«السالمية» تتجه لمضاعفة رأسمالها... فهل تسيطر «التجارية» على المشروع؟
هل تترك «الأسواق»... «البوليفارد» لـ «الربع»؟
«البوليفارد» من أكبر المشاريع التجارية والترفيهية قيد الإنشاء
|
كتب رضا السناري |
تتجه شركة «السالمية جروب لتنمية المشاريع» التابعة لشركة مجمعات الاسواق التجارية إلى زيادة رأسمالها بنسبة 100 في المئة، في عمليّة ستكشف الكثير عن المستقبل «المرسوم» للشركة الأم.
وسيكون الاكتتاب بالقيمة الاسمية للسهم فقط 100 فلس، من دون علاوة اصدار، رغم انه يتردد ان القيمة الدفترية لسهم الشركة يقارب 500 فلس.
وتتوزع ملكيات اسهم «السالمية» على 5 مساهمين فقط، تتقدمهم «الاسواق» بحصة 53 في المئة، 20 في المئة منها تعود ملكيتها لصالح شركة الشويخ المملوكة لها، فيما تملك الشركة التجارية العقارية 25 في المئة، و20 في المئة لشركة المتحدة للخدمات الترفهية، إلى جانب نحو 1.25 في المئة لشركة الانماء الزراعية.
وقالت المصادر ان مجلس إدارة «السالمية» يتجه خلال الجمعية العمومية المقرر انعقادها اليوم إلى اخذ موافقة مساهمي الشركة على زيادة رأسمالها من 10 إلى 20 مليون دينار، لغرض معلن هو استكمال تمويل مشروع «البوليفارد»، وهو المشروع الوحيد الذي تمتلكه الشركة.
وكان من المفترض أن ينجز مشروع «البوليفارد» في بداية العام 2011، بتكلفة تقارب 27 مليون دينار، الا ان مصاريفه ارتفعت في مرحلة لاحقة إلى 40 مليون دينار، من دون إنجازه حتى الآن، علما بان شركة وارة المملوكة لقياديين في شركة مساهمة بـ «السالمية» هي الجهة الانشائية المنفذة للمشروع.
وتبرز أهمية توجه مجلس إدارة «السالمية» نحو مضاعفة رأسمال الشركة في الوقت الحالي، لاكثر من اعتبار، فمن ناحية يتردد ان القيمة الدفترية لسهم «السالمية» يقارب 500 فلس، مقابل التوجه لطرح الاكتتاب في زيادة رأس المال بالقيمة الاسمية ومن دون علاوة اصدار، في حين ان الدراسات المالية للشركة تتوقع ان يصل العائد السنوي من مشروع البوليفارد إلى 12 مليون دينار سنويا، ما يعزز استثماريا من قيمة الاكتتاب في زيادة رأسمال هذه الشركة باعلى نسبة ممكنة.
كما انه وفقا للجودة المالية التي يتمتع بها مشروع البوليفارد، فان تحقيق النمو لـ«السالمية» بالاعتماد على الدين المكمل من البنوك والجهات التمويلية يعد في وجهة نظر البعض افضل للشركة، قياسا لتكلفة اصدار زيادة رأس المال.
وهناك من يشير إلى الاثر المالي السلبي الذي يمكن ان يقع على مساهمي «السالمية في حال اقرار زيادة رأس المال من دون علاوة إصدار فيما القيمة الدفترية توازي 5 اضعاف ذلك.
عمليا يكون هذا الاجراء اعتياديا، ولا يثير أي مخاوف، في حال ان الكفاءة المالية لـ «الاسواق» و«التجارية» و«المتحدة» و«الانماء» متساوية لدرجة تمكنها من المساهمة في زيادة رأس المال كل بحصته، اما اذا كانت الظروف استثنائية، وتتعلق بالشركة المالك الاستراتيجي الاكبر في «السالمية»، التي تواجه منذ فترة اسئلة مزمنة حول حقيقة مركزها المالي، ومدى قدرتها الفعلية على المساهمة في الزيادة المرتقبة، فان من شأن ذلك ان يؤدي إلى تنامي المخاوف من ان تؤدي زيادة رأسمال «السالمية» إلى تفريغ «الاسواق» من اصولها التشغلية لصالح بقية المساهمين أو بعضهم.
وبحسب البيانات المنشورة على موقع سوق الكويت للأوراق المالية التي اعلنت اخيرا، سجلت «الأسواق» خسائر بلغت 20.64 مليون دينار خلال 2011، وبلغت خسارة السهم 81.54 فلس، فيما سجلت خسائر بلغت 5.75 مليون دينار خلال العام 2010، وبلغت خسارة السهم آنذاك 22.73 فلس.
وفي حال تحقق التكهنات حول وجود خطط يدفع بها بعض مساهمي «السالمية» باقصاء «الاسواق» عن الاكتتاب في زيادة رأسمال «السالمية» والاكتتاب بحصتها، فان ذلك يقود إلى تقليص مساهمتها في الشركة التشغيلية التابعة، إلى نسبة صغيرة تكاد تكون غير مؤثرة ماليا على البيانات المالية لـ «الاسواق»، وتحديدا قبيل الانتهاء من انجاز «البوليفارد» والبدء في تشغيله كما هو متوقع.
«الراي» حاولت الاتصال بأكثر من مسؤول عن صياغة قرار زيادة رأسمال «السالمية»، لتطرح عليهم المخاوف حول مدى استعداد جميع المساهمين للاكتتاب بكامل حصصهم، فأجاب احدهم بأن الحديث تحديدا حول مدى امكانية مساهمة «الاسواق» في زيادة رأسمال «السالمية» من عدمه سابق لآوانه، ففي حال اقر مساهمو «السالمية» هذا الاجراء سيقوم مجلس إدارة الشركة بمخاطبتهم جميعا في خطوة لاحقة لتبيان موقفهم بشكل رسمي من الاكتتاب.
وقال المسؤول: «لم نحدد موعدا لبدء الاكتتاب لكن بعد الاتفاق على فتح باب الاكتتاب سيكون امام المساهمين فترة لا تزيد على شهر ولا تقل عن 15 يوما للاكتتاب منذ طرحه، وفي حال لم يبد اي من المساهمين الرغبة في الاكتتاب ستطرح نسبته على بقية المساهمين وفقا للقانون».
وحول مدى المقدرة المالية التي تتمتع بها «الاسواق» للاستثمار في هذه الزيادة الاستراتجية، افادت المصادر ان هذا الامر متروك لتقدير مجلس إدارة الاسواق»، الا انها قالت: «ينبغي ألا يكون أي ربح اكثر أهمية من سمعة المساهمين في السالمية والعمل في هذا الخصوص بنزاهة».
ومعلوم ان «الاسواق» تكافح منذ اكتوبر الماضي لعقد اجتماع مجلس إدارة لمناقشة بياناتها المالية والنظر في عودة سهم الشركة إلى التداول الموقوف منذ قرابة 8 اشهر وغيرها من الامور دون جدوى.
يشار إلى ان «الأسواق» اعلنت اخيرا عن إتمام صفقة بيع عقار بمدينة جدة المملكة العربية السعودية المملوك بالكامل لشركة الجابرية الفريدة للتنمية العقارية المحدودة وهى شركة مملوكة بنسبة 100 في المئة لـ «المجمعات» وذلك بمبلغ إجمالي قدره 185 مليون ريال سعودي، بما يعادل 13.8 مليون دينار تقريباً، وقد حققت «الاسواق» ربحا من هذه الصفقة بلغ 3.86 مليون ريال سعودي، بما يعادل 290 الف دينار، لكنها لم توضح توجهاتها بخصوص آلية امتصاص فائض السيولة المحققة من الصفقة.
خريطة المشروع