رئيس "بيتك" الكويتي: المركز المالي للبنوك الخليجية إيجابي ورسملتها قوية
الكويت - مباشر: قال رئيس مجلس الإدارة في بيت التمويل الكويتي "بيتك"، إن المركز المالي بشكل عام للبنوك بدول مجلس التعاون الخليجي إيجابي، مشيراً إلى أنها تتمتع برسملة قوية تنعكس في متوسط نسبة رأسمالها إلى أصولها البالغة نحو 18.7%، وتُعد أعلى من الحد الأدنى للمتطلبات الرقابية.
وبحسب بيان للبنك، تلقى "مباشر" نسخته، قال حمد عبدالمحسن المرزوق خلال كلمته في الندوة الافتتاحية لمركز الخليج للأبحاث الاقتصادية والأعمال التابع لمجلس المؤتمر (TCB GulfCenter) بغرفة تجارة وصناعة الكويت، إن جودة أصول البنوك الخليجية قوية، فيما يصل معدل التمويلات المتعثرة إلى نحو 3.2%، وفي الكويت تقل هذه النسبة لتبلغ تقريباً 2%.
وأشار المرزوق إلى أن العائد على حقوق المساهمين في البنوك الخليجية قوي ويساوي 12.7%، موضحاً بأن أحد أبرز التحديات التي تواجه الأسواق العالمية يكمن في ارتفاع الديون خلال فترة قصيرة.
وأوضح أن ارتفاع مستوى الديون يرجع إلى البيئة النقدية المتساهلة، حيث ارتفع حجم الدين العالمي من 87 تريليون دولار في عام 2000 إلى 247 تريليون نهاية 2017؛ وهو الأمر الذي يُشكل مخاطر كبيرة على كل المستويات سواء الدول المُقرضة وخاصة الدول النامية أو الشركات أو الأفراد.
وأضاف المرزوق أن الأسواق شهدت إصدارات ديون ذات نوعية رديئة لشركات ودول، وتجاوزت فيها التغطية على الاكتتاب 15 مرة؛ وهو ما سيؤثر على الأسواق الناشئة.
وتطرق إلى التحديات الرئيسية التي تواجه البنوك الخليجية، وأولها مسألة النمو في أنشطتها التشغيلية، مشيراً إلى أن البنوك ستواجه صعوبة كبيرة في تكرار معدلات النمو التي حققتها خلال الفترة الماضية.
وأكد المرزوق أنه لن يكون من السهل على البنوك خلال السنوات المُقبلة تسجيل معدلات النمو ذاتها؛ وذلك بسبب عدم نمو الإنفاق الحكومي، الذي يمثل المحرك الأساسي والمزود الرئيسي للنشاط الاقتصادي في دول التعاون.
وبين أنه عندما تعرضت أسعار النفط لتقلبات هائلة، استجابت الحكومات الخليجية لهذه التطورات بأن قيدت مشروعاتها؛ وهو ما انعكس سلباً على معدل النمو الاقتصادي بشكل عام.
وأضاف أنه من الصعب جداً على القطاع الخاص أن يضع خططاً مستقبلية بسبب تقلبات أسعار النفط التي تنعكس على معدلات الإنفاق الحكومي وأن هذا الوضع يعكس خللاً هيكلياً في اقتصاديات دول مجلس التعاون.
وتطرق المرزوق إلى التحدي الرئيسي لدول مجلس التعاون المتمثل بخلق الوظائف للمقبلين على سوق العمل بأعداد هائلة، مشيراً إلى أن المنطقة بحاجة إلى توليد وظائف خلال المرحلة المقبلة؛ وهو ما يمثل تحدياً جدياً لن تستطيع هذه الدول مواجهته إلا عن طريق الخصخصة، التي بالرغم من سَن قانون لتنظيمها في الكويت قبل نحو 8 سنوات من الآن، إلا أن البرنامج لم يتم تفعيله.
ومن ضمن التحديات الأخرى التي تواجهها البنوك الخليجية التي أشار إليها المرزوق، التكيف مع تغير سلوك العملاء من حيث طرق السداد عبر التعاملات المالية غير النقدية؛ إذ تشير التوقعات إلى أن 80% على الأقل من المعاملات المالية في غضون الأعوام الخمسة المُقبلة ستكون غير نقدية؛ وهو أمر مهم للغاية.
وأوصى المرزوق أن على البنوك الخليجية أن تقوم بتحديث استراتيجيتها المتعلقة بالتكنولوجيا ومنهجيات وطرق السداد التي تتبعها في سبيل التكيف مع الواقع الجديد، منوهاً بنمو حجم الإقبال على استخدام الخدمات الإلكترونية في "بيتك" في السنوات الأخيرة.
ويعد مركز الأبحاث الجديد (TCB GulfCenter) الذي افتتح أولى نداوته أمس الأول، جزءاً من برنامج توسعي في منطقة الخليج لمجلس المؤتمر؛ وهو منظمة عالمية تأسست عام 1916، على يد أبرز رواد الأعمال في الولايات المتحدة آنذاك