معلوماتي عن مساعد السعيدي أنه رجل يديه نظيفة ورايته بيضاء. وعندما قبل بمجلس إدارة الأبراج كان يفترض أن المطلوب هو الحل المنطقي والأسلم لإخراج الشركة من أزمتها وبناء عليه قام بتقديم خطة إعادة الهيكلة وجدولة الديون. رجل سيرته الذاتية تحكي قصص نجاح وهو موصوف بإتقاء الله قبل إتقاء البشر. ولا أعتقد بأن السعيدي كان يدرك بأنه داخل على جوقة من اللصوص والمنتفعين وتحالفات خبيثة تعمل في الليل والنهار وفي السر والعلانية على تدمير الشركة غير آبهين بإنعكاسات هذه السلوكيات على المساهمين والتي من المفترض أن تعتبر خيانة للإمانة.
أعتقد أنه يجب إنصاف مساعد السعيدي بشكره على جهوده ولا يمكننا إلا أن نوجه الأنظار الى بنك بوبيان الذي تقاعس في التعامل مع خطة الشركة بشكل جدي وعملي. ويجب أن لا ينسى بنك بوبيان والبنوك الأخرى بأنهم كثيرا ما تعرضوا لأزمات كادت تفلسهم مرارا وتكرارا. بأنهم لولا فضل الله وفضل الحكومة والبنك المركزي لكانوا إنقرضوا مع الديناصورات. ناهيك عن الأزمات الإقتصادية والإجتماعية التي خلقوها في البلد بتوريط الناس في قروض وديون تعادل عشرات أضعاف إيراداتهم. وعندما زجوا بالناس في السجون ولم يحصلوا أموالهم قاموا بالبكاء والنحيب حتى أنقذتهم الحكومة. واليوم نجدهم يتبجحون بالإنجازات الوهمية.
أحببت أن أسلط الضوء مساعد السعيدي وأمثاله من الشرفاء الذين نكره أن يذهب جهدهم وأمانتهم وإخلاصهم سدى.