الهاشل: "المركزي" يرفض اسقاط القروض..وسمو الامير وجه لدعم وتحفيز الاقتصاد
أكد محافظ بنك الكويت المركزي د. محمد الهاشل ان الكويت قادرة بمساندة جهود دول العربية على تطوير مجال الرقابة المصرفية مبيناً انها الكويت تتبنى كافة المعايير العالمية لتخطي الازمة المالية. واشار في تصريح صحفي عقب انتهاء الدورة، أنه على الدول ان تقدم جهود كبيرة للاصلاحات في اطار حزمة بازل 3 والتي بدورها تعزز من قوة ومتانة الجهاز المصرفي لها. وقال الهاشل نحن نسير بخطى ثابتة لتحسين اوضاع البنوك المحلية في مواجهة الازمة.
وحول الاجتماع الاخير الذي عقده سمو الامير مع الفريق الاقتصادي قال الهاشل ان القطاع المصرفي ان سمو الامير وجه لناحية دعم وتحفيز الاقتصاد ، لافتاً الى ان القطاع المصرفي هو العمود الفقري لأي اقتصاد. وشدد على أن البنك المركزي مستمر في دعم الجهاز المصرفي حتى يقوم بالدور المطلوب منه، لاسيما انه لايوجد اي اقتصاد ينمو دون وجود قطاع مصرفي نشيط اوقوي ومستقر قادر على ممارسة دوره لمنح الائتمان. واكد على ان الكويت تتمتع بجهاز مصرفي متين وقوي، والبنوك في وضعها الحالي قادرة على ممارسة دورها وهي مستعدة لتمويل المشروعات لكنها تنظر الى المشروع الجيد ذو الجدوى وكذلك الى العميل الجيد، ومؤكدا ان المركزي لا يتوانى عن دعمها.
وعن التجربة المغربية اكد الهاشل ان هناك فروقات لابد من مراعاتها بين الدول وبعضها حيث ان الوضع في الكويت تختلف بالاحصائيات والسياسة النقدية والحسابات، لافتا على ان الكويت حصلت على اعلى الدرجات في الشمول المالي والسياسة النقدية والانتشار المصرفي من حيث عدد الحسابات المصرفية للمواطنين وقدرتهم على الحصول على البطاقات الائتمانية. وفيما يتعلق برأي المركزي لما اثير حول شراء الاصول قال الهاشل انه تم تفويض وزير المالية لدراسة هذا الملف، حتى لا يبرز هناك اي اختلاف في وجهات النظر فيما يتعلق في هذا الموضوع. وقال ان معدلات الانفاق الجارية عالية وعلينا اتخاذ كافة السبل لتخفيضها والاتجاة الى الانفاق الرأسمالي والانفاق على المشاريع المفيدة والحيوية وتعمير البنية التحتية بما يحقق التنمية المستدامة.
وعن قضية اسقاط القروض قال الهاشل : " أن موقف المركزي من هذه القضية واضح وصريح منذ العام 2006 مؤكداً ان هذه القضية تنطوي على ضرر كبير على المجتمع ككل والقطاع المصرفي وليس فيه عدالة وفيه اخلال واضح في مبدأ العدالة وبالتالي البنك المركزي موقفة واضح وثابت ومحدد من حيث عدم الموافقة على أية معالجات غير سليمة وغير صحية تضر بالمجتمع اكثر من افادته، وصاحب السمو وجه منذ فترة بمعالجة هذا الملف عن طريق صندوق المتعثرين وصدر قانون 28 لصندوق المتعثرين ومن ثم عدل كذلك مره اخرى بقانون 51 لعام 2010، ودخل قرابة 26 الف مواطن ممن كانوا يحتاجون الى بعض الدعم في هذا الشأن وتحصلوا على قروض من غير فائدة وميسرة على فترات طويلة جداً من الدولة تصل باجمالي قيمتها الى نحو 420 مليون دينار اعطيت لمواطنين ذوي الحاجة، علماً بأنهم ليسوا متعثرين بسبب قروض استهلاكية مقسطة فقط بل قروض استهلاكية مقسطة ادخلت معها التزامات اخرى مثل قسط بنك التسليف والادخار واقساط ثابتة كوزارة الكهرباء والماء واحكام المحكمة الخاصة بالنفقات وغيرها او اية اقساط ثابتة تضمنتها توجيهات سمو الامير الى اجمالي اللالتزامات على المواطن بحيث لا تتعدى 50 % من راتبه الشهري لتوفير العيش الكريم".
وفي رده على سؤال حول معدلات التضخم في الكويت اعتبر الهاشل انها مستويات مناسبة، متمنياً ان تنخفض اخذاً بعين الاعتبار ارتفاع المواد الغذائية المتوقعة، وان لايكون انعكاسها على التضخم، مشيراً الى انها لا تتطلب الى اية تدخل من البنك المركزي وعلى استعداد الى التدخل بشكل مستمر في هذا الشأن. وفي اجابته عن سؤال حول امكانية تخفيض الفائدة في الوقت الراهن كأحد الحلول لعملية التحفيز الاقتصادي، اكد على انه لايمكن لأي محافظ بنك مركزي ان يعلق على السياسة النقدية واسعار الفائدة مقدماً، مشيراً الى ان هذا الملف يقع تحت متابعتنا الدائمة، وانه لا يمكن ان يغفل هذا الملف من قبل بنك الكويت المركزي وان التدخل وارد في الوقت المناسب اذا دعت الضرورة الى ذلك.
وحول ما يتعلق بقانون الصكوك الذي اعلنت عنه مؤخراً وزارة التجارة والصناعة، وموقف المركزي منه اكد الهاشل ان هذا الموضوع هام جداً ونسعى اليه منذ فترة والبنك المركزي له اضافاته واسهاماته ابتداء من تعديل القرار الوزار ي الخاص بالسندات الذي لم يكن يسمح بالصكوك الاسلامية، مشيرا الى ان المركزي خاطب وزارة التجارة والصناعة والتي استجابت وتم تعديل القرار الوزاري منذ نحو ست او سبع سنوات بتضمين الصكوك الى جانب السندات، لكن بسبب عوائق تشريعية وتنظيمية لم نستطع اصدار الصكوك في الكويت وبالتالي هناك حاجة الى اصدار قانون متخصص لمعالجة هذه الاوضاع في الكويت، لافتاً الى مساهمة المركزي في اعداد مسودة هذا القانون وهي الان مطروحة امام الجهات المختصة لاعتمادها بشكل نهائي.
وعن واقع النمو المتوقع في البنوك راى الهاشل ان البنوك شهدت نمواً وفق اخر الاحصائيات المركزي، من حيث الاصول والمحفظة الائتمانية والتي شهدت نمواً في هذا العام بنسبة 4 % مقارنة في العامين الماضيين، معتبراً اياة مؤشراً ايجابياً خاصة انه شمل قطاعات مختلفة مثل الصناعة والتجارة والقطاع الشخصي، لافتاً الى ان العام الحالي كان عاماً جيدا متوقعاً وضع افضل في العام المقبل اذا طرحت مشاريع جيدة وتوفر العميل الجيد. وفيما توصلت اليه البنوك من تغطية على المخصصات بين الهاشل الى ان حجم التغطية مريح والمركزي يطلب من البنوك تكوين مخصصات لتتبع سياسة تحوطية مع حرصنا على التدرج في تجنيب المخصصات، وان تتصف نظرتنا بالشمولية والاتزان نظرا للظروف المحيطة في القطاع المصرفي، وان البنوك قادرة على تخفيض النسبة للأشهر القادمة لافتاً الى انها تتراوح بين 7-8 %.