** تاكسى **

[كوهجي]

لاتطول فضل ..

راح ننسى البدايه

زهايمر مبكر ​

 

[فضل]

انا عندي قناعه ان سواقين التكاسي في جميع انحاء العالم سرسريه
الاااا من رحم الله طبعا

عااااااااش فضل ​

عاد انا اثق بقناعاتك جدا

وكلامك فيه من الواقعيه .. الشىء الكثير

​

الله وناسهـ مغسي فضل ابغي عادي

للاسف خلص

الله يهديج تأخرتى فى الرد لين خلصوه الاوادم ..

​

لاتطول فضل ..

راح ننسى البدايه

زهايمر مبكر ​

عيونى لك يا الشايب


عرفتنى انا منو ..؟!

 

[فضل]

قبل البدء بسرد علاقتي الجديدة بالتاكسى ، رأيت أنه من المناسب

أن أذكر قصة قديمة طريفة تعتبر هي بداية علاقتي بالتاكسى

إذ وبعد شهرين من الزواج ، طلبت زوجتي أن نذهب للتسوق

وحيث إن الزوجين في أول شهور الزواج يعيشان حالة من المثالية

فقد كنت أنطلق إلى المشوار الذي ترغب فيه زوجتي حتى

قبل أن تنطق به ..




انطلقنا نحو السوق ، كطائرين مغردين ، نهمس همسا ، أنا الزوج القائد

والحارس الأمين والمدبر البصير وهي الزوجة المطيعة الخاضعة ..


وصلنا إلى السوق ونزلنا من السيارة متشابكي اليدين ، وعيون العازبات

تكاد تحرقنا ، وتفك التلاحم اليدوي بيننا ..


انطلقنا نجوب محلات السوق المتراصة ، وبدأنا رحلة تبديد المال

فيما نحتاج وما لا نحتاج ، وكان دوري في التسوق الاستشارة والدفع

مع ابتسامة رقيقة ، تلك الابتسامة التي فقدت أثرها بعد بضع سنوات

وحاولت جاهدا عودتها لكنها أصبحت مستعصية كاستعصاء عودة

الأسعار إلى ما كانت عليه ..



بعد جولة طالت في السوق الذي كان عبارة عن مربعات ، كل مربع

مستقل عن غيره في محلاته ومواقف سياراته ، وأحيانا في نوع

البضاعة المعروضة ، أردنا العودة إلى البيت محملين بأكياس دفعت

ثمنها مع تلك الابتسامة التي كاد يطير بها هواء ذلك السوق ..



عندما وصلنا إلى المكان الذي ركنت فيه السيارة لم أجد لها أثرا

وطبعا لابد للزوج أن يكون حاضرا لكل مشكلة ، فمن العيب أن تقف

وتقول سرقت سيارتي ، عليك أن تكون أكثر نباهة وأحسن تصرفا ..



بعد عدة رحلات كر وفر بحثا عن السيارة التي أفسدت رحلة

التسوق اللذيذة ، اكتشفت أننا في مكان مشابه للمكان الذي

أوقفت سيارتي فيه ، وأننا انتقلنا من مربع إلى آخر دون أن نشعر

فقد أفقدتنا لذة التسوق الإحساس بالمكان ..



ومرة أخرى على الزوج أن يجد حلا ، فشرحت الأمر في

هيبة مصطنعة قائلا :

يبدو أننا يا زوجتي العزيزة نسينا أنفسنا ، وانتقلنا من المربع الذي

تقف فيه سيارتنا إلى مربع آخر ، فهل تجدين يا عزيزتي في نفسك

القدرة على المشي لبضع خطوات إلى المربع الآخر ؟



أعطت موافقتها ، فمشينا إلى المربع القريب يحدونا الأمل ، لكن للأسف

لم نجد السيارة



هنا تنحنحت وحركت رأسي وقلت في هيبة مصطنعة : هل تجدين يا ..

وقبل أن أكمل قالت في همس : أنا متعبة !



هنا على الزوج أن يجد حلا ، فطفقت أفكر وأنا أعصر شفتي بابتسامة

تجعل الموقف لا يزال جميلا ..



خطرت لي فكرة ، ولمعت في ذهني كالبرق ، وبمجرد أن رفعت يدي

حتى وقفت سيارة كانت تحمل على جنبها وعلى ظهرها لوحة

كتب عليها : تاكسى ، ركبنا السيارة وطلبت من صاحبها أن يأخذنا

في جولة على مربعات هذا السوق بحثا عن السيارة المختبئة

التي أفسدت علينا لذة التسوق الجميلة ..



وبعد جولة امتدت لدقائق وجدنا سيارتنا تقف في قلق بعد أن غبنا

عنها وطال انتظارها لنا ..



وعدنا إلى بيتنا نحمل قصة جميلة ، أجزم أنها لو حدثت الآن لصارت

مشكلة كبيرة ، هذا إذا وافقت على مرافقتهم في رحلة تسوق ..








يتبع

​

 

[ورد و هيل]

ههههههههههههههههههههههه


ووووووصف حيللل حللللللللو ...

للااايااام الاووووولى للزووووووجين



طائرررين مغرردين --همس -- ايااادي متشااااابكة





من كثر ماااهما مغردين -- ضيعواااا السيااااارة







بانتظااااااار المزززززيد

-












-

 

[بو شيشه]

اي والله حالة الأسواق و أسعارها قبل يا زينها تجذبك تتنزه و تفرفر بالسوق للشراء بعيداً عن الاستغلال

 

[فضل]

ههههههههههههههههههههههه


ووووووصف حيللل حللللللللو ...

للااايااام الاووووولى للزووووووجين



طائرررين مغرردين --همس -- ايااادي متشااااابكة





من كثر ماااهما مغردين -- ضيعواااا السيااااارة







بانتظااااااار المزززززيد

-



-

ايه .. رومانسية شهر العسل ..

​

اي والله حالة الأسواق و أسعارها قبل يا زينها تجذبك تتنزه و تفرفر بالسوق للشراء بعيداً عن الاستغلال

خيره .. عشان ما تكثر فرفرة هناك ..

​

 

[كوهجي]

فضل

..

ذكرتني بحلم صافط السياره ..

وطول الحلم ادور عليها وهم مالقيتها

لو سامع سالفتك من قبل جان خذيت تاكسي

ترا صج ..

بس موضوعك ذكرني بكليله ودمنه مادري ليش ​

 

[away1979]

فضل فيك ميزه واحسدك عليها

تحب تعدل

ومتابعك واستمتعت بقراءة القصة .​

فضل

..

ذكرتني بحلم صافط السياره ..

وطول الحلم ادور عليها وهم مالقيتها

لو سامع سالفتك من قبل جان خذيت تاكسي

ترا صج ..

بس موضوعك ذكرني بكليله ودمنه مادري ليش ​

هههههه وبعد مالقيتها هذا كابوس ​

 

[فضل]

فضل

..

ذكرتني بحلم صافط السياره ..

وطول الحلم ادور عليها وهم مالقيتها

لو سامع سالفتك من قبل جان خذيت تاكسي

ترا صج ..

بس موضوعك ذكرني بكليله ودمنه مادري ليش ​

يمديك تعوض غلطتك بحلم الليله

بس على الله تحصل تكاسى ..

​

فضل فيك ميزه واحسدك عليها

تحب تعدل

ومتابعك واستمتعت بقراءة القصة .

​

ايه اكيد بتستمتع

لانك مثقف من يومنك صغيرووون ..

​

 

[جواهر]

عاد انا اثق بقناعاتك جدا

وكلامك فيه من الواقعيه .. الشىء الكثير

​

للاسف خلص

الله يهديج تأخرتى فى الرد لين خلصوه الاوادم ..

​

ايش هالنحاسه


طيب مافي حب شمسي ولا فصفص
ولاتخاف ماراح ارمي القشر بالتاكسي


قوووو هد

 

[ورد و هيل]

تصدددق فضللل


نظرتي لسائق التاااكسي داااائمااا نظرة احتررراام وو تقددديررر

احس انووو يتعب ووويشقى وااااااايد عشااااان لقمة عيااااله


يعني بصرااااحة ... اعتبر غاالبيه اصحاااب التاااكسي شررررفاء...











-

 

[فضل]

تصدددق فضللل


نظرتي لسائق التاااكسي داااائمااا نظرة احتررراام وو تقددديررر

احس انووو يتعب ووويشقى وااااااايد عشااااان لقمة عيااااله


يعني بصرااااحة ... اعتبر غاالبيه اصحاااب التاااكسي شررررفاء...


-

وجهه نظر .. لا نملك الا ان نحترمها ..

​

 

[فضل]

ما ردة فعلك لو فوجئت أن سائق التاكسى بدل أن يوصلك إلى بيتك

أخذ يسير بك في شوارع لا تعرفها ولأول مرة تشاهدها ؟

وما ردة فعلك لو كنت سائقا لسيارة تاكسى وطلبت منك سيدة أن

توصلها إلى بيتها وفي وسط الطريق فتحت نافذة السيارة وأخذت

تصيح : يا عالم يا ناس .. أنا انخطفت .. سائق التاكسى ده خطفني ؟




أخذ سائق تاكسى ذو بشرة سمراء وجسم بدين

وفي سن الخامسة والعشرين من عمره يبتسم وهو يتذكر

موقفا طريفا ومحرجا مر به ..

أخذ يحكيه وهو يغالب ضحكه وكأنه يؤكد المقولة

التي تقول < البدناء من أظرف الناس > :

كنت أسير في حي الصحافة عندما وجدت سيدة مصرية يبدو من

المعطف الذي ترتديه أنها تعمل في مستشفى ، لما توقفت بالقرب

منها قالت : أسواق الجزيرة لو سمحت يا حضرة

فقلت لها : تفضلي

ركبت السيدة وانطلقت بها ، هنا رن جوالها ، رفعت السماعة لتقول

للمتصل : أيوه يا ممدوح ، دلوقت أنا رايحه للبيت ، أيوه أنا طلعت من

المستشفى .. ح تتأخر كتير اليوم ؟ طيب مع السلامة ..

ولم تلبث دقائق حتى رن جوالها مرة أخرى ، وكان المتصل سيدة على

ما يبدو وظلتا دقائق تتحدثان عن العمل وبعض مشاكله ، وكانت تعطي

السيدة بعض النصائح بأن الإنسان عليه أن يكون قويا ولا يضعف بسرعة

وأن يتحمل الشدائد ، وأن يعالج الأمور بروية وحكمة ..


انطلقت بسيارتي إلى طريق الملك فهد ، وعندما وصلت إلى تقاطع

طريق التحلية استدرت عائدا إلى الشمال مرة أخرى ، ثم دخلت طريق

موسى بن نصير ، ثم توقفت عند إشارة طريق العليا ..


في تلك الأثناء كانت السيدة قد أنهت مكالماتها ورفعت رأسها وأصبحت

تتلفت بطريقة سريعة وعيناها تدوران في كل اتجاه ..

- إنتا واخذني على فين يا حضرة ؟

- أسواق الجزيرة كما طلبتِ ..

- ولكن أسواق الجزيرة مش من هنا !

- إلا من هنا .. بقي إشارة واحدة وتأتينا أسواق الجزيرة على اليمين ..

- على اليمين فين ؟!! انتا خطفتني ..

وفتحت زجاج نافذتها وأخذت تصرخ في السيارات والمارة :

- يا عالم يا ناس ياهووه .. السيد دا خطفني .. يا عالم يا ناس يا هوو ..

الحقوني أنا انخطفت ..



طلبت منها أن تهدأ ، وأخبرتها أننا نسير على الطريق الصحيح نحو

أسواق الجزيرة ، لكنها عادت تصرخ وتقول :

- دا مش طريق بيتي ، أنا بأروح كل يوم من المستشفى لغاية بيتي

اللي عند أسواق الجزيرة ، دا طريق أول مرة بأشوفه !

ورفضت أن أتحرك قيد أنملة ، وبالطبع تجمع حولنا الكثير من الناس

يستفسرون عن حالة الخطف وهل ما تذكره هذه السيدة صحيح ؟


أمسك أحدهم بمقود السيارة ، بينما آخر أخذ يسأل السيدة

وصرخ ثالث يطلب أن يتصل أحدهم بالشرطة ، في حين اكتفى

عشرات الناس بالفرجة ..


كثر الحديث واللغط ، وأصبحت في وسط مجموعة من البشر ، وتوقف

السير عند تلك الإشارة تماما ، وكنت أدعو الله ألا تأتي الشرطة ..


هنا جاءني إلهام ، فقلت للمرأة : حسنا دعينا نتصل بزوجك ونعرف

منه أين سكنك ؟

فاتصلت السيدة بزوجها وبعد حديث قصير أخبرته بحادثة خطفها

فطلب أن يكلمني ..

كان منفعلا في البداية ، وتركته يخرج ما في صدره من غيظ

وبعد أن هدأ قليلا أخبرته أن زوجته طلبت مني أن أوصلها إلى أسواق

الجزيرة ونحن الآن في حي العليا وبقي إشارة واحدة ونصل إلى هناك

هنا صرخ زوجها :

عليا إيه ؟! دحنا ساكنين في منفوحة ( حي شعبي جنوب الرياض )

في عمارة تحت منها محل تموينات اسمها ” أسواق الجزيرة “ ..


عدت أقول : وما ذنبي إذا كانت زوجتك لم تذكر لي حي منفوحة

عاد يقول زوجتي لسه واصلة من مصر يجي أسبوعين وكل يوم

متعودة تركب معاي وحنا رايحين للبيت ، اليوم أول مرة ترجع لوحدها

أصل أنا طبيب وعندي وردية الليلة ، والمدام ماتعرفش من الرياض

إلا أسواق الجزيرة اللي تحت البيت ..!



​

 

[الذيبة]

7
7
7



فــضــــل


لا زال شلال قلمكـ عذب يعجبني ويرويني

دائماً جميل وتحمل كتابات سمو الفكره

آنت مختلف واختلافك هو سر نجاحك


تقبل كل الود والتقدير



الــذييييــبــه


.​

 

[فضل]

7
7
7



فــضــــل


لا زال شلال قلمكـ عذب يعجبني ويرويني

دائماً جميل وتحمل كتابات سمو الفكره

آنت مختلف واختلافك هو سر نجاحك


تقبل كل الود والتقدير



الــذييييــبــه


.​

الذيبه ..

اشكرك من كل قلبى على كلامك الجميل بحقى

دمتى لنا اخت عزيزه ..

​

 

[كوهجي]

شر البلية ..

ما يضحك ​

 

[فضل]

لم يتقبل المجتمع قيادة السعودي لسيارة التاكسى ، وبات الراكب يخافه ، والمرأة تهرب منه

طبيعة المجتمع فرضت هذا التعامل ، فالمجتمع السعودي معروف أنه منغلق على بني جنسه

منفتح مع الأجنبي ، فيمكن لأحدهم أن يقول للأجنبي ما لا يقوله لابن بلده ..


وقد وجد السائق السعودي صدودا ومعاناة في إقناع المجتمع بأنه أهل بالمحافظة على كرامة

الوطن وعرضه وأمنه وأسراره ، يقول أحدهم :

في بداية قيادتي لسيارة التاكسى لم يكن الطريق مفروشا بالورود ، لا أحد يريد أن يركب مع

سائق سعودي ، الغترة والعقال والثوب كفيلة بهرب الزبون ، فتظل تدور وتدور بلا فائدة

الرجال يركبون معك في مرات قليلة ، بينما النساء معرضات تماما ..


وجدت الحل في لبس بنطلون وقميص ، وتصنع بعض الحركات الجسدية كما يفعل سائقو التاكسى

من شبه القارة الهندية ، تحريك الرأس أفقيا ، ونطق بعض الكلمات العربية بلكنة مكسرة

وعدم الدخول معهن في حديث ، إضافة إلى عدم المبالاة من أي حديث يقال حتى لا أثير الشكوك


سارت الأمور بهذه الطريقة على ما يرام ، تركب الواحدة منهن ، وتطلب مكانا معينا ، وأستلم

المبلغ وانصرف إلى حال سبيلي ، لكني لن أنسى تلك المرة التي وقعت فيها دون أن أدري ..



فذات ليلة كنت واقفا بسيارتي أمام سوق تجاري ، فظهر ثلاث سيدات سعوديات ، تقدمن نحوي

وقالت إحداهن : مخرج تسعة يا صديق ؟

هززت رأسي وأشرت إليهن بالركوب ، وانطلقت بهن ..

كانوا يعتقدون أنني غير سعودي باللباس الذي ألبسه وببعض الحركات التي طبقتها وأقنعتهن بها

وعندما ركبن كن يتحدثن قليلا ويضحكن كثيرا ، يتذاكرن مواقف مررن بها ، فيضحكن

حتى ظننت أن لا حزن في حياتهن ..


فجأة انقلب الحديث إلى أزواجهن ، وهنا بدأت كل منهن تجتر الكآبة ، قالت الأولى : زوجي يهملني

عندما يعود من العمل يتغدى وينام ، وعندما يستيقظ المغرب ، يطلب قهوته ، ويظل يصرخ بأني

مهملة لبيتي وأولادي ، ثم يبدأ يهجم على الأولاد يضربهم لأتفه سبب ، وعندما يمل أكون قد

جهزت سلة فيها القهوة والشاي والتمر وبعض المكسرات ، ويخرج من البيت ، ولا يعود إلا عند

الفجر , وبالطبع يجب أن أكون مستيقظة وفي انتظاره وإلا سبني وشتمني وأنزلني أسفل سافلين ..

رققت لحالها ، تمنيت لو ألتقي بزوجها ثم ألقنه درسا لا ينساه ، وقطع حبل أمنياتي صوت الثانية

وهي تقول :

زوجك في حل عند زوجي ، زوجي لا يٌرى أبدا ، ما يعود من سفر حتى يذهب إلى آخر ، وإذا سألته

إلى اين قال لي : عمل .. وإذا قلت له اي عمل يجعلك تسافر باستمرار قال لا شأن لك بذلك ..

ثم يصفني بالجاهلة وغيرالفاهمة ، مع أن سفرياته واضحة ، وخاصة مع كثرة ما يصيبني

من التهابات تناسلية كثيرة ..

كرهت زوجها ووددت لو أطبق بيدي على رقبته ، حتى يدرك قيمة العفة ، ومدى السعادة في

طريق الهداية ..

هنا أطلقت الثالثة ضحكة صغيرة وكأنها تريد أن تبدد الحزن الذي ساد السيارة ، ثم قالت :

” شكلكم تبون تكرهوني في العرس ” ؟!




وصلنا إلى مخرج تسعة ، وكان لزاما علي أن أختار إما اليمين جهة حي القدس أو اليسار

جهة حي غرناطة ، هنا سألتهن بلهجتي العادية : هذا مخرج تسعة .. وبعدين ؟

صرخ الثلاث في آن واحد وقلن : يمه .. سعودي ؟!!





​

 

[لولوة]

فضل مبدع
اسلوب مشوق لسرد القصة بانتظارك لتكمل ولن اقول

باقي القصة لاني لاأحب اضع لها نهاية لتمتد ونحن معك نتابع 





​

 

[فضل]

فضل مبدع
اسلوب مشوق لسرد القصة بانتظارك لتكمل ولن اقول

باقي القصة لاني لاأحب اضع لها نهاية لتمتد ونحن معك نتابع 





​

لولوه ..


انا سعيد لمتابعتك وتشجيعك


بس للاسف ، كل شىء له نهايه ..

​

 

[فضل]

لفت نظري سائق التاكسى هذا عندما ركبت معه ، لمحة حزن

تكسو وجهه ، تلمحها في اللحظات القصيرة التي تستطيع فيها

أن ترى وجهه ، يستعمل غترته كلثام يخفي به وجهه ، و يتعاهده

كلما انزلق من مكانه ، حركات مرتبكة تصدر منه ، ونظرات سريعة

يرمقك بها في غفلة منك ، خمنت أن وراء كل ذلك قصة ما ..


- كيف حالك ؟

- بخير ..

- الجو حار اليوم ..

- جدا ..


حاولت فتح حوار معه لكنه كان متحفظا ، يرد على أسئلتي باقتضاب

وطريقته هذه أثارتني ، جعلتني أجزم أن خلف ذلك قصة ، ولكن مهلا

فقد يكون الرجل مريضا نفسيا ..


تفسير ثانى جاءني وجعلني أشعر بقلق ، فقد يكون الرجل مجرما

وهاربا من يد العدالة لذا فهو يخفي وجهه عن الركاب والناس !

لكني تراجعت قائلا : هذا من تأثير قراءة الروايات ومشاهدة الأفلام !



فتح الراديو وكأنه يخبرني بطريقته أنه لا يريد الحديث معي

سكت ونظرت إلى الجانب الآخر ورأسي يدور ، أعرف نفسي لا يمكن

أن أتجاهل أمرا كهذا ، لست صحفيا ولكن لدي فضول ، وفوق هذا فأنا

لست في حاجة إلى هذا المشوار ، فقد ركبت معه رغبة مني في

كشف المزيد عن حياة سائقي هذا التاكسى ..



الأخبار تتوالى من المذياع ، لطالما سألت نفسي : لماذا الأخبار السيئة

هي التي تذكر ؟ تصادم قطارين .. غرق سفينة .. تحطم طائرة ..

فيضان نهر .. زلزال يدك مدينة .. بركان يهجر الآلاف ..


من يسمع الأخبار أجزم أنه لن يبتسم بعدها ، وإن كنا بدأنا نشعر

باللامبالاة ، فقد فقدنا الإحساس بهذه المصائب ، كما فقد الأطباء

الإحساس بالمرضى وآلامهم ..


قلت : المصايب في كل مكان ، الحمد لله بلادنا آمنة ولله الحمد ..!

لم يتكلم ، بل وكأني لم أقل شيئا !

كان يركز نظره على الطريق وكأن لا أحد معه !



طال الصمت ، كنت مهيأ لمقابلة مثل هذه المواقف ، لكني لن أستسلم

سأناضل ، سأخرج من هذا المشوار ولو بوصف غموض هذا الرجل ..



المذيع بدأ يسرد الأخبار الاقتصادية ، وصف سوق الأسهم السعودي هذا

اليوم بأنه في نزول وأنه بدأ يفقد نقاطه التي حققها في اليومين الأخيرين

زفرت وقلت :

هذا السوق غير طبيعي ، مرة في الأعلى ومرة في الأسفل

صرخ :

بل مرات في الأسفل ، لقد قضوا علينا ووضعونا على الحديدة ..



أخيرا تكلم الرجل ، فرحت في داخلي ، مشواري هذا لن يذهب سدى

لكن علي أن أجعله يتكلم حتى النهاية ، سأتركه يتكلم ولن أقاطعه

ما لم يسكت ..


- هل تضارب في سوق الأسهم ؟

سألني وهو يلتفت إلي بوجهه الغامض ولأول مرة أشاهد وجهه بتمعن

عيناه الزائغتان تحولتا إلى حادتين تكادان تمزقانني ، قلت :

للأسف ليس لدي نشاط تجاري فأنا ..


قاطعني وبدأ يرتفع صوته : لقد سرقوا نقودي ، هذا سوق مجنون

تديره أيدٍ خفية ، امتصت أموال الناس ، الناس انجنت يا شيخ

ما شفت اللي مشى بفنيلة وسروال ؟

ما شفت اللي دخلوا مستشفى المجانين ؟!

العالم تضررت وتشكي وما من مجيب !


تجرأت وسألته : وهل تضررت كثيرا ؟

صرخ : يا أخي قلت لك ضاعت فلوسي ، يا شيخ أنا كنت أملك

أربعمائة ألف ريال ورثتها من أبي الله يرحمه ، وكان السوق في بداية

ارتفاعه ، شغلت الفلوس بشكل ممتاز وحققت أرباح لا أحد يصدقها !


هل تصدق أن الأربعمائة صارت مليونين وثلاثمائة ألف ؟!

طبعا ما راح تصدق ، لكن هذا ما حصل ، لكن الطمع أعماني

أخذت قرض تسهيلات بمليونين حتى أضاعف رصيدي ، وبمجرد مرور

أسبوع واحد فقط ، هوى السوق وصار كل يوم ينحدر إلى الأسفل

مثل ما يقول هذا المذيع بدا يفقد نقاطه ..


اتصل بي البنك وقالوا إنهم راح يبيعون أسهمي حتى يسترجعون

فلوسهم ، لكني طلبت مهلة ، لأني توقعت عودة السوق في أي لحظة

لكن السوق كان ينهار يوم بعد يوم ، وأنا كل يوم نفسيتي تتدهور معاه

ولم أكن في وضع نفسي يجعلني أقرر شيء ..


تعبت أكثر ودخلت المستشفى ، وجلست فيه عشرة أيام ، وبعد ما

خرجت وجدت أن البنك باع كل أسهمي ..

وخرجت من السوق بسبعة وثلاثين ألف ريال ، شريت بها سيارة تاكسى

الحمد لله على كل حال ، لكن صدقني المصيبة علي كبيرة

والمصيبة الأكبر زوجتي اللي تركتني بعد ما صرت على الحديدة

وما وقفت معي في أيام شدتي وأنا اللي كنت أعطيها فلوس بمناسبة

وبدون مناسبة لكن النفوس ما تبين إلا في هالمواقف ، وما وقف معي

إلا أخوي اللي فتح لي بيته ، وطبعا صعب أشاركه وعياله البيت

وسكنت في الملحق عنده ، وأعيش من خيره ، وأنا الآن ما عندي وظيفة

وأترزق الله بهالتاكسى ، وطبعا أخوي ما يدري عني لأني أوقف التاكسى

في مكان بعيد عن البيت ..


الدنيا علمتني الكثير ، واستفدت منها الكثير ، لا تثق في كلام أي

أحد يقول أنا فاهم وعارف كلهم طلعوا أي كلام يوم نزل السوق ولا واحد

توقع نزوله بهالشكل ، صحيح إن فيه ناس توقعت نزوله لكن ما فيه

ولا واحد توقع نزوله بهالشكل ، حسبنا الله على من كان السبب ..


**

في المساء كنت أفتح الحاسب وأدون هذه القصة ، قصة مؤلمة بالفعل

لكني تمرنت على القصص المأساوية ، كما تمرنا على سماع الأخبار

المفجعة ، وقررت أن أكتبها بلغة بسيطة بل وبنفس الكلمات التي كان

يصرخ بها الرجل الغامض ، فهي أبلغ من كل كلام منمق ..







يتبع

​