خبراء لـ «النهار»: يتحيز لقطاع معين ويتغاضى عن باقي القطاعات
«كويت - 15» مؤشر «خمس نجوم» بين مؤيد ومعارض
يوسف لازم
اختلف الخبراء والمتداولون لفترة طويلة حول آلية موحدة لتقييم مؤشر «كويت 15» القياسي بين رأيين الأول مؤيد لوجوده كخطوة ايجابية تجمع خلاصة الأسهم القيادية سواء للمجاميع أو البنوك في سوق الكويت للأوراق المالية كمحفز موضوعي للاختيار وحساب مستوى الأداء العام للأسهم يومياً وفصلياً وسنوياً ، أما الاتجاه المعارض فيتبناه بعض الخبراء رجحوا ان وحدة قياس المؤشر الجديد غير دقيقة، كما انها تخدم قطاعا واحدا فقط ، ما وضع جميع الأطراف المتعاملة داخل البورصة في حيرة حول انتقائه في عملية قياس مستوى أداء الشركات واذا ما كان يقوم بهذه العملية على أساس المؤشر السعري ام ان معدلاته القياسية تميل لـ «الوزني» أكثر .
قاعة التداول
وحسماً لهذا الجدل استطلعت «النهار» رأي رواد قاعة التداول في البورصة بطريقة العينات متسائلين اذا ما كان مؤشر «كويت 15» يعكس تداولات السوق الفعلية ومستوى أدائه الحقيقي ام لا .، وقد تبين ان 70 في المئة يرون ان المؤشر يعكس أداء السوق موضحين نظريتهم في ذلك بان الشركات التي لديها اداء تشغيلي عال مقابل العائد على حقوق المساهمين وسعر حقيقي وموضوعي ، تدخل ضمن مؤشر «كويت 15»، ومن خلاله تتضح أمامها حركة الاستثمارات على المدى الطويل وهي عادة ما تكون استثمارات آمنة قادمة من أداة محترفة في اشارة للصناديق .
وعلى العكس تماماً رأى 30 في المئة من المتداولين أن المؤشر الجديد لا يعكس حركة السوق مطلقاً حيث انه يرتكز على 15 شركة في مقدمتها ثمانية بنوك ، مقابل اجمالي ضخم من الشركات المدرجة والبالغ عددها 214 شركة ، موضحين انه اذا حصل أي انهيار مفاجئ لمؤشرات السوق سواء من خلال عوامل داخل الكويت أو قادمة من الخارج بحكم الأزمات، فلن يكون لـ «كويت 15» دور في حماية مؤشرات البورصة بما لا يعكس أي نظرة استثمارية للشركات.
مراجعة دقيقة
وربما ما تقوم به ادارة السوق من مراجعة دقيقة لأداء المؤشر بالأخص «الرئيس» مرتين في العام الواحد بهدف اعادة تقييم وضع المدرجين لدى احتساب المؤشر وفقا للمعايير المعتمدة، والتي قد تقضي نتائجها بطبيعة الحال إلى دخول شركات جديدة ضمن هذا المؤشر وخروج أخرى ، حيث ان مؤشر «كويت 15» يعد معيارا للسيولة الداخلة والتي تعكس القيمة السوقية للشركة المدرجة حيث يتم احتساب الأوزان النسبية للشركات المدرجة في السوق وفقاً السيولة وعلى أساسها، ليتم اختيار أول 50 شركة منها، ومن ثم يتم تصنيفها وفقا للقيمة السوقية ، ويُنتقى الـ 15 شركة الأولى في مرحلة لاحقة لتدخل في حساب هذا المؤشر .
تداعيات أخرى
وقد تبدو ثمة تداعيات أخرى مرتبطة بتقييم عضو القياس الجديد على شاشة التداول ، تدفع البعض في أحيان كثيرة للنظر إلى «كويت 15» بعين الاعتبار والأهمية كونه يعكس أداء السوق بصورة صحيحة وبالتالي يعطي قراءة صادقة لأداء الاقتصاد الكلي، الأمر الذي يسهم في ترسيخ قواعد الشفافية التي يسعى السوق لتكريسها ، بما يمكن المستثمرين من مختلف الشائح والأوزان من اتخاذ قرارهم الاستثماري وفق قواعد سليمة بعيدة عن التكهنات وممارسات التحليل .
المعايير القياسية
وفي هذا الإطار ، أكد خبير أسواق المال محمد الثامر لـ «النهار » ان مؤشر «الكويت -15» متخصص في الأسهم الكبيرة فقط ولا يمكن استخدامه لقياس أداء السوق بشكل عام، كما أنه لا يمكن استخدامه كأداة يمكن توقع اتجاه السوق من خلالها، وربما يرجع ذلك لتحيزه لقطاع بعينه دون القطاعات الأخرى ، موضحاً انه ومن خلال المتغيرات التي تطرأ على السوق بين فترة واخرى يظهر ان البنوك تكون ثابته في ادائها داخل المعايير القياسية لمؤشر «كويت 15» ، ولذلك فهو لا يصلح لقياس توجهات المستثمرين او توقع رؤاهم وتحركاتهم في تنفيذ العمليات بالبيع أو الشراء وكذلك الحال بالنسبة لقياس مخاطر الاستثمار او تحديد العائد أو حتى توزيع الأصول.
كما اشار الثامرالى انه يجب ان يتوافق المؤشر مع الهدف الاستثماري للمستثمرين فلا يجوز ان يستخدم مستثمر يتبع سياسة استثمارية معينة، مؤشر لا يعكس منظورا واضحا وهو الأمر الذي ينطبق بالتبعية على «كويت 15»، مدللاً على ذلك بعدم جواز تقييم الشركات المتوافقة مع الشريعة من حيث الأصل في مقابل أداء مؤشر مكوناته تشتمل على شركات غير اسلامية، كما لا يجوز ان يقيم مستثمر يرغب في الاستثمار في أسهم البنوك فقط أداؤه مقابل مؤشر يحتوى على أسهم يجمع بين البنوك وشركات التأمين.
التغير اليومي
ورأى الثامر ان تحيز مؤشر «كويت- 15» تجاه الأسهم الدينارية، يمثل احد العيوب الأساسية التي تشوبه، خصوصا انه موجه إلى الشركات ذات التغير اليومي الكبير، حيث ان المؤشرات السعرية يكون أداؤها مدفوعاً بالأداء السعري للشركات أكثر من القيمة السوقية، ما يعني ان الأوراق المالية ذات الأداء الأفضل بغض النظر عن قيمتها السوقية وحجمها تشهد ارتفاعاً في أوزانها من خلال هذا المؤشر ، في حين تنخفض الأوزان الخاصة بالأسهم ذات الأداء السيئ ، ولذلك قد يستخدم هذا المؤشر في التوقع بأداء السوق.
وأشار الثامر الى ان من عيوب «كويت 15» ان الأوراق المالية ذات التغير الأعلى في السعر يكون لها وزن أكبر في المؤشر، أي ان الشركات التي تحقق ارتفاعاً أكبر في أسعارها تستحوذ وتشهد رواجاً ، بغض النظر عن قيمتها السوقية وحجمها ، وهنا يجب معالجة الأمر كي يحقق التوازن في تصنيف الشركات من حيث الحركة والأداء ، لافتاً إلى أن «كويت 15» يميل تجاه الشركات ذات التغير اليومي الكبير في السعر عبر احتساب مجموع أسعار الشركات التي يغطيها وكذلك نسبتها ، مقارنة بمجموع الأسعار وبذلك تتناسب أوزان الشركات مع القيمة السعرية للأسهم والتغير الذي يحدث فيها مقارنة بتاريخ الأساس .
تحديد الأوزان
إلى ذلك، ركز الثامر على ضرورة استيفاء «كويت 15» للشروط التي أسس من أجلها تأسيساً على قياس حالة السوق ككل، وعلى ذلك ينبغي ان يتضمن أسهماً لمنشآت في كل قطاع من القطاعات المكونة للاقتصاد الوطني دون تميز، مشيراً إلى أهمية تحديد أوزان الشركات داخله بشكل واضح وسليم يعكس وزن الشركة وتأثيرها الحقيقي في السوق، وكذلك قدرة المستثمر على الاستثمار بسهولة بنفس نسب وأوزان الأسهم الممثلة حيث ان وجود أسهم ذات اوزان مرتفعة تعاني من انخفاض كبير في نسبة السيولة يؤدي الى فشل المؤشر كأداة دقيقة لقياس وتقيم الأداء.
من جهته ، قال المحلل المالي فهد الصقر ان مؤشر «كويت 15» لا فائدة منه، ولا أحد يعرف إذا ما كان يحسب كمؤشر سعري ام وزني من حيث الشركات التي تدرج من خلاله، موضحاً ان الهدف من انشاء المؤشر غير واضح ، وكان يجب على النظام الجديد أن يقوم بايجاد مقياس أكثر دقة لأداء السوق بعد ان عانت بيئة التداول فيه من عيوب لا حصر لها.
كما أشار الصقر إلى أن السوق يعاني من نفس العيوب التي شابت المؤشرين السعري والوزني، إلا ان هدف انشاء مؤشر يقيس أداء الشركات القيادية لم يغير حال البورصة، مبيناً أنه اذا كان الهدف من المؤشر قياس أداء الشركات القيادية فقط فلا يوجد به أي مشاكل، غير ان المؤشرات الثلاثة غير كافية نحو تطوير السوق الباقي على حالته، رغم الدعم الكبير والجهد الواضح من هيئة أسواق المال وصولاً لأكبر قدر ممكن من الشفافية.
الأسهم القيادية
وأوضح الصقر ان المؤشرات «السعري والوزني وكويت 15» ثلاثة في كفة واحدة لا يوجد بينهم أي فارق في تطوير نظام السوق، خصوصا ان المؤشر الجديد يتم من خلاله فقط تحديد 15 شركة من بينهم ثمانية بنوك بنسبة تفوق 53 في المئة، مشيراً إلى أن المؤشر الجديد مرجح بالقيمة الرأسمالية ويهدف لقياس أداء الأسهم القيادية فقط وبالتالي لا يمثل أداة للقياس العام، مشدداً على ضرورة الاهتمام بتوسيع نطاق المؤشرات وتحديد آلية مفهومة لقراءتها بما يعكس مستوى الأداء أمام المتداولين .
عمليات التطوير
في الجانب الثالث ، رأى المتداولون في سوق الكويت للاوراق المالية أن مؤشر كويت 15 يعتبر نقطة تطور لمؤشرات السوق، ربما لا يكون بالقدر الكافي من التطور عبر ما يلاحظونه مقارنة بالأسواق المجاورة، غير أنه وفي كل الأحوال نقطة تحتسب في عمليات التطوير التي تسير بورصة تجاهها، وذلك بهدف قياس الأداء الحقيقي واعتماده من قبل مديري الصناديق والمحافظ الاستثمارية لاحتساب العائد على الاستثمار وأدواته ، ومن خلال تحركاته سيتم معرفة توجه اختيار الصناديق الاستثمارية للأسهم القيادية ذات الأداء والوضع المالي الجيد والسيولة المقبولة بعيداً عن الأسهم الرخيصة «مصدر المضاربة» بعد أن أخذت نصيبها من الأزمة المالية بهبوط أسعار أسهم كثيرة للحد الأدنى.
وأفادوا أن الحاجة أصبحت ملحة لمزيد من المؤشرات تشابه المؤشرات المماثلة في أسواق الأسهم الخليجية الأكثر تطوراً، مبينين أن سوق الكويت خسر اكثر من 70 في المئة من حجم المؤشر السعري من اندلاع الازمة المالية في عام 2008 التي استنزفت الجميع وهبطت بالأسعار لمستويات متدنية ، ومن ثم ظهرت الحاجة لمؤشر دقيق يرصد حالة السوق على طبيعتها دون تحسينات أو استنتاجات .