استقالتي من دلالة غير مرتبطة بحدوث تلاعب في الشركة
عبدالله الأنصاري الرئيس التنفيذي للإسلامية للأوراق المالية:
الشيخ ثاني بن عبدالله أعطاني كافة الصلاحيات لإدارة الإسلامية للأوراق المالية وتطويرها
حققت إنجازات كبيرة خلال إدارتي لدلالة للوساطة وارتفعت حصتها في السوق إلي 35%
قريباً افتتاح فرع جديد مجهز للإسلامية في طريق سلوي
أجري الحوار - مصطفي البهنساوي:
أكد عبدالله الأنصاري الرئيس التنفيذي للشركة الاسلامية للأوراق المالية أن استقالته من شركة دلالة للوساطة لم تكن بسبب حدوث تلاعب في التعاملات بالشركة خاصة فيما يتعلق بالمخالفة الأخيرة ومصادرة السوق كفالة الشركة بمبلغ 2 مليون ريال.
وأكد أن انتقاله الي العمل في الشركة الاسلامية للأوراق المالية جاء طبيعيا وبعرض من سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس ادارة الشركة وقال انه لو كان هناك أي مخالفات أو تلاعب لم تكن إدارة السوق لتسمح له بالانتقال للعمل في أي شركة وساطة أخري والي نص الحوار.
لماذا الاستقالة من دلالة؟
- جاء في عرض من سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس ادارة الشركة الاسلامية للأوراق المالية لتولي منصب الرئيس التنفيذي بالشركة للعمل علي تطويرها، ولم أكن أفكر في ذلك الوقت في الاستقالة من شركة دلالة التي مكثت بها لمدة عام ونصف حيث أني في العادة عندما أنضم الي شركة أظل فيها لفترة طويلة إلا أنني يشرفني العمل مع سعادة الشيخ ثاني الذي لا أستطيع أن أرفض طلبه حيث سلمني قيادة الشركة وأعطاني كافة الصلاحيات لإدارة الشركة بالاضافة الي ثقته الكبيرة في أدائي وأتمني أن أكون أهلاًَ لهذه الثقة وبصراحة العمل مع الشيخ ثاني له متعة وخبرة جيدة ويعد إضافة فهو شخصية متواضعة ورجل أعمال ذكي جداً ومحترف ويميز بين الفرصة الجيدة والسيئة ويستطيع اقتناص الفرص ولديه قدرة علي اختيار الكوادر الذين ينضمون للعمل معه بالاضافة الي اهتمامه الشديد بالكوادر القطرية المؤهلة.
البعض ربط استقالتك بوجود تلاعب في الشركة ومصادرة السوق مبلغ 2 مليون ريال كفالة الشركة؟
- هذا الأمر غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة واذا كان هناك تلاعب نتج عنه مصادرة كفالة بمبلغ 2 مليون ريال بسبب تلاعب من قبلي لكان السوق امتنع عن تعييني في أي شركة وساطة أخري، وهذا الأمر حدث من قبل وهناك سوابق حيث قام السوق بمنع بعض الأشخاص من التعيين نتيجة مخالفات ارتكبوها والأمر يختلف معي حيث عرض علي عرض أفضل، ولكن توقيت العرض هو الذي أحدث بعض التضارب، حيث تصادف توقيت استقالتي مع مصادرة كفالة الشركة من قبل السوق فاستنتج البعض أن هناك شيئاً ما وربطوا بين الأمرين وبإمكانكم الرجوع لشركة دلالة ومخاطبة ادارة الشركة بشأن هذا الموضوع.
ماهي الانجازات التي حققتموها في شركة دلالة؟
- عندما انضممت للشركة في ابريل عام 2006 كانت حصتها السوقية 7% واجتهدنا وبدأنا العمل حتي أصبحت حصتها في السوق عندما تركتها 35% وذلك بعد عام ونصف وهذا يعد انجازاً كبيراً في فترة قليلة حيث أصبحت في المرتبة الأولي في السوق بعد أن كانت في المراتب الأخيرة وهذه محصلة المجهودات التي قمنا بها، فكانت أول تجربة لنا بعد دخولنا السوق لمدة شهرين هي ادراج أسهم مصرف الريان، وما كسبناه من ادراج الريان من علاقات مع الشركات كان يغني حتي للتنازل عن العمولة، مع ذلك أدخلنا عمولات ممتازة وايرادات جيدة للشركة في فترة ادراج الريان برغم المصاريف الضخمة من قبل الشركة وفي نفس الوقت كونا علاقات ممتازة مع دول مجلس التعاون الخليجي، فقمت بزيارة 50 شركة قبل اكتتاب الريان ووقعت اتفاقات مع 19 شركة وباقي الشركات كانت في طريقها للتوقيع، وقمنا بإدخال نظام جديد وعمل نظام خاص بالريان بامكانه إرسال حوالي 10 آلاف طلب في الثانية، ثم استبدلنا خط الاتصال الخاص مع السوق بخط من انجلترا (Onix fix Engine) وهو معتمد من سوق لندن ساعدنا علي ادخال 500 ألف طلب في الدقيقة واستبدلنا النظام بالكامل، وكان نظام الريان مخصصاً فقط للريان يستقبل الطلبات ويفتح علي النظام القديم لإرسالها للسوق، واستبدلنا هذا النظام بالكامل وتم تركيب نظام متطور أثبت كفاءته وهو مستقدم من أمريكا منذ زمن ويعد اضافة للسوق القطري ككل وليس لشركة دلالة فقط وقمنا أيضا بعمل اتفاقات مع البنوك المحلية والخارجية والاجنبية.
إذن لماذا صدر القرار ضد شركة دلالة دون دلالة الإسلامية؟
- الشركتان منفصلتان تماما وليس هناك أدني علاقة بينهما، والتحقيق حدث مع شركة واحدة، فشركة دلالة للوساطة ليس لها أي علاقة بشركة دلالة الاسلامية وكل شركة من الشركتين لها ادارة منفصلة عن الأخري.
عقب توليكم مسئولية الرئيس التنفيذي في الشركة الاسلامية للأوراق المالية.. ماهي الاجراءات التي اتخذتموها لرفع الأداء في الشركة؟
- توليت المسئولية منذ ثلاثة أسابيع فقط؟ وبدأنا في تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات داخل الشركة من لوائح داخلية وهيكل تنظيمي وبعض الأمور الأخري المتعلقة بالموظفين والفروع والميزانيات السابقة وأرباح الشركة وحصتها السوقية، والآن نحن في مرحلة اعادة تقييم الشركة من البداية سواء كانت لوائح داخلية أو أنظمة مستخدمة اضافة الي آلية العمل وعلاقة الشركة بالمستثمرين والوسطاء الآخرين والبنوك والصناديق الاستثمارية وهي أمور نحن بصدد إعادة ترتيبها، وسيكون هناك خطة واضحة بعد تجميع المعلومات في الفترة القادمة، وأتوقع أن تسير الأمور أكثر سلاسة خاصة وأن الشركة بدأت نشاطها منذ عام 2003 والآن لديها عملاؤها الموجودون والذين مازالوا يتعاملون مع فريق العمل الموجود سابقاً.
وفي هذا الصدد فقد قمت بتأسيس فريق عمل وهو فريق تأسيسي مستقل عن الفريق القديم الذي مازال يؤدي مهامه وذلك لتأسيس الشركة من الصفر.
كيف تري تجربة إنشاء شركة اسلامية للوساطة المالية وماهي من وجهة نظرك المخاطر والتحديات التي تواجه مثل هذه الشركات؟
- أي منتج اسلامي مصيره النجاح في منطقة الشرق الأوسط عموما لأن المجتمعات التي تعيش فيها مجتمعات محافظة دائما وتبحث عن الحلال سواء من الاسهم أو البنوك، واذا لم يكن هناك بديل تذهب للشركات التقليدية وأيضا في حالة كانت الخدمة التي تقدمها أقل من مستوي الشركات التقليدية ولكن الآن في قطر هناك شركتي وساطة إسلامية تستقطبان شريحة كبيرة من المستثمرين، ولكن في نفس الوقت تحتاجان الي تطوير في الأداء وآليات التداول وتوسيع الرؤية.
هل يستوعب سوق الدوحة دخول أكثر من شركة وساطة إسلامية؟
- الشركات الإسلامية أو المباحة للتداول بالسوق تشكل 8% تقريبا من عدد الشركات المدرجة في السوق ونسبة ال20% الأخري تمثلها البنوك والتي لها ثقل في حجم التداول إلا أنها في النهاية تمثل نسبة قليلة.
ومن احدي المعوقات التي تواجه الشركات الاسلامية أنها لا تستطيع منافسة الشركات التقليدية بنفس المستوي لأن هناك شركات مستبعدة، ولكن نحن نقيسها باستبعاد هذه الشركات من الحصة السوقية.
أذن السوق يستوعب أكثر من شركة لأن الشركة مرخصة للتداول نيابة عن العملاء في السوق القطري، فلا يقتصر علي استقبال العملاء القطريين والمقيمين فقط ولكن يجب عليها استقطاب جميع العملاء من جميع أنحاء العالم للتداول في السوق القطري.
كم يبلغ عدد الشركات المدرجة في البورصة التي تتاجرون في أسهمها وعلي أي أساس؟
- تقريباً 24 شركة، ولدينا هيئة للرقابة الشرعية هي التي تقرر هل المتاجرة في الشركة حرام أم حلال؟ اذا كانت حرام تستبعد أو حلال ينظر في استثماراتها الفرعية الأخري اذا كان لديها ودائع في البنوك أو أي نشاط ربوي آخر بحيث اذا تجاوزت نسبة معينة تمنع من التداول فهيئة الرقابة الشرعية التابعة للشركة الاسلامية للأوراق المالية تقوم بدراسة الشركات من خلال بياناتها المالية وتقوم أيضا بجولات في الشركات لمناقشة بياناتها المالية وعلي هذا الاساس يرسلون كتابا لتوضيح موقف هذه الشركات من حيث التداول.
هل ستقومون بافتتاح فروع جديدة في الفترة القادمة؟
- قريبا سنقوم بافتتاح غير رسمي لفرع سلوي في طريق سلوي وبعد فترة من افتتاحه غير الرسمي نقوم بعمل افتتاح رسمي للفرع وهو مجهز وسيكون الفرع الثالث للشركة، وفي الوقت الحالي لا نفكر في افتتاح فروع أخري الي أن نعيد ترتيب أوراق الشركة من البداية.
قبل توليكم المسئولية في الشركة وجهت اتهامات للشركة بوجود فساد من قبل بعض الموظفين والذي تسبب في خسائر هائلة للمستثمرين؟ ما رأيك في ذلك؟
- كلمة فساد ليست في محلها، والفساد لا يتسبب في خسائر بل يتسبب في انهيار الشركات وقد تكون الخسائر ناجمة عن أخطاء أو سهو من قبل بعض الموظفين، لا أعرف وليس لدي علم بما حدث ولكن أتوقع أن أغلب المشكلات من واقع خبرتي في السوق ناتجة عن أخطاء من قبل الموظفين أو العملاء وهي أمور تحدث بشكل يومي وتتسبب في خسائر للعملاء أحيانا وللشركة أحياناً أخري.
واذا كان العميل علي حق بإمكانه الرجوع الي السوق والذي يلزم الشركة بتعويض، ولو كان صحيحاً هناك فساد لكان السوق تدخل بالتحقيق.
وكيف تتداركون حدوث مثل هذه الاخطاء حاليا؟
- لا توجد شركة وساطة مالية خالية من الأخطاء ونحاول قدر المستطاع تقليل الأخطاء.
وفي العادة هناك نوعان من الأخطاء أحدهما خطأ بشري والآخر خطأ في النظام، والخطأ البشري من الممكن أن يحدث من ناحية الموظف أو العميل، إنما خطأ النظام يمكن حدوثه من نظام الشركة أو من خطوط الاتصال، ونحاول قدر المستطاع تقليل هذه الاخطاء فاتخذنا حلولا مع خطوط الاتصال، وهناك حلول من حيث الأنظمة، بالاضافة الي اجراءات سنقوم باتخاذها لتقليل أخطاء الموظفين بالتدريب وصقل المهارات وأيضا تقليل أخطاء العملاء من خلال تدريبهم وتثقيفهم وكان لدي تجربة ناجحة من قبل في هذا الأمر وسنقوم بعمل أفضل منها.
هل لديكم خطط لتطوير النظام في الشركة الاسلامية للأوراق المالية وكم عدد الصفقات التي يستطيع النظام تنفيذها؟
- ليس لدي خلفية عن عدد الصفقات التي يستطيع النظام تنفيذها، لأن هذا يحتاج الي عمل اختبار عن طريق إرسال أكبر عدد من الأوامر؟ ولكن بالرغم من أن حجم النظام في الشركة صغير إلا أنه يؤدي الغرض في الوقت الحالي وسوف نعمل علي تطوير هذا النظام واذا استدعي الأمر سنقوم باستبداله.
وأري أنه مازال يؤدي المطلوب، وحتي الآن لم أواجه أي مشاكل من قبل نظام الشركة، والمشاكل التي تواجهها بسيطة ويمكن تداركها، ولكنها قد تظهر بشكل واضح في الادراجات، فتجربة الريان التي مرت تظهر النظام الجيد من الرديء، ونحن من ضمن الخطة التي وضعناها عمل اختبار للنظام الموجود لنري ماهي قدراته، وبعد تقييم النظام سوف نعمل علي تطويره اذا كان قابلاً للتطوير أو نقوم باستبداله.
كيف تري المنافسة بين دلالة الاسلامية والشركة الاسلامية للأوراق المالية؟
- من حيث الحصة السوقية نحن تقريبا نستحوذ علي 5% من حصة السوق في الوقت الحالي أما دلالة الاسلامية فتستحوذ علي 7% وهو فرق بسيط، وعندما كنت أعمل في دلالة قمنا بتطوير الانظمة في دلالة الاسلامية وأصبح لها نظام جديد والشركة جاهزة الآن للتسويق والانطلاق أما في الاسلامية للأوراق المالية فنحن نقوم حاليا بعمل دراسة من البداية واذا وجدنا أننا متأخرون من حيث الانظمة أو اللوائح وتسبقنا دلالة الاسلامية بنسبة 1% فليس هناك تخوف وأتوقع بمجرد أن ترتب أوراقنا سنكون منافس شرس لدلالة الاسلامية.
كيف تري ازدياد أعداد الشركات المدرجة في سوق الدوحة؟
- يؤدي الي زيادة القيمة السوقية لرسملة السوق.
وهذا ينعكس علي زيادة حجم التداول، ودائما كلما زادت أعداد الشركات كلما كان هناك فرصة أكبر للاختيار أمام المستثمر؟ فعندما يكون أمام المستثمر شركتان فليس أمامه إلا أن يختار هذه أو ذاك إنما عندما يكون أمامه 100 شركة مثلا يستطيع غربلة هذه الشركات وينتقي أفضلها، أضف الي ذلك أن زيادة أعداد الشركات في السوق يقلل من نسبة المخاطر بالنسبة للمستثمرين بحيث يستطيع تنويع محفظته في عدة قطاعات وفي عدة شركات تعمل في نفس النشاط.
كيف تري ازدياد أحجام التداول في السوق وكيف تقيم وضع السوق حاليا؟
- أري أن هناك اقبالاً من مستثمرين أجانب علي السوق القطري دخلوا عندما كان المؤشر عند ستة آلاف نقطة وأسسوا قاعدة علي هذا المؤشر حتي سبعة آلاف وخمسمائة نقطة تقريبا؟ وهذا كان يشكل فرصة للمستثمرين القطريين للدخول، ولكن للأسف كان هناك عزوف من قبل المستثمرين القطريين بسبب عدم وجود ثقة في هذا الوقت، أما في الوقت الحالي فقد رجع المستثمرون القطريون الي السوق ولذلك نري أحجام التداول قد تضاعفت والسيولة الاجنبية مازالت نفس القيمة موجودة ولكن قلت نسبتها لأن هناك سيولة محلية دخلت السوق فقلت نسبة السيولة الأجنبية ولكن مازالت نفس القيمة تحافظ عليها السيولة الاجنبية بالسوق أما من حيث الاداء فقد أدي السوق أداء جيداً لكن جزءاً كبيراً منه مضاربة أما حجم التداول فتقريبا ثلث القيمة هي السيولة الموجودة والباقي مجرد تدوير للسيولة بعدد ثلاث أو أربع مرات والسيولة الاجنبية تدخل ولا تخرج ولكن السيولة المحلية تقوم بتدوير الأموال ثلاث أو أربع مرات يوميا وهو ما أدي الي ارتفاع قيمة التداول.
ما الذي يحتاجه السوق وشركات الوساطة حاليا؟
- يحتاج السوق الي إدخال منتجات جديدة غير الأسهم كالسندات ويحتاج الي اضافة بعض الخصائص كالبيع الآجل ووقف الخسارة (Short Sell) أما نحن شركات الوساطة فتحتاج الي اضافة خدمات جديدة للحصول علي رخصة مزاولة أنشطة جديدة كإدارة محافظ العملاء وعمل الأبحاث والتوصيات وادارة الاصدارات الأولية وتقديم خدمات الحصص الداخلي.
