الاستقالة جاءت بعد تدخل «الأطرم والأخرس والحاقد» في عملنا
الجار الله: جمرة «المواشي» طاحت بأيديهم «فليطفئوها»
إبراهيم عبدالجواد
بقائي على رأس الشركة تثبيت لوضع غير طبيعي
غياب القرار الحكومي يفاقم الأزمة ويفجر الأسعار قريبا
تواصلنا مع جميع الوزراء من الطويل وانتهاء بالصالح بلا جدوى
القرار بتحرير الأسعار يرفع سعر "الطلي" من 23 إلى 55 دينارا
استلمت الشركة خاسرة 4.8 ملايين في 2004 وحولتها إلى 8 ملايين أرباحا في 2008
جهات كثيرة تحارب الشركة.. وقرار الأعلاف المدعومة لم ينفذ حتى الآن
وافق مجلس إدارة شركة نقل وتجارة المواشي أمس على قبول استقالة رئيس المجلس والعضو المنتدب بدر سليمان الجارالله ممثل الهيئة العامة للاستثمار من مجلس الإدارة في الشركة، وذلك بعدما تقدم بها قبل فترة رفضا منه للأوضاع المأساوية التي تمر بها الشركة بسبب الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها نتيجة إجبارها بسعر محدد للبيع وعدم تعاون الجهات الحكومية وتوافقها في شكل الدعم المقدم لها لتعويض تلك الخسائر.
ومن جانبه، اكد الجار الله في تصريح خاص لـ»الكويتية» انه تقدم باستقالة مسببة الى وزير المالية مصطفي الشمالي منذ شهر ابريل الماضي بعد فشل المساعي والمحاولات التي بدأها منذ عام 2005 مع وزير التجارة والصناعة انذاك عبدالله الطويل لتحديد تعويض ملائم للشركة عن الخسائر التي تتعرض لها نتيجة البيع بالتسعيرة الاجبارية الا انه لم يتم الانتهاء الى حل ناجح الى الآن.
الأطرم والأخرس
مشيرا على ان كل هذه المطالبات قد انتهت الى لا شيء بسبب غياب القرار لدى المسؤولين الحكوميين وتدخل كل من هب ودب لشخصيات لا علاقة ولا دراية لها بالأمر وأبعاده، فأصبح الأطرم والأخرس والحاقد هم من يتصدون للحديث عن المشكلة ويقترحون لها الحلول غير الملائمة، وهو الامر الذي يدفع نحو انفجار الأزمة وليس اصلاحها واعادة الاوضاع الى طبيعتها.
ولفت الجارالله الى ان استمراره في منصبه كرئيس لمجلس ادارة شركة «المواشي» يعد تثبيتا للوضع غير الطبيعي، ولذا فإنه كان لا بد من الاستقالة والرحيل لربما تتحرك تلك الجهات لإنقاذ الشركة الوحيدة في الخليج التي ينظر إليها الجميع على اعتبارها شركة استراتيجية لا يوجد من يحل محلها، ولذا فإنه يجب الالتفات لها وعدم السماح بانهيارها بهذه الطريقة المؤسفة.
محاولات عدة
وكشف الجارالله عن محاولات عدة قادتها جهات وشخصيات مختلفة لثنيه عن الاستقالة إلا أنه رفض الرضوخ لتلك المحاولات، خاصة ومع عدم وجود أي مؤشرات نحو تغير التفكير والنهج في التعامل مع الأزمة، وهو السبب وراء عدم قبولهم الاستقالة الا في تاريخ 16 مايو الحالي رغم اني تقدمت بها يوم 11 أبريل الماضي.
وقال الجارالله ان الجهات المعنية قد دأبت على اقتراح عدد من المعالجات غير المنطقية منذ فترة كبيرة ومنها تأميم الشركة عبر قيام الحكومة بشراء حصة القطاع الخاص فيها، وحتى الآن لم يتم الأخذ بالاقتراح وتنفيذه، كما انه تم ابتداع فكرة تحرير الاسعار وبيعها بسعر التكلفة بعد توزيع اللحوم المبردة بأسعار مدعومة عن طريق التموين وهو الامر الذي سيعمل على تأكيد تحذيراتنا السابقة حيث سيرتفع سعر الخروف «الطلي» من 23 دينارا، السعر الحالي الذي تبيع به الشركة، الى 55 وربما 60 دينارا للرأس الواحد، وهو ما سيعد عبئا لا يحتمل على المستهلكين.
فرق الأسعار
ونوه بأن «المواشي» كانت تتحمل هذا الفرق الكبير في الاسعار وبعد أن زادت الاعباء قامت بالصراخ الا انه لم يلتفت اليها احد، وقال: «الجمرة طاحت بأيديهم خلهم يعالجونها».
وتحدث الجارالله عن إدارته لشركة نقل وتجارة المواشي والتي قام بتسلمها عندما كانت في طريقها نحو الإفلاس في عام 2004 بعد ان وصلت خسائرها إلى 4.8 ملايين دينار في حين كانت موجوداتها 4 ملايين دينار فقط.
ولفت الى انه قد استطاع ان ينتهي من جميع تلك الخسائر خلال نصف العام الاول لتوليه المسؤولية، وبدأت منذ عام 2005 بتحقيق الارباح والتي وصلت الى 8 ملايين دينار، وقد ظلت
على منوالها في تحقيق الأرباح الى ان ارتفعت التكلفة كثيرا حيث زادت اسعار وقود الباخرات وأسعار الاعلاف والمواشي نفسها.
مؤكدا في الوقت ذاته وجود جهات كثيرة كانت تحارب الشركة خاصة وانه في عام 2008 صدر قرار يتم بمقتضاه استفادة الشركة من الاعلاف المدعومة الا انه لم يتم تنفيذه
حتى الآن، ما يشير إلى وجود أياد تحاول عرقلة عمل الشركة التي يقع
عليها عبء توفير الأمن الغذائي للكويت من اللحوم.
دعم الجواخير
وتابع: وفي المقابل تم ومازال توزيع الأعلاف المدعومة والجواخير على مربي الماشية، وتم صرف الملايين عليهم بدعوى تعزيز الثروة الحيوانية في الكويت، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، مستغربا في الوقت ذاته منع هذا الدعم عن الشركة التي استوردت منذ إنشائها اكثر من 90 مليون رأس ماشية من أستراليا وساهمت فعليا في الحفاظ على الأمن الغذائي في الكويت، ولذا فإن التساؤل المطروح، من يستحق الدعم والاهتمام والرعاية نحن أم أصحاب الجواخير؟
وعن الاقتراح الأخير الذي انتهت إليه اللجنة الخاصة بدراسة أزمة الشركة والقاضية برفع الدعم المقدم من 5 إلى 10 دنانير على كل رأس، أكد الجارالله أن الاقتراح غير منطقي وغير عملي، متسائلا عن العلة وراء اختيار مبلغ الـ 10 دنانير بالتحديد ولماذا لم يتم اقتراح 8 أو حتى 12 دينارا، منوها بأنه لا توجد آلية تمتلكها اللجنة أو خطة واضحة لتحديد السعر المناسب للدعم مما تساهم بالمحافظة على الأسعار.
أزمة كبيرة
وكانت الأزمة التي نشأت ما بين الحكومة وشركة تجارة ونقل المواشي، والتي أشارت لها «الكويتية» في السابق، قد بدأت مع رفض وزارة التجارة والصناعة تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بإضافة 15 بالمئة أرباح عن أسعار المواشي التي تقوم الشركة بتوريدها وبيعها في السوق المحلي، حيث أكدت «الوزارة» رفضها تنفيذ المقترح لما رأت فيه من هدر للمال العام، وتمسكت أيضا بأن القرار قد أوكل لها مهمة إيجاد الآلية الخاصة بتنفيذ القرار.
وما بين المطالبة بتنفيذ القرار وبين تمسك «التجارة» بموقفها قدم رئيس مجلس الإدارة بدر الجارالله استقالته من الشركة قبيل انعقاد الجمعية العمومية للشركة، التي عقدت في شهر أبريل الماضي، بأيام.
الأمن الغذائي
وقد أكد الجارالله في أكثر من مناسبة أن تعثر الشركة يؤثر على الأمن الغذائي في الكويت، وأن «المواشي» ليست جمعية خيرية حتى يتم استعمال معداتها وأصولها من دون مقابل، مطالبا الجهات المعنية بتعويض الشركة، لأن لديها مصاريف عمومية وإدارية وغيرها.
وسوف تنتهي اليوم فترة عمل اللجنة التي شكلت خصيصا لبحث حلول ناجعة لتلك الأزمة ووضع آلية التعامل مع أزمة شركة نقل وتجارة المواشي، وقد استبعدت اللجنة، التي شكلت برئاسة الهيئة العامة للاستثمار وعضوية كل من شركة المطاحن والهيئة العامة للزراعة ووزارة التجارة والصناعة، فكرة تأميم الشركة وقيام الحكومة بشراء أسهم القطاع الخاص بينما تم التوافق على زيادة الدعم المقدم على كل رأس من 5 دنانير إلى 10 دنانير.
تاريخ النشر : 24/05/2012