الغنيم كشفت في مقابلة مع «cnbc عربية» الدور الذي قامت به الشركة في الصفقة
«جلوبل»: عدنا من باب «بهارتي»
كشفت رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب في بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) مها الغنيم تفاصيل ولادة صفقة بيع زين افريقيا إلى شركة بهارتي ايرتل والدور الذي لعبته جلوبل فيها.
وقالت الغنيم في مقابلة مع قناة «cnbc عربية» إن «دور جلوبل مع زين بدأ منذ سنوات حيث اعرب بعض المساهمين الرئيسيين عن رغبتهم في بيع حصصهم في الشركة وقد اكتسبت هذه الرغبة في البيع أهمية مع بداية الشعور بتداعيات الازمة المالية العالمية وقد تبلورت لدى جلوبل وجهة نظر تقول بأن بيع زين افريقيا خيار جيد للمساهمين الرئيسيين ولحملة الاسهم».
وأضافت الغنيم «من خلال علاقة جلوبل مع اطراف مختلفة في الهند وعلى رأسهم رئيس مجموعة بهارتي سونيل ميتال، وجدت جلوبل مصلحة مشتركة للطرفين البائع والمشتري.
• فبالنسبة للبائع، كانت ادارة زين افريقيا تمثل ضغوطا نظرا لتفرعها الكبير فهي تضم اكثر من خمس عشرة دولة تتعدد فيها تشريعات الاتصالات بالاضافة الي تذبذب سعر العملة والحاجة إلى تفرغ ومجهود جبار لادارة هذه العمليات وجاءت الازمة المالية لتدفع الجميع إلى التركيز على الاسواق الرئيسية ولذلك كان القرار الصائب هو البيع.
• اما بالنسبة لبهارتي، فقد وجدت أن الاستحواذ على زين افريقيا هي مسألة ذات جدوى كبيرة خصوصاً بعد أن باءت بالفشل محاولاتها السابقة للدخول الي السوق الافريقي من خلال شركة أم تي أن حيث يمثل فرصة لها للتوسع والخروج باعمالها وخدماتها من السوق الهندي الشديد التنافسية.
وقالت الغنيم ان هذه المعطيات جعلت جلوبل تجد مكانا بين طرفين واحد يجد في عملية البيع مصلحة استراتيجية طويلة الامد وقصيرة الامد وآخر له نفس المصلحة الاستراتيجية في الاستحواذ وهذا ما سهل مجريات الصفقة.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت جلوبل هي التي اقترحت على بهارتي الدخول في صفقة شراء زين أفريقيا اجابت الغنيم «بالطبع، فبهارتي كانت تتابع بشكل دوري ما يحدث في زين خصوصاً بعد فشل عمليتها مع ام تي ان، حيث اصبحت زين هي البديل الطبيعي والرئيسي».
وعن طبيعة الدور الذي لعبته «جلوبل» بعد ان نجحت في الجمع بين الطرفين البائع والمشتري قالت رئيسة مجلس إدارة بيت الاستثمار العالمي: «إن دور جلوبل كان يتمثل في تسهيل وتنسيق المفاوضات بين الطرفين فبهارتي كانت بحاجة إلى مستشار اقليمي يعرف المنطقة ويمتلك الخبرة في الاستثمارات المصرفية ولدى جلوبل سجلها المعروف باعتبارها واحدة من الشركات الرائدة الاستثمارات المصرفية في المنطقة وبناء على علاقات جلوبل مع الطرفين كان من الطبيعي ان تكون وسيطاً في هذه الصفقة فنحن من سهّل اللقاء بين سونيل ميتال وبين الملاك الرئيسيين في زين وبعد الاجتماع الاول توالت الاجتماعات ثم بدأت المفاوضات تسير على قدم وساق».
وفي ردها على سؤال بشأن قصر فترة التفاوض وسرعة الانتهاء من الفحص النافي للجهالة قالت مها الغنيم ان زين شركة مدرجة والمعلومات عنها متوافرة بالاضافة الى ان العديد من البنوك العالمية كانت تتناول زين في ابحاثها وتحليلاتها وكانت تعلن معلومات تفصيلية عن عملياتها وامكاناتها وعوائدها وارباحها من افريقيا والسعودية وغيره كما ان الارقام التى يحتاجها اي مستثمر استراتيجي موجودة بالفعل.
وأضافت ان استعدادات «بهارتي» لإتمام صفقة شركة «ام تي ان» أسهم في انهاء المفاوضات بسرعة وكذلك ساعد دخول زين في مفاوضات بيع حصة منها في توفير المعلومات لدى معظم بنوك الاستثمار ولذلك كان الامر يتعلق بترتيب الصفقة ووضع اللمسات النهائية عليها اكثر من مناقشات حول القيمة ولذلك كان التحليل جزءا من العمل وليس بالشيء الغامض.
وعن تفاصيل تمويل الصفقة وعن البنوك التي ستدخل في عملية التمويل قالت مها الغنيم «إن بهارتي كانت تمتلك التمويل اللازم منذ الإعداد لصفقة (ام تي ان). فعملية التحول من (إم تي ان) الى (زين أفريقيا) لن تغير كثيرا في المعادلة، كما ان رئيس بهارتي لديه الكثير من العلاقات الاستراتيجية مع الكثير من البنوك وعلى رأسهم ستاندرد تشارترد بالاضافة إلى بنوك اخرى مثل باركليز وغيره وقد تم الاتفاق الان مع نحو 12 بنكا عالميا ستقدم التمويل اللازم لإتمام هذه الصفقة».
وحول استفادة جلوبل من تلك الصفقة قالت مها الغنيم «إن الأهمية المعنوية من تأثير وجود جلوبل فيها اكبر بكثير من العائد المادي لان وجودها يؤكد مجددا على دور جلوبل كشركة رائدة في مجال الاستثمارات المصرفية ليس فقط على مستوى المنطقة ولكن على مستوى العالم، حيث لفت النظر الى تواجد واسهام شركة محلية في انجاح واحدة من اكبر الصفقات العالمية في مجال صناعة الاتصالات وهذا مبعث اعتزاز وفخر لنا كوننا شركة كويتية وايضا نشكر عميلنا بهارتي الذي وثق في قدرات جلوبل كمستشار إقليمي رئيسي».
وعن توقعاتها بحدوث المزيد من هذه النوعية من الاستحواذات قالت مها الغنيم ان الوقت الحالي هو الأنسب لمثل هذه الصفقات فالظروف الحالية لا تدعو لتأسيس شركات جديدة بما تحمله من مخاطرة وبدلا من ذلك يتركز العمل الرئيسي للاستثمارات المصرفية على دمج المجهود وتقليل التكلفة لايجاد كيانات جديدة اقوى من كيانات متفرقة وأتوقع المزيد من الاندماجات والاستحواذات داخل السوق الكويتي وربما على مستوى المنطقة وان لم تكن بمثل حجم ومستوى صفقة زين افريقيا.