ترامب: لن نلغي الرسوم الجمركية على الصين إلا في هذه الحالة!
أعاد الرئيس الأمريكيدونالد ترامب التأكيد على موقفه المتشدد من الصين، معلنًا أن الولايات المتحدة لن تُقدم على إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية إلا في حال تقديم بكين تنازلات واضحة وملموسة تصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي. وأوضح ترامب في تصريحاته أن أي تخفيف محتمل لهذه الرسوم لن يكون مجانيًا أو بدون مقابل، في إشارة إلى أن الانفتاح الاقتصادي الصيني لا بد أن يُترجم إلى مكاسب حقيقية لواشنطن.
وفي إطار حديثه عن مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها حول العالم، أشار ترامب إلى أن بلاده ماضية في عقد صفقات تجارية جديدة مع دول أخرى، مع التأكيد على أن تحديد الرسوم الجمركية سيخضع بالكامل لتقدير المصالح الوطنية الأمريكية، مضيفًا: "سنحدد الرسوم وفقًا لما يخدم اقتصادنا، وسنُبرم صفقات وفق شروطنا".
كما لفت دونالد ترامب إلى أنه سبق وأشار خلال فترة رئاسته الأولى إلى وجود ما سماه "فترة انتقالية" ضمن أي اتفاق تجاري جديد، مما يعكس إدراكه لتعقيدات تنفيذ السياسات التجارية وتأثيراتها التدريجية على الأسواق والشركات.
بالانتقال إلى الملف الإيراني، عبّر ترامب عن تفاؤله إزاء تطورات الأوضاع، مؤكدًا أن "الأمور تسير على ما يرام" وأن التوصل إلى اتفاق مع طهران سيكون أمرًا بسيطًا من حيث المبدأ، شرط أن يضمن منع إيران بشكل قاطع من امتلاك سلاح نووي. هذا التصريح يعكس استمرار موقف ترامب المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني، رغم خروجه من البيت الأبيض.
وفي ختام تصريحاته، شدد الرئيس الأمريكي على أن الكثيرين بدأوا يُدركون الآن مدى جدوى وفائدة الرسوم الجمركية في حماية الاقتصاد الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذه السياسات كانت ولا تزال أحد أعمدة استراتيجيته الاقتصادية، التي تهدف إلى إعادة التوازن للعلاقات التجارية الخارجية.
واشنطن تسعى لحوار تجاري مع بكين بشأن رسوم ترامب.. والصين ترد بشروط
أعلنت وزارة التجارة الصينية اليوم الجمعة أن الولايات المتحدة بادرت بالاتصال لبحث إجراء محادثات حول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين، والتي تصل إلى 145%. وأكدت الوزارة أن بكين مستعدة للمناقشات، مما يحيي الآمال في إمكانية تخفيف حدة الحرب التجارية بين البلدين.
وفي بيان رسمي، أوضحت الوزارة أن على الولايات المتحدة أن تبدي استعدادًا لتصحيح "ممارساتها الخاطئة" وإلغاء الرسوم الجمركية الأحادية الجانب. وشددت على ضرورة أن تُظهر واشنطن "حسن النية" خلال المفاوضات.
وحذرت الوزارة من أن "محاولة استغلال المحادثات كذريعة لفرض سياسات إملاء وابتزاز لن تنجح".
وقد أعربت بكين مرارًا وتكرارًا عن استيائها العميق إزاء هذه الرسوم، واصفة إياها بأنها "استقواء" لا يمكن أن تعرقل مسيرة نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم. كما سعت الصين إلى حشد تأييد دولي وشعبي لإدانة القيود التجارية الأمريكية.
وعلى الجانب الأمريكي، أعرب مسؤولون بارزون، بمن فيهم وزير الخزانة سكوت بيسنت والمستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، عن تفاؤلهم بإمكانية تحقيق تقدم في سبيل تخفيف التوترات التجارية.
وكان الرئيس ترامب قد صرح يوم الأربعاء بأنه يرى "فرصة جيدة جدًا" أمام إدارته للتوصل إلى اتفاق مع الصين. وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ المسؤولين الصينيين لاتخاذ خطوات للتكيف مع التغيرات في البيئة الدولية، دون الإشارة بشكل مباشر إلى الولايات المتحدة.
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية اليوم الخميس وعززت مكاسبها بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن إطار لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهو أول اتفاق كبير يُبرم منذ أن فرضت واشنطن تعريفات جمركية استباقية على معظم دول العالم في وقت سابق من هذا العام.
وسجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا قدره 656 نقطة، أو ما يعادل 1.6% إلى 41,770.
كما صعد مؤشر S&P 500 بنسبة 1.6% أو 87 نقطة إلى 5,718 نقطة، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2% أو 352 نقطة إلى 18,090 نقطة.
وأعلن ترامب عن الخطوط العريضة للاتفاق صباح الخميس من المكتب البيضاوي، حيث كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على مكبر الصوت. ووفقًا لرسم بياني نشره ترامب على منصة "تروث سوشال"، ستظل التعريفة الجمركية الأساسية المفروضة على المملكة المتحدة عند 10%.
وأشار ترامب إلى أن هذه النسبة قد تكون الأدنى مقارنة بما سيتم فرضه على دول أخرى لاحقًا، قائلًا: "بعض الدول ستخضع لتعريفات أعلى بكثير لأنها تسجل فوائض تجارية هائلة".
لكن الإعلان التجاري كان خاليًا من التفاصيل الدقيقة، ولم يتم توقيع أي اتفاق رسمي خلال الحدث.
وقال ترامب: "نحن بصدد وضع اللمسات النهائية على التفاصيل"، مضيفًا: "في الأسابيع المقبلة سيكون لدينا اتفاق نهائي شامل".
وقال "ترامب" في مؤتمر صحفي عقب الإعلان عن التوصل لاتفاق تجاري مع المملكة المتحدة: "من الأفضل أن تذهبوا وتبدأوا بشراء الأسهم الآن، فهذا البلد سيكون أشبه بصاروخ ينطلق نحو الأعلى".
وأضاف "ترامب" أن إدارته تُحضّر المزيد من الصفقات التجارية، مشيرًا إلى أن عدد من الدول، من بينها الصين، تريد جميعها التوصل إلى صفقة تجارية.
بلغت المؤشرات الرئيسية أعلى مستوياتها خلال الجلسة بينما كان ترامب يعبّر عن تفاؤله بخصوص المحادثات التجارية الافتتاحية مع الصين، قائلًا إنه يتوقع "عطلة نهاية أسبوع جيدة" لفريق التفاوض الأميركي.
من المقرر أن يلتقي وزير الخزانة سكوت بيسينت وممثل التجارة الأميركية جيميسون غرير مع نظرائهما الصينيين في سويسرا نهاية هذا الأسبوع لمناقشة القضايا التجارية والاقتصادية.
وكان ترامب قد رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، في الوقت الذي خفّض فيه الرسوم "المتبادلة" على معظم شركاء التجارة الآخرين للولايات المتحدة. وقال مسؤولون صينيون يوم الأربعاء إن واشنطن هي من طلبت عقد هذا الاجتماع.
وقال كبير استراتيجيي الاستثمار في CFRA، سام ستوفال: "هناك تفاؤل متزايد بأن التوصل إلى اتفاقات سيكون ممكنًا قبل انتهاء فترة التهدئة المتبادلة في 9 يوليو". وأضاف: "لكن مجرد بدء المحادثات قد يقلل من الضغوط الملقاة على الإدارة الأميركية لإبرام اتفاقات أخرى في المدى القريب".
شهد قطاع التكنولوجيا مكاسب واسعة بعد إعلان إدارة ترامب الأربعاء أنها ستلغي قيود الرقائق التي فرضت في عهد بايدن. وارتفعت أسهم شركة ألفابت بنسبة 2% يوم الخميس بعد أن أصدرت الشركة بيانًا أكدت فيه استمرار نمو استفسارات البحث، في رد مباشر على تقارير صحفية نقلت عن مسؤول في شركة آبل قوله إن عدد عمليات البحث عبر متصفح "سفاري" قد تراجع مع تزايد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
كما ارتفعت أسهم شركة بوينغ بأكثر من 3% بعد أن ألمح وزير التجارة هوارد لوتنيك إلى أن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سيقود إلى طلبية طائرات بمليارات الدولارات من الشركة.
وتأتي تحركات السوق يوم الخميس بعد جلسة رابحة شهدت تقلبات، حيث كان المستثمرون يقيّمون قرار السياسة النقدية الأخير الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي، ويراقبون عن كثب إشارات التقدم في المحادثات التجارية. ولا تزال مخاوف المشاركين في السوق قائمة من أن حربًا تجارية عالمية قد ترفع الأسعار وتزيد من الضغوط التضخمية.