نيويورك تدخل عصر "سوق الدب" وتمثال الثور في برودواي بدون معنى
التشاؤم يخيم على أجواء الاقتصاد الامريكي والتعافي الصناعي بات بعيدا
الأربعاء 07 ذو القعدة 1432هـ - 05 أكتوبر 2011م
صورة لتمثال الثور في نيويورك
دخلت البورصة الأميركية رسمياً أمس عهد "سوق الدب" وهو تعبير يستعمله المستثمرون الأميركيون للاشارة الى أن الاسواق مستمرة في الانخفاض وسط سيطرة جو من التشاؤم مع استمرار عمليات البيع للاسهم والسندات .
وقد بدأت الأسواق الاميركية بالتراجع منذ أواخر الربيع، لكنها اقتربت من الانخفاض بنسبة 20 بالمئة مقارنة بأعلى قيمة لها في 29 ابريل الماضي قبل أن تعود للارتفاع في اللحظة الأخيرة في سوق التعاملات. ويعتبر انخفاض الأسهم بنسبة 20 بالمئة هو علامة تقنية لتسمية "سوق الدب" وهي اشارة تبعث مخاوف حقيقية للمتعاملين أكثر مما قاله مؤشّر "ستاندرد اند بورز" حول تصنيف الولايات المتحدة الامريكية ، فتراجع هذا المؤشر بنسبة 20 % هو نذير شؤم للمستثمرين حيث يرون فيه علامات ركود اقتصادي كالذي مر على الولايات المتحدة في العام 1948.
في هذا الصدد يقول الخبير سام ستوفال من مؤشر اس اند بي "ان الأسهم عندما بدأت مرحلة الانخفاض قبل سبعة أشهر فهو مقدمة على ان مرحلة الركود اتية كما ان المؤشر عندما يصل في انخفاضه لاكثر من 30 بالمئة، فهذا يعني ان الاسواق تنتظر خسارة اضافياً بنسبة 10 بالمئة.
ويعتبر المستثمرون في أميركا ان ترددات مشكلة الديون اليونانية وفشل الأوروبيين في حلّها تصلهم يومياً، ولعل انخفاض أسهم "بنك أوف اميركا" و"سيتي بنك " وهما المصرفان المرتبطان باستثمارات أوروبية دليل على التاثير المباشر للازمة الاوروبية.
ويؤكد خبراء السوق "ان الأمر متعلّق بالاخبار الايجابية من أوروبا لكي تطمئن المستثمرين، فلو جاءت هذه الاخبار الجيّدة لانقلب الشعور العام في أمريكا ".
لكن ظروفاً اقتصادية أخرى تدفع المستثمرين الى التشاؤم وأهمها ان مؤشر التصنيع ارتفع في الربع الثالث من العام كما استمرّ المصنعون في تشغيل اليد العاملة لكن الطلب على المنتجات ما زال في انخفاض، وهذا ما يسبب رعباً حقيقياً لدى المستثمرين وتوحي هذه المؤشرات الى ان المصانع الاميركية ستتكبد خسائر اضافية بسبب استمرار الانتاج مما، سيسبب تسريح اعداد كبيرة من العمالة ويزيد من ارتفاع نسبة البطالة لاعلى مما هي عليه اليوم.
من جانبه زاد رئيس الاحتياطي الفدرالي بن برننكي من تشاؤم المتعاملين في الاسواق عندما قال "ان تعافي الاقتصاد كان أضعف مما كان يأمله البنك المركزي الاميركي ، في حين أكد مسؤولون في الاحتياطي الفدرالي ان النمو أبطأ مما كان عليه في شهر يونيو الماضي".
وكانت الاسواق في نيويورك تنتظر تصريحات مهدئة للمخاوف ورغم تفاعلها مع ما يقوله برننكي الا ان الانخفاض بات هو المهيمن لكنه اكد ان مجلسه سيتدخل بحوافز ستساعد السوق في الانتعاش لو بقي الوضع على حاله او في حال اصيب بانتكاسات اضافية.
برننكي الذي كان يتحدث الى لجنة مشتركة من الشيوخ والنواب الأميركيين، أصرّ على سيطرة الحكومة الاميركية على مشكلة الديون وحذّر الكونغرس من خفض التمويل ومن رفع الضرائب بسرعة لان كل ذلك سيؤذي الاقتصاد الضعيف.
نعم، انه اقتصاد ضعيف، ولا يشبه "الدب" في الأسواق الاميركية الا في حالة واحدة .. هكذ تقول موسوعة اقتصادية استعنا بها لكتابة هذا المقال حيث ان تعبير "سوق الدب" جاء من كون الدب عندما يهاجم خصمه فإنه يمرّغ الارض بمخالبه ويهاجم على عكس الثور، فالثور عندما يهاجم فإنه يرفع قرنيه عالياً. من هنا جاء تعبير "سوق الثور" وتعني ان الاسواق ترتفع وانها ستبقى على ارتفاع.
لو زار أحد مدينة نيويورك وكان يمرّ في شارع برودواي في منطقة وول ستريت فسيجد وسط الشارع تمثالاً برونزياً لثور ضخم وهو رمز للأسواق في حالة انتعاش وارتفاع، كما انه يرمز للارباح التي يجنيها المتعاملون من البورصة. طبعاً ليس في هذه الايام، وربما لن يقف بجانب الثور أحد هذه الايام لالتقاط صورة تذكارية بسبب انتكاسة السوق .