عقارات الإمارات في عيون الغرب ملاذ اقتــــصادي آمن بإجماع المنافسين
التاريخ: 20 ديسمبر 2012
لا تغرب شمس يوم إلا ويلمع اسم الإمارات ودبي في صفحات وشاشات ومواقع وسائل إعلامية عالمية مرموقة بوصفهما التجربة الحضارية والإنسانية الأكثر تفرداً في الألفية الجديدة ومضرباً للأمثال وقدوة عن استحقاق لما يجب أن تكون عليه الدول.
ويجمع خبراء دوليون يرأسون مؤسسات وشركات شهيرة متخصصة بمراقبة الاستثمار العقاري عالمياً على أن عقارات الإمارات نجحت في 2012 في التحول من مجرد (مأوى) أو (مكان للعيش) إلى ملاذ آمن، في عالم يعيش لأول مرة في التاريخ الإنساني صراعات وقلاقل وفوضى يصعب تخيل نتائجها أو نهايتها.
وأضافوا بأن عقارات دبي نجحت في نيل مراتب في صدارة التنافس المحتدم مع مدن وعواصم عدة للفوز بالمشتري الطموح لشراء منزل للعيش أو للاستثمار أو ثالث لقضاء العطلات أو الاستثمار.
ويضيف أولئك بأن عقارات دبي وأبوظبي باتت نداً متفوقاً في مناح عدة لعقارات أسواق عريقة كفرنسا وبريطانيا فهي الأولى في تفضيلات المستثمرين على عقارات في مدن عدة تتوزع على الصين وسنغافورة وسويسرا وإيطاليا في حين شملت قائمة المدن التي يفضلها المشتري دبي وأبوظبي ومن ثم جنيف ولندن واسطنبول وشانغهاي وروما وكولاردو وفلورنس وكوالالمبور وسدني وموناكو ومومباي.
وضوح
قالت ماجدة علي راشد رئيس مركز تشجيع الاستثمار الذراع الاستثمارية لدائرة اراضي وأملاك دبي إن عقارات الإمارة أثبتت هويتها كقناة استثمارية طويلة المدى وتمتلك مقومات التنافس مع باقي الاستثمارات وأوضحت بالمقارنة بين بعض نتائج الاستثمارات الأخرى مع الاستثمار العقاري نجد على سبيل المثال بأن قيمة عائدات تأجير العقارات توازي ثلاثة أو اربعة أضعاف عائدات الودائع في بعض البنوك والمصارف.
وأوضحت أن سعر الفائدة على الودائع ثابتة الأجل لمدة ستة أشهر يبلغ 2.1 بالمائة في أحد البنوك في حين يبلغ العائد على الإيجارات ما بين 6 و11 بالمائة في العديد من مناطق دبي. لافتة إلى أن حجم العائد على الاستثمار العقاري بشقيه (البيع والإيجار) كبير مقارنة مع غالبية دول العالم. لذا ليس غريباً ذلك الإقبال الواسع من المستثمرين العالميين على عقارات الإمارات عموماً ودبي على وجه التحديد.
واشارت إلى أن المشهد العقاري صار أكثر وضوحا في السوق العقاري عام 2012 واستقرت حركة التصحيح السعري عند 3% وهي النسبة ذاتها التي سجلتها عواصم عالمية عريقة في مقدمتها باريس الفرنسية وشانغهاي الصينية لكنها اختفت من السوق اليوم وتحديداً في 2012 إذ بدأ مؤشر الأسعار بالتصاعد لكن بمستويات لا تبعث على القلق.
وتصف رئيسة مركز تشجيع الاستثمار استقرار أسعار العقارات في الإمارة وصعودها الهادئ بأمر مفرح في سوق صعدت فيه الأسعار بنحو 300% قبل سنوات على يد المضاربين. وترى أن الدائرة تعمل على جعل العرض والطلب المعيار الحقيقي لزيادة أو تراجع الأسعار بيعاً أو تأجيرا وبما يعكس متانة السوق العقاري وبداية رحلته المتوخاة لإضفاء الجاذبية الاستثمارية في مناخاته. وقالت إن الدائرة بذلت جهوداً كبيرة خلال العامين الماضيين في السوق تخطيطاً وتنظيماً وتشجيعاً والسوق اليوم يقطف ثمار مبادرات الدائرة بكل إداراتها ومؤسساتها العاملة بفاعلية في السوق.
وتشترك في تلك النظرة الإيجابية شركة الاستشارات العقارية "كلاتونز"، على لسان رون هنشي مدير الخدمات الاحترافية لديها بتوقعه استمرار العقارات ذات الجودة والمكانة المميزة في تحقيق عائدات جيدة على حساب المناطق السكنية الأحدث. كما تتوقع الشركة أن يواصل سوق العقارات السكنية تحقيق الأرباح مع توافر المزيد من خيارات تمويل الرهن بأسعار منافسة.
وأشار هنشي إلى بدء المستثمرين بالعودة إلى قطاع العقارات، ليس لمجرد اعتقادهم بأن أسعار عقاراتهم ستتضاعف خلال أشهر معدودة، بل لأنهم مكتفون بعائدات التأجير الثابتة والمنافسة على المستوى العالمي.
شعبية متزايدة
تقول مؤسسة بحثية عالمية إن شعبية الإمارات تتزايد لدى أثرياء دول أفريقيا وآسيا الراغبين بشراء عقارات فاخرة. واشارت في دراسة حديثة إلى أن تغير اتجاهات بوصلة اهتمام أثرياء العالم نحو عقارات الإمارات عموماً ودبي على وجه خاص لم يكن على ما هو عليه في تسعينات القرن الماضي.
وأوضح تقرير مؤسسة نايت فرانك الدولية التي ترصد حركة أسعار العقارات الفاخرة على مستوى العالم أن التطور الاقتصادي والقفزات التنموية الهائلة التي شهدتها الإمارات جعلت من سوقها العقاري فاكهة مغرية للأثرياء والميسورين من مختلف الجنسيات.
وطبقاً للتقرير فقد جاءت العقارات الفاخرة في الإمارات في المرتبة الرابعة بعد بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في سلم اختيارات أثرياء قارة أفريقيا وآسيا للمواقع الأكثر تفضيلاً لشراء منازل لأغراض الاستثمار أو قضاء العطلات.
اتجاهات
يرسم كريغ بلمب رئيس قسم الأبحاث في شركة جونز لانغ لاسال الشرق الأوسط اتجاها آخر للاستثمار العقاري في المنطقة عموماً والإمارات على وجه التحديد وسماه "منازل حقيقية لأناس حقيقيين" ويقول إن 60% من المساكن واغلبها فاخرة كانت هدفاً للمضاربين خلال السنوات التي أعقبت الطفرة العقارية في دبي.
ويضيف إلا أن السوق أعاد ترتيب أولوياته وطبيعة محركات أسعاره منذ عام 2010 وحتى 2012 متوجهاً لتلبية احتياج المستخدمين النهائيين المتزايد في الفئة الوسطى من القطاع العقاري الإماراتي. هذا يمثل تطورا مهما لصناعة التطوير العقاري، كون الأولويات تتحول من التركيز السابق على مستثمري الفئة الفاخرة باتجاه الغالبية من المستخدمين النهائيين.
وأشار إلى أن زمام سوق العقارات خلال 2012 كان في أيدي المستخدم النهائي وليس المضاربين فضلاً عن تحوله نحو متوسطي الدخل ولم ينس بلمب التأكيد على أن هذا الاتجاه لا يقتصر على دبي وحدها، بل يمتد إلى أبوظبي والبحرين وباقي أنحاء المنطقة.
إنفاق حكومي
أشار إندي وايت مدير فعاليات معرض الخمسة الكبار إلى أن مراقبة قطاع الإنشاءات تظهر على نحو صريح توجهات القطاع الخاص وإلى أي نوع من العقارات سنستقبلها في الأعوام المقبلة ومن تستهدف فضلاً عن مراقبة التوجهات الحكومية في الإنفاق على مشروعات البنية التحتية التي تساهم في زيادة قيمة تلك المشروعات العقارية.
ويرى وايت ان قطاع العقارات يرمي ثقله على تقديم منتجات وصفها بالإبداعية تخدم توجهات المنطقة لجهة تنفيذ مشاريع عقارية مستدامة. وقال ان من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على أنشطة البناء والتشييد 75 مليار دولار (276 مليار درهم) خلال 2012 في الإمارات. لافتاً إلى أن حصة دبي من تلك الكعكة الإنشائية تقترب من 40% منها وبما يعادل نحو 110 مليارات درهم.
وأشار وايت إلى أن هذا العام الأكثر تحدياً حتى الآن، ففي حين أن اقتصادات منطقة الشرق الأوسط والاقتصادات الآسيوية تتمتع بقوة وصلابة، فإن الوضع الاقتصادي في أوروبا يزيد من قتامة المشهد العقاري في أسواق لطالما تمتعت بجاذبية للمستثمرين العقاريين.
ركيزة
وصف ووتر مولمان، مدير معرض سيتي سكيب غلوبال في نسخته الـ11 السوق العقاري المحلي بأنه ركيزة أساسية في اقتصاد الإمارات وأضاف أن منطقة الخليج عموماً والإمارات على وجه التحديد تعافتا من الأزمة الاقتصادية التي أثرت بسوق العقار بشكل مباشر في 2008، وهذا واضح جدا من خلال الأرقام الأخيرة. مؤكدا على أن العقارات تعد من أعمدة الاقتصاد القوية في الدولة.
واستعان مولمان بأحدث التقارير في مجال العقارات لافتاً إلى توقيع عقود تبلغ قيمتها أكثر من 57.8 مليار دولار في عام 2011 لمشاريع سكنية، وتجارية وسياحية. لكنها في ظل المعطيات والبيانات المتاحة ارتفعت بنسبة 13 بالمئة لتصل الى ما يعادل 65.5 مليار دولار بحلول نهاية 2012.
الاستثمار الخارجي
وبينما يبحث الأجنبي عن عقار في الإمارات فإن الإماراتي هو الآخر يبحث عن عقار يحقق غرضين الأول سياحي والثاني استثماري. ويقول تيم ميرفي، الرئيس التنفيذي لشركة آي بي غلوبال التي تدير استثمارات عقارية بمليار دولار، إن استثمارات المواطنين العقارية خارج الدولة سجلت نمواً بنحو 14% خلال الربع الأول من العام 2012، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
يضيف ميرفي أن نصف تلك المشتريات توجهت إلى ثلاث وجهات رئيسية ضمت لندن وكوالالمبور ونيويورك. لكنه شدد على أن الاستثمارات العقارية للإماراتيين والخليجيين في تركيا شهدت منذ بداية العام الماضي وحتى نهاية الربع الأول من العام الحالي نمواً متواصلاً بسبب الزيادة الكبيرة في حركة السياحة وقيام السلطات التركية بتسهيل إجراءات التملك العقاري للأجانب.
وأجرت بعض التعديلات خلال العام الجاري في القوانين، خاصة فيما يتعلق بشراء العقارات من جانب الجنسيات الأجنبية في تركيا، بعد أن كان لا يُسمح في السابق بشراء الجنسيات الأجنبية للوحدات العقارية في اسطنبول.
أسواق تقليدية
لكن ميرفي لم ينس الإشارة إلى اهتمام المستثمرين العقاريين بالسوق العقاري في لندن ولا يزال كبيرا، حيث تتصدر المدينة الوجهات الاستثمارية المفضلة بعد الإمارات على اعتبارها ملاذاً آمناً لرؤوس الأموال خاصة بعد تعثر الاستثمار في دول أخرى بالمنطقة، والتي تأثرت بحالة عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في أسواق المنطقة.
وأوضح، أن الازمة المالية العالمية دفعت المستثمرين العقاريين إلى مراجعة حساباتهم وتبني منهج متأن ومدروس بعناية قبل اتخاذ قرار الاستثمار في أي عقار كان لتجنب الأخطاء الماضية ودرء مخاطر الأزمات المستقبلية.
تنامي الفرص
يرى آلان روبرتسون، الرئيس التنفيذي لــ"جونز لانغ لاسال" مؤشرات قوية على تنامي الفرص الاستثمارية في السوق العقاري، وأوضح ان العوائد المجزية للأنشطة الاقتصادية الكامنة في القناة الاستثمارية العقارية تتركز في العقارات المكتملة ذات الجودة المميزة، والتي تتمتع بخدمات صيانة متنافسة مع باقي المشروعات.
وأشار روبرتسون في تصريحات لـ"البيان" ان على المستثمرين عدم الاستهانة بحجم الفرص الاستثمارية الكامنة في نشاط ادارة المجمعات والعقارات السكنية والتجارية، مؤكداً بأنها قناة استثمارية تدر أرباحاً جيدة لو أُحسن استغلالها.
مواصفات
يؤكد مات جرين رئيس قسم بحوث واستشارات الإمارات في "سي بي آر إي" الشرق الأوسط أن هناك العديد من الإيجابيات التي يمكن أن تؤخذ من النمو الاقتصادي والسكاني القوي الذي حصل خلال العام الماضي في دبي، مما يعكس تحسناً في بيئة الأعمال. ويمكن القول إن حجم التحديات التي كانت تترصد مستقبل العقارات قبل عامين ليس بالحجم ذاته في الوقت الراهن إذ تراجعت كثيراً في ظل البدء بامتصاص العرض الفائض.
وتوقع جرين استمرار ما أسماه "الهجرة إلى الجودة" التي من شأنها الحفاظ على مستوى إيجارات العقارات الرئيسية في المواقع الأكثر جاذبية، ولكن في المقابل قد لا يتغير المشهد كثيراً في سوق المكاتب الثانوية وسط ارتفاع معدلات الشواغر، والمنافسة القوية على استقطاب المستأجرين.
وأوضح أن أسعار الإيجارات الرئيسية ظلت مستقرة في المناطق التجارية المركزية في دبي ولكن المنافسة المحتدة الحاصلة ستدفع بالملاك إلى اعتماد استراتيجيات تأجير أكثر شدة عن طريق تقديم فترات تأجير مجانية أطول لجذب المستأجرين.
أما ظروف سوق المكاتب خارج المناطق التجارية المركزية فلا تزال تواجه ضغوطاً وتحدياً سيستمر حتى العام المقبل، خاصة مع توقع دخول عدد كبير من المساحات المقرر الانتهاء منها إلى السوق. وسوف يتركز الجزء الأكبر من التسليم في المواقع الثانوية مثل الخليج التجاري، ومجمع دبي للاستثمار، وأبراج بحيرات جميرا.
دوافع
قال ليم بيلي رئيس قسم البحوث المشروعات السكنية في مؤشر نايت فرانك البريطاني العالمي إن الأثرياء يبحثون الخيارات المتاحة أمامهم، وفي مقدمتها شراء العقارات واستثمار ثرواتها، لكن مجموعة من الأسباب يمكن أن تشكل ثلاثية تتحكم بقراراتهم النهائية وفي مقدمتها أن يكون العقار في بلد آمن ومستقر سياسياً واقتصادياً.
وأضاف أن مقارنة العقارات في الأسواق الناشئة لم تكن قادرة على منافسة نظيراتها في الأسواق التقليدية العريقة بسبب نمط الحياة في الدول المتقدمة ومزايا التعليم والرعاية الصحية لكن الصورة اليوم تبدلت لصالح عقارات الأسواق الصاعدة لاسيما وأن الأسواق العريقة تقع تحت طائلة الأزمات الاقتصادية وخطط التقشف واحتمالات الغرق في استحقاقات الديون السيادية وتحديداً في منطقة اليورو، ما يزيد تنافسية الأسواق الناشئة.
وتتمتع دولة الإمارات التي تتوسط ثلاث قارات هي آسيا وأوروبا وأفريقيا، بمجموعة هائلة من المميزات أبرزها ترسيخها لمكانتها العالمية كملاذ آمن للمستثمرين والمناخ الاستثماري المتفوق بحزمة من التسهيلات غير المسبوقة فضلاً عن البنية التحتية الأكثر تطوراً على المستوى العالمي وتوفيرها أسلوب حياة متفردا للقاطنين فيها وفي مقدمتها الأمن والأمان.
من جهته يقول أندرو فيليبس مدير المبيعات بشركة هامبتنز انترناشونال في لندن في تصريحات لـ(البيان) إن حجم الطلب على عقارات المملكة المتحدة في تزايد مستمر خلافاً لما ذكره زميله أندرو لانغتون، رئيس مجلس إدارة شركة أيلزفورد الدولية للعقار الذي قال أخيراً ان سوق العقارات الأوروبي ومن ضمنه اللندني يعيش أزمة ولن يتعافى قبل 5 سنوات.
لكن فيليبس ولانغتون يتفقان على أن المستثمرين العرب عموماً والإماراتيين خصوصاً يتواجدون بقوة في السوق العقاري البريطاني منذ سبعينات القرن الماضي. ويقول لانغتون ان المستثمر العربي عموماً لا يبيع مقتنياته العقارية في المملكة المتحدة.
وهو ما أيدته لويز هيوليت المسؤولة عن القطاع الإسكاني الفاخر في لندن التي ذكرت أن بعض المستثمرين العرب يمتلكون بعض أجمل عقارات المدينة ولا يفكرون ببيعها رغم صدور دراسات أكيدة تتحدث عن توجه لزيادة في الأسعار تتراوح ما بين 11% و13% خلال السنوات الثلاث المقبلة.
استدامة
قالت لورا فارنهام، نائب رئيس التقنيات والخدمات في قسم تعزيز كفاءة المباني التابع لـ"جونسون كونترولز" إحدى الشركات العالمية في تعزيز كفاءة المباني والتي تبلغ قيمة أعمالها 40 مليار دولار والمدرجة في قائمة "فورتشن 100"، "يلتزم قادة دولة الإمارات العربية المتحدة ببناء مستقبل أكثر استدامة وكفاءة على صعيد الطاقة، وهم مدركون لأهمية إدارة المباني كأحد أبرز العناصر المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف.
وابرزها تعزيز أداء مبانيهم وترشيد استهلاك الطاقة دون التفريط بمعايير الراحة العالية". وهذا بحد ذاته ميزة كبرى على باقي العقارات العالمية. ومن العوامل الأخرى التي ينبغي على المستثمرين أخذها بالاعتبار الظروف الضريبية المواتية في الإمارات، إذ لا تفرض ضرائب على الإيجارات كما لا تفرض ضرائب على المكاسب المتحققة على رأس المال في حال بيع العقارات.
أسباب الإقبال
يقول نيراج ماسند مدير العمليات في هامبتنز انترناشونال الشرق الأوسط وأفريقيا"، إن عوامل عدة تقف وراء تجلي الأداء القوي الذي تحققه عقارات دبي المعروفة وفي مقدمتها مرسى دبي وأوضح تلك العوامل تتركز في عنصرين رئيسيين أولهما متانة ركائز القطاع العقاري في دبي ونموه المستمر؛ أما العامل الثاني فهو توجه أعداد كبيرة من المهنيين الشباب والعائلات نحو شراء العقارات السكنية ضمن مجمعات متكاملة تضمن لهم مجموعة شاملة من المرافق العصرية التي تلبي احتياجاتهم على كافة المستويات.
واضاف بأن إحصاءات 7 أشهر من 2012 أظهرت ازدياد الاستفسارات عن الشقق السكنية، للاستئجار أو الشراء، في دبي بدرجة كبيرة. وكان النمو الأكبر والأكثر وضوحاً هو في عدد العملاء الراغبين بالاستئجار، والذي بلغ 425%، مما يعتبر مؤشراً قوياً عن الاهتمام الاستثنائي الذي يحظى به "مرسى دبي" في المدينة.
وقال المحاضر غريغ ليندساي المتخصص باعطاء نظرة مستقبلية عن المدن الحديثة إن دبي سحرت العالم بتجربتها وتحدث عن الثمار التي تلوح في أفق الإمارة بعد اعتمادها للاستدامة العقارية على كل الأصعدة وقال إن دبي تنتبه جيداً إلى تناقص الموارد العالمية وتدهور البيئة بشكل كبير على مستوى العالم وهو ما جعلها تتعامل مع القرن الجديد بجدية لإثارة تساؤلات حول معايير الصحة والحياة في مدن المستقبل.
وأضاف ليندسي أن (مدننا وبلداتنا تحولت في القرن الماضي وبشكل كبير من نسيج يتميز بالكفاءة إلى ضواح منخفضة الكثافة مترامية الأطراف. وهذا التحول لم يؤثر بشكل سلبي على الموئل الطبيعي في المناطق فقط لكن أيضا ساهم في استنفاد حيوية وتنوع مناطقنا الحضرية التقليدية).
5 محركات
نضج سوق العقارات في الإمارات وتطور بشكل مستمر. ويعود ذلك إلى نقاط قوة أساسية و5 عوامل بارزة تحركه مثل الخدمات والتجارة والسياحة والنقل واللوجستيات. ومن ناحية القيم الرأسمالية واتجاهات الإيجار يظل المنتج العقاري جيد الجودة جذابًا ولاسيما في الأسواق اللوجستية والسكنية. ومع الالتزام المتواصل بتطوير بنيتها التحتية ستظل الإمارات جذابة للمستثمرين في جميع أنحاء المنطقة.
1- البنية التحتية: تتمتع الإمارات ببنية تحتية متطورة ومضيها في مشروعات مستقبلية يجعلها في مقدمة دول المنطقة وواحدة من أبرز الدول في الإنفاق على مستوى العالم مما يزيد من استثماراتها ويحفز لديها النمو وسيكون عاملاً أساسيًا لمواصلة الانتعاش والذي يستفيد منه القطاع العقاري أكثر من غيره.
2- تكامل اقتصادي: تحفز قوة التلاحم المتزايد بين الإمارات أكبر صور التكامل الاقتصادي في جميع أنحاء الدولة وقد أدى ذلك إلى مزيد من الاستقرار الاقتصادي وزيادة الوظائف وهو ما يدعم سوق العقارات بالإمارات.
3- مخاطر وأرباح : هناك اهتمام متزايد للمستثمرين في أسواق العقارات إلا أن نقص سمات مستويات الاستثمار في الأسعار الواقعية سيظل عائقًا أمام نشاط المعاملات. وهذا يعكس اتجاهًا دوليًا بين المستثمرين الذين ينشدون قدرًا أقل من المخاطر ومعدلاً أكبر للأرباح مما أدى إلى تدفقات رأس المال إلى مختلف الأنشطة الاقتصادية في الدولة وفي مقدمتها السوق العقاري.
4 - الصناعات الخفيفة: في عام 2012 كان قطاع الصناعات الخفيفة / اللوجستيات هو أفضل قطاع عامل في سوق العقارات بالإمارات داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويتوقع من الإمارات أن تصبح الموقع المفضل لشركات اللوجستيات وهو اتجاه تم تعزيزه بدرجة أكبر من خلال إعادة تركيز الدولة وزيادة الاستثمارات في التجارة والمواصلات.
5- استقرار الأسعار: في عام 2012 ترسخ استقرار العقارات وبدأت رحلة صعود موضوعية وظهرت ملامح عودة للعقارات الفخمة التي كانت القاسم المشترك للمشروعات السابقة.
تحولات خريطة الأسعار وسوق الرهن
لم تكن القفزات الهائلة في أسعار العقارات بدبي بحدود 300% ما بين 2004 و2008 مصدراً لسعادة إمارة دبي ولا للسلطات المختصة التي رأت في تداعيات الأزمة المالية العالمية عام 2009 فرصة نموذجية ينبغي اقتناصها لتنظيم السوق.
وتحويل مساره إلى مزيد من النضج والشفافية لضمان كبح جماح الصعود الصاروخي للقيم الرأسمالية للعقارات والوصول إلى محركات حقيقية للأسعار وتدعيم مناخ التنافسية والجاذبية في السوق الذي طاله الضرر بسبب تضخم الأسعار. وأصدرت السلطات العليا حزمة تشريعات رسخت الإطار القانوني للتعاملات العقارية واقصت المضاربين خارج السوق وفتحت الباب على مصراعه أمام حركة تصحيح أثلجت صدور المستثمر (المستخدم النهائي).
وحصد السوق العقاري في 2012 ثمارا غالية لحملات اراضي دبي في توفيرها المزيد من الحماية للمستثمرين وباتت قائمة المستثمرين من ملاك العقارات تضم أكثر من 120 جنسية. كما تغيرت سوق الرهن العقاري في دبي تحديداً بوصفها أقوى محركات السوق العقاري وأصبح المضاربون خارج أسوار السوق وصفقاته الساخنة. فقبيل الأزمة العالمية كانت البنوك تبرم 380 عملية تمويل شهرياً وانهارت إلى 40 عملية تمويل متشددة عام 2009 لتعاود النمو عند 170 عملية اقراض عقاري شهرياً خلال 2011 و2012.