القروض المصرفية ترتفع %4 في أول 8 أشهر من 2012
الائتمان يعود للانتعاش بعد عامين من الانكماش
مارون بدران
بعد الانكماش الذي أصاب النمو الائتماني في العامين الماضيين وسبب مشاكل للدورة الاقتصادية في القطاع الخاص، عادت القروض المصرفية للانتعاش هذا العام، مركِّزة بشكل خاص على القطاعات الانتاجية، ومبتعدة عن قطاعي العقار والاستثمار ذوي المخاطر المرتفعة.
فقد أظهرت بيانات بنك الكويت المركزي الصادرة أمس أن إجمالي الإقراض المقدم من قبل البنوك المحلية قد سجل نموا بنسبة %4 في أول 8 اشهر من العام، مقابل %0.4 نمو الائتمان في كامل عام 2010 و%1.6 لكامل عام 2011.
ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو في زخمه هذا العام، نظرا الى التوجه الحكومي لتفعيل محفظتي الأسهم والعقار الوطنيتين وتعزيز الإصلاحات الاقتصادية العامة. وكان لافتا ارتفاع اقراض القطاعات الانتاجية، حيث نمت التسهيلات الائتمانية المقدمة إلى قطاع التجارة أكثر من %10، في حين ارتفع التمويل الصناعي %6.1 حتى نهاية اغسطس الماضي. وقد استمرت التسهيلات المقدمة للأفراد (استهلاكية واسكانية) على نموها القوي، حيث ارتفعت %7.7 في 8 أشهر.
ويبدو أن تأجيل إطلاق مشاريع خطة التنمية قد أضر بالائتمان المتجه إلى قطاع البناء، حيث انكمش إجمالي قروضه %0.5 هذا العام.
وتعليقا على هذه البيانات، أشار مصرفيون إلى بعض التفاؤل الذي بدأ يظهر في القطاع المصرفي المحلي، على الرغم من قساوة المخصصات التي يتم تجنيبها مقابل القروض المتعثرة. وقد دعا هؤلاء إلى تفعيل خطة التنمية لعودة مياه التمويل بقوة إلى مجاريها، لما للإقراض من اهمية للدورة الاقتصادية العامة.
من جهة ثانية, أصدر وزير التجارة والصناعة أنس الصالح أمس قرارا بالغاء تراخيص 101 شركة تجارية بسبب تأخرها في تقديم بياناتها المالية لعدة سنوات سابقة ولعدم تجديدها تراخيصها التجارية. وكانت الوزارة قد شطبت في مرحلة أولى 143 ترخيصا، ليرتفع العدد الاجمالي إلى 244 شركة.
عاد الائتمان المصرفي للانتعاش بعد عامين من الانكماش، حيث ارتفع إجمالي حجم القروض %4 في أول 8 أشهر من هذا العام، بعد تسجيله نموا منخفضا في عامي 2010 و2011 بلغ %0.4 و%1.6 على التوالي. ويعود هذا الانتعاش الائتماني بمجمله إلى زيادة التسهيلات المالية الممنوحة للأفراد وللقطاعات الانتاجية.
ووفق بيانات بنك الكويت المركزي الصادرة أمس، نما حجم القروض الممنوحة من قبل البنوك المحلية نحو %0.9 في شهر اغسطس الماضي، ليرتفع الاجمالي %4 منذ بداية العام، أي 1.03 مليار دينار، حتى يصل الاجمالي إلى 26.6 مليار دينار كما في نهاية اغسطس.
إقراض القطاعات
وقد شهد التمويل المقدم لقطاع التجارة أكبر قفزة هذا العام مقارنة مع بقية القطاعات، حيث ارتفع أكثر من %10 في 8 أشهر ليبلغ الاجمالي 2.5 مليار دينار. تليه التسهيلات المقدمة للأفراد والمستمرة في النمو طوال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث سجلت ارتفاعا بنسبة %7.7 منذ بداية العام، ليبلغ إجماليها 9.6 مليارات دينار كما في نهاية اغسطس. وكان لافتا ضمن قروض الافراد عودة النمو للتمويل المخصص لشراء الأوراق المالية، حيث ارتفع هذا النوع من الائتمان %3.2 منذ بداية 2012، ووصل إجماليه إلى 2.7 مليار دينار.
إلى ذلك، شهد التمويل المقدم لقطاع الصناعة نموا بنسبة %6.1 في 8 أشهر ليبلغ حجمه الاجمالي 1.8 مليار دينار. ويلاحظ من خلال بيانات «المركزي» أن البنوك المحلية مستمرة في تخفيض حجم انكشافها على قطاعي العقار وشركات الاستثمار، مركزا الأزمة المالية المحلية. وقد نمت القروض العقارية (بخلاف القروض الاسكانية المقدمة للأفراد) %1.9 فقط منذ بداية العام إلى 6.8 مليارات دينار، في حين تقلص إجمالي التمويل المقدم للمؤسسات المالية غير المصرفية %11.7 إلى 2.1 مليار دينار كما في نهاية اغسطس الماضي. وبموازاة النمو الطفيف للقروض العقارية، تراجعت التسهيلات المقدمة لقطاع البناء %0.5 هذا العام إلى 1.6 مليار دينار.
ويفيد مصرفيون بأن الانتعاش الائتماني هذا العام يبشر بالخير على الرغم من المشاكل الكثيرة التي يواجهها القطاع المصرفي المحلي، وأبرزها حجم القروض المتعثرة وانخفاض قيم الرهونات والسعي لتغطيتها بالمخصصات.
ودائع ومطالبات
أما على صعيد الودائع، فقد استمر حجمها الاجمالي بالنمو، حيث أظهرت بيانات «المركزي» ارتفاع الايداعات %1.5 في شهر اغسطس وحده، أو %7.5 منذ بداية العام إلى 32.8 مليار دينار. وقد بلغت ودائع الجهات الحكومية في البنوك المحلية رقما قياسيا جديدا، حيث ارتفعت %3.8 في اغسطس أو 21.7 % في 8 أشهر إلى 5.3 مليارات دينار. واستمرت ودائع القطاع الخاص في النمو ليبلغ إجماليها 27.4 مليار دينار في اغسطس الماضي مرتفعة %4.3 أو 1.1 مليار دينار منذ بداية العام.
وبالنسبة لمطالبات البنوك لدى «المركزي»، فقد تراجع حجمها في اغسطس للشهر الرابع على التوالي ليبلغ 4.2 مليارات دينار. لكنها ما زالت مرتفعة بنسبة %16.7 منذ بداية العام. وهذا التراجع يعكس هو أيضا حجم السيولة التي وجدت طريقها نحو قنوات التمويل.
من جهة أخرى، ذكرت النشرة الشهرية لإدارة البحوث الاقتصادية في البنك المركزي التي نشرتها وكالة كونا أمس، ان صافي الموجودات الاجنبية للبنوك المحلية ارتفع في شهر اغسطس %9.9 ليبلغ 5.8 مليارات دينار. وقالت ان ودائع غير المقيمين بالدينار الكويتي انخفضت %5.1 لتصل الى 2.7 مليار دينار، في حين ارتفعت هذه الودائع بالعملات الاجنبية بنسبة %8، حيث بلغت 2.1 مليار دينار، بينما انخفض متوسط اسعار الفائدة على سندات الخزينة لمدة عام الى %1. وأشارت الى ان متوسط سعر صرف الدولار الاميركي ارتفع في شهر اغسطس %0.3 مقارنة بالشهر السابق، ليبلغ متوسط سعر صرفه نحو 281.78 فلسا للدولار.
تاريخ النشر: 01/10/2012