كتلتا "حدس" و"الشعبي" تتسابقان على تقديم الاستجواب في أي لحظة... والعين على المكاسب الانتخابية
مَنْ يظفر بـ "غنائم حرب" وضع الرئيس على المنصة؟
مكتب الحركة الدستورية يجتمع غداً لتعجيل الاستجواب... واختبار عسير لشراء المديونيات اليوم
غضب "عالٍ" من إصرار النواب على عرقلة "تعزيز الاقتصاد" دون تقديم تعديلات جادة على القانون
الدويلة يؤكد صحة معلومات "السياسة": نعم اقتراح شراء القروض ليس مدرجاً على جدول أعمال "التشريعية" اليوم
كتب - خالد الهاجري ورائد يوسف وعايد العنزي:
اعتبارا من اليوم يبدأ العد التنازلي في السباق المحموم الذي تخوضه الحركة الدستورية الاسلامية وكتلة العمل الشعبي على من يظفر اولا, وقبل الآخر بوضع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد على منصة الاستجواب في ظل مخاوف من ان تبادر احداهما او كلتاهما الى تقديم الاستجواب فعليا في اي لحظة لقطع الطريق على الاخرى وحرمانها من الورقة السياسية الاخطر في هذه المرحلة, وسط تأكيدات مصادر قريبة من "حدس" ان المكتب السياسي للحركة سيجتمع غدا الاثنين لدراسة استعجال تقديم الاستجواب وحسم الامر بشكل نهائي بهدف تبديد الشكوك في نوايا الحركة والحفاظ على ما تبقى لها من مصداقية.
وبينما تتجه الانظار اليوم صوب اجتماع لجنة الشؤون التشريعية والقانونية في مجلس الامة, التي ستكون على موعد مع "اختبار صعب وعسير" اسمه "شراء مديونيات المواطنين" اكد مصدر رفيع المستوى كان قد التقى امس "مراجع عليا" انه لمس لدى "المراجع" استياء بالغا من موقف النواب الذين هاجموا مشروع قانون تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي, من دون ان يكلفوا انفسهم عناء تقديم التعديلات التي يرونها على القانون, مشيرا الى ان هذا الاستياء بلغ اوجه في مواجهة النواب المنخرطين في الشأن الاقتصادي والقريبين منه, لاسيما النائب مرزوق الغانم الذي كال انتقادات عنيفة لمشروع المحافظ من دون ان يقدم بديلا تشريعيا مناسبا.
في غضون ذلك شنت اوساط نيابية هجوما عنيفا على لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في مجلس الامة متهمة اياها ب¯"التواطؤ" لتأخير مشروع قانون تعزيز الاستقرار المالي من خلال "اهمالها او تجاهلها" تحديد سقف زمني لاستقبال تعديلات النواب على القانون", وقالت: ان "اللجنة - بالمخالفة للائحة الداخلية للمجلس - لم تحدد موعدا نهائيا لاستلام التعديلات على القانون, وهو الامر الذي كان يجب معالجته لمنع تأخير القانون".
وفي ردها على هذا الهجوم اكدت مصادر في اللجنة المالية ان "الاعضاء سيكلفون رئيس اللجنة النائب عبدالواحد العوضي بالرد على الاتهامات التي ساقتها كتلة العمل الشعبي على لسان النائب مسلم البراك امس", مشيرة الى ان الاعضاء الذين ابدوا استياءهم العارم من البراك اكدوا اصرارهم على رفع تقرير اللجنة بشأن قانون "الاستقرار المالي" قبل جلسة 3 مارس المقبل, وشددوا على رفضهم القاطع "للضغوط التي يمارسها البعض من اجل التكسب الانتخابي الرخيص".
وفيما علَّق الكثيرون آمالا عريضة على اجتماع لجنة الشؤون التشريعية والقانونية في المجلس, اكد رئيس اللجنة النائب ناصر الدويلة صحة ما نشرته "السياسة" قبل ايام, واعلن في تصريح صحافي له امس ان "اقتراح شراء قروض المواطنين ليس مدرجا اصلا على جدول اعمال اللجنة خلال الاجتماع الذي سيعقد اليوم", مشيرا الى ان مجلس الامة لم يصدر قرارا بشأن اعطاء "المديونيات" الاولوية على مشروع تنظيم القضاء, ولا على المشاريع الاخرى الواردة في كتاب الرئيس جاسم الخرافي الى جميع اللجان البرلمانية للالتزام بالاولويات التي اقرها مكتب المجلس بحضور 40 نائبا.
واذ دعا الدويلة النائبين ضيف الله بورمية ومحمد هايف الى نشر اسماء النواب الذين وافقوا على فكرة شراء قروض المواطنين ليعرف الشعب الكويتي انه هو - الدويلة - وزميله النائب علي الهاجري كانا على رأس الموافقين وحث بورمية على التوقف عن اتهام اللجنة التشريعية بالتقصير اذا لم يكن يملك اغلبية كافية لتمرير القانون, لفت الى ان هناك وسائل قانونية واضحة وشفافة لتعديل جدول الاعمال لم يتبعها او يتقدم بها اي نائب بشكل رسمي حتى هذه اللحظة.
الدويلة استهجن ما وصفها ب¯"التمثيليات والمسرحيات" التي يقوم بها بعض النواب من المتاجرين بآلام الناس للضغط على رئيس اللجنة التشريعية وتحميله مسؤولية تأخير دراسة مشروع شراء القروض, وفيما اكد انه على رأس النواب المؤيدين للمشروع قال "لقد جربنا حظنا في المرة الاولى وعجزنا عن تحقيق الاغلبية, واليوم لم يتغير الوضع كثيرا فبدلا من ان تكون 26 نائبا قد يصل عددنا الى 32 نائبا, في حين ان المطلوب هو 33 صوتا لإقرار شراء المديونيات في المرة الاولى". اضاف "وفي حال اقر المشروع وقامت الحكومة برده الى المجلس مجددا فإننا سنكون بحاجة الى 43 صوتا في المرة الثانية", مؤكدا "اننا لا نملك هذا العدد".
في الاطار نفسه اوضحت مصادر برلمانية ان مناقشة مقترح "شراء القروض" خلال اجتماع اللجنة التشريعية اليوم رهن تصويت غالبية الاعضاء على فتح بند "ما يستجد من اعمال" اولا.
وقريبا من ذلك كشف مصدر نيابي في اللجنة التشريعية ان الاخيرة طالبت رئيس الحكومة بإبلاغ وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون مجلس الامة احمد باقر بأن "يضبط تصريحاته المتناقضة بشأن شراء مديونيات المواطنين وان يتوقف عن الاضرار بمشاعر الناس". وقال المصدر ل¯"السياسة": ان "اللجنة استغربت تراجع باقر عن "مجرد دراسة اي مقترح حول جدولة المديونيات" كونه امرا طبيعيا وواجبا دستوريا يلزم الحكومة دراسة اي مقترح يحال اليها, ومن حقها ابداء اي رأي بعد ذلك".
من جانبه طالب النائب د.ضيف الله بورمية النواب كافة - وخص بالذكر ممثلي التجمع الاسلامي السلفي - بالموافقة على مقترح "شراء المديونيات", مشيرا الى ان هذا القانون سيمنع البنوك من تحصيل فوائد ربوية. وقال بورمية في تصريح له امس: ان "القانون فرصة ذهبية لتطبيق شرع الله, فلا تفوتوا هذه الفرصة, كما انه - في الوقت ذاته - سيفرج كرب اكثر من 270 ألف مواطن, منهم 100 ألف مطاردون من المباحث".
بدوره حمل النائب د.محمد الهطلاني بشدة على مسلك الحكومة الرافض "شراء المديونيات", وقال في تصريح الى "السياسة": "لقد اعتدنا على تشدد الحكومة مع المقترحات الشعبية, وهي وإن بادرت بإيجابية في اقرار صندوق المعسرين, لكن هذا الحل ثبت فشله ولم يكن كافيا". اضاف "من جهتي لا اؤيد مقايضة المشروع الحكومي "لتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي" مقابل اقرار "جدولة المديونيات", لافتا الى ان "جدولة المديونيات" لا يحمل المال العام اي اعباء, واذا ارادت الحكومة تعديل بعض مواده فلا بأس, وليس لدينا مانع من الاستماع لهذه التعديلات, لكن نتمنى منها ان تلتفت لمعاناة عشرات الآلاف من المواطنين وان تشعرنا بهذا الاهتمام, بالقدر الذي اهتمت فيه بتعزيز الوضع الاقتصادي والمالي, وقدمت مشروعا لهذا الغرض".
وردا على سؤال حول توجهات بعض النواب والقوى السياسية الى تقديم استجواب الى الحكومة في حال اسقطت الاخيرة مشروع "جدولة المديونيات" قال الهطلاني: ان "هذا الموضوع سابق لأوانه, وبعد تصويت المجلس لكل حادث حديث, لكن انا مع اي استجواب يحقق المصلحة العامة بعيدا عن المزايدات والمصالح الخاصة لبعض النواب او الكتل".
من جهة اخرى اكد النائب عادل الصرعاوي انه يرفض "ان يكون تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين الكويت وفرنسا "باباً خلفياً" لتمرير عقد شركة (c.m.n) الفرنسية بشأن تقديم الدعم الفني واللوجستي للزوارق الدورية والقطع العائمة, موضحا انه سبق لديوان المحاسبة ان رفض هذا العقد واعاد اوراقه الى وزارة الدفاع لاستكمال النواقص.
وقال الصرعاوي في تصريح صحافي امس: ان "اصرار وزارة الدفاع على التعاقد مع هذه الشركة بالذات يثير علامة استفهام كبيرة, خصوصا ان هناك نزاعات قضائية مع الشركة, من بينها قضية العمولات الخاصة ببيع عدد من الزوارق للكويت.
واوضح الصرعاوي انه سبق له ان قدم سؤالا الى الوزير في 4 يونيو 2008 بشأن الموضوع, ولم تأته الاجابة حتى الآن, متمنيا على النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ان يمارس دوره الاصلاحي المعهود وان يتأكد من المخالفات المسجلة بحق الشركة, ويمنع اي محاولات لإعادة التعاقد معها".
اخيرا اعلن النائب مسلم البراك انه سيوجه الدعوة الى النواب خلال الايام القليلة المقبلة للاطلاع على حجم الاضرار التي لحقت بأهالي جليب الشيوخ اصحاب البيوت المثمنة بسبب تناقض قرارات "وزير المالية مصطفى الشمالي الذي يحرص على ايذاء اصحاب الدخل المحدود" - على حد قول النائب.
ودعا البراك في تصريح صحافي له امس الى الوقوف ضد قرارات وزير المالية "وزير التوهان والضياع" الذي لا يملك إلا الوقوف ضد ذوي الدخل المحدود فيما يقف عاجزا عن اتخاذ اي اجراءات ازاء كبار المتنفذين".