فنزويلا وإيران تستنجدان... بالسعودية
2015-01-12 03:53 pm
خارجية
دفعت الضغوط الاقتصادية إيران وفنزويلا إلى العمل على إيجاد حلول واقعية لإنهاء أزمة تراجع أسعار النفط عالميا وذلك من خلال التوجه للحديث مباشرة إلى السعودية، كبرى الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
ويقوم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بزيارة إلى الرياض بعدما أجرى محادثات في طهران حول تدهور أسعار النفط الذي تراجع إلى ما دون عتبة الخمسين دولارا للبرميل الواحد.
ووصل مادورو في وقت متأخر ليل السبت الماضي إلى الرياض حيث استقبله الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد في السعودية، فيما التقى لاحقا بولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
لكن أغلب التوقعات ترجح أن مادورو يحمل رسالة إلى السعوديين تتمحور حول إمكانية التوصل إلى صيغة مشتركة يمكن أن تساهم في الخروج من الأزمة التي تعاني منها طهران وكراكاس على حد سواء.
وأعلن الرئيس روحاني أثناء لقائه مع مادورو أن “التعاون بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط الذين ينتهجون الخط نفسه سيسمح ولا شك بالقضاء على خطط بعض القوى ضد أوبك واستقرار الأسعار عند مستوى مقبول في 2015”.
ولدى استقباله مادورو، ندد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي بـ”الانخفاض الغريب لأسعار النفط في فترة زمنية قصيرة والذي لا يمكن أن يكون إلا لسبب سياسي وغير اقتصادي”.
وقال خامنئي إن “أعداءنا المشتركين يستخدمون النفط كسلاح سياسي ولديهم بالتأكيد دور في خفض الأسعار”، دون تحديد الجهة التي يُعتقد أنها لا أحد سوى المملكة العربية السعودية.
ستيف هانكيه: فنزويلا سقطت في طاحونة الأسعار
ورغم اتهام إيران للرياض بأنها من يقف وراء خفض الأسعار بشكل عام، ظلت فنزويلا حريصة إلى حد كبير على الابتعاد عن هذا المسلك حتى تحتفظ بفرص التفاوض مع الرياض قائمة. وجاءت لحظة التفاوض مع السعوديين وجها لوجه كما توقعها مادورو الذي اختار المخاطرة بتوقيع اتفاقيات توسيع الارتباط بطهران في كافة المجالات قبل السفر إلى الرياض من أجل التفاوض على ما يراه كثير من المحللين فكا لهذا الارتباط.
وشرعت إيران وفنزويلا في تعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية منذ العقد الأول للألفية الحالية. فقد طور الرئيسان السابقان محمود أحمدي نجاد وهوغو تشافيز هذه العلاقات من خلال التشديد على سياستهما المشتركة المعادية للولايات المتحدة.
ويبدو أن أزمة أسعار النفط الحالية لعبت دورا في إعادة التقارب أكثر بين البلدين، وهو ما ترك انطباعا بأن السعودية بدورها ستأخذ خطوة إضافية بعيدا عن فنزويلا، وأن زيارة مادورو إلى الرياض ليست بالنسبة للسعوديين أكثر من تحصيل حاصل.
وقال ستيفن شابو، المدير التنفيذي لأكاديمية “ترانس أتلانتيك”، إن “إيران وفنزويلا تعتمدان بشكل كبير على بقاء أسعار النفط مرتفعة”. وأضاف “الحاكمان لا يشعران بالمسؤولية تجاه شعبيهما، لذا فمن المتوقع خروج احتجاجات سياسية ضد الحكومة في البلدين، بالإضافة إلى روسيا، قريبا”.
وطبقا لإحصائيات صدرت مؤخرا عن صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الألماني ووكالة فيتش للتصنيف الائتماني، فإن إيران تحتاج ألا يقل السعر اللازم لتحقيق التوازن في الموازنة عن 130 دولارا للبرميل، وفي فنزويلا 117 دولارا، وفي روسيا 98 دولارا.
لكن يظل وضع فنزويلا صعبا نظرا للمشكلات العميقة التي يعاني منها الاقتصاد الوطني من قبل تراجع أسعار النفط.
ويقول ستيف هانكيه، أستاذ الاقتصاديات التطبيقية في جامعة جون هوبكينز الأميركية “الوضع سيئ بالنسبة لفنزويلا على نحو خاص”. وأضاف “لقد سقطوا في المعصرة. هذه ليست تحليلات أو تكهنات، إنها مشكلة واقع”.
وأكد هانكيه “كاراكاس تعاني من عجز مالي ضخم، وسيزيد في الأيام المقبلة إذا استمرت أسعار النفط في التراجع”.