الأجواء السياسية تلامس الغليان وسط ترقب قرار حاسم وشيك... ورئيس الحكومة يجدد ثقته بالفريق البدر
أوساط برلمانية عقب لقائها المراجع العليا: "الحل" حُسم وإعلانه رهن بعض الترتيبات
استجواب هايف اليوم... والمجلس يلفظ أنفاسه الأخيرة
الخرافي يتخلى عن تفاؤله بمستقبل المجلس بعد دخول هايف على خط مستجوبي المحمد
مؤيدو إحالة رئيس "الإزالة" للنيابة يرتفعون إلى 20 نائبا... و"حبل استرضاء القواعد الانتخابية على الجرار"
"زعيم الاستجواب الثالث": تريثت كثيرا في تقديمه ولكن لم أجد من الحجي سوى الوعود
لم نطلب من سمو الرئيس بناء المسجد المزال على نفقته أو التبرع نيابة عمن يفسدون في الأرض
قويعان وبورمية بـ "الفم المليان": "عسى الله يزيل فريق الإزالة عنا"!
الراشد: استجواب هايف غير دستوري من الألف إلى الياء... والمهري يؤكد: لا قيمة لـ"استجواب الشينكو"
كتب - سالم الواوان وخالد الهاجري ورائد يوسف وعايد العنزي وهادي العجمي:
بعد اعلان النائب محمد هايف عن "الاستجواب الثالث" لرئيس الوزراء الذي بات جاهزا, وسيقدم ظهر اليوم رسميا الى الامانة العامة لمجلس الامة تحطمت كل امال التهدئة والحلول الوسط على صخور التشدد و"استجوابات مساجد الشينكو", وبات "الحل" وكأنه "قدر مقدور لا فكاك منه", لا ينتظر المجلس معه سوى "اعلان الوفاة" بعدما ماتت الحياة البرلمانية "اكلينيكيا ودماغيا", وتقاطر النواب لركوب سكة الانتخابات المقبلة..
مصادر برلمانية مقربة من رئيس مجلس الأمة بالانابة فهد اللميع الذي التقى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد امس نقلت عن اللميع قوله: ان "سمو الامير متضايق للغاية من مجلس الأمة, ويشك باستمرار وجود اغلبية نيابية مع رئيس الحكومة حتى النهاية".
وأكد مسؤول كبير أن "قرار الحل قد حسم بلا رجعة, لكن الاعلان عنه مازال رهن بعض الاجراءات والترتيبات", وقال انه ابلغ بقرار الحل على هامش لقاءاته مع مراجع عليا امس, مشيرا الى ان "تحدي النائب محمد هايف واصراره على احالة الفريق البدر الى النيابة عززا خيار الحل, وعجلا اصدار القرار الذي سيعلن عنه - على الارجح غدا أو بعد غد الاربعاء على ابعد تقدير.
وعلى صعيد تعاطي سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مع الاستجواب الجديد اكد مصدر رفيع ان "سموه طلب من المراجع العليا منحه مهلة للتفكير وتدارس الموقف حتى الثلاثاء الموافق 17 الجاري قبل اتخاذ اي قرار", مشيرا الى ان "سموه التقى امس رئيس فريق ازالة التعديات المقامة على املاك الدولة الفريق محمد البدر, وجدد الثقة به وبكل اعضاء اللجنة".
هذا الاجراء الاخير من قبل رئيس الوزراء اعتبره نواب تصعيدا من سموه ودفعا للأمور باتجاه التأزيم, وعلمت "السياسة" ان اكثر من 20 نائبا يؤيدون الان استجواب هايف بسبب ما وصفوها ب¯ "تجاوزات فريق الازالة" من جهة, و"الحرص على استرضاء قواعدهم الانتخابية" من جهة اخرى حتى وان كان البدر طبق القانون!
ومن مسقط حيث يشارك رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي في اعمال المؤتمر ال¯ 15 للاتحاد البرلماني العربي على رأس وفد نيابي نقل مصدر برلماني عن الخرافي انه "متشائم من الوضع الراهن على الرغم من انه كان متفائلا قبل دخول هايف على الخط".
وكان النائب محمد هايف قد أعلن في مؤتمر صحافي عقده امس انه سيقدم استجوابا لرئيس الوزراء ظهر اليوم "الاثنين", اذا لم يحل الفريق محمد البدر الى النيابة العامة بتهمة مخالفة القوانين", لافتا الى ان الاستجواب جاهز ويرتكز على محور "البدر وخروقاته القانونية".
وقال هايف: ان "مساجد الشبرات انشئت بموافقة ومباركة وزارة الاوقاف التي زودتها عن قناعة - بالائمة والمؤذنين والملاحظين وصرفت لهم مرتبات نظير عملهم", مشيرا الى ان "الاوقاف" و"البلدية" تبادلتا الكتب الرسمية التي تثبت ان مسجد الفنيطيس جرى هدمه من دون علمها.
هايف نفى أن يكون هدف استجوابه هو "التكسب الانتخابي", وقال "نحن لم نفتعل ازمة سياسية ولم نؤجج الشارع وقد تحدثت مع الوزير فيصل الحجي حول الموضوع ثلاث مرات قبل 15 يوما وطالبته بأن تجنبنا الحكومة هذه الازمة, وفي كل مرة كان يقول "خيرا ان شاء الله", ولم يحدث شيء. ووعد بمتابعة ملف الازالات وتجاوزات البدر "حتى وان حل مجلس الامة, فسيكون لنا الموقف نفسه في المجلس المقبل, وصولا الى احالة البدر الى النيابة".
وردا على سؤال حول مرونة رئيس الوزراء وقراره وقف الهدم واعادة بناء المسجد على نفقته الخاصة قال هايف "نحن لم نطلب من سموه ان يبني المسجد على نفقته الخاصة, فنحن دولة مؤسسات والمسجد تراثي انشئ منذ 30 أو 40 عاما, وليس مطلوبا التبرع نيابة عمن يفسدون في الأرض".
من جهة أخرى استمر الانقسام النيابي والشعبي الحاد حول قانونية احالة الفريق البدر للنيابة, فعلى صعيد الفريق المؤيد للنائب محمد هايف اكد النائب د. ضيف الله بورمية أن "الاستجواب حق دستوري, يملك وحده حق تقديمه في الوقت المناسب", معلنا عن اصطفافه مع هايف, وقال: ان "ما حدث من لجنة الازالة خطأ كبير وخطيئة بحق المجتمع المسلم", واذ اعتبر ان "البدر فعل ما لم يجرؤ احد على فعله, قال: ان "اي اعذار تقدمها الحكومة غير مقبولة", داعيا الى "اقالة البدر وحتى يكون عبرة لمن يأتي بعده" - على حد قوله.
في السياق ذاته طالب النائب حسين قويعان بوقف فريق الازالة واحالة البدر الى النيابة, متهما اللجنة باطلاق عبارات عنصرية لمربي الماشية من قبيل "خذوا اغنامكم واذهبوا للسعودية", وخاطب الفريق البدر قائلا: "ان اصحاب الماشية مواطنون ولهم حقوق رغما عن انفك, ورغما عن فريق الازالة, وحتى يتحقق هدفنا بتشكيل لجنة تحقيق لكشف الحقائق نقول بالفم المليان "عسى الله يزيل فريق الازالة عنا"..
وفي المقابل اكد النائب علي الراشد ان "استجواب هايف غير دستوري من الالف الى الياء", وقال: ان "من السهل التعامل معه اذا قدم", مشيرا الى ان ربط الاستجواب بمسألة احالة شخص معين الى النيابة امر بعيد عن الدستور.
وبين الراشد انه "لا تجوز ازالة المساجد المرخصة, اما غير المرخصة فلا تجوز الصلاة فيها اصلا لانها مقامة على ارض مغتصبة, معتبرا "ازالة مسجد الفنيطيس", امرا طبيعيا "خصوصا انه مسجد قديم انشئ بالقرب منه مسجد اخر جديد.
الى ذلك شدد وكيل المراجع الشيعية محمد المهري على ان "رئيس فريق الازالة الفريق محمد البدر يستحق التبجيل لازالته مساجد مخالفة", وقال: ان "استجواب الشينكو لا قيمة له, واعلموا ان الصلاة في هذه المساجد باطلة شرعا".