راسة للبروفيسور راغافيندرا
التركيز على الأسهم أفضل من المبالغة بتوزيع الأصول
إيمان عطية
اختيار الأصول بدهاء وحنكة مهارة مهمة لمن يرغب في تحقيق عائدات قوية عندما تعاني السوق من التقلبات. هذه هي على الأقل وجهة نظر أستاذ الادارة في جامعة كامبريدج الذي حلل مزايا هذه الموهبة في دراسة حديثة له.
اذ خلص البروفيسور راغافيندرا راو في الدراسة التي أعدها الى أن خيارات الأصول تسببت في تبديد أو تقلب العائدات بصورة أكبر من خيارات الأسهم في هذه الدراسة، التي أعدت برعاية ادارة دويتشه للأصول والثروات التابعة لغلوبل فايننشال انستيتيوت. جاءت خلاصة ما توصل اليه بعد تحليل محفظة قياسية خلال الفترة ما بين 1991 و2011 ومكونة من %5 سيولة نقدية و%30 سندات و%45 أسهم و%20 أخرى مقسمة بالتساوي ما بين العقارات والسلع.
ويظهر بحث البروفيسور راو أن خيارات الأصول اتسمت بأهمية خاصة خلال حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 وبعد انهيار ليمان براذرز في 2008. الشهران المحوريان الآخران اللذان أثرت خلالهما الأصول على العائدات بصورة كبيرة كانا في أغسطس 1998 عندما تعثرت روسيا عن سداد ديونها ومارس 2000 عند انفجار فقاعة الدوت كوم.
«توزيع الأصول ساهم بشكل كبير في أداء المحفظة العينة خلال الأزمات»، وفق ما كتب البروفسور راو في تقريره بالشراكة مع البروفيسور كونتارا بوكتوانثونغ، بروفسور العلوم المالية في جامعة سان دييغو.
ويضيف قائلا «وبشكل أكثر تحديدا، الفرق بين خامس أفضل محفظة عينة (من أصل 100) وخامس أسوأ محفظة كان %6.05 في فبراير 1991 و%5.53 في أغسطس 1998 و%4.78 في مارس 2000 و%5.36 في سبتمبر 2008».
ويقدم عدم استقرار السوق للمستثمرين الذين يتمتعون بالمهارات فرصا لتحقيق أرباح. أما من هم أقل مهارة فانهم يفضلون الابتعاد عن الاضطرابات.
وعبر فئات الأصول الخمسة التي تم تحليلها، سجلت عائدات الأسهم أعلى نسبة عند %13.8 سنويا خلال العقد الزمني الذي أخضع للرصد، وفق ما جاء في الدراسة.
وحققت السلع ثاني أفضل عائد سنوي عند %12.5 بينما سجلت السيولة النقدية أسوأ عائد عند %1. بسبب انخفاض أسعار الفائدة.
لكن العائدات المرتفعة تصاحبها المخاطر بالطبع. ففي حين تحقق الأسهم أعلى العائدات، تحمل أيضا أعلى نسبة انحراف معياري، المقياس الشائع للمخاطر، عند %17.2. وتحمل السلع أيضا نسبة انحراف معياري مرتفعة عند %12.4.
الترابط أو التوافق في الارتفاع أو الانخفاض ضمن فئات أصول بعينها، تتباين أيضا بشكل كبير وتزداد حدة في أوقات «اضطرابات السوق».
وكما يمكن للمرء أن يتوقع، تتمتع السيولة النقدية والسندات بأعلى مستوى ترابط (%34)، مما يعني أن مصيرهما يميل للارتفاع أو الانهيار بانسجام تام. السندات والأسهم اضافة الى العقارات والأسهم سجلت في الوقت الراهن أدني مستوى ترابط، حيث يقع مستوى الترابط بين زوجي الأصول بحدود %2 – %3. وجاء ترابط السلع مع السندات سلبيا عند %19- لذلك لم يكن أداؤهما متوازيا، كما جاء ترابط السلع مع الأسهم سلبيا أيضا عند -%16 العقارات هي الأخرى ترتبط سلبيا مع السندات في أدائها، رغم أن التفاوت في أدائهما كان أكثر فتورا عند - %8.
وقد تم اختيار مزيج الأصول المتوافقة مع الأوزان القياسية بشكل عشوائي في فترات دورية تبدأ في يناير 1991 ومن ثم حساب العائدات المقابلة خلال الأشهر الـ 12 التالية لكل فترة. وتم تكرار هذه العملية لتوليد 10 آلاف عينة من المحافظ سنويا. وقد تم تحليل وتصنيف العائدات السنوية التراكمية لتلك المحافظ.
كما بحث تحليل البروفسور راو في مستويات التقلب عند اختيار الأسهم بدلا من خيارات الأصول. ووجد أن التقلب في العائدات في هذه الحالة كان «أقل باستمرار من تأثير توزيع الأصول خلال الفترة الزمنية للعينة على مدى عقد من الزمن».
وتوصل الى أنه لم يكن لحرب تحرير الكويت في أوائل 1991 ولا التعثر الروسي في أغسطس 1998 أي تأثير على الطريقة التي يؤثر فيها الاختيار الآمن على أداء المحافظ.
وقد صممت التجربة على الأسواق في بلدان مختلفة ومنها استراليا وألمانيا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة. الأوزان كانت مختلفة قليلا، اذ تشكلت المحفظة من الأسهم بنسبة %60 والسندات %30 والسيولة النقدية %10.
وفي جميع البلدان التي خضعت للتجربة، يشير التحليل الى أن توزيع الأصول أفرز مستوى من التقلب أعلى من الاختيار الآمن.