الاثنين 6/4/2009
«القبس» تلتقي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة
الرباح: دينار واحد لم يتآكل من رأسمال «استحواذ»
كتب محسن السيد:
اعتبر الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة استحواذ القابضة ضرار الرباح ان اقرار الحكومة لقانون الاستقرار المالي بمرسوم ضرورة جاء متأخرا، لكنه قال انها خطوة في الاتجاه الصحيح ينتظر ان تليها خطوات اجرائية أخرى، وأشار الرباح الى انه بعد البدء بتطبيق اللائحة التنفيذية للقانون ستتضح الصورة أمام شركات الاستثمار وغيرها في القطاعات الأخرى حول الضوابط المطلوبة منها للاستفادة من هذا القانون.
وأضاف الرباح في لقاء مع «القبس» ان الصورة الآن بالنسبة للشركات أصبحت أكثر وضوحا من ذي قبل، اذ حل التفاؤل محل عدم وضوح الرؤية خلال الفترة الماضية حينما كان القانون بين الشد والجذب السياسي، وساهم في حالة التفاؤل تلك الجهد الكبير للبنك المركزي في ايضاح الصورة واقناع البنوك بحلحلة موقفها السابق المتشدد تجاه منح الائتمان.
وقال الرباح: «نعتقد ان نسبة 20% زيادة في الائتمان خلال العام الجاري كما توقع محافظ البنك المركزي هي نسبة نمو ممتازة للسوق والشركات وهي كافية جدا لاعادة احياء وتنشيط دورة السوق الاقتصادية، نتمنى كما ساعد القانون البنوك ان تحرك البنوك نفسها لمساعدة بقية القطاعات وفق الاجراءات الاحترازية التي يتعين عليها أخذها في الاعتبار».
وتابع الرباح قائلا: «تضمن القانون حلولا متزنة واحترافية نرى انها الأكثر توفيقا بين حلول ومعالجات أخرى اتخذت على مستوى أسواق مجاورة، والميزة الأبرز في القانون انه عالج موضوع البنوك التي ستمنح الائتمان ثم شركات الاستثمار التي ستستفيد من الحلول المقدمة، كما انسحب الأمر على شركات أخرى في قطاعات عديدة».
معيار الملاءة
وحول معيار الملاءة يقول الرباح: «يتعين ان تتمتع الشركة المستفيدة من برنامج التمويل بملاءة مالية جيدة، ويحق للبنوك أن تأخذ بمعيار الملاءة قبل المنح، لكن ينبغي الأخذ بعين الاعتبار نوعية وجودة الأصول، هناك أصول مدرة ذات تدفقات نقدية مستقرة لكن قيمها انخفضت متأثرة بالظروف المالية العالمية الراهنة، وهي لا تزال تتميز بعائد جيد ومستقر يمكّن الشركة من الوفاء بالتزاماتها. فمثلا لا يمكن ان تعامل عقارات مدرة ذات تدفقات نقدية مستقرة بعقارات أخرى قيد الهدم مثلا، فالتدفقات النقدية جانب مهم للغاية في الحكم على معيار الملاءة المالية، في الوقت نفسه، لا يجب أن تكون البنوك تعجيزية في طلباتها وشروطها».
ومضى الرباح قائلا: نحن نقر بأحقية البنوك في الحصول على الضمانات، لكن يجب في ظل هذه الظروف ألا تطلب البنوك ضمانات بنسب 200% ، لابأس بنسبة ضمان 150%، على البنوك ألا تغفل أيضا عنصر الإدارة، فالإدارة الجيدة والمحترفة هي التي تحقق الملاءة المالية للشركة.
وأكد الرباح أن غياب الميزانيات وإيقاف الشركات عن التداول لا يتعين أن يكون عائقا في سريان برنامج التمويل. فليست كل الشركات متلاعبة أو تتعمد تأخير ميزانياتها بهدف التجميل، هناك نقاشات ساخنة وطلبات غير مسبوقة لمدققي الحسابات، تضطر الشركات، لا سيما الكبرى لتأجيل الإعلان عن ميزانياتها. ولو أن ادارة البورصة أعلنت من قبل عن تمديد المهلة لعملت الشركات والمدققون على هذا الأساس، ولما أوقفت شركات كثيرة عن التداول بعد انتهاء المهلة.
سعر السهم
وعلى صعيد شركة استحواذ القابضة، يرد الرباح على تساؤل حول تدهور سعر سهم الشركة ليصل إلى 25 فلسا فقط في السوق غير الرسمي، بما يتضارب تماما مع تصريح سابق له قبل نحو عام بأن من يبع سهم استحواذ فسيندم كثيرا، فيقول: هل كان بنك رويال أوف اسكتلند، حينما عرض 115 مليار دولار لشراء «أي بي ان آمرو» في 2007، يتوقع أن الأخير سيصارع من أجل البقاء؟ قبل الأزمة كانت القيمة السوقية لسيتي غروب تناهز 570 مليار دولار أصبحت الآن لا تتعدى 10 مليارات دولار. كانت أمامنا خطة واستراتيجية نمضي وفقها. كنا نعتقد أن هذه الخطة ستنعكس ايجابا على القيمة السوقية للشركة، ولم يكن في مقدورنا كما هي الحال حتى على مستوى كبريات المؤسسات العالمية التي دأبت على إعطاء النصح للآخرين، أن تتوقع بالضبط ماهية ما حدث وبالتالي تحتاط له.
وأضاف الرباح: كون الشركة تتداول في سوق غير رسمي وغير منظم، يجب ألا يكون ذلك مؤشرا دقيقا للحكم على سعر السهم، وبالتالي على كفاءة مؤشرات الشركة ومركزها المالي. لا يمكن الحكم على أداء شركة في حجم استحواذ من خلال التعامل في سوق الجت يحكمه الدلالون. السوق الرسمي هو المعيار الأدق نسبيا، وكون الشركة لم تدرج في السوق الرسمي بعد، فهذا يعود لظروف يعرفها الجميع. هناك خطورة على أي شركة تدرج الآن، تداولات السوق في الفترة الحالية لا تعكس القيم الحقيقية للشركات.
وقال الرباح: ليس ثمة ما يدعو لهذا الانزعاج، رأسمال الشركة موجود لم يتآكل دينار واحد منه، كل أصولنا ممتازة وقائمة، نحتاج فقط الصبر من المساهمين وأن تمر هذه السنة الكبيسة. قيم الأصول انخفضت على الجميع في الداخل والخارج، ولسنا مسؤولين عن هذا الانخفاض الذي لم يصب أصول الشركة منفردة. جانب من أصولنا في سوق الكويت للأوراق المالية التي تراجعت قيمتها بنحو 100 مليار دولار على الأقل منذ بداية العام الحالي، واستحواذ ليست استثناء بين الشركات التي توظف أصولا في سوق الأوراق المالية.
موجودات الشركة
وتابع الرباح: أقول رفقا في الحوار، رفقا في الانتقاد، الأموال قائمة في الموجودات، لا نصنع الصواريخ ولا القنابل النووية، منذ بداية عام 2006 دخلنا في استثمارات عديدة مصرفية واستثمارية وعقارية وصناعية داخل الكويت وخارجها، نحتفظ بحصة 4.7% من رأسمال بنك بوبيان، ونحو 7.5% من شركة أستون مارتن البريطانية المعروفة، ونحو 70% في شركة المدار للاستثمار، ونحتفظ بحصة تبلغ 30% من غروفنر هاوس في بريطانيا، ولدينا استثمارات عقارية في بعض أسواق دول مجلس التعاون، ليست لدينا استثمارات غير مجدية أو مخفية على أحد، هذه الاستثمارات شهدت تراجعا في قيمها نتيجة الظروف الحالية وهو أمر طبيعي.
وأشار الرباح إلى أن قيمة موجودات الشركة تخطت 400 مليون دينار وفق ميزانية 30 سبتمبر الماضي، نتوقع انخفاضا في حقوق مساهمينا وقيمة الموجودات عموما في نهاية ديسمبر الماضي نتيجة تراجع قيمة الأصول، بيد أننا في طور الانتهاء من إعداد البيانات المالية وسنعرضها كاملة وبشفافية على الجمعية العمومية وسيكون من حق أي مساهم الاستفسار كيفما شاء.
ولفت الرباح إلى أن الشركة تتوقع خسائر جلها غير محقق في نهاية 2008، شأن غالبية الشركات الكويتية التي أعلنت أكثر من 70% منها حتى الآن عن عدم توزيع أرباح.
وبين الرباح أن الشركة تمكنت خلال عام 2008 من الدخول كمساهم استراتيجي بنسبة 10% من رأسمال شركة عقارية بحرينية سيعلن عن تفاصيل هذا الاستثمار خلال الجمعية العمومية المقبلة، كما استحوذت الشركة على نسبة 21% من رأسمال شركة عقارية متخصصة في مصر، مشيرا إلى أن قيمة العمليتين بلغت 50 مليون دينار.
المحفظة الوطنية
من جهة أخرى، أشار الرباح إلى أن المحفظة الوطنية الاستثمارية لم تحقق الهدف منها، نظرا لتداخل أكثر من جهة حكومية فيها، لافتا إلى أنه كان من الأولى عدم انتظار التنسيق بين هذه الجهات الحكومية المتعددة ودخول الهيئة العامة للاستثمار عبر شراء 10% من رأسمال البنوك وشركات الاستثمار التي تراجعت قيمها السوقية بشكل كبير، على اعتبار أنه ليست هناك شركة قبل إدراجها إلا وهي مستحقة وتستحق الاستثمار فيها. وأكد أن هذا التدخل كان من شأنه أن يغير الصورة بشكل كبير ويرفع قيم الأصول على الأقل لمستوياتها الحقيقية بما يأتي بثماره على البنوك نفسها وشركات في قطاعات أخرى.
وأضاف قائلا: بعد أزمة المناخ ساهمت الهيئة العامة للاستثمار في رأسمال ما يقارب 200 شركة، مشيرا إلى أن قرار الحكومة القطرية بشراء 10% من كل البنوك، وشراء جميع محافظ البنوك الاستثمارية أدى إلى استعادة الثقة التي غابت عن سوق الدوحة.
إغلاق سوق الجت
قال الرباح: ادارة السوق تتحمل المسؤولية عن عدم ادراج الشركات المساهمة، وارى انه يجب ان يكون ضمن الخطط المستقبلية ادراج جميع الشركات واغلاق ما يسمى بسوق الجت لضمان ان تخضع ميزانيات الشركات كافة للمراجعة والرقابة بشكل رسمي.
مجلس أمة اقتصادي
اعرب الرباح عن امله في ان يأتي مجلس امة اقتصادي التفكير عملي يرتقي الى مستوى التحديات الاقتصادية الجسيمة التي تجابه الكويت ومؤسساتها، يبتعد عن التشكيك. فالكويت تستحق الكثير من جميع ابنائها لا سيما في ظل هذه المرحلة الدقيقة.