مصرفين بشأن جدولة طويلة الأجل
كفيك : خفضنا مديونيتنا إلى 120 مليون دينار أعدنا هيكلة 35% منها والبقية تأتي
أحمد عقل
كتب محسن السيد:
اكدت الشركة الكويتية للتمويل والاستثمار " كفيك " انها لاتعاني مشكلة سيولة او ملاءة مالية، مشيرة في هذا الصدد الى ان الشركة تمكنت من تسديد جزء من القروض المستحقة، كما دخلت في مفاوضات مع بنوك محلية نجحت على اثرها في تجديد خطوط ائتمان، واعادة جدولة جانب كبير من قروضها قصيرة الاجل وتحويلها الى طويلة الاجل مع فرصة اطول للسداد.
وقال رئيس القطاع المالي للشركة احمد سمير عقل في حوار ل " القبس " : ان الشركة تمكنت من تخفيض حجم قروضها حاليا الى 120 مليون دينار بعد ان سددت 25 مليون دينار من هذه الالتزامات منذ بداية العام الجاري ، مؤكدا على ان الشركة تتمتع بمركز مالي جيد ومريح للغاية في ظل تدفقات نقدية مستمرة تمكنها من السداد والتفاوض مع البنوك من مركز جيد.
واضاف عقل قائلا : تمكنت الادارة التنفيذية الحالية بدعم الادارة العليا والمساهمين من تجديد خطوط الائتمان كافة لمدة عام حيث انتهينا قبل نحو اسبوع من تجديد خطوط الائتمان مع احد البنوك المحلية، في الوقت ذاته دخلنا في مفاوضات مع بنوك محلية لاعادة جدولة قروض الشركة الحالية
وتحويلها من قروض قصيرة الاجل او قروض مدورة الى قروض طويلة الاجل.
وتابع عقل قائلا : احرزنا تقدما جيدا في مفاوضاتنا مع نحو ستة بنوك محلية بدأنا مفاوضاتنا معها قبل فترة، انتهت الاتفاقات فعليا مع بعضها لتتمكن الشركة من اعادة جدولة نحو 35 % من قيمة قروضها الحالية ، وجار التفاوض لاعادة جدولة الجزء المتبقي من القروض قصيرة الاجل وتحويلها إلى طويلة الاجل مع برنامج سداد يتراوح بين 3 الى 4 سنوات ، ونتوقع ان ننتهي من اعادة هيكلة وجدولة 80 % من اجمالي القروض قبل نهاية العام الجاري ، حيث تجري مفاوضات مكثفة حاليا مع بنكين اخرين لديهما النسبة المتبقية والبالغة نحو 65 %.
سيناريوهات
وقال عقل : ثمة سيناريوهان يتداولان حاليا ضمن المفاوضات الجارية بشان اعادة هيكلة النسبة المتبقية، اما أن يتم اسناد المهمة الى بنك واحد قائد ليعيد الهيكلة، او يتم الاتفاق مع بنكين رئيسيين لاعادة جدولة القروض على ان تتبقى نسبة لاتتعدى 15 % تظل كقروض قصيرة الاجل، بيد اننا نميل الى السيناريو الثاني على اعتبار انه يتعين على الشركات بصفة عامة ان تحتفظ بنسبة تتراوح بين 15 الى 20 % كقروض طويلة الاجل للوفاء باستحقاقات استثمارية قد تبدو للشركة في اي وقت.
واشار عقل الى ان نسبة ضئيلة للغاية لاتتعدى 4 % من اجمالي قروض الشركة خارجية مترتبة لصالح مؤسسة تمويل واحدة، بينما البقية لبنوك محلية، ابدت تفهما جيدا مع الشركة لاعادة جدولتها مقتنعة بمركز الشركة المالي الراسخ وتدفقاتها النقدية المستمرة، ما يبعد الشركة عن اية ضغوط من بنوك خارجية او داخلية ويهيئ لها الارضية للانطلاق في مواصلة خطتها التشغيلية حتى في ظل هذه الظروف.
ومضى عقل قائلا : بالاضافة لذلك هناك مفاوضات مكثفة تجرى حاليا للتخارج من اصول نرى انه حان الوقت للتخارج منها بعد ان حققت اهدافها ، مؤكدا ان نوعية هذه الاصول وجودتها وملاءتها لن تدفع الشركة لتكبد اية خسائر او بيعها باقل من قيمها الحقيقية على الرغم من ظروف الازمة المالية الحالية.
واضاف قائلا : هذه التخارجات التي سيتم الاعلان عنها قبيل نهاية العام الجاري وبحد اقصى خلال الربع الاول من العام المقبل والتي تتركز في قطاعات تشغيلية خدمية واستثمارية، ستضمن للشركة تحقيق ارباح جيدة بالاضافة الى تامين تدفقات نقدية جيدة ، متوقعا ان تحقق الشركة بين 40 الى 50 مليون دينار كتدفقات نقدية، وليس ارباح صافية، نتيجة التخارج من هذه الاصول بين ديسمبر من العام الجاري، وديسمبر 2009.
نضوج الأصول
وحول اختيار هذه المرحلة للتخارج من هذه الاصول، قال عقل : نحن نرى ان هذه الاصول قد نضجت جيدا وحان وقت التخارج منها، اضافة الى ان التخارج وتحقيق العائد المالي المستهدف يتوقف على نوعية الاصل وما اذا كان تشغيليا ويؤمن تدفقات نقدية مستمرة ومستقرة للجهة المستفيدة، اعتقد اننا لن نعدم وجود مستثمرين مهنيين يقدرون قيمة هذه الاستثمارات ويرغبون في الاستحواذ عليها ، وهناك مفاوضات متقدمة بالفعل مع اطراف ابدت رغبة لشراء هذه الاصول، مشيرا الى ان احد ابرز فوائد الازمة المالية الحالية انها افرزت فرصا استثمارية مغرية ومجدية ستستفيد منها الكيانات القوية التي ستظل وستخرج من هذه الازمة اكثر قوة، وستمنح هذه الفرص للمستثمرين الجادين ارباحا تفوق توقعاتهم فيما بعد عندما تجنح الاسواق إلى الاستقرار وتنتهي مرحلة التذبذب الحالية شريطة الاختيار الصائب للاصول المشتراة، في ذات الوقت ستغربل هذه الازمة الكيانات الورقية.وردا على سؤال حول توجه الشركة إلى الاقتراض قصير الاجل خلال الفترة الماضية على الرغم من الدخول في استثمارات طويلة الاجل، قال عقل : كانت قروض الشركة قصيرة الاجل تجدد باستمرار، وذلك توجه يحسب للادارة القديمة باعتبار " كفيك " شركة تمويل وجزء كبير من النشاط التمويلي قصير الاجل ، ومن ثم كان التوجه ان تخدم القروض النشاط التمويلي للشركة وليس الاستثماري، بيد انه مع خطة الادارة التنفيذية الحالية التي تركز كذلك على النشاط الاستثماري والاستحواذات، التي بدأناها بالاستحواذ على احدى شركات الوساطة، ونعتز بهذا الاستحواذ، بدأنا توجها مهنيا آخر، حيث ركزنا في البداية على اعادة جدولة القروض منذ مطلع العام الحالي، والدليل على ذلك ما تظهره ميزانية الشركة من انخفاض حجم الديون.
وأكد عقل أن الشركة مستمرة في التوسع، واذا ما عرضت عليها فرصة مواتية في أي من القطاعات التشغيلية التي تبدي اهتمام بها كالقطاعات الزراعية والصناعية والغذائية، فلن تتردد الشركة في الاستحواذ عليها، ولديها الكفاءة المالية والفنية لإتمام مثل هذه العمليات، مشيرا في هذا الصدد الى أن هناك مفاوضات جادة تجري حاليا للاستحواذ على أصول جيدة سيعلن عنها خلال الفترة المقبلة.
محافظ متعثرة
وفيما اذا كان لدى الشركة محافظ متعثرة في قطاع التمويل، أشار عقل الى أنه كان لدى الادارة التنفيذية الحالية توجه جيد في هذا الصدد بدأ بانشاء ادارة متكاملة للمخاطر والائتمان تقوم على متابعة العملاء المقترضين، وقبل ذلك تتأكد من ملاءة العميل وقدرته على السداد في أوقات الاستحقاق، مشيرا في هذا الصدد الى أن أكثر من 70% من القروض المقدمة، هي قروض بضمانات بما يضمن للشركة جدية العميل في السداد، وهو عامل أساسي لقياس جودة القروض المقدمة للعملاء، والدليل على عدم تعثر نسبة كبيرة من العملاء، هو نسبة المخصص في محفظة الائتمان، التي لا تتعدى 2%، وهي نسبة معقولة جدا مقارنة بوضع الأسواق حاليا.
وحول تأثر الشركة بانخفاض قيم الأصول في أسواق الأسهم، قال عقل: بداية أصولنا تتوزع على قطاعات متعددة، ولا نركز استثماراتنا في أسواق الأسهم، حيث تتوزع الاستثمارات بين أنشطة التمويل والاستثمارات المباشرة وغير المباشرة والشركات التابعة والزميلة، وليست لدينا استثمارات في أسواق الأسهم الأوروبية والأميركية، حيث تتركز استثماراتنا في قطاع الأسهم على السوق المحلي وأسواق خليجية معروفة، وتحديدا في شركات تشغيلية كالاتصالات والبنوك الاسلامية والصناعة، وهذه الشركات ان انخفضت قيمها السوقية، فاننا نتوقع مع عودة استقرار الأسواق والاعلان عن التوزيعات انها ستعوض خسائرها وزيادة.
وحول ميزانية نهاية العام الحالي، قال عقل: نتوقع أن تحقق الشركة نهاية العام الحالي أرباحا جيدة تمكنها من توزيع أرباح جيدة أيضا على المساهمين، بما يؤكد سلامة نهج الادارة، ونؤكد أن أرباحنا ستكون تشغيلية بنسبة 80% على الأقل مع بداية قطف ثمار الاستحواذ التي قمنا بها أخيرا، فيما لن تشكل عملية اعادة التقييم طبقا للمعايير المحاسبية الدولية، سوى جزء بسيط من هذه الأرباح قد تتراوح بين 15% و20% على الأكثر.
وأضاف عقل: حققنا ارباحا جيدة في الفترة المنتهية في 30 سبتمبر الماضي، بعد أن حقق سهم الشركة ربحية بلغت 18 فلسا مقارنة بوضع السوق وربحيات شركات الاستثمار المنافسة، من نقاط قوة الشركة في اعادة تقييم معظم استثماراتها لتعكس قيمها العادلة في الدفاتر وأمام المساهمين والسوق.
نقبل شركاء في «كفيك للوساطة» ولن نخرج منها
أشار عقل الى أنه ليس لدى الشركة ما يمنع من دخول شركاء آخرين استراتيجيين في رأسمال شركة كفيك للوساطة المالية، التي استحوذت عليها أخيرا، لتوسيع نشاط الشركة، من دون خروج «كفيك» منها، مؤكدا أن خروج كفيك من شركة الوساطة غير مطروح على الاطلاق، في ضوء ما يؤمنه نشاط الوساطة المالية من تدفقات مالية مستمرة للشركة.
دراسة التحول الإسلامي رفعت إلى «المركزي»
عن تطورات تحول الشركة للعمل وفق الشريعة الاسلامية، أشار عقل الى أنه تم تقديم الدراسة المطلوبة الى البنك المركزي، ويجري حاليا فحص هذه الدراسة، فيما تعقد الشركة حاليا اجتماعات متواصلة مع مستشارها الشرعي لترتيب العقود في القطاعات المختلفة، سواء التمويل أو الاستثمار والتداول الالكتروني والوساطة، لتتواءم مع هذا التطور، لافتا الى أن الأزمة المالية الحالية أثبتت أن الصناعة المالية الاسلامية هي المخرج.
زيادة رأس المال رهن باستقرار السوق
حول زيادة رأسمال الشركة، قال عقل: تأجيل استدعاء زيادة رأس المال كان هدفه اعطاء الفرصة لسوقي الكويت ودبي، المدرجة فيهما الشركة، لحين استقرار هذين السوقين ولدى تماسك السوقين سيتم استدعاء الزيادة.