plus q8
عضو نشط
- التسجيل
- 21 يونيو 2010
- المشاركات
- 2,043
مقالات ذات صله
بين مرشد البذال ومحمد السديري
يقول مرشد البذال كان بيني وبين السديري مراسلات شعرية وكانت وسائل الاتصال آن ذاك قليلة فالمراسلة عن طريق البريد أو الأشخاص وكنت اتمنى مقابلة السديري والجلوس معه وهذا تقريبا عام 1962م، وفي يوم من الأيام سمعت خبرا أن السديري مريض ثم قيل لي إنه في المستشفى وحالته خطرة ثم قيل بانه توفي ولم يصلني تأكيد لذلك فبعثت إليه بالقصيدة التالية لأتأكد من الخبر نورد الشاهد من القصيدة ومن ثم رد الأمير محمد السديري ومن ثم نواصل الموقف يقول مرشد البذالي:
اليــــوم في قلبي من الوجد لهّاف
اخطِّف أخبار الطراقي تخاطيف
سمعت علم حط بالقلب رجاف
ومسيت من علم الخطر خارب الكيف
ياسعود لعله خبر كل مذهاف
ما كان ينسب من رجالٍ عواريف
النوم والمطعـوم والضحك ينعاف
لين افهم المعنى بكل التواصيف
ياليتني لسراء الأخبار كشاف
إلين اسنع وش خبر مكرم الضيف
إما لقيته مثل حـرٍ إبمشراف
ولا صفقت الكف بالكف تصـريف
الى قوله:
لي صاحبن يحسد عواريض الأصراف
سمعت علم عنه مكروه ومخيف
ياسعود شفي كان ردت للاشفاف
علم ينظف مخزن الشك تنظيف
يقول مرشد البذال وبعد شهر وصلني الرد من السديري فكانت منه بعض هذه الابيات :
يقول من هـو ناويٍ يتبـــع القـاف
طارٍ عليه يصرف الشعـر تصريـف
ما عن في قلبه هوى سمر الاغـداف
نجل العيـون مخضبات الاطاريـف
قلته ونامن بيـن وديان الاشراف
بالمرتفع بين الجبال المقانيف
جسمي بها كنه علـى جال ميهاف
وهاجوس قلبي ناحـرٍ يمـة السيـف
تسابـقٍ قلـبي هواجـيـس ارداف
والليل طال وحنَّ قلبي علـى الكيـف
الى قوله:
ياحسين شب النار واسرف بها اسراف
حتى يصير الجمر فيهـا مشانيـف
ومن حب خولان الخضر هاته اجزاف
واحمس ونسفها على الجمر تنسيـف
الى قوله:
اثر العلوم إضعاف وعلومها إضعـاف
وقواههـم للشيـن دايـم غـواريـف
أنا بفضل منزل آيات الأحقاف
لاجٍ بظله عـن هيـوب العواصيـف
يقول مرشد فرحت فرحا شديدا بالرد وتكذيب الخبر وبعد سنوات وعندما سكن السديري مزارعه (الحقيات) نويت الذهاب إليه لما في نفسي من حب وشوق له فذهبت من الكويت ومعي صديق لي عازمي فوصلنا مزارعه رحمة الله عليه وإذا هو في بيت الشعر أمامه الدلال والنار فلما نزلنا من السيارة قام فلما سلم عليه العازمي قال يا أبا زيد هذا صديقك مرشد البذالي قال فأخذ كل واحد منا يقبل الثاني ويبكي وكل يقول للآخر احمد الله على أن رأيتك قبل الموت يقول مرشد مكثنا عنده عشرة أيام وكل ليلة يمتلىء الديوان من الشعراء والرواة حتى منتصف الليل ليلة يقلط خمس او ست ذبائح وليلة حاشي وليلة طيور لا أعرف انواعها، وبعد عشرة أيام وبإلحاح طلبنا السماح بالسفر وعندما تناولنا القهوة والريوق كما قال مرشد وهممنا بالتوجه للسيارة وإذا به يحضر بدقية جديدة ويعطيها للعازمي ويخرج لي صرة من النقود فأقسمت بالله العظيم لا آخذ ريالا واحدا وقلت له انني اعتبر من أكبر تجار الكويت وعلي الحرام أنني لم آت إلا لمحبتك فبعد ما اقنعته، فإذا به يرمي بها على خوي العازمي ويقول هذي من نصيبك يافلان ثم ودعناه وذهبنا، رحم الله السديري ومرشد البذالي وصدق السديري في قوله:
إن كان صار المال بيدين الأنذال
حنا من المعروف تندا يدينا
وان صارت الشيمة بدينار وريال
حنا نزلنا سوقها وشترينا
نعطي ولا نتبع عطانا بالأقوال
نعطي ونسكت كنّنا ما عطينا
رحمهما الله جميعا فقد كانا رمزين شعريين كبيرين وعلمين من أعلام الجزيرة العربية