أبراج عمان تناطح السحاب
24 أيلول 2008
عمان نت - محمد شما
ما أن بدأت أمانة عمان الكبرى منذ سنتين بتنفيذ المخطط الشمولي للعاصمة عمان، حتى أن هياكل أبنية شاهقة باتت تُرى من أي موقع في عمان.
وتظهر مناطق الأبراج المختلفة كل حسب مواقع حددتها الأمانة، وفق مخططها، فها هما برجي "بوابة الأردن" وأبراج مقترحة في العبدلي وآخر في الشميساني ووادي عبدون ومناطق أخرى يجري العمل على تشييدها تنتظر الانتهاء لتنهض وتناطح سحاب عمان.
ولم تشهد عمان ذات المساحة (1680) كيلومتر مربع من قبل، بناءً ضخما في تاريخها، غير أبنية باتت معالم في ضخامتها فيما لو تم قياسها مع مجمل الأبنية في عمان، فلم تألف العين العمانية غير "فندق الرويال" المقام منذ سنوات قليلة في جبل عمان، سبقه بسنوات "بناية البرج" على مقربة منه، وكذلك مجمع بنك الإسكان في الشميساني، غير ذلك، لم يسجل أي بناء عامودي ضخم في العاصمة.
أربع مناطق يسمح فيها بإقامة الأبراج المرتفعة والأبنية العالية، ضمن المخطط الشمولي والذي يحدد مناطق الأبراج، هي: المركز التجاري الجديد لمنطقة عمان العبدلي وهي المنطقة التي تحوي مشروع تطوير العبدلي في منطقة الشميساني والذي يعتبر اكبر مشروع للأبنية العالية في العاصمة حيث تم إعادة تطوير للمنطقة إذ ستصبح مركز عمان التجاري، ويحتوي المشروع على مبان عالية متعددة الاستعمالات من مكاتب ومواقع تجارية وفنادق ومبان سكنية.
أما الموقع الثاني لإقامة الأبراج فهو في مركز تقاطعات الطرق الرئيسية وفيه أربعة تجمعات مقترحة لإقامة الأبراج عليها، ويمتد من أسفل وادي عبدون على امتداد الجسر إلى الناحية الجنوبية الشرقية إلى نقطة التقاء شارع الأميرة بسمة مع شارع الأمير علي بن الحسين في نقطة تقاطع على شكل حرف y وهو الموقع المقترح لهذا المشروع حيث يعتبر منطقة تكثيف حضري.
فيما الموقع الثالث فسيكون في منطقة بوابة عمان الشمالية، وتقع في الجبيهة بمحاذاة شارع الأردن جنوب طريق الشهيد الدائري، وشرق شارع الملكة رانيا، والذي يخدم منطقة الجامعة ومدينة الحسين للشباب.
وفيما يتعلق ببوابة عمان الجنوبية، وهي المنطقة الرابعة، تمتد من الناحية الشرقية لطريق المطار ومحاط بالطريق الدائري لوادي عبدون وطريق جبل عرفات وهو البوابة الشمالية لمدينة عمان، حيث تقع على التقاطع الذي يفصل المرور باتجاه الدوار السابع والثامن، وسيصبح الحد الشمالي لطريق جبل عرفات شريانا رئيسيا لحركة المرور في عمان، وكبديل لشارع زهران للوصول إلى وسط المدينة، العبدلي، والمناطق الشرقية للعاصمة.
وتتلقى أمانة عمان عشرات الطلبات من مستثمرين أجانب لإقامة أبراج تجارية "وصلت إلى 40 طلباً تقريباً"، على حد قول سمير صبحي، مدير التنظيم والمخطط الشمولي في أمانة عمان.
أثناء ذلك، بات المشهد المألوف، رؤية برجي "بوابة الأردن" أو كما اصطلح عليه شعبيا بين المواطنين "برجي عمرة" وهو المشروع الأضخم حاليا "بوابة الأردن" المكونة من 40 طابقا في أعلى مناطق عمان، عند الدوار السادس.
"لم أعتد على منظر بناء ضخم في عمان باستثناء عدة مباني تجارية"، يقول المواطن محمد بزادوغ الذي يرى في مدينته عمان الذي يعتبرها معاصرة ومقبلة على مرحلة جديدة، ولا يرى فيها سوى جزء من التطور الطبيعي للمدن العصرية.
وتهدف الأمانة من وراء سياسة البناء العالي – على ما قاله الأمين عمر المعاني - الحد من ظاهرة ارتفاع الأراضي في هذه المناطق المحددة وبدلا من جعلها مزادا لمستثمرين سيكون قرار منح شراء حقوق تطوير المباني العالية مبنيا على قرار مجلس أمانة عمان الكبرى.
المهندس المعماري، مجدي أبو عبيد، مدير مكتب إيثار للتصاميم المعمارية، يقول إن هناك مبالغة في بناء الأبنية العالية في عمان، لسبب يراه بالمنطقي "عمان مدينة جبلية، ولا يمكن تخيل الأبنية العالية على تلال الجبال كبرجي بوابة الأردن في الدوار السادس حيث المنطقة الأعلى في عمان".
يتذكر أبو عبيد حينما تم تشييد "مجمع بنك الإسكان" في الثمانينات، حمل من الانتقاد الكثير لكونه كان يقع في منطقة مرتفعة ما يجعله مختلفا عن غيره. أبو عبيد أحد المشتغلين في ذلك المجمع عند إنشائه، يتذكر "كان الناس يقولون لنا تم إضافة جبل ثامن لعمان ذلك لما يمثله من ارتفاع شاهق، من هنا فلا بد من التدقيق أكثر في مناطق الأبنية الشاهقة".
جعفر طوقان، مصمم برجي "بوابة الأردن" يعتبر أن الأبراج "أمر واقعي تفرضه عوامل اقتصادية وليس مجرد وجود خيار فحسب". فالأبراج ليست خيارا "هي أمر لا مفر منه اقتصاديا أمام الارتفاع الكبير في أسعار الأراضي، ولم يكن استثمار الأراضي مجديا طالما أن هناك كثافة في الاستثمار لكن ذلك يكون مشروطا بوجود مخطط شمولي تنظيمي للمدن وتخطيط حضري وهذا ما تقوم به الأمانة".
الأمانة، على حد قول الخبير المعماري طوقان، حددت المواقع المنخفضة في عمان لبناء الأبنية العالية وهي مناطق فارغة وخصصت حولها مساحات واسعة خضراء لأجل تعديل الكثافة السكانية وكذلك لأنها فارغة بالتالي فالمقرر أن تقوم بتأمين الخدمات التحتية من مجاري ومياه وطرق وهذه خطوة تنظيمية ومنطقية للمدن العصرية.
الحافز من وراء المخطط الشمولي – وفق طوقان- هو مشروع بوابة الأردن الذي كان المفاجئة لدى الجميع، ما استدعى الأمانة ومستثمر المشروع بوضع دراسات وتمويل وتنفيذ تلك الدراسات لمواجهة مشكلة كثافة السير والطلب على البنية التحتية لهذا المشروع.