23/09/2012
"البنوان" أسعد "زين" بلغة الأرقام المليارية
قبل 12 عاما توقف قطار اسعد البنوان نائبا لرئيس مجلس ادارة "زين", كانت حينئذ شركة اتصالات تقدم خدماتها في الكويت ل¯600 ألف عميل, والآن حين وقف البنوان امام الجمعية العمومية لمجموعة "زين" كشف بلغة الارقام ان عملاء "زين" تجاوزوا 40.2 مليون حسب بيانات .2011
منذ استهل مسيرته العملية في الشركة الكويتية للاستثمار "الكويتية للتجارة والمقاولات سابقا" كنائب اول, الى استطلاع "السياسة" الذي ضم نحو 100 شخصية اقتصادية ورجال اعمال ومصارف وخبراء محايدين, حيث حلت "زين" اولا وبفارق كبير عن بقية الشركات والمصارف باعتبارها الشركة التي تمكنت من تجاوز تداعيات الازمة المالية العالمية.
بين التاريخين تبرز حقيقتان مهمتان ارتبطتا بمشوار البنوان, الاولى: ان لغة الارقام لا تكذب ولا تتجمل, والثانية: ان ما يسطره قطار التاريخ يظل افضل معيار لتقويم الاداء.
في الحقيقة الاولى من حق البنوان ومعه الرئيس التنفيذي للمجموعة نبيل بن سلامة, وبقية فريق الادارة يتقدمهم رئيس "زين" الكويت عمر العمر, التباهي بلغة الارقام لتتحدث الاخيرة من نفسها عن سجل الانجازات, وتتوقف احيانا عند تداعيات فرضتها الازمة المالية العالمية لتبرز كيف قاد "البنوان" فريق العمل لتجاوز التداعيات من خلال رؤية واضحة كشف جانبا من معالمها حين وضع "وصفة" متكاملة لعلاج ازمة "الشركات الاستثمارية".
في لغة الارقام كان الانجاز الاول والمنعطف الاهم في مسيرة "زين" حين فاجأت العالم في 2005 -ووقتها كان البنوان ممسكا بدفة قيادة المجموعة كرئيس مجلس ادارة- بشراء شركة "سلتل" الهولندية التي كانت تملك وتدير 15 رخصة وسط وجنوب وسط القارة الافريقية.
وبلغة الارقام ايضا دلفت "زين" الى العالمية, ووضعتها شركات قياس العلامات التجارية في الصدارة بالشرق الاوسط, اما القيمة السوقية فقد ارتفعت الى نحو 30 مليار دولار لشركة تأسست بمرسوم اميري في 22 يونيو 1983 برأسمال 25 مليون دينار كويتي.
ولأن لغة الارقام لا تتجمل ابى البنوان الا ان ينتقل بالمجموعة -حين يتناول بياناتها- الى لغة المليارات بدلا من الملايين, ويعد رقم 10.7 مليار دولار احد انجازاته حين ابرم تحت قيادة الوالد والمعلم الراحل ناصر الخرافي واحدة من اكبر صفقات قطاع الاتصالات بالعالم, بضخ المبلغ في شرايين السوق المحلي المتعطش للسيولة, وليحصد ثمرة اداء "زين" في القارة السمراء.
في لغة المليار وقف امام العمومية (مارس 2012) واشار الى 5 ارقام رئيسية تعكس حقيقة العملاق الذي زين بعلمه وعلامته اجواء 22 دولة حول العالم. في العمومية قال البنوان مؤكدا لغة المليار:
1.033 مليار دولار ارباح صافية عن .2011
2.653 مليار دولار ارباح استثنائية عن 2010 من بيع الاصول الافريقية.
4.791 مليار دولار ايرادات العمليات التشغيلية للمجموعة في .2011
4.719 مليار دولار ايرادات تشغيلية في .2010
7.925 مليار دولار اجمالي حقوق المساهمين نهاية ,2011 وبهذا الرقم المهم اسعد "البنوان" مساهمي "زين" لأنه القول الفصل في الاداء.
وان كان اسعد البنوان يلجأ دوما للغة الارقام تاركا دلالاتها لمن يتحدث عن "زين", فإن الحقيقة الثانية التي تسكنه والتي تقول "ان ما يسطره قطار التاريخ يظل افضل معيار لتقويم الاداء", فقد كرس مفهومها واكد مدلولها دون ان ينطق, او يقف خلف ميكروفون ليتباهى, او صحيفة ليفخر بين سطورها, فحين ولدت "زين" في 1983 كان البنوان تخرج قبلها بعام حاملا بكالوريوس العلوم المالية والادارة من جامعة الكويت, وبدأ المسيرة بمحطة الكويتية للاستثمار نائبا اول, ثم نائبا للمدير العام في وفرة للاستثمار الدولي, ليتوقف قطار الخبرات والاصرار في واحدة من اهم الشركات الكويتية في تاريخ الاستثمار الكويتي وهي الاستثمارات الوطنية حتى شغل منصب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في ,1999 وبغض النظر عن مكانة الاستثمارات الوطنية كمؤسسة استثمارية مالية متكاملة, فإن ما تعلمه "البنوان" من عراب الاستثمار ومهندس الصفقات الناجحة بالكويت والشرق الاوسط المرحوم ناصر الخرافي كان ابرز ما اثر في مسيرته وزوده بالتحدي فتحدت "زين" الازمة المالية, وسلحه بالارادة فمضت في صفقة افريقيا, وكان طبيعيا حين سئل يوم رحيل المرحوم بإذن الله العم ناصر الخرافي ان يكتب البنوان "حزنا" لا "مجرد رثاء" وحسب قوله "العقل تعطل والتفكير اصيب بالشلل", كان له "الاب والمعلم" بدروس عدة ابرزها "الشفافية" و"الوضوح" والنجاح الذي يبتغي خدمة عامة لا ربحا ماديا, وخلص الى كون المرحوم "بلسما شافيا" لكل من حوله.
لم يكن من المنطقي ان يحصر البنوان خبراته وما تعلمه منذ تخرجه في 1982 في "زين" او "الاستثمارات الوطنية" او "اتحاد الشركات الاستثمارية" فقد امتد ليشمل كيانات اقتصادية بناء وتأسيسا ومهمة سواء في الكويت او الشرق الاوسط محتلا مكانا مرموقا.
أسعد البنوان الرياضي الذي رفعه اخلاصه لرئاسة مجلس ادارة نادي كاظمة مارس في حياته الاستثمارية القيام بدور رأس الحربة الذي سجل اهدافا عدة قيمت بلغة المليارات, وفي الوقت نفسه كان قائدا للمدافعين حين تصدى لأزمات وتداعيات فخرج منها مسلحا بالارقام, وهذا جل
ما قاله استطلاع "السياسة" المنشور اليوم... نعم لغة الارقام لا تكذب ولا تتجمل بل تدلل وتبرهن, ونعم دروس التاريخ تقدم معيارا لتقويم الاداء وها هي قدمت منذ 1982 وحتى الان ترقبا لنجاحات جديدة لرجل لا تغيب الابتسامة عن وجهه, لا يغلق هاتفه في وجه اصغر محرر فتميز ببساطة عكست تواضعه وزرعت محبته في وسط من عرفه عن قرب.
" مصطفى السلماوي"
نبيل بن سلام من "دايتون" إلى "زين"
يعد نبيل خلف بن سلامة من القيادات التنفيذية المؤثرة في قطاع الاتصالات فتاريخه الحافل ممتد ما بين وزارة المواصلات والعمل في القطاع الخاص ويعد بن سلامة الحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الالكترونية من جامعة دايتون اوهايو في الولايات المتحدة الاميركية من الكفاءات الوطنية التي تدرجت في وزارة المواصلات الى ان وصل في العام 2009 الى العمل على رأس هذه الوزارة كوزير للاتصالات والكهرباء والماء وذلك بعد ان شغل لفترة مناصب عدة اخرى كوكيل مساعد لقطاع الاتصالات للشبكة المحلية والدولية ووكيل مساعد لقطاع الاتصالات الدولية.
وفي العام 1997 كان لنبيل بن سلامة تجربة ناجحة في القطاع الخاص وذلك عندما تولى منصب المدير العام لشركة الوطنية للاتصالات والتي كانت حينها حديثة العهد كشركة نقال ثانية في الكويت كما انه شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة بوستا بلس للبريد والخدمات المساندة.
وفي فبراير من العام 2010 كان بن سلامة على موعد جديد للعمل في مؤسسات القطاع الخاص بعد ان غادر وزارة المواصلات وكانت هذه المرة مع مجموعة زين ليشغل منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة وحينها كانت امام بن سلامة تحديات كبيرة فالمجموعة كانت تتجه لتغيير ستراتيجيتها التشغيلية وتوجيه بوصلة عملياتها الى منطقة الشرق الاوسط حيث كانت تنتوي بيع اصوله الافريقية.
واستطاع بن سلامة وفريق عمله في الادارة التنفيذية ان يسجلوا نجاحا رائعا في ابرام هذه الصفقة الضخمة (10.7 مليار دولار) وبالرغم من ضخامة هذه الصفقة وما صاحبها من تعقيدات ناجمة عن تعدد الاطراف المعنية والجهات التنظيمية في 15 دولة افريقية الا انهم استطاعوا ان يديروها بشكل جيد وسريع وقد منحت اكثر من جهة عالمية متخصصة مجموعة زين "صفقة العام" عن بيع الاصول الافريقية.
مع مرور الوقت يتأكد لنا يوم بعد يوم صحة قرارنا الخاص بالاستفادة من استثماراتنا في القارة الافريقية عن طريق بيعها في الوقت المناسب كان هذا تصريح بن سلامة بعد نجاح صفقة افريقيا واليوم تركز مجموعة زين في ستراتيجيتها الجديدة على اسواقها الرئيسية في منطقة الشرق الاوسط.