حث على اتخاذ خطوات أكبر لتحرير التجارة العالمية وإصلاح أسواق العمل والتخصيص
صندوق النقد الدولي: الاختلالات الاقتصادية تهدد النمو الاقتصادي العالمي
- حسن العالي من المنامة - 09/06/1428هـ
أكد صندوق النقد الدولي أن أخطر تحد يواجه النمو الاقتصادي العالمي خلال الوقت الراهن هو الاختلالات الاقتصادية بين الدول الرئيسية في العالم, خاصة بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم والذي تجسد بصورة أوضح في العجز الكبير في الحساب الجاري الأمريكي، وتمتع بقية دول العالم بفائض في حساباتها الجاري. وحدد الصندوق الآثار السلبية المحتملة لهذه الاختلالات في أنها ستكون أساسا على أسواق المال واحتمال تعرضها لهزات تفقد ثقة المستثمرين بها.
وفي سبيل معالجة هذه المشكلة الخطيرة نظم الصندوق اجتماعات متعددة الأطراف عُقدت قبل شهرين بين ممثلين عن المجموعات الاقتصادية الرئيسية في العالم جمعت الصين، المجموعة الأوروبية واليابان والمملكة العربية السعودية، علاوة على الولايات المتحدة توصلوا خلالها لإطار عام لسياسات مشتركة ستعمل على تنفيذها جميع الدول الـ 185 الأعضاء في الصندوق. ومن شأن تنفيذ هذه السياسات أن يقلل الاختلالات الاقتصادية في العالم ويعزز آفاق النمو الاقتصادي العالمي. وتقوم تلك السياسات على جهد جماعي مطلوب أن تؤديه كل مجموعة رئيسية، حيث على الدول الآسيوية الرئيسية ولاسيما الصين ممارسة سياسة مرنة تجاه أسعار الصرف، في حين أن المطلوب من الدول المصدرة للنفط الرئيسية ضخ المزيد من الاستثمارات لتعزيز عجلة النمو وممارسة سياسات اقتصادية كلية متينة بينما مطلوب من أوروبا واليابان القيام بالمزيد من الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية، ويجب على الولايات المتحدة العمل على رفع معدلات الادخار الوطنية وتقليص العجز المالي في الميزانية.
وقال رودريجو دي راتو المدير العام لصندوق النقد الدولي في خطاب ألقاه في المنتدى الاقتصادي العالمي لدول أمريكا والذي عُقد قبل عدة أيام في مونتريال في كندا إن هناك علامات بيّنة في الوقت الحاضر أن تلك السياسات بدأت تعطي تأثيراتها الأولية نتيجة التعاون الدولي المثمر لمواجهة نتائج العولمة، وذلك من شأنه أن يعزز أيضا جوانب القوة في الاقتصاد العالمي المتمثلة في استناد أداته في الوقت الحاضر على سياسات اقتصادية كلية متينة وبيئة تكنولوجية متطورة وتحسن مناخ الأعمال للقطاع الخاص.
وأضاف أن فرص النمو الأجل تواجه العديد من التحديات يأتي في مقدمتها بناء القدرات التي تمكن تلك الدول من الاستفادة من تحرير الأسواق والتجارة العالمية، كما أن بناء القدرات مرتبط بدوره ببناء مؤسسات قوية قادرة على الاستجابة للبيئة العالمية السريعة التغير.
وتحدٍ آخر يواجه الدول النامية بما في ذلك العربية، هو توفير فرص العمل للداخلين إلى سوق العمل من الشباب وحديثي التخرج. وتقدر إحصائيات الصندوق أن يبلغ عدد الأيدي العاملة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 185 مليون عامل عام 2020، أي بزيادة قدرها 80 في المائة مقارنة بعام 2000. وهذا يعني أنه يجب على هذه الدول إيجاد 80 مليون فرصة عمل خلال العقدين المقبلين.
كما تواجه تلك الدول تحدي جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث إنه وعلى الرغم من ارتفاع حصتها من هذه الاستثمارات خلال السنوات الأخيرة فإن حصتها لم تتجاوز بعد 2 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية.
وعلى صعيد تنويع مصادر الدخل، أوضحت إحصائيات الصندوق أن فنلندا، التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة تصدر من السلغ غير النفطية قيمة أكبر مما تصدره دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بكاملها والتي يبلغ عدد سكانها نحو 300 مليون نسمة. لذلك مطلوب التوسع في الصناعات الموجهة للتصدير، خاصة الصناعات التي توفر فرص العمل الكثيرة للمواطنين، كما أن تحرير التجارة سيسمح باستيراد البضائع الرأسمالية بأسعار أرخص.
كما تعاني البينة المؤسساتية نقاط ضعف رئيسة، خاصة ارتفاع نفقات الأعمال الجديدة والروتين التشريعي والإداري. فعلى سبيل المثال، ترتفع تكلفة بدء نشاط جديد في المنطقة عن أي منطقة أخرى في العالم بمعدل خمس مرات، كما أن تنفيذ الالتزامات المترتبة على خرق العقود يتطلب فترة بنحو 426 يوما وهي فترة تزيد بنسبة 60 في المائة على دول شرق آسيا.
لذلك أكد المدير العام لصندوق النقد الدولي أن أحد المكامن التي تهدد فرص النمو الاقتصادي الأجل يتمثل في ضعف المؤسسات على المستوى الوطني وعلى مستوى الشركات التي تساعد على تطوير القطاع الخاص وتفعيله وإلى وجود قطاع عام مفرط في الحجم، وأدى تدخل الحكومة في الشأن الاقتصادي إلى مزاحمة استثمارات القطاع الخاص والعمالة، كما أدت النوعية المؤسسية الضعيفة إلى خفض معدلات النمو من خلال التأثير السلبي في الإنتاجية وفي تراكم رأس المال·
كما دعا إلى وضع عدد من الآليات التي من شأنها أن تشجع على حدوث تغير مؤسسي بما في ذلك تحرير التجارة وتطوير التعليم والتأهيل والانفتاح على المعلومات والاعتماد على المرتكزات الخارجية· ومن شأن تلك الآليات أن تساعد على إيجاد مؤسسات سليمة، الأمر الذي يمكن دعمه من خلال المساءلة والمشاركة والإرادة السياسية·
وطالب المدير العام للصندوق دول العالم بالانضمام إلى تلك الجهود والعمل على تقليل الاختلالات الاقتصادية العالمية من خلال اتخاذ خطوات أكبر لتحرير التجارة العالمية وإصلاح أسواق العمل والتخصيص.
صندوق النقد الدولي: الاختلالات الاقتصادية تهدد النمو الاقتصادي العالمي
- حسن العالي من المنامة - 09/06/1428هـ
أكد صندوق النقد الدولي أن أخطر تحد يواجه النمو الاقتصادي العالمي خلال الوقت الراهن هو الاختلالات الاقتصادية بين الدول الرئيسية في العالم, خاصة بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم والذي تجسد بصورة أوضح في العجز الكبير في الحساب الجاري الأمريكي، وتمتع بقية دول العالم بفائض في حساباتها الجاري. وحدد الصندوق الآثار السلبية المحتملة لهذه الاختلالات في أنها ستكون أساسا على أسواق المال واحتمال تعرضها لهزات تفقد ثقة المستثمرين بها.
وفي سبيل معالجة هذه المشكلة الخطيرة نظم الصندوق اجتماعات متعددة الأطراف عُقدت قبل شهرين بين ممثلين عن المجموعات الاقتصادية الرئيسية في العالم جمعت الصين، المجموعة الأوروبية واليابان والمملكة العربية السعودية، علاوة على الولايات المتحدة توصلوا خلالها لإطار عام لسياسات مشتركة ستعمل على تنفيذها جميع الدول الـ 185 الأعضاء في الصندوق. ومن شأن تنفيذ هذه السياسات أن يقلل الاختلالات الاقتصادية في العالم ويعزز آفاق النمو الاقتصادي العالمي. وتقوم تلك السياسات على جهد جماعي مطلوب أن تؤديه كل مجموعة رئيسية، حيث على الدول الآسيوية الرئيسية ولاسيما الصين ممارسة سياسة مرنة تجاه أسعار الصرف، في حين أن المطلوب من الدول المصدرة للنفط الرئيسية ضخ المزيد من الاستثمارات لتعزيز عجلة النمو وممارسة سياسات اقتصادية كلية متينة بينما مطلوب من أوروبا واليابان القيام بالمزيد من الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية، ويجب على الولايات المتحدة العمل على رفع معدلات الادخار الوطنية وتقليص العجز المالي في الميزانية.
وقال رودريجو دي راتو المدير العام لصندوق النقد الدولي في خطاب ألقاه في المنتدى الاقتصادي العالمي لدول أمريكا والذي عُقد قبل عدة أيام في مونتريال في كندا إن هناك علامات بيّنة في الوقت الحاضر أن تلك السياسات بدأت تعطي تأثيراتها الأولية نتيجة التعاون الدولي المثمر لمواجهة نتائج العولمة، وذلك من شأنه أن يعزز أيضا جوانب القوة في الاقتصاد العالمي المتمثلة في استناد أداته في الوقت الحاضر على سياسات اقتصادية كلية متينة وبيئة تكنولوجية متطورة وتحسن مناخ الأعمال للقطاع الخاص.
وأضاف أن فرص النمو الأجل تواجه العديد من التحديات يأتي في مقدمتها بناء القدرات التي تمكن تلك الدول من الاستفادة من تحرير الأسواق والتجارة العالمية، كما أن بناء القدرات مرتبط بدوره ببناء مؤسسات قوية قادرة على الاستجابة للبيئة العالمية السريعة التغير.
وتحدٍ آخر يواجه الدول النامية بما في ذلك العربية، هو توفير فرص العمل للداخلين إلى سوق العمل من الشباب وحديثي التخرج. وتقدر إحصائيات الصندوق أن يبلغ عدد الأيدي العاملة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 185 مليون عامل عام 2020، أي بزيادة قدرها 80 في المائة مقارنة بعام 2000. وهذا يعني أنه يجب على هذه الدول إيجاد 80 مليون فرصة عمل خلال العقدين المقبلين.
كما تواجه تلك الدول تحدي جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث إنه وعلى الرغم من ارتفاع حصتها من هذه الاستثمارات خلال السنوات الأخيرة فإن حصتها لم تتجاوز بعد 2 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية.
وعلى صعيد تنويع مصادر الدخل، أوضحت إحصائيات الصندوق أن فنلندا، التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة تصدر من السلغ غير النفطية قيمة أكبر مما تصدره دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بكاملها والتي يبلغ عدد سكانها نحو 300 مليون نسمة. لذلك مطلوب التوسع في الصناعات الموجهة للتصدير، خاصة الصناعات التي توفر فرص العمل الكثيرة للمواطنين، كما أن تحرير التجارة سيسمح باستيراد البضائع الرأسمالية بأسعار أرخص.
كما تعاني البينة المؤسساتية نقاط ضعف رئيسة، خاصة ارتفاع نفقات الأعمال الجديدة والروتين التشريعي والإداري. فعلى سبيل المثال، ترتفع تكلفة بدء نشاط جديد في المنطقة عن أي منطقة أخرى في العالم بمعدل خمس مرات، كما أن تنفيذ الالتزامات المترتبة على خرق العقود يتطلب فترة بنحو 426 يوما وهي فترة تزيد بنسبة 60 في المائة على دول شرق آسيا.
لذلك أكد المدير العام لصندوق النقد الدولي أن أحد المكامن التي تهدد فرص النمو الاقتصادي الأجل يتمثل في ضعف المؤسسات على المستوى الوطني وعلى مستوى الشركات التي تساعد على تطوير القطاع الخاص وتفعيله وإلى وجود قطاع عام مفرط في الحجم، وأدى تدخل الحكومة في الشأن الاقتصادي إلى مزاحمة استثمارات القطاع الخاص والعمالة، كما أدت النوعية المؤسسية الضعيفة إلى خفض معدلات النمو من خلال التأثير السلبي في الإنتاجية وفي تراكم رأس المال·
كما دعا إلى وضع عدد من الآليات التي من شأنها أن تشجع على حدوث تغير مؤسسي بما في ذلك تحرير التجارة وتطوير التعليم والتأهيل والانفتاح على المعلومات والاعتماد على المرتكزات الخارجية· ومن شأن تلك الآليات أن تساعد على إيجاد مؤسسات سليمة، الأمر الذي يمكن دعمه من خلال المساءلة والمشاركة والإرادة السياسية·
وطالب المدير العام للصندوق دول العالم بالانضمام إلى تلك الجهود والعمل على تقليل الاختلالات الاقتصادية العالمية من خلال اتخاذ خطوات أكبر لتحرير التجارة العالمية وإصلاح أسواق العمل والتخصيص.