بعد إتمام استحواذه على «بوبيان»
دور أكبر ينتظر «الوطني» في «المصرفية الإسلامية»
«الوطني» يسعى الى تقديم خدمات متنوعة لمختلف العملاء
رويترز - ستشهد السوق المصرفية الاسلامية في الكويت في ما يبدو منافسة شرسة في حال اتمام صفقة استحواذ بنك الكويت الوطني على بنك بوبيان.
وكان بنك الكويت الوطني وهو أكبر بنك تقليدي في الكويت قدم هذا الشهر عرضا لشراء 52 في المئة من أسهم بنك بوبيان الاسلامي مقابل 580.58 مليون دينار.
ويمتلك بنك الكويت الوطني بالفعل 47.29 في المئة من أسهم بنك بوبيان طبقا لبيانات موقع بورصة الكويت على الانترنت. وقال البنك الوطني في العرض انه سيمول صفقة شراء أسهم بنك بوبيان من موارده الذاتية.
وقال بنك بوبيان انه عين شركة بروتيفتي لدراسة العرض بينما اعتبر مجلس ادارته عرض البنك الوطني البالغ 630 فلسا للسهم «عادلا ومناسبا».
وفتحت الكويت المجال أمام انشاء بنوك اسلامية جديدة أو تحول بنوك تقليدية الى اسلامية منذ صدور قانون بذلك في سنة 2003.
وكان محافظ بنك الكويت المركزي السابق الشيخ سالم عبد العزيز الصباح قال في 2011 في مقابلة مع رويترز ان السوق الكويتية وصلت الى مرحلة التشبع بالنسبة لعدد البنوك الاسلامية «في هذه المرحلة».
ورغم وجود خمسة بنوك اسلامية في الكويت الا أن سوق الانشطة المصرفية الاسلامية يعاني من افتقاد التوازن بين بيت التمويل الكويتي الذي أنشئ في سنة 1977 والذي يقول خبراء انه احتكر السوق المصرفية الاسلامية لمدة ربع قرن وبنوك أخرى اما حديثة وإما لا تمتلك الخبرة أو الكوادر البشرية الكافية للمنافسة الحقيقية في القطاع المصرفي الاسلامي.
وقال رئيس اتحاد البنوك السابق عبد المجيد الشطي «البنوك الاسلامية كان يمكن أن تتطور بشكل افضل لو كانت هناك منافسة... بيت التمويل لمدة 25 عاما يحتكر العمل المصرفي الاسلامي في الكويت».
وقال مدير مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية ناصر النفيسي ان بنك بوبيان كانت بدايته متعثرة مع المالك الرئيسي السابق وهو شركة دار الاستثمار، مؤكدا أن سيطرة البنك الوطني بما لديه من خبرات وكوادر عليه أدت الى «انتشال البنك ووضعه في موضع ريادي للصيرفة الاسلامية».
وعزز البنك الوطني من سيطرته على بنك بوبيان الاسلامي في سنة 2009 بشرائه حصة من الهيئة العامة للاستثمار الصندوق السيادي للكويت نسبتها 13.2 في المئة مقابل 84.7 مليون دينار ثم زاد حصته تدريجيا الى أن وصل حاليا الى 47.29 في المئة.
وقال الشطي ان البنك الوطني «قام بعمل جبار» لانقاذ بنك بوبيان من تعثره بعد سيطرته على الحصة الرئيسية فيه.
وقال عضو مجلس ادارة بنك الكويت الدولي الاسلامي الدكتور حيدر الجمعة ان البنك الوطني قدم خبراته وكوادره لبنك بوبيان وهو ما أدى لارتفاع سعر سهم البنك الاسلامي من نحو 320 فلسا عند ابرام الصفقة الاولى في 2009 الى أن وصل حاليا 620 فلسا.
واضاف الشطي ان عملية الاستحواذ الجديدة ستعزز من استقرار بنك بوبيان وستعطيه دعما كبيرا للحصول على حصة أكبر في السوق المحلي.
وقال الشطي «بوبيان سيستفيد من انتشار الوطني اقليميا كما سيستفيد بوبيان من القنوات التسويقية للبنك الوطني».
وقال الجمعة ان البنك الوطني لديه عملاء كثيرون من الصناديق الاسلامية وهم يرغبون في التعامل مع البنك الوطني وفق صيغ اسلامية وهذا ما يوفره لهم استحواذه على بنك بوبيان.
وقال تقرير مركز الشال للاستشارات الاقتصادية الخميس الماضي ان استحواذ أكبر بنك تقليدي على بنك اسلامي يحقق هدفين الاول هو الاستثمار في سوق الخدمات الاسلامية الذي حقق معدلات نمو أعلى من نمو الطلب على التقليدية في العقود الاخيرة والثاني هو تعظيم الافادة من الشراكة محليا وبالانتشار المشترك حول العالم بأكبر الخبرات وبأقل التكاليف.
وتوقع الجمعة أن تبلغ حصة بنك بوبيان 25 في المئة من سوق العملاء في السوق المصرفي الاسلامي في الكويت خلال فترة وجيزة من استحواذ البنك الوطني عليه.
وقال النفيسي ان تقديم العرض لجميع المساهمين يأتي التزاما بقانون هيئة أسواق المال وتعليمات الهيئة مرجحا أن يكون البنك الوطني راغبا في استثمار ما لديه من سيولة في هذا الاستثمار.
وتفرض اللائحة التنفيذية لقانون هيئة أسواق المال على من يرغب في امتلاك 30 في المئة أو أكثر من أي شركة مدرجة تقديم عرض مشترك وبنفس الشروط والاسعار لجميع المساهمين.
وأوضح الجمعة أن سعي البنك الوطني لهذه الصفقة الجديدة جاء لان الصفقة الاولى كانت مربحة بالنسبة له كما ان استحواذه على بنك بوبيان هو بديل جيد لانشاء بنك اسلامي جديد.
وأكد الجمعة أن اتمام الصفقة سيؤدي لتنوع الخدمات لعملاء البنوك الاسلامية في الكويت «لانه لم يعد هناك سيطرة احادية في البنوك الاسلامية.. لقد اصبحت بنوكا متنوعة وخدمات متنوعة».
وقال الشطي «المنافسة ستكون لصالح الاقتصاد الوطني وكذلك لصالح الزبائن».
وقال النفيسي ان الاستحواذ سيكون «جيدا وممتازا للبنك الوطني وللصيرفة الاسلامية وللاقتصاد الكويتي».