نمو أرباحه يؤشر إلى تحسّن الكفاءة التشغيلية والإيرادات الخارجية
تراجع مخصصات «بيتك»... هل هو تحوّل؟
«بيتك» يمضي في الاتجاه الصحيح
|
كتب رضا السناري |
بعد أربعة أعوام من التعقيدات المالية التي تواجه أسواق المال بسبب الأزمة المالية العالمية، بدأ بيت التمويل الكويتي يلمس تحسناً في كفاءته التشغيلية إلى الحدود التي مكنته من تحقيق بعض التوازن بين الحاجة إلى بناء المزيد من المخصصات وتحسين معدلات الربحية.
ما يمر به «بيتك» منذ العام 2008 أثار اهتمام المستثمرين والمساهمين محليا وخارجيا بشكل لافت، خصوصا مع بناء البنك لما يقارب مليار دينار من المخصصات حتى الآن، لكن في المقابل تشير معدلات الربحية المحققة عن الفترة الفصلية الثالثة من العام الحالي إلى اعتبارين مهمين، وهما قوة صمود «بيتك» في مواجهة ضعف السوق خلال الفترة الماضية، وانه يمضي في الاتجاه الصحيح، وان كانت لا تزال هناك تحديات بسبب البيانات الضعيفة في الاسواق العالمية وضعف بيئة الاعمال في السوق المحلي.
رقميا، استطاع «بيتك» تحقيق قفزة مالية واضحة في الربع الثالث، مستفيداً من زيادة حضوره في السوق المحلي، وارتفاع إيراداته التشغلية من التواجد الخارجي.
وبالنسبة للمستثمرين، حقق صافي ربح للسهم الواحد عن هذه الفترة تقدر بـ 12 فلسا، ما يعني ان «بيتك» حقق نموا في ربحية سهمه بالربع الثالث تزيد بـ 53 في المئة عن الفترة الفصلية الثانية من العام نفسه، التي حقق فيها 7.75 فلس، علما بأن ربحية سهم «بيتك» في الربع الأول بلغت 7.03 فلس.
وتبين تفاصيل الأرقام المعنلة أن «بيتك» حقق صافي أرباح للمساهمين حتى نهاية الربع الثالث 75.9 مليون دينار، بزيادة 7.2 في المئة عن الفترة نفسها من العام السابق، فيما بلغت ربحية السهم حتى الربع الثالث من العام الحالي 26.64 فلس بزيادة 8.1 في المئة عن الفترة نفسها من العام السابق.
وخارجياً، يمكن القول إن «بيتك» كان محظوظا بتواجده في تركيا، وفروعه في الأسواق الخارجية الأخرى، التي أسهمت في تعويض البنك عن مخرجاته للمخصصات خلال السنوات الأربع الماضية، خصوصا اذا علم ان الايرادات الخارجية لـ «بيتك» باتت تشكل 42 في المئة من اجمالي ايراداته، برصيد بلغ بالربع الثالث 255 مليون دينار من اصل 611 مليونا، فيما زادت اصول البنوك التابعة إلى 4.1 مليار دينار، بنمو 12.8 في المئة، وزادت ودائع هذه البنوك إلى 2.5 مليار دينار، بنمو 5.6 في المئة، فيما راتفعت ايراداتها إلى 227 مليونا بنمو 11.3 في المئة.
ورغم استمرار «بيتك» في تدعيم المخصصات حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري بـ 149.3 مليون دينار، الا ان هذه الارقام تظهر انخفاض قدره 3.8 في المئة عن الفترة نفسها من العام السابق، ما يزيد من فرص تحسين المؤشرات المالية بشكل أفضل مستقبلاً، ويعكس في الوقت نفسه حالة التحسن والكفاءة المالية التي انتقل اليهما «بيتك» في الفترة الاخيرة.
ويمكن القول إن تسارع وتيرة النمو في «بيتك» خلال الربع الثالث وتراجع حاجته من المخصصات الاضافية تعكس بوادر استقرار، يمكن من خلالها رؤية مسار أوضح نحو النمو في الفترة المقبلة، خصوصا ان النتائج المحققة متأتية من ايرادات تشغلية غير استثنائية، مع الاخذ بالاعتبار ان الاستمرار في هكذا مسار برهن مدى تحسن بيئة الاعمال الاقتصادية محليا وعالميا.
كما أنه لا يمكن إغفال ان إدارة «بيتك» لإصدار صكوك سيادية لوزارة الخزانة التركية بقيمة 1.5 مليار دولار بالتعاون مع شركة إدارة السيولة المملوكة له يثبت مكانة «بيتك» عالميا، علما بان البنك شارك أو قاد او ساهم في عمليات ترتيب صكوك بنحو 6 مليارات دولار خلال الفترة الماضية وذلك لمصلحة حكومات وشركات في منطقة الخليج والعالم.
نقطة اخرى لا يمكن المرور عليها في قراءة بيانات «بيتك» دون توقف، وهي ان تحول «بيت التمويل» من فكرة بيت العائلة إلى النموذج المؤسسي، وتشكيله لجان لتحقيق الانضباط المالي اسهم في رفع قدرة البنك على السيطرة على المصروفات والتكاليف.
وبالرغم من عدم عقد آمال عريضة على عدم وجود تغير كبير في البيئة الاقتصادية في 2013، إلا أنه من المتوقع لـ «بيتك» تحقيق مزيد من التقدم خلال العام المقبل، حيث من الواضح توجه المصرف المستقبلي في الاعتماد على زيادة إيراداته من العمليات خارج الكويت، كما ان خطة إعادة هيكلة البنك بدأت تؤتي ثمارها، وهو الامر الذي يمكن قياسه بوضوح في زيادة تركيز البنك على العميل واحتياجاته والاستفادة في هذا الخصوص من تواجد «بيتك» الخارجي، مع استمرار طرح خدمات جديدة وتعزيز الحصة السوقية والاهتمام بالتقنية، ما يقود إلى تنامي التوقعات الإيجابية في شأن قدرة «بيتك» مستقبلا.