فضل
عضو مميز
يقول احدهم ..
إننا لو نظرنا إلى التاكسى وطريقة عمله لعرفنا أنه جهاز ليس بالسهل أبدا
فهو ينقل جميع أطياف المجتمع ، ويعرف الأحياء والحارات والشوارع
ويتعامل مع مختلف النفوس ، ويعرف الطباع والشخصيات ويتحدث مع الصغير
والكبير والذكر والأنثى ..
وهو عالم غامض مثير ، يجذبك كي تحاول أن تعرف أسراره وتكشف غموضه
ومحاولة كشف خبايا أولئك السائقين ستكون مغامرة جميلة ..
لذا قررت أن أكون راكبا وأنطلق في مشاوير قد تكون أحيانا وهمية من أجل
الحصول على موقف أو قصة أو شيء يكشف ذلك العالم الخفي ..
وبعد رحلة استمرت شهورا خرجت بتجربة فريدة وبقصص متنوعة ، بل إن بعضهم
حكى قصته وكيف وجد نفسه سائقا لهذا التاكسى ..
ولم يكن الطريق مفروشا بالورود بل كنت في أحيان كثيرة ، أركب مع أحدهم وأطلب
مشوارا بعيدا لعل الحديث يطول بنا وأحصل على معلومات كثيرة ، لكني في النهاية
كنت أنزل دون أن أظفر بجملة واحدة أستفيد منها ..
لقد تعاملت مع نفوس كثيرة ، فمنهم من يشك فيك وفي مهمتك ، ومنهم من يظن
أنك صحافي ، ومنهم من يظن أبعد من هذا فيردد على مسامعك جملة : الله يشفيك ..
وقد كنت أستخدم وسائل عدة في الحديث مع سائقي التاكسى ، وهي إما الركوب معهم
أو الذهاب إلى تجمعاتهم في سوق أو مستشفى والحديث معهم مباشرة ، والأمل يحدوني
بالعودة إلى البيت بشيء أفتح حاسوبي وأدونه في سباق مع الزمن ..
وقد كان تركيزي على السائقين المواطنين أكثر ، دونما إهمال للجنسيات الأخرى
فالمواطن وكما لمسته يمكنه أن يقف ويتوجه معك إلى مقهى مناسب كي يحكي لك قصته
بل ويطلب رقم موبايلك كي يتصل بك ليمدك بما قد يستجد له من مواقف مختلفة ، بينما
الأجنبي لا وقت له للجلوس والحديث فهو في سباق مع الزمن لكسب لقمة العيش ..
وقد اخترت أن أسرد المواقف والقصص دون أن أذيلها برأيي أو أن أعلق عليها
تاركا للقارئ حرية فهم القصة وتحليلها كما يحب دون تدخل مني ، حتى أترك للقارئ
الإبحار والانغماس في القصة أو الموقف ..
يتبع