ALIMTIAZ
عضو نشط
- التسجيل
- 3 يناير 2009
- المشاركات
- 144
وزير المال البريطاني الأسبق تحدث في اختتام أنشطة الملتقى الإستراتيجي الأول لـ «الامتياز» في لندن
اللورد لامونت: تسهيل التنقل بين دول الخليج وتوحيد اقتصاداتها خطوة ضرورية لنجاح تكتلها الاقتصادي والسياسي
قامت شركـة «الامتياز» بوضع تصـور لإعادة هيكلة كـل شركات المجموعة والبدء بتغيير نماذج أعمالها لكي تكون قوة موحدة يخدم بعضها البعض لتواجه المنافسة بقـدرات متفوقة في سوق يحكمه أقوياء تجاوزوا الأزمة وهو سـوق المستقبـل
السعدون: «الامتياز» كانت من أكثر الشركات تحفظاً واحتفظت بأسعار معظم أصولها دون أسعار السوق و قرار «الامتياز» السابق بعدم نفخ أسعار أصولها ساعدها كثيراً في ظروف شح السيولة في الأسواق
«الامتياز» تعاملت مع الأزمة المالية طبقاً لتوقعاتها لأسوأ سيناريو محتمل وعندما لم يحدث الأسوأ استطاعت أن تحقق أرباحاً في عام الأزمة ووزعت عائداً نقدياً لمساهميها
أمام «الامتياز» تحديات عدة منها التكيف مع بيئة جديدة على مستوى العالم وتكوين ثقافة تراكمية في التعامل مع الشرق والوعي والاستعداد المبكر لسوق الإقليم الجديد والصبر والبحث عن أفضل البشر للقيام بالجهد المطلوب
عبدالحق: «الامتياز» لديها ميزات مكثفة للتنافس أبرزها قيم الشريعة القوية وحاملو أسهم ملتزمون وقيادة أصيلة وسجل في ثقة السوق
اختتمت شركة الامتياز للاستثمار بنجاح أنشطة ملتقاها الاستراتيجي الاول الذي عقد على مدى ثلاثة أيام في العاصمة البريطانية لندن، حيث تمت مناقشة فرص ومسار وسيناريوهات تطور الاوضاع في قطاع الاستثمار برافديه التقليدي والاسلامي في ضوء المعطيات الراهنة والدروس المستفادة من الازمة المالية العالمية، واستعرضت التحديات المستقبلية التي تواجه هذا القطاع، والاستراتيجيات المطلوبة للتعامل الفعال مع هذه التحديات.
كما ناقش الملتقى بعض أبعاد الواقع الاقتصادي والاستثماري في أوروبا عموما وبخاصة في المملكة المتحدة على ضوء تداعيات الازمة المالية العالمية، وانعكاساتها على الاتحاد الاوروبي.
وتضمن النقاش ايضا عرضا عاما لاوضاع شركات الاستثمار في الكويت خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة من حيث الاداء والموجودات وحقوق المساهمين واستراتيجيات مواجهة الازمة المالية العالمية، والتحديات التي تواجهها في المستقبل.
وفي هذا السياق، تم تقديم النموذج المختلف والمتميز لشركة الامتياز للاستثمار ومرتكزات استراتيجيتها التنافسية الناجحة في التعامل مع تداعيات الازمة المالية، والاستعداد لدخول مرحلة نمو جديدة.
الامتياز.. لماذا هي شركة مختلفة؟
وتحدث في هذا السياق رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الشال للاستشارات جاسم السعدون عن شركة الامتياز واختلافها عن غيرها من الشركات وطريقة تعاملها مع الازمة المالية العالمية بالاضافة الى تحديات المستقبل التي ستواجهها.
واضاف السعدون: لقد ارتكبت معظم الشركات المالية اخطاء تقليدية ومكررة، مثل الاسراف في الاقتراض، مع خلل جوهري بين المدى الزمني للتمويل ونضج الاستثمارات، واخطرها وهو الاستثمار في اصول غير حقيقية ونفخ اسعارها بشكل مستمر لتحقيق ارباح عالية على المدى القصير.
وكانت شركة الامتياز واحدة من أكثر الشركات تحفظا، ربما بالغت قليلا في الاقتراض، ولكن لتمويل شراء أصول حقيقية، وغالبيتها ليست في أوقات ارتفاع الاسعار الى حدودها العليا، والاهم انها احتفظت بأسعار معظم اصولها دون اسعار السوق في زمن الرواج وبهامش كبير.
وعندما حدثت الازمة، قامت ادارة الامتياز بالتعامل معها طبقا لتوقعاتها لاسوأ سيناريو محتمل وفي الحال، وعندما لم يتحقق اسوأ سيناريو استطاعت «الامتياز» ان تحقق ارباحا في عام الازمة أو عام 2009 ووزعت عائدا نقديا لمساهميها.
ورغم انفراج الاوضاع نسبيا في عام 2010 وفي سوقيها الرئيسيين الكويت وقطر، اتخذت ادارة الشركة قرارا استراتيجيا بخفض مستوى مديونيتها الى حقوق مساهميها بنسبة 1 الى 1 مع نهاية عام 2010.
شح السيولة
وفي ظروف شح السيولة في الاسواق بشكل عام، ساعدها كثيرا قرار سابق لها بعدم نفخ أسعار أصولها، وأصبحت لديها مرونة عالية في التصرف في بعض أصولها بالبيع وبأسعار السوق وحتى دون أسعار السوق قليلا وتحقيق هامش ربح الى جانب خفض جوهري في مستوى التمويل الخارجي.
ولانها وضعت الاساس السليم بما يمكنها من التعامل مع أسوأ سيناريو، أصبحت مبكرا ومنذ هذه اللحظة على طريق تغيير جوهري في استراتيجيتها، ليس لمواجهة تداعيات الازمة هذه المرة لانها مرحلة وانتهت منها، ولكن لوضع الاساس الصحيح لعملية بناء المجموعة على أسس تتفق ومتطلبات المنافسة على أفضل أداء في السنوات المقبلة.
ولكي تحقق هدفها، قامت من جانب بوضع تصور لاداء الاقتصادات الكلية والتغيير في متطلباتها، وقامت من جانب آخر بوضع تصور لاعادة هيكلة كل شركات المجموعة، والبدء في تغيير نماذج أعمالها لكي تكون قوة موحدة يخدم بعضها البعض، وتواجه المنافسة بقدرات متفوقة في سوق يحكمه أقوياء تجاوزوا الازمة وهو سوق المستقبل.
وقال السعدون ان تحديات سوق المستقبل تكمن في الوعي بمجموعة من التحديات، ووضع الفرضيات الصحيحة قدر الامكان للتعامل معها، ولكنها فرضيات لابد ان تكون مرنة وتخضع للاختبار والتغيير بمرور الوقت.
التحدي الاول: هو التكيف مع بيئة جديدة على مستوى العالــم، تحكمهــا اليــد الظاهــرة أو الحكومـــات وأجهــزة الرقابة الدولية والاقليمية لاجتناب الحبــل بعــد لدغة الثعبان، بينما على مستوى الاقليم بيئة ترغب في دور أكبر للقطاع الخاص ولكن باستثناء القطاع المالي.
التحدي الثاني: هو في تكوين ثقافة تراكمية في التعامل مع الشرق، فتجارة السلع والاستثمار ولاحقا تجارة الخدمات ستشهد انحرافا متزايدا اليه مع انتقال الثقل الاقتصادي اليه في عام جديد العظمة فيه اقتصادية.
التحدي الثالث: هو في الوعي والاستعداد المبكر لسوق الاقليم الجديد، فالبنى التحتية وخدمات التعليم والخدمات الصحية وقطاعا النفط والغاز، ستشهد رواجا رئيسيا. وفي زمن لم يعد الانتاج الوهمي للسلع والخدمات وتضخم أسعارها مصدر الدخل، وبالتالي لابد من بناء منظومة متكاملة من شركات الانتاج الحقيقي لتقديم سلعها وخدماتها بأقل الاسعار وأفضل النوعيات، وهو الجهد الداخلي المتوقع من قيادة المجموعة.
التحدي الرابع: هو في الصبر وإقناع القوى البشرية ضمن المجموعة بأن تغير قناعاتها وطرق عملها بما يتفق والنهج الجديد، فخطوط الانتاج ونوعية السلع والخدمات الى تغيير، ومستويات السيولة والحوافز أقل، واستبدال العمل المستقل والفردي بقرار مؤسسي منضبط.
التحدي الخامس: هو في البحث عن الأفضل من البشر سواء للقيام بالجهد المطلوب على مستوى الشركة القابضة وبالوعي الكافي لتحريك وحدات المجموعة التابعة والزميلة لأداء عمل متكامل، أو على مستوى الوحدات الجديدة أو التي تتولى عملا جديدا يتفق ومتطلبات الإنتاج في المستقبل.
التحدي السادس: هو في الادراك المتصل بأن القدرة على وضع إستراتيجية في زمن التغيرات الكبرى في العالم دائما عرضة لخطأ في الفرضيات أو عرضة لتغيرات لا يمكن توقعها، لذلك لابد للاستراتيجيات ونماذج الاعمال في السنوات الاولى من ان تخضع لمراجعة دورية وتحديد نقاط القوة ودعمها ونقاط الضعف وتعديلها على الاقل مرة كل عام.
مشكلات اجتماعية
ثم عرض مدير مركز العدالة الاجتماعية البريطاني غافين بول، وهو مركز بحوث بريطاني قريب من حزب المحافظين الحاكم، سلسلة مشكلات اجتماعية تواجهها المملكة المتحدة عارضا اوجهها المتعددة لاطلاع الحضور على الاوضاع الاجتماعية في لندن.
وتحدث مسؤولان من مؤسسة «نايت فرانك» العقارية عن هذا القطاع وضرورة تنويع الاستثمار فيه داخل المملكة المتحدة والدول الاوروبية الاخرى، وأشارا الى ان هناك طلبا مرتفعا على المكاتب والمؤسسات التجارية، والى ان هناك نموا نسبته 5.25% في قطاع العقارات التجارية في مدينة لندن، كما شددا على ان هناك اهتماما متزايدا في السوقين الاسكندنافية والپولندية بسبب النمو الحاصل فيهما مقارنة بالانهيار في اسبانيا وايرلندا.
الأزمة وتأثيرها على السوق الأوروبية
كما ألقى وزير المال البريطاني الاسبق اللورد نورمان لامونت كلمة عن الازمة المالية العالمية واثرها على السوق الاوروبية، وقال ان كثيرين يطلبون مني تقديم توقعات عن المستقبل الا ان احدا لا يمكنه التنبؤ بما سيحدث، واضاف: لا أؤمن او اصدق ابدا بالتقديرات الاقتصادية، لكنني كنت مرغما على اعدادها وفقا للقانون البريطاني، في اشارة الى سنواته الثلاث التي قضاها وزيرا للمال في حكومة المحافظين بين عامي 1990 و1993 لكنه عاد وأكد قناعته بقانون رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر بأن غير المتوقع يحصل دائما والحتمي لا يحدث أبدا، واعتبر ان الازمة المالية العالمية الاخيرة ازمة طفرة وانهيار كلاسيكية كالتي حصلت في ثلاثينيات القرن الماضي، مشيرا الى المسببين الرئيسيين لها وهما: الاقراض غير المسؤول من جانب المصارف، والانفاق الحكومي الزائد، ما ولد عجزا كبيرا في الموازنات الاوروبية وراكم الدين العام مقارنة بالناتج المحلي لهذه الدول وختم حديثه عن الازمة بالقول ان النبأ الجيد هو ان العالم لم ينته.
العملة الاوروبية
وانتقد لامونت بشدة العملة الاوروبية الموحدة اليورو، لافتا الى معارضته لها خلال سنوات وجوده في وزارة المال بسبب صعوبة دمج هذه الاقتصادات في عملة واحدة وبالتالي ضعف كبير في التحكم بسعر صرف العملة، وردا على سؤال عن الكويت واحتمال تأسيس عملة خليجية موحدة قال ان نصيحته تتمثل بضرورة تسهيل الانتقال الفعلي بين هذه الدول وتوحيد اقتصاداتها قبل المضي في مثل هذا المشروع في شكل سياسي كما حصل في اوروبا، حيث أرادت فرنسا احتواء ألمانيا بضمها لاوروبا.
وتوقع ان يصير اليورو اقل عملانية مع مضي الوقت، لافتا الى القلق الساري حاليا بين الشعب الالماني وحدود صبره حيال هذه العملة، واوضح ان بريطانيا استفادت من بقائها خارج العملة الاوروبية الموحدة لسببين هما تمتعها بليونة أكبر في التحكم بسعر الصرف، وحقيقة ان الناس لا ينظرون الينا على اننا جزء من المنطقة الاوروبية ولو دخلنا فيها لكنا اليوم بانتظار حزمة انقاذ مالية بعد ايرلندا واسبانيا.
أساليب الإدارة
وألقى البروفيسور في كلية ادارة الاعمال في جامعة سيتي (كاس) جوزيف لامبل محاضرة عن اساليب الادارة وتحدياتها في القرن الواحد والعشرين في ضوء موجات التغيير الاجتماعي وهي «زمن الزراعة والصناعة والمعلومات» وقارن لامبل بين نموذجين للادارة الاول في القرن العشرين والثاني في القرن الحالي، في الاول، اشار لامبل الى المبادئ الآتية المتحكمة بالتنافس «ديمومة المنتجات والاسواق، واستقرار حاجات الزبائن والتعريف الواضح للسوقين الوطنية والمناطقية وللمتنافسيــن، وأن الاستراتيجية تتألف من احتلال المواقع والدفاع عنها»، أما السمات المطلوبة للادارة فكانت وضع القوانين والاجراءات وتحليل المعلومات المحضرة واعداد التقارير وابقاء الامور طبيعية وادارة الاجتماعات بسلاسة.
وأضاف: أما اليوم فالوضع يختلف، فلجهة التنافس الاسواق تنقسم بسرعة، وحياة المنتجات اقصر والعولمة تكسر الحواجز، والمنافسون يتكاثرون والاستراتيجية تتمثل في الترقب واستباق التغيير، وسمات الادارة تختلف نوعيا اذ باتت تتطلب تطوير توجيهات تتميز بالليونة وتحليل المعلومات المتنوعة والآنية وسرعة الاتصالات وتطوير اجراءات ذكية والافساح في المجال أمام الافكار وليس الالقاب، واشار الى ان اسلوب المدير في هذا القرن يتطلب تقديم توجيهات ودعم واضحين، والادارة عبر التأثير وليس السيطرة، والحفاظ على فهم واسع للوضع والسياق وتقديم نصائح، وقدم البروفيسور لامبل نموذجين للمدير الناجح في القرنين الحالي والسابق، الاول ألفرد سلون رئيس شركة جنرال موتورز حتى عام 1956 والثاني رئيس شركة «ابل» ستيف جوبز، وعرض للمدرستين والاختلاف الواضح في مقاربتهما لادارة الشركات.
مجموعات صغيرة
وأجرى لامبل اختبارا للمشاركين عبر النظر في عملية استحواذ شركة «كادبوري» البريطانية على «سنابل» لمعرفة تقويمهم بعد توزيعهم على مجموعات صغيرة، لقرار الادارة ترك الشركة الثانية تدير أمورها باستقلالية عن بقية فروع المؤسسة العملاقة.
استراتيجية الامتياز
من جهة أخرى، قدم الرئيس التنفيذي لشركة «بروة كابيتال لندن» د.محمد عبدالحق محاضرة عنوانها: «استراتيجية 2010-2012» لشركة «الامتياز» قال فيها: ان للشركة ميزات مكثفة للتنافس ابرزها «قيم الشريعة القوية وحاملو اسهم ملتزمون وقيادة اصيلة وسجل في ثقة السوق وشبكة اقليمية وقوة في قطاع الصناعة».
وأضاف عبدالحق: ان الادارة التنفيذية لـ«الامتياز» كانت دوما استباقية وبلا هوادة منذ الازمة المالية العالمية، لافتا الى ان التوصية الاستراتيجية كانت البناء على ذلك وتعزيز وترسيخ اعادة التنظيم والهيكلة، وكنتيجة لذلك، في امكان «الامتياز» الآن الدخول في فترة نمو جديدة والتطلع للمستقبل بثقة.
وأشار الى ان رؤية الشركة ان تكون شركة استثمار رائدة في دول مجلس التعاون الخليجي، وأن تغدو معترفا بها كمقدم في كل من مناطقها الاساسية وفقا للشريعة الاسلامية.
ولخص مهمتها في أنها توفير الخدمات الاستثمارية الرفيعة المستوى وتقديم المنتجات ذات العائدات الجذابة والقيمة المضافة لحاملي اسهمنا وزبائننا وموظفينا ومجتمعنا.
العنزي: «الامتياز» احتضنت طلاباً من كلية الشريعة ودربتهم بشكل احترافي
أكد رئيس هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لشركة الامتياز للاستثمار د.عصام خلف العنزي أن الشركة احتضنت مجموعة من الطلبة من كلية الشريعة ودربتهم بشكل احترافي جعلهم الآن يعملون في العديد من شركات الاستثمار بمستوى مهني رفيع.
اللورد لامونت: تسهيل التنقل بين دول الخليج وتوحيد اقتصاداتها خطوة ضرورية لنجاح تكتلها الاقتصادي والسياسي
قامت شركـة «الامتياز» بوضع تصـور لإعادة هيكلة كـل شركات المجموعة والبدء بتغيير نماذج أعمالها لكي تكون قوة موحدة يخدم بعضها البعض لتواجه المنافسة بقـدرات متفوقة في سوق يحكمه أقوياء تجاوزوا الأزمة وهو سـوق المستقبـل
السعدون: «الامتياز» كانت من أكثر الشركات تحفظاً واحتفظت بأسعار معظم أصولها دون أسعار السوق و قرار «الامتياز» السابق بعدم نفخ أسعار أصولها ساعدها كثيراً في ظروف شح السيولة في الأسواق
«الامتياز» تعاملت مع الأزمة المالية طبقاً لتوقعاتها لأسوأ سيناريو محتمل وعندما لم يحدث الأسوأ استطاعت أن تحقق أرباحاً في عام الأزمة ووزعت عائداً نقدياً لمساهميها
أمام «الامتياز» تحديات عدة منها التكيف مع بيئة جديدة على مستوى العالم وتكوين ثقافة تراكمية في التعامل مع الشرق والوعي والاستعداد المبكر لسوق الإقليم الجديد والصبر والبحث عن أفضل البشر للقيام بالجهد المطلوب
عبدالحق: «الامتياز» لديها ميزات مكثفة للتنافس أبرزها قيم الشريعة القوية وحاملو أسهم ملتزمون وقيادة أصيلة وسجل في ثقة السوق
اختتمت شركة الامتياز للاستثمار بنجاح أنشطة ملتقاها الاستراتيجي الاول الذي عقد على مدى ثلاثة أيام في العاصمة البريطانية لندن، حيث تمت مناقشة فرص ومسار وسيناريوهات تطور الاوضاع في قطاع الاستثمار برافديه التقليدي والاسلامي في ضوء المعطيات الراهنة والدروس المستفادة من الازمة المالية العالمية، واستعرضت التحديات المستقبلية التي تواجه هذا القطاع، والاستراتيجيات المطلوبة للتعامل الفعال مع هذه التحديات.
كما ناقش الملتقى بعض أبعاد الواقع الاقتصادي والاستثماري في أوروبا عموما وبخاصة في المملكة المتحدة على ضوء تداعيات الازمة المالية العالمية، وانعكاساتها على الاتحاد الاوروبي.
وتضمن النقاش ايضا عرضا عاما لاوضاع شركات الاستثمار في الكويت خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة من حيث الاداء والموجودات وحقوق المساهمين واستراتيجيات مواجهة الازمة المالية العالمية، والتحديات التي تواجهها في المستقبل.
وفي هذا السياق، تم تقديم النموذج المختلف والمتميز لشركة الامتياز للاستثمار ومرتكزات استراتيجيتها التنافسية الناجحة في التعامل مع تداعيات الازمة المالية، والاستعداد لدخول مرحلة نمو جديدة.
الامتياز.. لماذا هي شركة مختلفة؟
وتحدث في هذا السياق رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الشال للاستشارات جاسم السعدون عن شركة الامتياز واختلافها عن غيرها من الشركات وطريقة تعاملها مع الازمة المالية العالمية بالاضافة الى تحديات المستقبل التي ستواجهها.
واضاف السعدون: لقد ارتكبت معظم الشركات المالية اخطاء تقليدية ومكررة، مثل الاسراف في الاقتراض، مع خلل جوهري بين المدى الزمني للتمويل ونضج الاستثمارات، واخطرها وهو الاستثمار في اصول غير حقيقية ونفخ اسعارها بشكل مستمر لتحقيق ارباح عالية على المدى القصير.
وكانت شركة الامتياز واحدة من أكثر الشركات تحفظا، ربما بالغت قليلا في الاقتراض، ولكن لتمويل شراء أصول حقيقية، وغالبيتها ليست في أوقات ارتفاع الاسعار الى حدودها العليا، والاهم انها احتفظت بأسعار معظم اصولها دون اسعار السوق في زمن الرواج وبهامش كبير.
وعندما حدثت الازمة، قامت ادارة الامتياز بالتعامل معها طبقا لتوقعاتها لاسوأ سيناريو محتمل وفي الحال، وعندما لم يتحقق اسوأ سيناريو استطاعت «الامتياز» ان تحقق ارباحا في عام الازمة أو عام 2009 ووزعت عائدا نقديا لمساهميها.
ورغم انفراج الاوضاع نسبيا في عام 2010 وفي سوقيها الرئيسيين الكويت وقطر، اتخذت ادارة الشركة قرارا استراتيجيا بخفض مستوى مديونيتها الى حقوق مساهميها بنسبة 1 الى 1 مع نهاية عام 2010.
شح السيولة
وفي ظروف شح السيولة في الاسواق بشكل عام، ساعدها كثيرا قرار سابق لها بعدم نفخ أسعار أصولها، وأصبحت لديها مرونة عالية في التصرف في بعض أصولها بالبيع وبأسعار السوق وحتى دون أسعار السوق قليلا وتحقيق هامش ربح الى جانب خفض جوهري في مستوى التمويل الخارجي.
ولانها وضعت الاساس السليم بما يمكنها من التعامل مع أسوأ سيناريو، أصبحت مبكرا ومنذ هذه اللحظة على طريق تغيير جوهري في استراتيجيتها، ليس لمواجهة تداعيات الازمة هذه المرة لانها مرحلة وانتهت منها، ولكن لوضع الاساس الصحيح لعملية بناء المجموعة على أسس تتفق ومتطلبات المنافسة على أفضل أداء في السنوات المقبلة.
ولكي تحقق هدفها، قامت من جانب بوضع تصور لاداء الاقتصادات الكلية والتغيير في متطلباتها، وقامت من جانب آخر بوضع تصور لاعادة هيكلة كل شركات المجموعة، والبدء في تغيير نماذج أعمالها لكي تكون قوة موحدة يخدم بعضها البعض، وتواجه المنافسة بقدرات متفوقة في سوق يحكمه أقوياء تجاوزوا الازمة وهو سوق المستقبل.
وقال السعدون ان تحديات سوق المستقبل تكمن في الوعي بمجموعة من التحديات، ووضع الفرضيات الصحيحة قدر الامكان للتعامل معها، ولكنها فرضيات لابد ان تكون مرنة وتخضع للاختبار والتغيير بمرور الوقت.
التحدي الاول: هو التكيف مع بيئة جديدة على مستوى العالــم، تحكمهــا اليــد الظاهــرة أو الحكومـــات وأجهــزة الرقابة الدولية والاقليمية لاجتناب الحبــل بعــد لدغة الثعبان، بينما على مستوى الاقليم بيئة ترغب في دور أكبر للقطاع الخاص ولكن باستثناء القطاع المالي.
التحدي الثاني: هو في تكوين ثقافة تراكمية في التعامل مع الشرق، فتجارة السلع والاستثمار ولاحقا تجارة الخدمات ستشهد انحرافا متزايدا اليه مع انتقال الثقل الاقتصادي اليه في عام جديد العظمة فيه اقتصادية.
التحدي الثالث: هو في الوعي والاستعداد المبكر لسوق الاقليم الجديد، فالبنى التحتية وخدمات التعليم والخدمات الصحية وقطاعا النفط والغاز، ستشهد رواجا رئيسيا. وفي زمن لم يعد الانتاج الوهمي للسلع والخدمات وتضخم أسعارها مصدر الدخل، وبالتالي لابد من بناء منظومة متكاملة من شركات الانتاج الحقيقي لتقديم سلعها وخدماتها بأقل الاسعار وأفضل النوعيات، وهو الجهد الداخلي المتوقع من قيادة المجموعة.
التحدي الرابع: هو في الصبر وإقناع القوى البشرية ضمن المجموعة بأن تغير قناعاتها وطرق عملها بما يتفق والنهج الجديد، فخطوط الانتاج ونوعية السلع والخدمات الى تغيير، ومستويات السيولة والحوافز أقل، واستبدال العمل المستقل والفردي بقرار مؤسسي منضبط.
التحدي الخامس: هو في البحث عن الأفضل من البشر سواء للقيام بالجهد المطلوب على مستوى الشركة القابضة وبالوعي الكافي لتحريك وحدات المجموعة التابعة والزميلة لأداء عمل متكامل، أو على مستوى الوحدات الجديدة أو التي تتولى عملا جديدا يتفق ومتطلبات الإنتاج في المستقبل.
التحدي السادس: هو في الادراك المتصل بأن القدرة على وضع إستراتيجية في زمن التغيرات الكبرى في العالم دائما عرضة لخطأ في الفرضيات أو عرضة لتغيرات لا يمكن توقعها، لذلك لابد للاستراتيجيات ونماذج الاعمال في السنوات الاولى من ان تخضع لمراجعة دورية وتحديد نقاط القوة ودعمها ونقاط الضعف وتعديلها على الاقل مرة كل عام.
مشكلات اجتماعية
ثم عرض مدير مركز العدالة الاجتماعية البريطاني غافين بول، وهو مركز بحوث بريطاني قريب من حزب المحافظين الحاكم، سلسلة مشكلات اجتماعية تواجهها المملكة المتحدة عارضا اوجهها المتعددة لاطلاع الحضور على الاوضاع الاجتماعية في لندن.
وتحدث مسؤولان من مؤسسة «نايت فرانك» العقارية عن هذا القطاع وضرورة تنويع الاستثمار فيه داخل المملكة المتحدة والدول الاوروبية الاخرى، وأشارا الى ان هناك طلبا مرتفعا على المكاتب والمؤسسات التجارية، والى ان هناك نموا نسبته 5.25% في قطاع العقارات التجارية في مدينة لندن، كما شددا على ان هناك اهتماما متزايدا في السوقين الاسكندنافية والپولندية بسبب النمو الحاصل فيهما مقارنة بالانهيار في اسبانيا وايرلندا.
الأزمة وتأثيرها على السوق الأوروبية
كما ألقى وزير المال البريطاني الاسبق اللورد نورمان لامونت كلمة عن الازمة المالية العالمية واثرها على السوق الاوروبية، وقال ان كثيرين يطلبون مني تقديم توقعات عن المستقبل الا ان احدا لا يمكنه التنبؤ بما سيحدث، واضاف: لا أؤمن او اصدق ابدا بالتقديرات الاقتصادية، لكنني كنت مرغما على اعدادها وفقا للقانون البريطاني، في اشارة الى سنواته الثلاث التي قضاها وزيرا للمال في حكومة المحافظين بين عامي 1990 و1993 لكنه عاد وأكد قناعته بقانون رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر بأن غير المتوقع يحصل دائما والحتمي لا يحدث أبدا، واعتبر ان الازمة المالية العالمية الاخيرة ازمة طفرة وانهيار كلاسيكية كالتي حصلت في ثلاثينيات القرن الماضي، مشيرا الى المسببين الرئيسيين لها وهما: الاقراض غير المسؤول من جانب المصارف، والانفاق الحكومي الزائد، ما ولد عجزا كبيرا في الموازنات الاوروبية وراكم الدين العام مقارنة بالناتج المحلي لهذه الدول وختم حديثه عن الازمة بالقول ان النبأ الجيد هو ان العالم لم ينته.
العملة الاوروبية
وانتقد لامونت بشدة العملة الاوروبية الموحدة اليورو، لافتا الى معارضته لها خلال سنوات وجوده في وزارة المال بسبب صعوبة دمج هذه الاقتصادات في عملة واحدة وبالتالي ضعف كبير في التحكم بسعر صرف العملة، وردا على سؤال عن الكويت واحتمال تأسيس عملة خليجية موحدة قال ان نصيحته تتمثل بضرورة تسهيل الانتقال الفعلي بين هذه الدول وتوحيد اقتصاداتها قبل المضي في مثل هذا المشروع في شكل سياسي كما حصل في اوروبا، حيث أرادت فرنسا احتواء ألمانيا بضمها لاوروبا.
وتوقع ان يصير اليورو اقل عملانية مع مضي الوقت، لافتا الى القلق الساري حاليا بين الشعب الالماني وحدود صبره حيال هذه العملة، واوضح ان بريطانيا استفادت من بقائها خارج العملة الاوروبية الموحدة لسببين هما تمتعها بليونة أكبر في التحكم بسعر الصرف، وحقيقة ان الناس لا ينظرون الينا على اننا جزء من المنطقة الاوروبية ولو دخلنا فيها لكنا اليوم بانتظار حزمة انقاذ مالية بعد ايرلندا واسبانيا.
أساليب الإدارة
وألقى البروفيسور في كلية ادارة الاعمال في جامعة سيتي (كاس) جوزيف لامبل محاضرة عن اساليب الادارة وتحدياتها في القرن الواحد والعشرين في ضوء موجات التغيير الاجتماعي وهي «زمن الزراعة والصناعة والمعلومات» وقارن لامبل بين نموذجين للادارة الاول في القرن العشرين والثاني في القرن الحالي، في الاول، اشار لامبل الى المبادئ الآتية المتحكمة بالتنافس «ديمومة المنتجات والاسواق، واستقرار حاجات الزبائن والتعريف الواضح للسوقين الوطنية والمناطقية وللمتنافسيــن، وأن الاستراتيجية تتألف من احتلال المواقع والدفاع عنها»، أما السمات المطلوبة للادارة فكانت وضع القوانين والاجراءات وتحليل المعلومات المحضرة واعداد التقارير وابقاء الامور طبيعية وادارة الاجتماعات بسلاسة.
وأضاف: أما اليوم فالوضع يختلف، فلجهة التنافس الاسواق تنقسم بسرعة، وحياة المنتجات اقصر والعولمة تكسر الحواجز، والمنافسون يتكاثرون والاستراتيجية تتمثل في الترقب واستباق التغيير، وسمات الادارة تختلف نوعيا اذ باتت تتطلب تطوير توجيهات تتميز بالليونة وتحليل المعلومات المتنوعة والآنية وسرعة الاتصالات وتطوير اجراءات ذكية والافساح في المجال أمام الافكار وليس الالقاب، واشار الى ان اسلوب المدير في هذا القرن يتطلب تقديم توجيهات ودعم واضحين، والادارة عبر التأثير وليس السيطرة، والحفاظ على فهم واسع للوضع والسياق وتقديم نصائح، وقدم البروفيسور لامبل نموذجين للمدير الناجح في القرنين الحالي والسابق، الاول ألفرد سلون رئيس شركة جنرال موتورز حتى عام 1956 والثاني رئيس شركة «ابل» ستيف جوبز، وعرض للمدرستين والاختلاف الواضح في مقاربتهما لادارة الشركات.
مجموعات صغيرة
وأجرى لامبل اختبارا للمشاركين عبر النظر في عملية استحواذ شركة «كادبوري» البريطانية على «سنابل» لمعرفة تقويمهم بعد توزيعهم على مجموعات صغيرة، لقرار الادارة ترك الشركة الثانية تدير أمورها باستقلالية عن بقية فروع المؤسسة العملاقة.
استراتيجية الامتياز
من جهة أخرى، قدم الرئيس التنفيذي لشركة «بروة كابيتال لندن» د.محمد عبدالحق محاضرة عنوانها: «استراتيجية 2010-2012» لشركة «الامتياز» قال فيها: ان للشركة ميزات مكثفة للتنافس ابرزها «قيم الشريعة القوية وحاملو اسهم ملتزمون وقيادة اصيلة وسجل في ثقة السوق وشبكة اقليمية وقوة في قطاع الصناعة».
وأضاف عبدالحق: ان الادارة التنفيذية لـ«الامتياز» كانت دوما استباقية وبلا هوادة منذ الازمة المالية العالمية، لافتا الى ان التوصية الاستراتيجية كانت البناء على ذلك وتعزيز وترسيخ اعادة التنظيم والهيكلة، وكنتيجة لذلك، في امكان «الامتياز» الآن الدخول في فترة نمو جديدة والتطلع للمستقبل بثقة.
وأشار الى ان رؤية الشركة ان تكون شركة استثمار رائدة في دول مجلس التعاون الخليجي، وأن تغدو معترفا بها كمقدم في كل من مناطقها الاساسية وفقا للشريعة الاسلامية.
ولخص مهمتها في أنها توفير الخدمات الاستثمارية الرفيعة المستوى وتقديم المنتجات ذات العائدات الجذابة والقيمة المضافة لحاملي اسهمنا وزبائننا وموظفينا ومجتمعنا.
العنزي: «الامتياز» احتضنت طلاباً من كلية الشريعة ودربتهم بشكل احترافي
أكد رئيس هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لشركة الامتياز للاستثمار د.عصام خلف العنزي أن الشركة احتضنت مجموعة من الطلبة من كلية الشريعة ودربتهم بشكل احترافي جعلهم الآن يعملون في العديد من شركات الاستثمار بمستوى مهني رفيع.