في الاقتصاد الأميركي فرص كثيرة
2013.. عام عودة انتعاش الاندماج والاستحواذ
بيل كونواي
جين سايكس
أندريه أورسيل
رايموند ماكغواير
سكوت يارشاي
إيمان عطية
في ما يلي مجموعة من توقعات بعض كبار المديرين التنفيذيين بشأن صفقات الاندماج والاستحواذ في العام الجديد:
1 - بيل كونواي
المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي الشريك
{كارلايل غروب}
تعتبر الولايات المتحدة الأميركية أفضل مكان في العالم حاليا للاستثمار في 2013، مع بقاء أسعار الطاقة مقيدة وانتعاش سوق الإسكان. لا أتوقع أي تغيير في سعر خصم الفائدة في الولايات المتحدة. والصفقات المذهلة ستكون من نصيب أوروبا بسبب نقص السيولة والحاجة إلى بيع الأصول.
2 - جين سايكس
رئيس عمليات الاندماج والاستحواذ العالمية
{غولدمان ساكس}
من شأن أسعار فائدة الاقتراض وشروط الائتمان الحالية أن تشير الى أن العائدات على عمليات الاندماج والاستحواذ ستكون جاذبة جدا، مما سيساعد على جسر الهوة بين الجهات المشترية والبائعة. هناك حتما تحول في ذهنية الشركات باتجاه «هيا ننجز الأعمال» مع الشعور بالضجر من العمل في ظل حالة من الترقب.
3 - أندريه أورسيل
الرئيس التنفيذي
{بنك يو بي إس الاستثماري}
الأسهم، وبالتالي سوق عمليات الاندماج والاستحواذ تقدم بعض القيمة، بينما السندات الخالية من المخاطر ليست كذلك. في 2013 سوف تزيد مخصصات الأسهم، وفي حال حصل ذلك فإن الثقة بالسوق ستسترد عافيتها أيضا. فك وحل فقاعة السندات بدقة وحذر سيكون مهمة حاسمة بالنسبة لمحافظي البنوك المركزية والمستثمرين ومصرفي البنوك الاستثمارية على حد سواء.
4 - رايموند ماكغواير
الرئيس العالمي للعمليات المصرفية والشركات
{سيتي غروب}
كلما كانت لدينا بيئة سياسية بناءة، كانت هناك بيئة اقتصاد كلي تتسم بثقة أفضل وأكبر، وكلما أصبح النظام أكثر ارتياحا مع الغطاء التنظيمي تمكنا من معالجة ثلاثة من العوامل الرئيسية التي تحبط ثقة الرؤساء التنفيذيين ويقينهم. وهذا الأمر سيستغرق وقتا ولن يتغير ذلك فورا.
5 - سكوت يارشاي
رئيس إدارة الشركات
{كرافاث}
فور أن تنجلي حالة عدم اليقين، سيكون هناك الكثير من الأسباب الجيدة التي تدفع الشركات لإبرام صفقات الاندماج والاستحواذ. إذ لديها تقييمات مرتفعة نسبيا بحاجة إلى أن تدعمها، كما أنها قامت بتقليص التكاليف إلى حد كبير، فضلا عن أن سوق السندات قوية ونشطة جدا في الوقت الراهن. وعند جمع هذه الأمور معا، فإن الأساسيات حاضرة للتمهيد لبيئة قوية لعمليات الاستحواذ والاندماج.
لعام آخر منذ اندلاع الأزمة المالية، أحجم الكثير من الشركات في جميع أنحاء العالم عن إبرام الصفقات، مفضلة التركيز على تحصين ميزانياتها العمومية وتحقيق العائدات للمساهمين.
حذر الشركات وتحوّطها كان مفهوما، ففي مواجهة الصعوبات في منطقة اليورو، وتباطؤ النمو في الأسواق الناشئة والانتخابات الرئاسية في كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية واليابان، اعتبر العديد من التنفيذيين والمديرين أن عدم الدخول في صفقات أكثر أمانا من المضي قدما في صفقات كبيرة في أوقات تتسم بالغموض وعدم اليقين. ونتيجة لذلك، تراجع حجم صفقات الاندماج والاستحواذ بنسبة %5.2 إلى 2.06 تريليون دولار من 2011 وفق ميرجر ماركيت.
بعض أسباب التحوط والحذر سوف تستمر خلال العام الجديد، فانتعاش منطقة اليورو سيبقى فاترا، ولم تعد الأسواق الناشئة تشهد ازدهارا، بينما يلوح في أفق الولايات المتحدة موضوع حافة الانهيار المالي.
ورغم استمرار المشاكل، يعتقد العديد من صانعي الصفقات أن هناك الكثير من الطلب المكبوت، مما يعني أنه سيتم إبرام المزيد من الصفقات في 2013.
«قرر الكثير من الشركات في 2012 عدم إبرام صفقات عمل، والتركيز بدلا من ذلك على تحقيق عائدات مالية» وفق كريس فينتريسكا، الرئيس المشارك لعمليات الاندماج والاستحواذ في أميركا الشمالية في شركة جي بي مورغان. ويضيف «ونحن نمضي في السنة المقبلة، لن يكون لدى الشركات شيء جديد تتحدث عنه سوى النمو المعتدل الناجم عن جوهر أعمال وإنتاج الشركات، وسيتزايد الضغط عليها من أجل إبرام الصفقات لدفع أسعار الأسهم الى أعلى».
ويدعم هذه الفرضية النهاية القوية للسنة، إذ زادت موجة من الصفقات الكبيرة مثل استحواذ «سوفتبنك» على «سبرينت نيكستيل» وشراء شركة «فريبورت ماككوران كوبر آند غولد» لشركة «بلينز اكسبلوريشن آند بروداكشن آند ماككوران اكسبلوريشن»، من حجم صفقات الربع الأخير مقارنة بالعام الماضي.
وكما يقول سكوت لينساي، رئيس عمليات الاندماج والاستحواذ العالمية في كريديت سويس «يمكن أن تشعر حقا في نهاية العام، لاسيما الربع الأخير، بوجود زيادة في الأعمال في جميع المجالات».
ويقول المصرفيون إن نشاط إبرام الصفقات انتعش أيضا مما أذكى الآمال ببداية نشطة في عام 2013. «في مثل هذا الوقت من العام الماضي كان هناك الكثير من التقلب في السوق» وفق روبرت كيندلير، رئيس عمليات الاندماج والاستحواذ العالمية في مورغان ستانلي. ويضيف «أما هذا العام فالتقلبات أقل، وبالتالي هناك الكثير من المحادثات الجارية. إنجاز الصفقات يستغرق وقتا أطول، لكن مستوى المحادثات في 2012 مقارنة بالعام السابق أعلى بكثير، وهو سبب جيد للتفاؤل».
وكانت أميركا الشمالية كالعادة محور عقد الصفقات، مشكلة %41 من النشاط العالمي. وفي الوقت الراهن، زادت أهداف الأسواق الناشئة بصورة طفيفة وبنسبة %2.3، بدعم من استحواذ «روزنيفت» على «تي ان كي - بي بي». ويبدو أن هذه الديناميكية ستستمر في عام 2013 بنمو معتدل في الولايات المتحدة، مقارنة مع آفاق غامضة في أماكن أخرى.
«اقتصاد الولايات المتحدة في أفضل وضع في العالم في الوقت الراهن، من حيث الصناعة والخدمات والتكنولوجيا» وفق مايكل كار، رئيس عمليات الاندماج والاستحواذ في الأميركتين في غولدمان ساكس، ويضيف «اذا ما نظرنا الى معدلات النمو خلال السنوات الثلاث الى الخمس المقبلة، فإن الولايات المتحدة الأميركية لديها أفضل فرصة لتحقيق النمو الأكثر استدامة. واذا كنت تدير شركة كبيرة عالمية ولم يكن لديك انكشاف كبير ومجد على الولايات المتحدة، فإن شركتك ستتخلف عن الأخرى».
حتى النمو المنخفض المكون من رقم واحد في الولايات المتحدة سيكون على الأرجح أكثر جاذبية من الآفاق الغامضة في أوروبا وآسيا.
«اذا رأينا نموا مستداما بنسبة 2 إلى %3 هنا، فإن ذلك أفضل من جنوب أوروبا وأفضل من شمال أوروبا»، وفق لي ميرسون، رئيس عمليات الاندماج والاستحواذ في شركة سيمبسون تاشير للمحاماة.
ويضيف «ستستمر نظرة الشركات إلى آسيا كفرصة للنمو على المدى البعيد، لكن في الوقت الراهن وفي المستقبل المنظور، تبقى الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم».
وفي أوروبا، تراجع حجم الصفقات بنسبة %10 في 2012، ورغم موجة الصفقات الأخيرة، فإنه سجل أسوأ فصل في منطقة اليورو منذ 2010. وانطلاقا من هذه القاعدة المنخفضة، يتوقع بعض صانعي الصفقات عودة النمو. فكما يقول ويلهلم شولتز، رئيس عمليات أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا للاندماج والاستحواذ في سيتي «أتوقع أن يشهد 2013 انتعاشا، وسيكون أكثر وضوحا في أوروبا، حيث أجواء عدم اليقين كانت هي الأكبر. وسوف تشهد قطاعات مثل الاتصالات والمرافق العامة المزيد من الصفقات في ضوء مواجهتها لضغوط التصنيفات، بينما تزداد متطلبات النفقات الرأسمالية».
وفي حين قفزت قيمة العروض من منطقة اليورو الى الولايات المتحدة %106.5 خلال العام الماضي، تراجعت قيمة العروض الأميركية داخل المنطقة %12. ومع ذلك يتوقع البعض أن يغذي صائدو الصفقات الرابحة إبرام الصفقات في أوروبا في 2013. أما الصفقات الأميركية في أوروبا، فسيقودها إلى حد كبير السؤال التالي: هل هي ذات قيمة جيدة؟»، وفق ستيف يارونوف، رئيس عمليات الاستحواذ والاندماج العالمية في أميركا ميريل لينش. مضيفا «لايزال من الصعب تحديد ما إذا كنا بلغنا الحد الأدني في أوروبا».
وقبل أن تشهد عمليات الاندماج والاستحواذ انتعاشا مرة أخرى، يتعين على السياسيين في الولايات المتحدة أن يتوصلوا الى اتفاق جديد بشأن الضرائب لتجنب حافة الانهيار المالي.