القبس
07/11/2009
حوار مع الرئيس التنفيذي لإدارة الاستثمار في بيت التمويل الخليجي
بريتي: البنوك الإسلامية لم تكن بمنأى عن تداعيات الأزمة
قال الرئيس التنفيذي لادارة الاستثمار في بيت التمويل الخليجي تيد بريتي ان «تمويل خليج» سيسعى بعد استكمال مبادرة زيادة رأس المال، والتي تشمل عملية اكتتاب بمبلغ 100 مليون دولار كمرابحة قابلة للتحويل وبيع اصول غير اساسية، الى البحث عن مشاريع ذات قيمة طويلة الاجل عوضا عن ردود الفعل الخاصة بالمراحل الاقتصادية قصيرة الاجل، مؤكدا وجود الكثير من الاصول المتاحة باقل من قيمتها في اسواق الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب آسيا، وهو ما سيركز عليه «البيت» خلال الفترة المقبلة.
واوضح بريتي في حوار له مع «القبس» ان طرح «تمويل خليج» لعدد من المشاريع العام الماضي دفعة واحدة، كان لما لمسه من شهية مفتوحة من المستثمرين للافكار الاستثمارية الجديدة، وذلك حتى الربع الاخير من عام 2008، الا ان الوضع تغير فيما بعد، وهو ما جعلنا نركز على المشاريع القائمة، بدلا من طرح مشاريع ومبادرات وخدمات جديدة. واكد انه على الرغم من تجنب البنوك الاسلامية التعرض للاصول المتعثرة، الا ان اي مؤسسة لم تكن بمنأى عن تداعيات الازمة، مشيرا الى ضرورة تنويع «تمويل خليج» لانشطته بعد ان كان التركيز الاكبر على مشاريع البنية التحتية.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• ما الذي دفعك إلى الانضمام الى بيت التمويل الخليجي، بعد أن أمضيت معظم خبراتك المهنية بالعمل لدى مؤسسات مالية غربية؟
ــــ يعتبر بيت التمويل الخليجي مثلا واضحا على امكانات التطور في دول مجلس التعاون كأحد اللاعبين الاساسيين في القطاع المالي. كما يتمتع بسجل حافل من الانجازات على مدى السنوات العشر الماضية.
وتميزت أنشطته دوما بالأسس والدعامات التي تستند الى أحكام الشريعة الاسلامية، والابتكار، والقدرة على اتمام الصفقات، اضافة الى شبكة قوية ومترابطة من العلاقات المحلية، والخبرات التراكمية في الأسواق المحلية، وموظفين مهنيين محليين واقليميين. واني أرى الأمر على أنه فرصة للتميز الشخصي من خلال المشاركة برسم خارطة الطريق للمرحلة المقبلة في سعي البنك نحو تبوؤ مكانته كلاعب أساسي في المنطقة في قطاع الصيرفة الاسلامية على الصعيد العالمي.
• بعد الاعلان عن كم هائل من المشاريع تم الغاء البعض منها أو بقيت حبرا على ورق، هل لك أن تخبرنا عن موقفك بهذا الخصوص؟
ــــ اعتقد انه من الضروروي هنا ان اوضح شيئاً مهماً وهو أن بيت التمويل الخليجي سيستمر بادارة جميع مشاريعه القائمة ضمن اطار من الادارة الحكيمة. وبالرغم من التحديات الكبيرة التي أفرزتها الأزمة الاقتصادية العالمية، نبقى ملتزمين لاستخلاص القيمة من المشاريع في مصلحة المستثمرين. وسيتطلب ذلك قدرا من الصبر، الا أنه ينبغي البحث عن القيمة الطويلة الأجل عوضا عن ردود الفعل الخاصة بالمراحل الاقتصادية قصيرة الأجل.
• ما الأسس التي تستند اليها هذه المشاريع؟ وما المنهجية التي سيتبعها البنك لاستقطاب رؤوس الأموال؟
ــــ يتمتع بيت التمويل الخليجي دائما بنظرة ايجابية الى المستقبل. وقد جمع ما يزيد على مليار دولار أميركي خلال العقد الماضي لتمويل المشاريع، وذلك بفضل توليه الصدارة في مجال خلق الفرص لعملائه.
ومع عودة السيولة للسوق، والتي نرى بعض دلائلها في الوقت الراهن، سنتطلع إلى قنوات التوزيع والمنتجات الاستثمارية القائمة والمشاريع الاستثمارية الجديدة، وشبكة العلاقات القوية التي نملكها على المستوى العالمي وذلك من اجل ضمان توفير التمويل الذي نحتاج إليه.
هذا، ومن الطبيعي أن تتحسن ظروف الأسواق، وعندها سيتطلع المستثمرون إلى البنوك التي تتمتع بعلامة تجارية قوية وسجل من الابتكارات المتميزة والعوائد المستمرة.
• هل ترى أنه كان من المنطقي طرح «تمويل خليج» للكثير من المشاريع دفعة واحدة؟
ــــ سنسعى دوما إلى تلبية رغبات المستثمرين في خلق أفكار جديدة ومتطورة. وقد قام بيت التمويل الخليجي بطرح عدد من المبادرات العام الماضي إذ أن شهية المستثمرين كانت كبيرة للأفكار الاستثمارية الجديدة حتى الربع الأخير من عام 2008. لكن الأوضاع هذا العام تختلف بشكل كبير. فقد واجه المستثمرون حول العالم وقتا صعبة جدا، وهذا ما حدا بنا الى التركيز بشكل كبير على المشاريع القائمة بدلا من طرح مشاريع ومبادرات وخدمات جديدة.
• ما هي النقاط التي تأخذها على أنشطة بيت التمويل الخليجي خلال الفترة السابقة؟
ــــ تجنبت البنوك الإسلامية التعرض إلى الأصول المتعثرة التي أدت إلى تراجع وتهاوي بعض أكبر الشركات العالمية في القطاع المالي على المستوى العالمي، لكن لم تكن أي مؤسسة بمنأى عن هذه التداعيات التي عصفت بالقطاع المالي الأوسع. وأعتقد أن التنويع الحقيقي للأنشطة سيكون مفصليا لضمان استمرارية نمو وازدهار قطاع الخدمات المصرفية الإسلامية. وخلال الفترات السابقة، حقق بيت التمويل الخليجي 60% من العوائد بفضل المشاريع المتخصصة بالبنية التحتية، لكنه ورغم نجاح هذا المجال في تحقيق أهداف البنك والعملاء على مدار الفترة السابقة، يجب علينا التركيز على عدد من الأنشطة الأخرى لتحقيق هدفنا في تولي مركز الصدارة على الصعيد العالمي كبنك إسلامي استثماري.
• ما هي الخطوة القادمة بعد مبادرة زيادة رأس المال؟
ــــ بعد استكمال جميع العوامل والمتطلبات لعملية زيادة رأس المال، والتي ستشمل عملية اكتتاب ثانية مقترحة لمبلغ 100 مليون دولار أميركي كمرابحة قابلة للتحويل وبيع أصول غير أساسية لأنشطة البنك، سنعمل على تحليل والبحث في أفضل الطرق لاستثمار موارد البنك. ومن وجهة نظري كرئيس تنفيذي لوحدة إدارة الاستثمار، أرى ودون شك الكثير من الأصول المتاحة بأقل من قيمتها في الأسواق. وعلى الصعيد الإقليمي، نتوقع نموا جديدا في أسواق المال وقطاعات البنية التحتية والموارد، كما يتطلع بيت التمويل الخليجي الى لعب دور رائد ضمن هذه التوجهات، لكننا وفي نفس الوقت سنركز على الفرص التي تنشأ في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. لتصدر هذه التوجهات. إلى جانب ذلك، سنبحث باستمرار عن الفرص الناشئة في القطاعات التي نعمل بها حاليا، بالإضافة إلى الفرص الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا الأوسع والتي تتطلع في الوقت الحالي الى مرحلة جديدة من النمو