والبنوك والتأمين وهي شركات تشغيلية جيدة مهددة بالهبوط لسوق المزادات، هناك شركات مضاربية معروفة ستبقي في السوق الرئيسية، فقط لكون أسهمها تشهد تداولات وتبادلات بين محافظ وأفراد تابعين لها، بما يخالف أداء ونشاط تلك الشركات تشغيلياً، مما يعني أن معادلات التصنيف لم تعكس جزئياً قوة الشركات في السوق، بقدر اعتمادها على مؤشرات السيولة.
الأسهم غير الكويتية
هناك أسهم غير كويتية مدرجة في بورصة الكويت، وأحدها مصنف في السوق الأولى، وبعضها الآخر مصنف في السوق الرئيسية، وذلك لانطباق شروط تقسيم السوق عليها، سواء من حيث القيمة السوقية أو السيولة المتداولة عليها، ولكن هناك من يتساءل: هل تم الآخذ بالاعتبار أن تلك الأسهم مدرجة في سوقين، وربما ثلاث أسواق، وان جزءاً منها فقط مدرج في الكويت؟ وكذلك هناك فروقات في أسعار تلك الأسهم في الكويت والأسواق الأخرى، فعلى أي الأسس تم احتساب القيمة السوقية؟
فاصل تداول الأسهم
تضع البورصة حدوداً سعرية للأوراق المالية المدرجة في السوقين الأولى والرئيسية، التي تعادل نسبة %5 في حال الصعود أو النزول.
يتم إيقاف التداول المستمر للورقة المالية ــ لمدة دقيقتين ــ كلما وصلت للحدود السعرية، ويتم عقد مزاد خلال تلك المدة على الورقة المالية، لتحديد سعر مرجعي جديد يتخذ كأساس للحدود السعرية الجديدة، ويكون ادخال الأوامر خلال فترة المزاد وفقاً لشروط الكمية الدنيا للسهم NMS.
ويجوز وقف التداول المستمر للورقة المالية أكثر من مرة خلال جلسة التداول.
موقف البورصة
التقسيم يحاكي أسواق عالمية ناجحة وعلاج ناجع لمشكلة السيولة.
المزادات سوق رسمية مفيدة للشركة ومساهميها.
مهلة السنة كافية لتعديل الأوضاع.. لمن يرغب؟
مراجعة سنوية للترقية للسوقين الرئيسية والأولى
حزمة أدوات جديدة في النصف الثاني.
زيادة عدد المزادات اليومية في السوق إلى 3 أو 4 ممكنة.
موقف شركات «المزادات»
مخاوف من الهبوط للمزادات بلا عودة.
مشكلة السيولة عامة ولا يجب حلها على حساب البعض.
مدة التداول في الرئيسية والأولى 3:40 ساعات مقارنة مع مزادين فقط 15 دقيقة لكل منهما.
مطالب باستبدال «المزادات» بسوق رسمية على غرار الأولى والرئيسية وبمؤشر مستقل.
طرح الأدوات والمنتجات الاستثمارية أولاً.
كيف نقنع كبار الملاك بالتخلي عن جزء من حصصهم؟